المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : .. صورة حية من حياة الصم ..



بـنـت النـور
14-05-2005, 23:07
http://www.commercialbridge.com/img/farfallafarfalla.gif


صورة حية من حياة الصم

قصة حياة شابة صماء وصلت في تعليمها إلى الجامعة،كانت أمها صماء أيضا ونشأت أمها الصماء بعيدة تماما عن عالم الصم الحقيقي،وقد أنجبت هذه الأم طفلتها الصماء التي تحكي قصة حياتها هذه ،أن الأم الصماء بقدرتها الطبيعية اكتشفت بعد ولادتها أن طفلتها غير طبيعية وأنها صماء،واستطاعت الأم أن توفر لطفلتها الظروف المناسبة لتنشئة طفلة صماء بشكل حقيقي ابتداء من الروضة حتى الجامعة، واستطاعت الأم الصماء أن تقدم لأبنتها كافة التسهيلات،رغم الصعوبات والمشكلات التي واجهتها خلال رحلة مشوارها الطويل في تربية ابنتها، وآراء المتخصصين التي كانت تتعارض مع رأيها الخاص،وحكمتها الطبيعية في مسيرتها الطويلة.
تحكي الابنة الصماء التي تخرجت من الجامعة على لسانها تقول: كانت أمي طفلة صماء ،وكانت كلمة صماء غير مقبولة ،وأن صممها لم يعترف به أبدا،وأخذها والداها لتركيب سماعة في أذنها،وكانت نادرا ما تفهم ما يحدث حولها مما كان يعرضها للتوبيخ لعدم قدرتها على الاستماع.
وعندما ولدت أنا بصمم شديد إذ فقدت (100 ديسيبل) من السمع منذ البداية عرض علي والداي جميع وسائل الاتصال المعروفة من لغة الإشارة،وهجاء أصابع،وغيرها،وقد كان أحسن هدية قدمها والداي لي أن جعلاني اختار بحرية وسيلة الاتصال التي أتعلمها،وقد أعطاني والداي كل الحب والاهتمام وتعاملا معي بصورة واضحة مفهومة بالنسبة لي.
في الثالثة من عمري واجهت أمي مشاكل عديدة،ومرت بمشاعر ومراحل صعبة للتعرف على مشكلتي،فقد كانت طريقة كلامي تعتمد على الإشارة عندما أريد شيئا، في حين كانت أختي الكبرى عندما كانت في سني كانت لها حصيلة لغوية من الكلمات التي تنطق بها ،كما كانت تنطق بجمل مفيدة،كنت طفلة ذكية ومحبة للاستطلاع كما تقول أمي،ولكن عاجزة عن الكلام،ولقد أمضيت أربع سنوات،والأطباء يؤكدون لأمي بأنه لا يوجد أي شيء غير طبيعي أعاني منه،غير أنني متأخرة في النضج فقط،وقد وصفني أحد أطباء علم النفس بأنني طفلة عنيدة ،وأحتاج إلى بعض التأديب،ولحسن الحظ إن غريزة أمي أظهرت أن آراء الأطباء خاطئة،حيث كانت أمي تستعمل معي اللمس وتعبيرات الوجه والإشارات المختلفة لتنقل لي ما تريده،وفي غضون شهور تغيرت تصرفاتي بالكامل،فقد تعلمت من أمي استخدام الطرق الصحيحة للاتصال وفهم ما هو مطلوب من والاستجابة له،وباستخدام وسائل عديدة كالتشجيع المستمر،والمكافأة بعد كل جواب صحيح على أي سؤال أصبحت اتطلع للأسئلة والامتحانات لكي أجيب عليها.
وعندما بدأت الذهاب إلى الروضة كان والداي خائفين من تأخري عن بقية الأطفال،في سن السادسة التحقت بالروضة في فصل خاص للصم،وكنت متفوقة في الاتصال مع الصم الذين في نفس عمري،في المدرسة الإبتدائية كان هناك مدرس واحد لكل فصل مما جعلني أتعود على تعبيراته الوجهية،واحفظها بسهولة،وكانت أمي تراجع معي الدروس مستخدمة جميع وسائل الاتصال لكي أفهم ما تريد توضيحه لي.
في المرحلة الاعدادية واجهتني مشكلة جديدة وهي أننا نغير الصف والمدرس لكل مادة دراسية،مما صعب علينا عملية التعود على أسلوب وشخصية وتعبيرات وجه المدرس،وقد عمل والدي على ضمي إلى برنامج وحيد والذي أوجدوه للصم،وهو يقدم خدمات خاصة للصم يعتمد على التعبير الشفهي معتقدين بأنه سيوفر الوسيلة التي احتاجها لكي أتعلم وأنجز أعلى مستوى من النجاح بغض النظر عن أن البرنامج يؤدي إلى التعليم الشفهي أو غيره.
كنت مع زميلاتي نستخدم لغة الإشارات للتفاهم،مما كان يعرضنا للعقاب،حيث كان مدرس التخاطب كثير الطلبات منا ويستخدم القوة معنا لتحقيق أهدافه.
وقد طلبت المدرسة من أمي السماح بتسجيلي في فيلم وثائقي عن نجاح البرنامج الشفوي الذي أنا فيه ،غير أن أمي رفضت هذا الطلب بشدة لأن قدراتي البسيطة على الكلام الصوتي لم تكن نتيجة لالتحاقي في هذا البرنامج وإنما من تدريبي الشخصي مع أمي في البيت.
وعندما كنت في الصف السابع علمت أمي عن برنامج في أساليب الاتصال الكلي وطلبت تحويلي إليه،وقد قوبل طلبها في البداية بالرفض لأنني أستطيع التعلم من خلال البرنامج الشفهي،ولكن بعد إصرار والدتي الشديد تمت الموافقة على الطلب ،وانضممت إلى البرنامج الجديد،في البداية كان المدرسون يستخدمون لغة الإشارة،ومن حسن حظي كنت أجيد لغة الإشارة حتى إنني كنت أترجم لزملائي الصم في الصف بعض الأشياء غير المفهومة لديهم،كما اشترت أمي كتابا لكي تتعلم لغة الإشارة المتقدمة لكي تستطيع أن تتفاهم معي بكل وضوح،وبالفعل كنت أجيد لغة الإشارة وتفوقت فيها.
التحقت بعد ذلك بكلية خاصة بوسائل الاتصال ،واستطعت الاعتماد على أفضل وسيلة اتصال بالنسبة لي، فهذا البرنامج يركز على استخدام الأصم لأحسن وسائل الاتصال المفيدة له ولإمكانياته،هذا كان مفيدا لي و لقدراتي على الكلام الصوتي،حيث كانت قدراتي جيدة في ذلك،حتى إن بعض الناس السامعين لا يصدقون أنني صماء،فهم يعتقدون أنه من الصعب على



