المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أزمة الأمة الإسلامية المعاصرة وغياب التفكير



ابوحلا
07-02-2002, 14:20
أزمة الأمة الإسلامية المعاصرة وغياب التفكير

بقلم: د. كمال الهلباوي*

يتعرض العالم كله لأزمة كبيرة في مجالات عديدة، ويمر بمرحلة صراع طاحن يتميز بالاستمرارية والمطاطية وروح التدمير والتطور. ولكن لا يخفى على عاقل اليوم ما تتعرض له أمة الإسلام من أزمات وأخطار أسوؤها يتمثل في سوء قراءة تلك الأزمات وضعف الاستنتاج والتنفيذ المبنيين على ذلك إن حدثا أصلا. ولعل أهم خطوات الخروج من الأمة -أي أزمة- يتمثل في حسن قراءتها والنظر إليها من مختلف جوانبها لفهمها على الوجه الصحيح، ثم بناء الحل المناسب في ضوء هذا الفهم وفي ضوء النظر الصحيح إلى هذه الأزمة أو تلك.

وقد كان فهم الأميركان لطبيعة الحرب الباردة واستخدام كل القدرات والإمكانات التي تملكها أميركا أو يملكها الآخرون وتسخرها أميركا لمصالحها، كان ذلك الفهم سبباً مهماً في كسب الحرب الباردة والجلوس على مقعد القيادة العالمية رغم أن غيرها من الأمم دفع ثمناً باهظاً وقعد به خلف كل الأمم. إن من أبرز جوانب الأزمة القائمة حاليا في الأمة المسلمة-والعالم الثالث بشكل عام- نقص الوقت المخصص للتفكير.

أن يقول الكاتب إن أبرز جوانب الأزمة في الأمة هي قضية فلسطين أو كشمير لأنها قضايا مزمنة، أو أفغانستان التي لم تهدأ منذ ما يقرب من ثلاثين عاماً ما قبل طالبان وما بعدها، أو البوسنة ما قبل اتفاقية دايتون - أوهايو وما بعدها، أو الشيشان أو حتى الهيمنة الأميركية.. إلخ.

أقول إن كل هذه قضايا شائكة وهي في مجموعها تمثل قضايا قد تظل بدون حل عادل ومناسب لمدة طويلة، كما تشكل في مجموعها جانباً آخر من أهم جوانب الأزمة المعاصرة في الأمة، إذ إن الأمة لم تعدقادرة على حملها، وإضافة أحمال أخرى على العاجز ضرب من الجنون والحمق. ولكن كل واحدة من هذه القضايا على حدة لا تمثل الأزمة، وإن اختلفت درجات تعقيد تلك القضايا في الأزمات. وفي ظني أن كل من يظن أنه يستطيع أن يرفع علم الجهاد بمعنى القتال في قضية جديدة والأمة على هذه الحال، سيكون مخطئاً مهما كان إخلاصه وصفاء نيته.

قضايا الأمة القديمة والجديدة قضايا معقدة وتنتظر الحل الأميركي للأسف الشديد. لقد كانت أفغانستان أيام الملك ظاهر شاه من 1933 - 1973، أحسن وضعاً وأهدأ بالاً من أيام حكم المجاهدين 1992 -­ 1996 ومن حم طالبان 1996 -­ 2001 كما يرى بعضهم اليوم. وبالتأكيد كانت أهدأ بالاً وأسعد حظاً من حكم ما بعد طالبان المتميز بالدعم والتحكم والتوجيه الأميركي بعد التخريب الشديد والتدمير الواضح نزوعاً نحو التغريب الكامل لجزء من أمة الإسلام.



لا يعني هذا ألا يجاهد المسلمون للخروج من أزماتهم، ولكن الجهاد هو إفراغ الجهد والوسع لإقامة العدل والنظام المحلي أو العالمي العادل الحق، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وكل يعمل على قدر الوسع والطاقة إذ "لا يكلف الله نفساً إلا وسعها". والجهاد مشروع بكل الوسائل المتاحةالمنضبطة بالشرع بما في ذلك القتال لمواجهة الاحتلال والظلم المبني عليه. ويظل الفهم والتقدير للموقف من أهم الوسائل والأدوات المطلوبة في ذلك.

خذ على سبيل المثال الوقت المخصص للتفكير في حياة الأفراد أو الأمة، فستجد أنه الوقت الأقل في حياتنا لأسباب عديدة ليس هذا مجال تعدادها، ولكن أبرزها هو أصلاً نقص أدوات ومؤسسات التفكير سواء الخاصة أو العامة مثل معاهد الدراسات الإستراتيجية ومراكز التخطيط الإستراتيجي.

كلنا يعرف رؤساء وسياسيين وبرلمانيين ومدراء مؤسسات ومعاهد وجامعات وكتابا ورؤساء حركات إصلاحية أوأحزاب معارضة قبل المجيء إلى الحكم ممن ليس لديهم الوقت الكافي للتفكير في مستقبل الأمة لانشغالهم بما ليس من شأن المفكرين ولا من شأن الباحثين عن الحلول المناسبة للخروج من الأزمات، أو لافتقارهم إلى أدوات هذا النمط من الجهاد. ولذلك نخسر كثيراً من المعارك على مستويات عديدة ونعزو خطأ ­ كثير منها إلى العدو.

