المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سلوا قلبي



شام
18-09-2005, 23:43
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخوة والأخوات :
سلوا قلبي من أروع القصائد التي جاءت على مدح الحبيب عليه الصلاة والسلام للشاعر أحمد شوقي :






سَلو قَلبي غَداةَ سَلا وَثابا= لَعَلَّ عَلى الجَمالِ لَهُ عِتابا
وَيُسأَلُ في الحَوادِثِ ذو صَوابٍ= فَهَل تَرَكَ الجَمالُ لَهُ صَوابا
وَكُنتُ إِذا سَأَلتُ القَلبَ يَومًا = تَوَلّى الدَمعُ عَن قَلبي الجَوابا
وَلي بَينَ الضُلوعِ دَمٌ وَلَحمٌ= هُما الواهي الَّذي ثَكِلَ الشَبابا
تَسَرَّبَ في الدُموعِ فَقُلتُ:وَلّى= وَصَفَّقَ في الضُلوعِ فَقُلتُ: ثابا
وَلَو خُلِقَتْ قُلوبٌ مِن حَديدٍ= لَما حَمَلَتْ كَما حَمَلَ العَذابا
وَأَحبابٍ سُقيتُ بِهِمْ سُلافًا= وَكانَ الوَصلُ مِن قِصَرٍ حَبابا

وَكُلُّ بِساطِ عَيشٍ سَوفَ يُطوى= وَإِن طالَ الزَمانُ بِهِ وَطابا
كَأَنَّ القَلبَ بَعدَهُمُ غَريبٌ= إِذا عادَتهُ ذِكرى الأَهلِ ذابا
وَلا يُنبيكَ عَن خُلُقِ اللَيالي= كَمَن فَقَدَ الأَحِبَّةَ وَالصَحابا
أَخا الدُنيا أَرى دُنياكَ أَفعى= تُبَدِّلُ كُلَّ آوِنَةٍ إِهابا
فَمَن يَغتَرُّ بِالدُنيا فَإِنّي= لَبِستُ بِها فَأَبلَيتُ الثِيابا
جَنَيتُ بِرَوضِها وَردًا وَشَوكًا= وَذُقتُ بِكَأسِها شَهدًا وَصابا
فَلَم أَرَ غَيرَ حُكمِ اللهِ حُكمًا= وَلَم أَرَ دونَ بابِ اللَهِ بابا
وَلا عَظَّمتُ في الأَشياءِ إِلا= صَحيحَ العِلمِ وَالأَدَبَ اللُبابا

وَأَنَّ البِرَّ خَيرٌ في حَياةٍ= وَأَبقى بَعدَ صاحِبِهِ ثَوابا
وَأَنَّ الشَرَّ يَصدَعُ فاعِليهِ= وَلَم أَرَ خَيِّرًا بِالشَرِّ آبا
فَرِفقًا بِالبَنينَ إِذا اللَيالي= عَلى الأَعقابِ أَوقَعَتِ العِقابا
وَلَم يَتَقَلَّدوا شُكرَ اليَتامى = وَلا ادَّرَعوا الدُعاءَ المُستَجابا

وَمَن يَعدِل بِحُبِّ اللهِ شَيئًا= كَحُبِّ المالِ ضَلَّ هَوًى وَخابا
أَرادَ اللَهُ بِالفُقَراءِ بِرًّا= وَبِالأَيتامِ حُبًّا وَارتِبابا
فَرُبَّ صَغيرِ قَومٍ عَلَّموهُ= سَما وَحَمى المُسَوَّمَةَ العِرابا
وَكانَ لِقَومِهِ نَفعًا وَفَخرًا= وَلَو تَرَكوهُ كانَ أَذًى وَعابا
فَعَلِّمْ ما استَطَعتَ لَعَلَّ جيلاً= سَيَأتي يُحدِثُ العَجَبَ العُجابا
وَلا تُرهِقْ شَبابَ الحَيِّ يَأسًا= فَإِنَّ اليَأسَ يَختَرِمُ الشَبابا
يُريدُ الخالِقُ الرِزقَ اشتِراكًا= وَإِن يَكُ خَصَّ أَقوامًا وَحابى
فَما حَرَمَ المُجِدَّ جَنى يَدَيهِ = وَلا نَسِيَ الشَقِيَّ وَلا المُصابا
وَلَولا البُخلُ لَم يَهلِكْ فَريقٌ= عَلى الأَقدارِ تَلقاهُمْ غِضابا
تَعِبتُ بِأَهلِهِ لَومًا وَقَبلي= دُعاةُ البِرِّ قَد سَئِموا الخِطابا
وَلَو أَنّي خَطَبتُ عَلى جَمادٍ= فَجَرْتُ بِهِ اليَنابيعَ العِذابا