الصم أن يتكلموا بلغة صوتية جيدة ،وهذا ليس صحيحا بالضرورة إلا إذا اتيحت الفرصة للطفل لكي يتعلم اللغة من البداية،حيث من الصعب اتقان اللغة في الكبر.
ينصب الخوف الرئيس على الأسرة عندما تعلم أن طفلها أصم ،وأنه لن يستطيع أن يتعايش مع المجتمع الذي حوله،ويجب أن يكون الوالدان أول مدرسين لطفلهما وهذا ما حدث معي،لقد حصلت على الشهادة الجامعية،وأنا الآن أحضر للماجستير في مجال الصم،وحتى الآن لا أستطيع أن أرجع نجاحي إلى أي مدرسة دخلتها في حياتي العملية،فبدون اصرار والدتي وعزيمتها القوية لما وصلت إلى وصلت إلى ما أنا عليه الآن.
فالأطفال الصم مختلفون في احتياجاتهم،والوالدان هما الوحيدان اللذان يستطيعان أن يحددا هذه الاحتياجات،ويكتشفا نقاط الضعف والقوة في الطفل،وأحسن نصيحة يمكن أن أقدمها للأسرة هي أن يثقوا في عزيمتهم وأنفسهم،و لا يتقبلوا أي شيء يقال لهم دون دراسة وافية ،فبعكس كل التوقعات التي توقعها الأطباء في سنواتي الأولى،إلا أنني أتوقع حياة ناجحة بالنسبة لي،ولحسن حظي حظيت بوالدين أصرا على إعطائي أحسن تعليم يمكن أن يعطيه الآباء لأبنائهم،وحرية الاختيار في أي شيء يريده هذا الابن.


