المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إيليا أبوماضي وروح التفاؤل في شعره



بحر الشوق
09-09-2005, 07:35
أيها السادة والسيدات

تحية عاطرة يرفرف بها التفاؤل

أقدم لكم بحثاً متواضعا كتبته ونقلته من مكتبتي
وهو معرض للعيب والتقصير ولكن لن أبتئس فأنتم
كرام تقبلون اجتهاد المقصر:

بحثي هذا أو رحلتي هذه مع الشاعر المعروف:

إيليا أبوماضي وهذا الشاعر البارع معروف لدى الجميع

بشاعريته ونظرته الجميلة للدنيا فأتت صور شعره

جميلة خلاّبة كلوحة رسام وقد قمت بجمع الأبيات التي

يلوح ومض الفأل بها وهو والله شاعر غريب عجيب

وسوف تكون رحلتي في عدة محطات هنا في

هذا الموضوع فابقوا مع أولى قصائده:





كمْ تشتكي وتقولُ أنّكَ معدمُ=والأرضُ ملككَ والسما والأنْجمُ
ولكَ الحقولُ وزهرُها وأريجُها=ونسيمُها والبلبلُ المُترنِّمُ
والماءُ حولكَ فضَّةٌ رقراقَةٌ=والشمسُ فوقكَ عسجدٌ يتضرَّمُ
والنورُ يبني في السُّفوحِ وفي الذُّرى=دُرراً مُزخرفةً وحيناً يَهْدِمُ
فكأنَّهُ الفنَّانُ يعرضُ عابثاً=آياتهِ قدَّامَ مَنْ يتعلَّمُ
وكأنَّه لصفاتهِ وسنائهِ=بحرٌ تعومُ بهِ الطيورُ الحوَّمُ
هشَّتْ لكَ الدنيا فمالكَ واجماً=وتبسَّمَتْ فعلامَ لاتتبسَّمُ
إنْ كنتَ مكتئباً لعزٍّ قد مضى=هيهاتِ يُرجعهُ إليكَ تَنَدُّم
أوكنتَ تُشفقُ منْ حلولِ مصيبةٍ=هيهاتِ يمنعُ أنْ تَحِلَّ تجهُّمُ
أو كنتَ جاوزتَ الشبابَ فلاتقُلْ=شاخَ الزمانُ فإنَّهُ لا يهرمُ

وللقصيدة والرحلة بقية فانتظروني

ملحوظة: من أراد معرفة سيرة الشاعر فيخبرني
هنا وأتشرف بكتابة موجزة عنه

بحر الشوق
09-09-2005, 15:18
نواصل الرحلة مع شاعر إيليا

وإليكم تكملة القصيدة الجميلة ياااااااه



أُنظرْ فما زالتْ تطلُّ من الثرى=صورٌ تكادُ لحسنها تتكلَّمُ
مابينَ أشجارٍ كأنَّ غصونَهَا=أيدٍ تُصفِّقُ تارةً وتُسلِّمُ
وعيونِ ماءٍ دافقاتٍ في الثرى=تشفي السقيمَ كأنَّما هي زمزمُ
ومسارحٍ فتنَ النسيمَ جمالُها=فسرى يُدندنُ تارةً ويُهمهمُ
فكأنَّهُ صبٌّ ببابِ حبيبةٍ=متوسِّلٌ مستعطفٌ مُسترحمُ
والجدولُ الجذلانُ يضحكُ لاهياً=والنرجسُ الولهانُ مُغْفٍ يحلمُ
وعلى الصعيدِ ملاءةٌ من سُندسٍ=وعلى الهضابِ لكلِّ حُسْنٍ مِيسَمُ
فهنا مكانٌ للأريجِ مُعطَّرٌ=وهناكَ طودٌ بالشعاعِ معمَّمُ
فامشِ بعقلكَ فوقها متفهِّماً=إنَّ الملاحةَ مُلكُ منْ يتفهَّمُ


وللرحلة بقية فانتظروا أوبتي واقتحامي

بحر الشوق
10-09-2005, 00:51
عندما كنت بالكلية كان يدرسنا علم النفس دكتور

عراقي فاضل وكان يطلب منا دراسة هذا البيت

دراسة نفسية فقط وليست فنية فعشقت البيت

والقصيدة والشاعر

والذي نفسُه بغيرِ جمالٍ = لايرى في الوجودِ شيئاً جميلا

نواصل رحلتنا التفاؤلية مع شاعرنا المبدع وإليكم القصيدة :



