المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ما معنى هذا الحديث: "الشُّؤْمُ فِي الْمَرْأَةِ وَالدَّارِ وَالْفَرَسِ " ؟



بـنـت النـور
23-05-2005, 15:00
ما معنى هذا الحديث: "الشُّؤْمُ فِي الْمَرْأَةِ وَالدَّارِ وَالْفَرَسِ " ؟ الجواب: ...

السؤال:


ما المقصود في الحديث الذي يقول إن هناك فأل شر في المرأة والحصان [ المرأة والدار والفرس ] ؟ هل المقصود أنه يوجد الشر في المرأة والحصان على العموم ؟.

الجواب:

الحمد لله

الثابت في السنة هو النهي عن التشاؤم - التطير - والتحذير منه ، والإخبار بأنه شرك ، ومن ذلك ما رواه البخاري (5776) ومسلم (2224) عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال : "َ لا عَدْوَى وَلا طِيَرَةَ وَيُعْجِبُنِي الْفَأْلُ قَالُوا وَمَا الْفَأْلُ قَالَ كَلِمَةٌ طَيِّبَةٌ" .

وروى أحمد (4194) وأبو داود (3910) والترمذي (1614) وابن ماجه (3538) عن عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الطيرة شرك " وصححه الألباني في صحيح أبي داود .

وروى أحمد (7045) والطبراني عن عبد الله بن عمرو قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من ردته الطيرة من حاجة فقد أشرك" قالوا يا رسول الله ما كفارة ذلك ؟ قال : " أن يقول أحدهم : اللهم لا خير إلا خيرك ولا طير إلا طيرك ولا إله غيرك" [ حسنه الأرناؤوط وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم 6264 ].

وروى الطبراني في الكبير عن عمران بن حصين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "ليس منا من تطيَّر ولا من تُطيّر له أو تَكهن أو تُكهن له أو سَحر أو سُحر له " وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم 5435

قال النووي رحمه الله في شرح مسلم :

( والتطير : التشاؤم ، وأصله الشيء المكروه من قول أو فعل أو مرئي وكانوا يتطيرون بالطيور فإن أخذت ذات اليمين تبركوا بها ومضوا في سفرهم وحوائجهم ، وان أخذت ذات الشمال رجعوا عن سفرهم وحاجتهم وتشاءموا بها فكانت تصدهم في كثير من الأوقات عن مصالحهم ، فنفى الشرع ذلك وأبطله ونهي عنه ، وأخبر أنه ليس له تأثير بنفع ولا ضر فهذا معنى قوله صلى الله عليه وسلم "لاطيرة " وفى حديث آخر "الطيرة شرك" أي اعتقاد أنها تنفع أو تضر إذا عملوا بمقتضاها معتقدين تأثيرها فهو شرك لأنهم جعلوا لها أثرا في الفعل والإيجاد ) أ.هـ بتصرف .

هذا هو الأصل في مسألة التشاؤم (التطير) ، ثم جاءت أحاديث تفيد أن الشؤم قد يكون في المرأة والدار والفرس ، روى البخاري (5093) ومسلم (2252) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ".

وروى البخاري (5094) ومسلم (2252) عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ ذَكَرُوا الشُّؤْمَ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "إِنْ كَانَ الشُّؤْمُ فِي شَيْءٍ فَفِي الدَّارِ وَالْمَرْأَةِ وَالْفَرَسِ".

وروى أبوداود (3924) عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ : قَالَ رَجُلٌ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا كُنَّا فِي دَارٍ كَثِيرٌ فِيهَا عَدَدُنَا وَكَثِيرٌ فِيهَا أَمْوَالُنَا فَتَحَوَّلْنَا إِلَى دَارٍ أُخْرَى فَقَلَّ فِيهَا عَدَدُنَا وَقَلَّتْ فِيهَا أَمْوَالُنَا ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ذَرُوهَا ذَمِيمَةً " والحديث حسنه الألباني في صحيح أبي داود.