عن كتاب الإعاقة السمعية وبرنامج إعادة التأهيل
د/ محمد فتحي عبد الحي

http://www.commercialbridge.com/img/farfallafarfalla.gif

مرفأ
14-05-2005, 23:44
هلا باختى بنت النور

يسعدنى اكون اول مشاركة بهذا الموضوع الجميل الذى ينم انه لا يوجد شىء امام الاعاقة وبالتحدى تزيد القدرات

ولى تعليق بسيط هى ان الاهل يجب ان ينتبهوا لذلك لان الام كانت هى المشجعة الاولى لتلك الطفلة ووجدت الرعاية الكبيرة ولهذا نجحت كثيرا

شكرا لك

عبدالله المهيني
15-05-2005, 18:56
هنا تذكرت برنامج أعتقد إن لم أكون واهماً

أنه في مصر

قام هذا البرنامج على أساس أن يتم إدخال الأطفال من سن سنتين إلى ثلاث سنوات

على شكل تهيئة ليكونوا في سن السادسة

بنفس المرحلة اللغوية لدا الأطفال العاديين

ومنها يستطيع التعلم العادي مع وجود المعلم المستشار للمعلم العادي

في الفصل العادي


وقد قرأت عنه أنه حقق نجاح مبهر

ولا أعلم إذا كان البرنامج تم إعتماده أم إقتصرت التجربة على ذلك فقط


الجميل في هذا البرنامج أنه يكون محصول لغوي بإذن الله تعالى أكثر من جيد للطفل الأصم وضعيف السمع


...
..
.


وقد كان أحسن هدية قدمها والداي لي أن جعلاني اختار بحرية وسيلة الاتصال التي أتعلمها،وقد أعطاني والداي كل الحب والاهتمام وتعاملا معي بصورة واضحة مفهومة بالنسبة لي.

جميلة جداً هذه العبارة

قد تكون دافعاً قوي للأصم للعطاء بصورة أفضل من فرض وسيلة تواصل يراها الواللدين جيدة وهي بالحقيقة تعد لدا الطفل غير ذلك

إذا إعطاء الثقة وترك الخيار للطفل أمر في البداية أكثر من ممتاز



وأخذها والداها لتركيب سماعة في أذنها

هذا الوالد عمل جيداً

بتركيب السماعة الطبية للأصم

حتى ولو كنتم تشاهدون غير ذلك

ولكن يجب وضع السماعة حتى للطفل الأصم صمماً شديداً

حفاظاً على ما لديه من بقايا سمعية

من يدري ماذا يخرج غداً من تطور

لذلك يجب على كل أب وأم طفل أصم المحافظة على ما لدا إبنهم من بقايا سمعية

وحتى المعلم في الفصل يجب عليه التأكد الدائم من إرتداء الطفل للسماعة




في المرحلة الاعدادية واجهتني مشكلة جديدة وهي أننا نغير الصف والمدرس لكل مادة دراسية،مما صعب علينا عملية التعود على أسلوب وشخصية وتعبيرات وجه المدرس،وقد عمل والدي على ضمي إلى برنامج وحيد والذي أوجدوه للصم،وهو يقدم خدمات خاصة للصم يعتمد على التعبير الشفهي معتقدين بأنه سيوفر الوسيلة التي احتاجها لكي أتعلم وأنجز أعلى مستوى من النجاح بغض النظر عن أن البرنامج يؤدي إلى التعليم الشفهي أو غيره.


مع الأسف أننا في وطننا العربي لازلنا نعتمد على التعابير الشفهية او كما تسمى قراءة الشفاه

وقبل فترة سمعت مداخلة للدكتور فوزية أخضر في لقاء للدكتور ناصر الموسى على القناة الاخبارية

تقول أنها سوف تتبنى برنامج كامل للتعليم الشفهي


مع أن الغرب تطورا أفضل منا ووصلوا لمراحل لم نصل لها

وأثبتت قراءة الشفاه انها طريقة فاشلة في هذا المجال

<< مع المدرسة المطالبة بلغة الاشارة وحدها لتعليم الصم


ولكن نحن لازلنا ندرس فتح المزيد من البرامج لهذه الطريقة وبقيادة دكاترتنا الأفضل :)


أختي العزيزة

بنت النور


جلب كالعادة مميز هنا

لكي كل الاحترام مني أختي

ودمتي بخير

المهرة
15-05-2005, 20:22
تسلم الانامل 00 يابنوته على الاطلاله الرائعه
في اختيار المميز من المواضيع
دمتِ بخير
اختك 00 المهرة

خالد الشمري
23-05-2005, 21:11
بارك الله فيت

بـنـت النـور
12-06-2005, 17:18
اشكر حضوركم جميعاً