أيهذا الشاكي ومابكَ داءُ=كيفَ تغدو إذا غدوتَ عليلا
انَّ شرَّ الجُناةِ في الأرضِ نفسٌ=تتَوقَّى قبلَ الرحيلِ الرحيلا
وترى الشوكَ في الورودِ وتَعْمي=أن ترى فوقَها النَّدى إكليلا
هوَ عبءٌ على الحياةِ ثقيلا=مَنْ يَظُنُّ الحياةَ عبئاً ثقيلا
والذي نفسُه بغيرِ جمالٍ=لايرى في الوجودِ شيئاً جميلا
ليس أشقى ممَّن يرى العيشَ مُرًّا=ويظُنُّ اللَّذّاتِ فيه فضولا
فتمتَّعْ بالصبحِ مادمتَ فيهِ=لاتَخَفْ أنْ يزولَ حتى يزولا
وإذا ما أظلَّ رأسكَ همٌّ=قصّرْ البحثَ فيهِ كيلا يطولا
أدركتْ كُنْهَهَا طيورُ الروابي=فَمِنَ العارِ أنْ تظَلَّ جهولا
ماتراها والحقلُ مِلكُ سواها=تَخِذتْ فيه مسرحاً ومقيلا

وللموضوع تتمة

شام
10-09-2005, 03:13
أخي أبو علي
موضوع رائع ... عن الشاعر ... مشكور ... سلفاً قبل تتمة الموضوع ..ولكن لدي تساؤل أوليس هو صاحب الطلاسم ... القصيدة المشهورة ...
الإجابة نعم أكيد ... ولكن ليتك تتفضل مشكوراً وتبين عن الحالة والظرف التي دعت الشاعر ايليا أبو ماضي لكتابة تلك الطلاسم ...
يحضرني جزء منها ... عفواً ... للمقاطعة ...

جئتُ لا أعلم من أين ولكني أتيتُ
ولقد أبصرت قُدّامي طريقا فمشيتُ
وسأبقى ماشيا إن شئت هذا أم أبيتُ
كيف جئت؟ كيف أبصرت طريقي؟
لست أدري!

إن في صدري يا بحرُ لأسراراً عجابا
نزل السِّتر عليها وأنا كُنت الحِجابا
ولِذا أزدادُ بُعداً كلّما ازددتُ اقترابا
وأُراني كلمّا أوشكت أدري
لست أدري!
:869:

بحر الشوق
10-09-2005, 11:44
أختي إيمان

شكرا لتشريفكِ وحضوركِ هنا

بالنسبة لقصيدة إيليا الطلاسم فلن أدافع عنه وأبرأ من ذلك

يمكن أختي إيمان على قولة غوّار الطوشة : الدنيا مكركبة

فقال قصيدته وهي حقيقة قصيدة حائرة والإنسان يعرف من أين

أتى وإلى أين ذهب ومن أجل ماذا خلق وهي مسلمات يعرفها

كل مسلم وقد قال قصيدته في أمريكا فربما التحويل السريع

أو ربما كماذكرت سابقا كما قال غوّار أعتقد فهمتِ ما أقصد


بالمناسبةهذه الطلاسم رد عليها الدكتور ربيع سعيد عبدالحليم بقصيدته

التى أسماها "فك الطلاسم


قال الحائر إيليا:
جئتُ لا أعلم من أين ولكني أتيتُ
ولقد أبصرت قُدّامي طريقا فمشيتُ
وسأبقى ماشيا إن شئت هذا أم أبيتُ
كيف جئت؟ كيف أبصرت طريقي؟
لست أدري!
ويرد دكتورنا:
جئتُ دنياي وأدري، عن يقين كيف جئتُ
جئت دنياي لأمرٍ من هُدى الآيِ جلوتُ
ولقد أبصرتُ قُدّامي دليلا فاهتديتُ
ليت شعري كيف ضلّ القومُ عنه!
ليت شعري!