وقد اختلف العلماء في فهم هذه الأحاديث والتوفيق بينها وبين أحاديث النهي عن التطير، فمنهم من حملها على ظاهرها ، ورأى أن هذا مستثنى من الطيرة ، أي الطيرة منهي عنها إلا أن يكون له دار يكره سكناها أو امرأة يكره صحبتها أو فرس أو خادم فليفارق الجميع بالبيع ونحوه وطلاق المرأة .

وقال آخرون شؤم الدار ضيقها وسوء جيرانها وأذاهم ، وشؤم المرأة عدم ولادتها وسلاطة لسانها وتعرضها للريب، وشؤم الفرس أن لا يغزى عليها وقيل حرانها وغلاء ثمنها ، وشؤم الخادم سوء خلقه وقلة تعهده لما فوض إليه. (شرح النووي على مسلم) .

والصحيح أن الطيرة مذمومة كلها ، وأنه ليس شيء من النساء أو الدور أو الدواب تضر أو تنفع إلا بإذن الله ، فهو سبحانه خالق الخير والشر ، وقد يبتلي العبد بامرأة سيئة الخلق ، أو دار يكثر فيها العطب ، فيشرع للعبد التخلص من ذلك ، فرارا من قدر الله إلى قدر الله، وحذرا من الوقوع في التشاؤم المذموم .

قال العالم الرباني ، الإمام ابن القيم رحمه الله :

( ... وقالت طائفة أخرى : الشؤم في هذه الثلاثة إنما يلحق من تشاءم بها وتطير بها فيكون شؤمها عليه ومن توكل على الله ولم يتشاءم ولم يتطير لم تكن مشؤومة عليه. قالوا ويدل عليه حديث أنس" الطيرة على من تطير" وقد يجعل الله سبحانه تطير العبد وتشاؤمه سببا لحلول المكروه به كما يجعل الثقة والتوكل عليه وإفراده بالخوف والرجاء من أعظم الأسباب التي يدفع بها الشر المتطير به .

وسر هذا أن الطيرة إنما تتضمن الشرك بالله تعالى والخوف من غيره وعدم التوكل عليه والثقة به ، فكان صاحبها غرضا لسهام الشر والبلاء فيتسرع نفوذها فيه لأنه لم يتدرع من التوحيد والتوكل بجنة واقية وكل من خاف شيئا غير الله سلط عليه كما أن من أحب مع الله غيره عذب به ومن رجا مع الله غيره خذل من جهته وهذه أمور تجربتها تكفي عن أدلتها ، والنفس لا بد أن تتطير ولكن المؤمن القوي الإيمان يدفع موجب تطيره بالتوكل على الله فإن من توكل على الله وحده كفاه من غيره قال تعالى : " فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون إنما سلطانه على الذين يتولونه والذين هم به مشركون" ولهذا قال ابن مسعود : "وما منا إلا يعني من يقارب التطير ولكن الله يذهبه بالتوكل" ... قالوا فالشؤم الذي في الدار والمرأة والفرس قد يكون مخصوصا بمن تشاءم بها وتطير وأما من توكل على الله وخافه وحده ولم يتطير ولم يتشاءم فان الفرس والمرأة والدار لا يكون شؤما في حقه ).