عجباً لهذه الأمة في ابتعادها عن أداء فريضة التفكير وعن اتخاذ ما يلزم ذلك من وسائل وأدوات مناسبة للقرن الحادي والعشرين الذي نقترب به يوماً بعد يوم من يوم القيامة يوم لا ينفع مال ولا بنون. يقول الله تباركوتعالى "إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب. الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والأرض، ربنا ما خلقت هذا باطلاً سبحانك فقنا عذاب النار".

كلما أقرأ هاتين الآيتين من سورة آل عمران أو مثيلاتهما أتساءل كثيراً لماذا لم تنشئ الأمة مركزاً واحداً ­-والأجدر بها أن تنشئ عدة مراكز- لدراسة هذا الأمر أمر التفكر في خلق السماوات والأرض بشكل علمي دقيق يرضي الله تعالى ويليق بالأمة.

إن العالم المتقدم تقنياً يفعل ذلك اليوم وهو ليس بمسلم،­ ونح للأسف الشديد لا نفعله، وإن فعلناه كان اسماً وشكلاً، أو أن من يعمل فيه ليس أهلاً له، وطبعاً لا يكون أهلاً للتفكر في خلق السماوات والأرض مهما حمل على كتفيه من ألقاب أو علّق على صدره من نياشين وأوسمة. وقس على ذلك كثيراً من أوجه العلاج التي تتخذ للخروج من المأزق الذي يشعر به الحاكم والمحكوم في الأمة، ولكن الصراع الصريح والمستتر بينهما يصرف كل الجهد أو معظمه للحفاظ على المواقع دون تغيير حتى يأتي ملك الموت.

لقد كان هذا التفكر في خلق السماوات والأرض أحد أسباب التفوق الغربي عموماً والتميز الأميركي على وجهالخصوص، ومن قبله التميز السوفياتي أو الروسي عندما أرسلوا ­ ال***ة "لايكا" إلى الفضاء في الخمسينات من القرن العشرين، وكثير منا ومن أهل العلم منكرون، إذ وقف الخيال والعلم لدى البشر في العالم الثالث عن استيعاب ذلك رغم القراءة المتكررة للآية الكريمة "وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة لتبتغوا فضلاً من ربكم ولتعلموا عدد السنين والحساب"، فمن يعرف اليوم عدد السنين والحساب حسب ما جاء في القرآن الكريم؟

أنظر إلى هذا وإلى قضايا الأمة وأزماتها فأرى قضايا كثيرة متشابكة معقدةأخطرها قضية فلسطين التي هانت في أعين الحكام والشعوب فلا تقدم لمجاهديها ولا للقضية ما تستحق حتى من الدعاء، ويقف فيها أهل فلسطين رجالاً ونساءً وأطفالاً موقف الجهاد الحقيقي دفاعاً عن أرضهم وبلادهم وكرامتهم.

سيف الاسماء
08-02-2002, 16:53
ابوحلا ... كيف الحال ... اي تفكير واي خرابيط همنا كوره وفيديو كليب وبس ... للاسف ...

يتيمي
08-02-2002, 21:04
تشكر على هذه المشاركه ..

ولانقول الى عسى الله يستر بس...
ويعز الاسلام والمسلمين..


تحياتي ..

اخوك
علي

الوسي
08-02-2002, 23:52
الاخ العزيز ابو حلا

اختيار موفق لموضوع مهم جدا وحساس

ولاشك ان من كانت هذه مواضيعه فأنه يهتم لحال امته

تسلم يابو حلا على مشاركات الرائعه

تقبل تحيات

اخوك الووووووووووسي

عبدالعزيز
09-02-2002, 16:05
لاأرى فائدة يجنيها الكاتب من جرة قلمه
فلا عقول تفكر.............ولا كرامة تسترد.............ولا دين يحفظ.........ولا قادة أشاوس
هذا هو حال أمتنا

غازي العلي
09-02-2002, 20:26
الاخ الغالي ابو حلا

حهد متميز

لك مني كل الشكر عليه

قضايا الامه اكثر تعقيدا مما ذكر

و ووالله ليس لها حلا الا ان نعتصم بحبل الله جميعا

كما امرنا

وتقبل تقديري

الخوير
12-02-2002, 01:04
الاخ ابو حلا


لا قيادات وشعوب مغلوب على امرها

ابوحلا
14-02-2002, 14:05
السمن العرابي







لا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

ابوحلا
14-02-2002, 14:06
الاخ يتيمي


اشكرك كل الشكر على التعقيب

ابوحلا
14-02-2002, 14:08
الاخ الوسي


اله يسلمك رفعت معنوياتي اما السمن العرابي حطمني



شكراء على رفع المعنويات

ابوحلا
14-02-2002, 14:10
الاخ محــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــارب الخــــــــــــــيال



اشكر جزيل الشكر

وخاة ان كلامك دائما يرفع المعنويات

حائل
14-02-2002, 14:58
الاخ ابوحلا

أزمة الأمة الإسلامية المعاصرة وغياب التفكير


والله امور كبيرة التي تتحدث عنها