ويقول الحائر:
أجديد أم قديم أنا في هذا الوجودْ
هل أنا حرٌ طليقٌ أم أسيرٌ في قيودْ
هل أنا قائدُ نفسي في حياتي أم مقود
أتمنّى أنني ادري ولكن
لست أدري!
ويرد الدكتور:
ليس سراً ذا خفاءٍ أمرُ ذيّاك الوجودْ
كل ما في الكون إبداعٌ إلى الله يقودْ
كائنات البر والبحر على الخلق شهود
ليت شعري كيف ضلّ القوم رشدا!
ليت شعري!

حيرة:
أتراني قبلما أصبحتُ إنسانا سويا
أتراني كنت محواً أم تراني كنت شيئا
ألهذا اللغز حل أم سيبقى أبديا
لست أدري، ولماذا لست أدري؟
لست أدري!
ويرد الدكتور بيقين:
قال ربي: كُن فكنتُ ثمّ صِرتُ اليوم حيا
وقواي مُشرعاتٍ كيف شئتُ في يديّا
دُمتُ حرا في اختياري إن عصياً أو رضياً
عن جلِيِّ الأمر ضلوا! كيف ضلوا!
ليت شعري!

تساؤل:
قد سألت البحر يوما هل أنا يا بحر مِنكا
هل صحيح مارواه بعضهم عنِّي وعنكا
أم ترى مازعموا زورا وبهتانا وإفكا
ضحِكَتْ أمواجُه مني وقالت
لست أدري
أيها البحر أتدي كم مضت ألفٌ عليكا
وهل الشاطيء يدري أنه جاث لديكا
وهل الأنهارُ تدري أنها منك إليكا
ماالذي الأمواج قالت حين ثارت
لست أدري!
ويرد الدكتور:
قد سألت البحر يوما: أأُجيب الناس عنكا؟
فأجاب البحر هيّا قد سئمتُ القول إفكا
أنت مثلي، خلقُ ربي ويفيض الصدق منكا
ليت شعري كم نسوه وهو حق
ليت شعري
أيها البحر كفانا قولهم زورا عليكا
هاهو الشاطيء يدري أنه جاثٍ عليكا
هاهي الأنهارُ أجرتها يد الله إليكا
أحسب الأمواج قالت حين ثارت
ليت شعري!

يقول إيليا:
كم فتاةٍ مثل ليلى وفتىً كابن الملوّحْ
أنفقا الساعات في الشاطيء، تشكو وهو يشرحْ
كلّما حدَّثتَ أصغتْ وإذا قالت ترنّح
أحفيف الموج سر ضيعاه؟
لست أدري
ويقول الدكتور ربيع:
"كم فتاةٍ مثل ليلى وفتى كابن الملوّح"
أنصتا للموج فجراً عندما صلّى وسبّح
زغرد الإيمان في قلبيهما حبّا وأفصح
إن للموج دُعاءً، أو تدري
ليت شعري!

إيليا:
إن في صدري يا بحرُ لأسراراً عجابا
نزل السِّتر عليها وأنا كُنت الحِجابا
ولِذا أزدادُ بُعداً كلّما ازددتُ اقترابا
وأُراني كلمّا أوشكت أدري
لست أدري!
ربيع:
إن في صدري يا بحرُ لأنواراً عجابا
أشرق الإيمان منها وأنا كنتُ الرِّحابا
ولِذا أزدادُ حُبّا كلمّا ازددتُ اقترابا
ليت شعري! هل أرى الأقوام مثلي!
ليت شعري!

ايليا:
فيك مثلي أيها الجبّارُ أصداف ورملُ
إنّما أنت بلا ظلِّ ولي في الأرض ظلُ
إنما أنت بلا عقل ولي يا بحرُ عقلُ
فلماذا يا ترى أمضي وتبقى؟
لست أدري!
الدكتور:
قد براك الله مِثلي فيك أصداف ورملُ
وبراني الله من ماءٍ وطينٍ، ذاك أصلُ
ثم كُرِّمتُ بعقل وبنفخِ الروح أعلو
من حباه الله عقلا كيف ينسى؟
ليت شعري!