ثم قال : ( فمن اعتقد أن رسول الله نسب الطيرة والشؤم إلى شيء من الأشياء على سبيل أنه مؤثر بذاته دون الله فقد أعظم الفرية على الله وعلى رسوله وضل ضلالا بعيدا... وبالجملة فإخباره بالشؤم أنه يكون في هذه الثلاثة ليس فيه إثبات الطيرة التي نفاها ، وإنما غايته أن الله سبحانه قد يخلق منها أعيانا مشؤومة على من قاربها وسكنها وأعيانا مباركة لا يلحق من قاربها منها شؤم ولا شر، وهذا كما يعطي سبحانه الوالدين ولدا مباركا يريان الخير على وجهه ويعطى غيرهما ولدا مشؤوما نذلا يريان الشر على وجهه ، وكذلك ما يعطاه العبد ولاية أو غيرها فكذلك الدار والمرأة والفرس ، والله سبحانه خالق الخير والشر والسعود والنحوس فيخلق بعض هذه الأعيان سعودا مباركة ويقضى سعادة من قارنها وحصول اليمن له والبركة ويخلق بعض ذلك نحوسا يتنحس بها من قارنها وكل ذلك بقضائه وقدره كما خلق سائر الأسباب وربطها بمسبباتها المتضادة والمختلفة فكما خلق المسك وغيره من حامل الأرواح الطيبة ولذذ بها من قارنها من الناس وخلق ضدها وجعلها سببا لإيذاء من قارنها من الناس والفرق بين هذين النوعين يدرك بالحس فكذلك في الديار والنساء والخيل فهذا لون والطيرة الشركية لون آخر )

وقال في أمر النبي صلى الله عليه وسلم أهل الدار بالتحول عنها في الحديث الذي تقدم ذكره :

( فليس هذا من الطيرة المنهي عنها وإنما أمرهم بالتحول عنها عند ما وقع في قلوبهم منها لمصلحتين ومنفعتين :

إحداهما : مفارقتهم لمكان هم له مستثقلون ومنه مستوحشون لما لحقهم فيه ونالهم ليتعجلوا الراحة مما داخلهم من الجزع في ذلك المكان والحزن والهلع لأن الله عز وجل قد جعل في غرائز الناس وتركيبهم استثقال ما نالهم الشر فيه وإن كان لا سبب له في ذلك وحب ما جرى لهم على يديه الخير وإن لم يردهم به، فأمرهم بالتحول مما كرهوه لأن الله عز وجل بعثه رحمة ولم يبعثه عذابا وأرسله ميسرا ولم يرسله معسرا فكيف يأمرهم بالمقام في مكان قد أحزنهم المقام به واستوحشوا عنده لكثرة من فقدوه فيه لغير منفعته ولا طاعة ولا مزيد تقوى وهدى لاسيما وطول مقامهم فيها بعد ما وصل إلى قلوبهم منها ما وصل قد يبعثهم ويدعوهم إلى التشاؤم والتطير ، فيوقعهم ذلك في أمرين عظيمين :

أحدهما مقارنة الشرك .

والثاني : حلول مكروه أحزنهم بسبب الطيرة التي إنما تلحق المتطير فحماهم بكمال رأفته ورحمته من هذين المكروهين بمفارقة تلك الدار والاستبدال بها من غير ضرر يلحقهم بذلك في دنيا ولا نقص في دين ) مفتاح دار السعادة 2/258

والله أعلم .


الإسلام سؤال وجواب (www.islam-qa.com)

خالد الشمري
23-05-2005, 15:25
جزات الله خير وبارك الله فيت

مجد
24-05-2005, 00:56
بنت النور
http://forum.hawaaworld.com/files/5250/AFGJYUK.gif
فعلا هذا .. النوع من الطيره وهي محرمه
وقد قال رسول الله عليه السلام " لا عدوى ولا طيره "
وهي من تصرفات الجهال .. من الناس


لك مني الف تحية

اختكم المجدhttp://members.lycos.co.uk/edborders/b52.gif

المطنوخ
24-05-2005, 12:05
الشكر الجزيل اختي بنت النور

جزاك الله خير

لاعدمناك

بـنـت النـور
25-05-2005, 21:03
وبارك الله بك خالد فراج الشمري

بـنـت النـور
25-05-2005, 21:04
مجد

اشكر تواجدك دمتي بخير

بـنـت النـور
25-05-2005, 21:06
جزاك الله خير المطنوخ

سيدة القـــــلم
28-07-2005, 16:17
لا أعتقد ان الحديث المذكور وان كان صحيحاً يدخلــ في معنى التطّير..
لأن التطير شيء والبركــه او عدمها في المرأه والفرس وغيرها شيء أخـــر ولا يجب الربط بينهمــا ..