أَلَم تَرَ لِلهَواءِ جَرى فَأَفضى= إِلى الأَكواخِ وَاختَرَقَ القِبابا
وَأَنَّ الشَمسَ في الآفاقِ تَغشى= حِمى كِسرى كَما تَغشى اليَبابا
وَأَنَّ الماءَ تُروى الأُسدُ مِنهُ= وَيَشفي مِن تَلَعلُعِها الكِلابا
وَسَوّى اللهُ بَينَكُمُ المَنايا= وَوَسَّدَكُمْ مَعَ الرُسلِ التُرابا
وَأَرسَلَ عائِلاً مِنكُمْ يَتيمًا= دَنا مِن ذي الجَلالِ فَكانَ قابا
نَبِيُّ البِرِّ بَيَّنَهُ سَبيلاً= وَسَنَّ خِلالَهُ وَهَدى الشِعابا
تَفَرَّقَ بَعدَ عيسى الناسُ فيهِ= فَلَمّا جاءَ كانَ لَهُمْ مَتابا
وَشافي النَفسِ مِن نَزَعاتِ شَرٍ = كَشافٍ مِن طَبائِعِها الذِئابا
وَكانَ بَيانُهُ لِلهَديِ سُبلاً= وَكانَت خَيلُهُ لِلحَقِّ غابا
وَعَلَّمَنا بِناءَ المَجدِ حَتّى= أَخَذنا إِمرَةَ الأَرضِ اغتِصابا
وَما نَيلُ المَطالِبِ بِالتَمَنّي= وَلَكِن تُؤخَذُ الدُنيا غِلابا
وَما استَعصى عَلى قَومٍ مَنالٌ= إِذا الإِقدامُ كانَ لَهُمْ رِكابا

تَجَلّى مَولِدُ الهادي وَعَمَّتْ= بَشائِرُهُ البَوادي وَالقِصابا
وَأَسدَتْ لِلبَرِيَّةِ بِنتُ وَهبٍ = يَدًا بَيضاءَ طَوَّقَتِ الرِقابا
لَقَد وَضَعَتهُ وَهّاجًا مُنيرًا = كَما تَلِدُ السَماواتُ الشِهابا
فَقامَ عَلى سَماءِ البَيتِ نورًا = يُضيءُ جِبالَ مَكَّةَ وَالنِقابا
وَضاعَت يَثرِبُ الفَيحاءُ مِسكًا = وَفاحَ القاعُ أَرجاءً وَطابا
أَبا الزَهراءِ قَد جاوَزتُ قَدري= بِمَدحِكَ بَيدَ أَنَّ لِيَ انتِسابا
فَما عَرَفَ البَلاغَةَ ذو بَيانٍ = إِذا لَم يَتَّخِذكَ لَهُ كِتابا
مَدَحتُ المالِكينَ فَزِدتُ قَدرًا= فَحينَ مَدَحتُكَ اقتَدتُ السَحابا
سَأَلتُ اللهَ في أَبناءِ ديني = فَإِن تَكُنِ الوَسيلَةَ لي أَجابا
وَما لِلمُسلِمينَ سِواكَ حِصنٌ = إِذا ما الضَرُّ مَسَّهُمُ وَنابا
كَأَنَّ النَحسَ حينَ جَرى عَلَيهِمْ = أَطارَ بِكُلِّ مَملَكَةٍ غُرابا

وَلَو حَفَظوا سَبيلَكَ كان نورًا = وَكانَ مِنَ النُحوسِ لَهُمْ حِجابا
بَنَيتَ لَهُمْ مِنَ الأَخلاقِ رُكنًا = فَخانوا الرُكنَ فَانهَدَمَ اضطِرابا
وَكانَ جَنابُهُمْ فيها مَهيبًا = وَلَلأَخلاقِ أَجدَرُ أَن تُهابا
فَلَولاها لَساوى اللَيثُ ذِئبًا = وَساوى الصارِمُ الماضي قِرابا
فَإِن قُرِنَت مَكارِمُها بِعِلمٍ = تَذَلَّلَتِ العُلا بِهِما صِعابا
وَفي هَذا الزَمانِ مَسيحُ عِلمٍ= يَرُدُّ عَلى بَني الأُمَمِ الشَبابا

راعي الوقيد
19-09-2005, 13:14
الله يعطيتـــــــس عافيــــــــة اختــــــــي إيمان ،،،

وجزاتـــــــس الله خير على هالقصيـــــــــــــدة الراااااااائعة لأميــر الشعراء ،،،

لك التحيـــــــــــــــــة ،،،

والسلااااااااااام ...
..

شام
20-09-2005, 02:24
الأخ راعي الوقيد
حياك الله على الحضور والرد الرقيق
جزاك الله كل الخير
ودمت مبدعاً

احمدالسلطان
21-09-2005, 01:41
ايمان قويدر

الله يعطيك العافيه

وكثر الله امثالك

اختيار اكثر من رائع






تحياتي

الجازي
21-09-2005, 03:27
سلمتِ لنا أيتها الدرة ,,

اختيار جميل لشاعر الجمال ,,

بورك فيك ,,

الصيرمي
21-09-2005, 08:21
أبا الزهراء قد جاوزت قدري**بمدحك بيد أن لي انتسابا
مدحت المالكين فزدت قدرا ***وحين مدحتك اقتدت السحابا

تسلمي اخت ايمان على القصيده:)

تحياتي:)

شام
21-09-2005, 09:51
الأخ أحمد :
شكراً جزيلاً عل الحضور الكريم و الرد الرقيق
دمت بكل الخير

شام
21-09-2005, 09:52
الأخت الريم :
ألف شكر على المرور العطر والرد الكريم
دمت ِ مبدعة

شام
21-09-2005, 09:54
الأخ الصيرمي :
أشكرك على المرور العطر والرد الرقيق واختيارك لأحليى بيتين في القصيدة
دمت بكل الخير

السرعوفي
21-09-2005, 09:57
الاحت ايمان/ جهودك واضحه بالمنتدى , شكرا لك من القلب ... !!!

شام
21-09-2005, 10:11
الأخ السرعوفي :
شكراً جزيلاً على المرور الطيب والرد الرقيق
ودمت بكل الخير