ياه أختي إيمان لقد نسيت إكمال رحلتي وكما ذكرت

بحثي ورحلتي عن روح التفاؤل في شعره

يعني الله يرحم والديك دعينا في هذا الموضوع فقط

شام
10-09-2005, 13:54
أخي أبا علي :
السلام عليكم :
شكراً لتفاعلك مع السؤال ... فإذاً الشاعر كتب القصيدة في المهجر كونه من الشعراء المهجريين ولكن بالمقارنة ما ورد من قصائده في التفاؤل المذكورة في الموضوع تجد شتان ما بين الطلاسم والأخريات ...
أما بالنسبة لرد الدكتور ربيع سعيد عبدالحليم فجميل جداً هذا الرد وتلك المعاني ...
يعطيك العافية أخي الكريم وهكذا يجب أن يكون الاسم بعد أبا علي( بحر المعلومات) ...
دمت مبدعاً ... ومتألقاً دائماً

سيدة القـــــلم
10-09-2005, 14:47
يعطيكـ العافيــه أخوي بحر الشــوق..

ياليت تفيدنا عن سيرة الشاعـــر..واكون لكـ شاكره..





تحياتي
عشـق القصـيد

بحر الشوق
10-09-2005, 19:20
أختي إيمان شكرا على عودتكِ

ودمتِ في بهاء

سيدتي سيدة القلم

أهلا بمروركش ياأختاه ولكِ ماطلبتِ وبكل سرور

دمتِ في خير حال

هو إيليا ضاهر إيليا أبوماضي ولد سنة 1889م في
بلدة المحيدثة بجبل لبنان نشأ في هذه البلدة حتى بلوغه
الحادية عشرة من عمره وتلقى علومه الابتدائية بها
في مدرستها بسبب الظروف السياسية والاجتماعية
والاقتصادية انتقل إلى مصر في الإسكندرية
1900م ــــ 1911م بعدها رجع إلى لبنان ولكنها جلس
بضعة أششهر فقط ثم انتقل إلى امريكا وجلس هناك
إلى أن توفاه الله سنة 1957م


ونكمل رحلتنا:


تتغنّى والصقرُ قد مَلَكَ الجوَّ=عليها والصائدونَ السبيلا
أنتَ للأرضِ أولاً وأخيراً=كنتَ ملْكاً أوكنتَ عبداً ذليلا
لاخلودَ تحتَ السماء لحيٍّ=فلماذا تُراودُ المستحيلا

لذّةٌ عنديَ أنْ أسمعَ تغريدَ البلابلْ
وحفيفَ الوَرقِ الأخضرِ أو همس الجداولْ
وأرلى الأنجمَ في الظلماءِ تبدو كالمشاعلْ
أترى منها أم اللَّذةُ مِنِّي


يا أيها الشادي المغرَّدُ في الضحى=أهواكَ إنْ تنشدْ وإنْ لم تنشدِ
الفنُّ فيكَ سجيّةٌ لاصنعةٌ=والحبُّ عندكَ كالطبيعةِ سرمدي
فإذا سكتَّ فأنتَ لحنٌ طائرٌ=وإذا نطقتَ فأنتَ غيرُ مقلِّدِ
للهِ درّكَ في غنائكَ والشذَّى=وطلاقةُ الغُدرانِ والفجرِ الندي



وللرحلة بقية

شام
10-09-2005, 22:24
الأخ أبا علي :
بارك الله بك على هذا العطاء الذي لا ينضب ...
رؤية رائعة لقصائد ايليا أبو ماضي ..
تدري أخي ...
في المدارس جعلوا منه فكرة سوداء في مخيلتنا ..
اي ايليا أبو ماضي ... يعني طلاسم ... يعني عدم وضوح رؤية ...
ياتي موضوعك بعد سنوات طويلة ... ليضيء جانباً من قصائد هذا الشاعر ...مما دفعني للبحث عن ديوان له قديم ولكنه مهمل بفعل الرؤيا القاتمة القديمة ... والقراءة فيه ...
شكراً أخي ونحن كلنا معك ... نترقب المزيد ...
الله يعطيك ألف عافية

بحر الشوق
13-09-2005, 19:26
أختي إيمان

أشكركِ على متابعتكِ للموضوع واهتمامكِ به

أنا بطبيعة الحال لن أدافع عن منهجية الشاعر

وأبرأ من طلسمته ولن أذود عنه وكما ذكرت فهو

خطأ لايغتفر بيد أنني أتناول زاوية معينة وهي صور

التفاؤل في شعره وهي عجيبة جدا جدا فاقرأيها في ديوانه

ولاحظي ذلك ودائما عندما نتغنى بالأشياء الجميلة فإننا

نستشهد بشعره

الديوان الذي موجود عندي هو: شرح ديوان إيليا أبوماضي

تقديم ودراسة حجر عاصي

مطبوع في دار الفكر العربي ببيروت وهو جزء واحد

أواصل الرحلة :