هناكـ حديث عن الرسولــ صلى الله عليه وسلـــم قالــ ( تباركوا* بالنواصي والبقع وبعض من الذريه)
* وأتت بلفظ أخـــر تبركوا

وهي حث من الرسولــ بطلب الدعوه من الله بأن يمنّ عليه بالزوجه المبروكــه اي كثيره البركــه وتجلب الخير لزوجها ولبيتها..
والبركــه بالذريه ايضاً والفرس والبقع اي بالأماكن ..
فالبركــه هبه من الله يهبها من يشاء من عباده..
فكثيراً من الرجالــ يعانون من الفقر وعند زواجهم تحل عليهم البركـــه ..
وكذلكــ من يرزق بمولود ..فكثيرا من المواليد بقدومــه خير وبركه لأهلــه .
..

هذى مالدي,,
أسألــ الله أن يهدينا الى السراط المستقيم وأن يرزقنا سبلــ الرشاد..

تحياتي

عشق القصيد

المهرة
31-07-2005, 10:21
جزاكِ الله خير الجزاء
وجعله في ميزان حسناتك
دمتِ بخير
اختك 00 المهرة

بـنـت النـور
18-09-2005, 12:43
عشق القصيد .. المهـ ـره

جزاكنّ الله خير

شام
18-09-2005, 16:44
بنت النور ...
درر وفوائد عظيمة وردت في الموضوع ...
جزاك الله كل الخير وبلغك رمضان في تمام الصحة والعافية
وكل عام وأنتم بخير

الحنشل
18-09-2005, 23:29
بنت النور

المرأة مكرمة مصونة في الإسلام اماً وبنتاً وأختاً وزوجه

ولقد ورد في الحديث عن الرسول صلى الـله عليه وسلم أنه قال

((‏حبب إلي من الدنيا النساء والطيب وجعلت قرة عيني في الصلاة))
رواه أحمد

وكأن المرأة كالصلاة إيماناً وطهراً و كالطيب إنعاشاً وسكوناً للنفس

وقد أخرج أحمد وصححه ابن حبان والحاكم من حديث سعد مرفوعا

((من سعادة ابن آدم ثلاثة

المرأة الصالحة والمسكن الصالح والمركب الصالح

ومن شقاوة ابن آدم ثلاثة

المرأة السوء والمسكن السوء والمركب السوء))

فهذه الثلاثه

إن صلحت سعد بها ابن آدم وإن فسدت شقي بها ابن آدم

وهذا ليس فيه ذم للمرأة بل فيه تشريف لها

فهي شيء مهم ولو لم تكن مهمه لما قال تسعد وتشقي


اما حديث

((إِنْ كَانَ الشُّؤْمُ فِي شَيْءٍ فَفِي الدَّارِ وَالْمَرْأَةِ وَالْفَرَسِ))

فإنا نفهم منه أنه إن كان يمكننا التشاؤم

من شيء فمن المرأة أو الدابة أو الدار

ولا مجال لفهم الحديث على أنه اعتبار

حصول التشاؤم مطلقاً من المرأة والدابة والدار

فإن الرسول الكريم صلى الـله عليه وسلم تزوج النساء

ورغب في الزواج من النساء هذا معلوم للجميع



بنت النور

جزاك الله كل خير وشكرا لك على هذا الموضوع القيم

والذي يحوي كما قالت ايمان درر عظيمه

بـنـت النـور
19-09-2005, 21:42
ايمان قويدر

جزاك الله خير
وكل عام وانتي بخير

بـنـت النـور
19-09-2005, 21:44
الحنشل

جزاك الله خير
تعليق اكثر من رائع

دمت بنور