وكأن زورَكَ فيهِ ألفُ كمنجةٍ=وكأنَّ صدركَ فيهِ ألفُ مردِّدِ
كمْ زهرةٍ في السفحِ خادرةِ المنى=سكنتْ على يأسٍ سكونَ الجلمدِ
مرحُ الأزاهرِ في غنائكَ والشذى=وطلاقةُ الغدرانِ والفجرُ الندي



ياشاعرَ الحسنِ هذي روعةُ العيدِ=فاستنجدِ الوحيَ واهتفْ بالأناشيدِ
هذا النعيمُ الذي قد كنتَ تنشدُهُ=لاتلْهُ عنهُ بشيءٍ غيرِ موجودِ
محاسنُ الصيفِ في سهلٍ ِ وفي جبلٍ=ونشوةُ الصيفِ حتَّى في الجلاميدِ
ولستَ تبصرُ وجهاً غيرَ مؤتَلِقٍ=ولستَ تسمعُ إلآ صوتَ غرّيدِ


وللرحلة بقية

شام
13-09-2005, 21:35
الأخ أبا علي :
كلمات راقية وعذبة فعلاً معك حق عندما اخترت الجانب المتفائل من شعر أبو ماضي ...
وما زلنا كلنا نترقب بقية الموضوع أو الرحلة كما ذكرت
الله يعطيك العافية ... والحمد لله على عودة المضايف ...
:153:

بحر الشوق
15-09-2005, 21:49
أختي إيمان

أشكر لكِ مرات ومرات متابعتكِ واهتمامكِ بالموضوع







قال السماء كئيبة ! وتجهما=قلت: ابتسم يكفي التجهم في السما !
قال: الصبا ولى! فقلت له: ابتــسم=لن يرجع الأسف الصبا المتصرما !!
قال: التي كانت سمائي في الهوى=صارت لنفسي في الغرام جــهنما
خانت عــــهودي بعدما ملكـتها=قلبي , فكيف أطيق أن أتبســما !
قلـــت: ابتسم و اطرب فلو قارنتها=لقضيت عــــمرك كــله متألما
قال: الــتجارة في صراع هائل=مثل المسافر كاد يقتله الـــظما
أو غادة مسلولة محــتاجة=لدم ، و تنفثـ كلما لهثت دما !
قلت: ابتسم ما أنت جالب دائها=وشفائها, فإذا ابتسمت فربما
أيكون غيرك مجرما. و تبيت في=وجل كأنك أنت صرت المجرما ؟
قال: العدى حولي علت صيحاتهم=أَأُسر و الأعداء حولي في الحمى ؟
قلت: ابتسم, لم يطلبوك بذمهم=لو لم تكن منهم أجل و أعظما !
قال: المواسم قد بدت أعلامها=و تعرضت لي في الملابس و الدمى
و علي للأحباب فرض لازم=لكن كفي ليس تملك درهما
قلت: ابتسم, يكفيك أنك لم تزل=حيا, و لست من الأحبة معدما!
قال: الليالي جرعتني علقما=قلت: ابتسم و لئن جرعت العلقما
فلعل غيرك إن رآك مرنما =طرح الكآبة جانبا و ترنما
أتُراك تغنم بالتبرم درهما أم أنت تخسر بالبشاشة مغنما ؟
يا صاح, لا خطر على شفتيك أن=تتثلما, و الوجه أن يتحطما
فاضحك فإن الشهب تضحك و الدجى =متلاطم, و لذا نحب الأنجما !
قال: البشاشة ليس تسعد كائنا=يأتي إلى الدنيا و يذهب مرغما
قلت ابتسم مادام بينك و الردى=شبر, فإنك بعد لن تتبسما

شام
16-09-2005, 01:56
الأخ أبا علي :
محاورة بقالب شعري رائعة للغاية
وصورة بيانية واضحة المعنى
شكراً لك أخي الكريم
ويسلموووا

بحر الشوق
16-09-2005, 08:32
الأخت إيمان

نهر من العرفان والشكر الصادق

على متابعتكِ

ودمتِ في خير حال





كـن بـلـسماً إن صار دهرك أرقما=وحـلاوة إن صـار غـيـرك عـلـقما
إن الـحـيـاة حـبـتـك كـلَّ كـنـوزهـا=لا تـبخلنَّ على الحياة ببعض ما ..
أحـسـنْ وإن لـم تـجـزَ حـتى بالثنا=أيَّ الجزاء الغيثُ يبغي إن همى ؟
مَــنْ ذا يــكـافـئُ زهـرةً فـواحـةً ؟=أو مـن يـثـيـبُ الـبـلـبل المترنما ؟
عُـدَّ الـكـرامَ الـمـحـسـنـيـن وقِسهمُ=بـهـمـا تـجـد هـذيـن مـنـهـم أكـرما
يـاصـاحِ خُـذ عـلـم الـمـحبة عنهما=إنـي وجـدتُ الـحـبَّ عـلـمـا قـيـمـا
لـو لـم تَـفُـحْ هذي ، وهذا ما شدا ،=عـاشـتْ مـذمـمـةً وعـاش مـذمـمـا
فـاعـمـل لإسـعـاد الـسِّوى وهنائهم=إن شـئـت تـسـعد في الحياة وتنعما
أيـقـظ شـعـورك بـالـمـحبة إن غفا=لـولا الـشعور الناس كانوا كالدمى

راعي الوقيد
16-09-2005, 13:01
حوارات راقيــــــــــة بين ابــوعلـــــي وإيمان:)

والنتيجـــــــــة إستفادتنا من تلكم المحاورة:)

تسسسسسلم يا اباعلـــــــيّ ،،،

وتسسسسسلمين يا إيمان ،،،

لكم التحيــــــــــــــــة ،،،

والسلااااااااااااااام ...
..

بحر الشوق
16-09-2005, 14:11
أخي راعي الوقيد

يسلمو جوحك وقلبك :):)

عاد اقبل هالقصيدة يمكن طلعت عن موضوعي

أشوي بس مايخالف اقبلها هدية:)

طبعا الأبيات لنفس الشاعر إيليا

وشكرا لمرورك




سفرت فقلت لها أهذا كوكب =قالت أجل وأين مني الكوكب؟
وتبسّمت فرأيت رئما ضاحكا =عن لؤلؤ لكنّه لا يوهب
وتمايلت فالسمهري مصمم =ورنت فأبصرت السّهام تصوّب
أنشبت ألحاظي بورد خدودها= لّما رأيت لحاظها بي ننشب
قد كلمت قلبي ولم ترفق به =واللّظ لو درت المليحة مخلب
بيضاء ناصعة كأن جبينها =صبح وطرتّها عليه غيهب
يا طالما اكتسب الحرير ملاحة =منها ويكسب غيرها ما يكسب
ولطاما بعض النساء حسدتها= ولطالما حسد السليم الأجرب
بين الطلاء وبينهنّ قرابة =مشهورة عنها الجميلة تنكب
إنّ الملاحة عندها عربية =وجمال هاتيك الدّمى مستعرب
قل للغواني إنّها خلقت كذا =الحسن لا يشرى ولا يستجلب
فإذا بلغتنّ الجمال تطريا =فاعلمن أنّ بقاءه مستعصب
هيهات ما يغني الملاح الحسن إن= كانت خلائقهنّ لا تستعذب
إني بلوت الغانيات فلم أجد =فيهن قطّ مليحة لا تكذب
وصحبتهنّ فما استفدت سوى الأسى =ما يستفاد من الغواني يتعب
وخيرتهنّ فما لبكر حرمة =ترعى وأعذر من رأيت الثّيب
لا يخدعنك ضعفهنّ فإنّما =بالضعف أهلكت الهزير الأرنب

الصيرمي
16-09-2005, 14:33
شتان بين تشاؤمي وتفاؤلك هنا وهناك:)

الله يعطيك عافيه يابحررررر الشوق وما قصرت:)

تحياتي:)

راعي الوقيد
16-09-2005, 19:08
أخي راعي الوقيد

يسلمو جوحك وقلبك :):)

عاد اقبل هالقصيدة يمكن طلعت عن موضوعي

أشوي بس مايخالف اقبلها هدية:)

طبعا الأبيات لنفس الشاعر إيليا

وشكرا لمرورك




سفرت فقلت لها أهذا كوكب =قالت أجل وأين مني الكوكب؟
وتبسّمت فرأيت رئما ضاحكا =عن لؤلؤ لكنّه لا يوهب
وتمايلت فالسمهري مصمم =ورنت فأبصرت السّهام تصوّب
أنشبت ألحاظي بورد خدودها= لّما رأيت لحاظها بي ننشب
قد كلمت قلبي ولم ترفق به =واللّظ لو درت المليحة مخلب
بيضاء ناصعة كأن جبينها =صبح وطرتّها عليه غيهب
يا طالما اكتسب الحرير ملاحة =منها ويكسب غيرها ما يكسب
ولطاما بعض النساء حسدتها= ولطالما حسد السليم الأجرب
بين الطلاء وبينهنّ قرابة =مشهورة عنها الجميلة تنكب
إنّ الملاحة عندها عربية =وجمال هاتيك الدّمى مستعرب
قل للغواني إنّها خلقت كذا =الحسن لا يشرى ولا يستجلب
فإذا بلغتنّ الجمال تطريا =فاعلمن أنّ بقاءه مستعصب
هيهات ما يغني الملاح الحسن إن= كانت خلائقهنّ لا تستعذب
إني بلوت الغانيات فلم أجد =فيهن قطّ مليحة لا تكذب
وصحبتهنّ فما استفدت سوى الأسى =ما يستفاد من الغواني يتعب
وخيرتهنّ فما لبكر حرمة =ترعى وأعذر من رأيت الثّيب
لا يخدعنك ضعفهنّ فإنّما =بالضعف أهلكت الهزير الأرنب
مشكووووووور يالغالي على هالهدية الراقية الرائعة روعة حضورك:)

والهديــــــــــــة مقبولة :)

لك التحيـــــــــــــــة ،،،

والسلاااااااااااام ...
..

شام
17-09-2005, 06:17
الأخ راعي الوقيد :
كم هي رائعة المواضيع التي تثير نقاش وكنت أتمنى لو اتسعت دائرة النقاش لكان الموضوع أشمل وأوسع من كل النواحي فعندما يأتي موضوع مثل الذي طرحه الأخ أبا علي ونثيره كلنا سوف نخلص بنتجية ومعلومة راسخة لا تنسى ...
أهلاً بك دائماً أخي راعي الوقيد وأتمنى أن تتبلور كل المواضيع بهذا الشكل ...
دمت مبدعاً ... وشكراً

شام
17-09-2005, 06:21
الأخ أبا علي :
أشكرك ... على الرد الرقيق ...
ننتظر دائماً كل جديد لديك ...
دمت بكل الخير

الجازي
21-09-2005, 03:23
المعذرة عن ابتعادي كل تلك الفترة عن هذا الرقي والجمال ,,

قصائد متفائلة تطرح سؤالاً ملحاً وقد تطرقت له العزيزة إيمان ,,

ماالذي جعل ايليا أبو ماضي يكتب تلك الطلاسم وقد كتب ماكتب من الأبيات المتفائلة والتي تبعث الحياة في قلب الميت ,,

ألا يمكن أن يكون هناك سبب ما وراء تلك الطلاسم !!؟

أخي البحر ,, بحر الشوق ,,

موضوع يستحق التميز ,, أرجو أن تعذرني على تأخري ,,

ودمتم سالمين :)

شام
22-09-2005, 00:19
الأخت الريم
أرد من خلال استخلاص فكرة وعذراً من الأخ أبو علي على التدخل ولكن أعرف نفسي حشورة ...
الشاعر أبو ماضي من شعراء المهجر وعلى ما يبدو من خلال معاناة معينة خرج لنا بطلاسم طلمست أفكارنا عنه ... لأنها القصيدة الوحيدة المعتمدة في المدارس (عندنا )
وأذكر يوم شرحت المعلمة القصيدة قالت إنها فيها كفر وإلحاد لذلك ابتعدنا عن الشاعر ...
مرت السنوات وجاء الموضوع الخاص بالأخ الكريم بحر الشوق فبدل الرؤية إذ طالما للشاعر قصائد فيها روح التفاؤل هذه فالشاعر مر بظرف نفسي أو مادي جعله يكتب الطلاسم وهنا لا يمكننا أن نأخذ الطلاسم مأخذاً سلبياً على الشاعر كونها قصيدة واحدة فقط امام هذا الكم الهائل من شعر يحمل صوراً عديدة للتفاؤل ...
وعفواً على التدخل ...
الميكرفون معك أخي أبو علي