المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مأسدة الأنصار /الأجزاء الرابع والخامس



عبدالعزيز
21-01-2002, 03:48
كتبه عن أسامه/عصام دارز
الناشر/سلفي

جزاهم الله خير

(( مـعـركـة رمـضـان سـ1407ـنة هـ ))
:يقول الأخ ( علي . ق ). كشاهد على معارك رمضان
ذهبت لأول مرة إلى أفغانستان مع أخينا شفيق ، حيث نزلنا إلى بيشاور وذهبت لمركز التدريب .. بقينا حوالى شهرين ثم عدت إلى السعودية ..
ذهبت في السنة التالية .. وذهبت للتدريب مرة أخرى لمدة شهرين . . وكان هناك عدة مراكز تدريب مركز (( مارو )) في جلال آباد . أكملت التدريب ثم رجعت السعوديةعدت مرة أخرى إلى أفغانستان عام 1407هـ وكانت المأسدة قد تأسست وعندما نزلت بها كان موجود سبعة إخوة أو ثمانية . وكان ذلك أوائل عام 1407هجرية ولم يكن بها إلا خيمة واحدة .. وغرفة للأفغان الذين كانوا يشاركوننا الموقع ..
كان معظم الإخوة العرب غير مدربين تدريباً جيداً ، ويرجع سبب ذلك لعدم وجود تدريب منظم .. ولهذا كونوا دورات للمدربين .. وكان من أحد أسباب ضعف التدريب هم الشباب أنفسهم .. فكان الشباب يحضر إلى أفغانستان ولا يريد إلا تدريباً بسيطاً سريعاً ليدخل جبهة القتال في أقصر وقت ليقاتل
تطورت المأسدة .. وان أسامة بن لادن يحبب الإخوة ويدربهم على الصبر لانعدام العمليات .. وكان ذلك في غاية الصعوبة على أسامة بن لادن ليقنع الشباب على الصبر .. وكان ذلك أيضاً صعباً على الشباب .. أن يظل يعمل وينشئ الملاجئ والتحصينات سبعة شهور دون عمليات .. ولهذا كان الإخوة يلحون على أسامة بن لادن أن يقوموا بعمليات ولو صغيرة .. وبالفعل تم تنفيذ عملية صغيرة مع المجاهدين الأفغان .. وكانت القوات الشيوعية تحتفل بذكرى إنشاء الحزب .. وكانت العملية عبارة عن قصف وإزعاج القوات السوفيتية والحكومية
تطورت المأسدة .. وأصبحت تتكون من غرفة اقيادة _ مركز بدر _ غرفة الزيكوياك ( مدفع مضاد للطائرات ) _ وغرفة الطائف _ مستودع أغذية _ مستودع سلاح _ مطبخ
وفي 17 شعبان قرر الإخوة القيام بعملية رغم أن بناء المأسدة لم يكن قد اكتمل ..
ولم تحقق هذه العملية أهدافها لعدة أسباب منها نقص الذخائر .. على الرغم من أن الإخوة عملوا ليل نهار لعدة أيام لنقل الذخائر إلى قمة الجبل بالبغال .. وكان بعض الإخوة يعمل ليل نهار دون راحة .. وكان المسئول عن هذه العملية الأخ يس كردي .. وكان ينقل الذخائر على ظهور البغال ..
تعلم الإخوة درساً كبيراً من معركة 17 شعبان وبأوا في إعداد عملية أخرى في 17 رمضان ..
في ذلك الوقت سمعنا عن أخبار تقدم قوات كبيرة _ قوات روسية وحكومية _ وبدأ قصف شديد ومركز على موقع المأسدة بالطيران .. وكنت في ذلك الوقت في غرفة (( بدر )) لحماية المأسدة من الجبهة اليمنى لأن مركز (( بدر )) كان على حافة المأسدة على الوادي .. وكان موقعاً خطيراً وكان المتوقع أن يتقدم الكوماندوز الروسي من جهة منطقة (( بدر )) . ازداد القصف يوم 25 رمضان وكان عدد أفراد المأسدة 60-70 فرداً .. وكانت مستويات التدريب متفاوتة .. وعندما بدأ القصف يزداد عنفاً قرر أسامة بن لادن إراع يعض المجاهدين العرب غير المتدربين تدريباً كافياً إلى الخلف لحماية ظهر المأسدة .. وكان معهم بعض الإخوة المدربون
استمر تقدم قوة الكوماندوز من الجهة اليسرى ، أي المنطقة المتوقعة .. ولكن قدر الله .. حيث صد هذا التقدم في البداية خمسة أشخاص فقط . وهم أسامة بن لادن ، وأبو الحسن المدني ، وخالد كردي ، ياسين كردي وأسد الله السندي ( من أهل جدة ) وأبو الوليد .. هذه المجموعة هي التي تصدرت للكوماندوز .. ولم يصب منهم إلا الأخ أبو الوليد ( محمد العتيبي ) وكان يستخدم القاذف الصاروخي المضاد للدبابات الآ. بي . جي . وان يضطر للجلوس على مكان مرتفع ( وظاهر بالطبع للعدو ). وأصابته شظية في ظهره .. لأنه كان يضرب بالقاذف وهو جالس .. وقد استشهد مكانه وذهبت في مساء ذلك اليوم أنا وأبو ياسر العراقي إلى ذلك المكان لإحضاره .. وتم دفنه بالمأسدة بجوار أحمد الزهراني .. وكان يعتبر ثالث شهيد بعد (( أبو الذهب ))ا


(( أسامة بن لادن يروى معركة الأنصار العرب في رمضان 1407 هـ ))

كان يوم 29رمضان حيث بدأ هجوم القوات الروسية والحكومية الأفغانية . وبدأت الدبابات تتحرك وانتظرنا حتى اقتربت الدبابات إلى مرمى نيران المجاهدين فما دنوا جميعاً بدأنا باسم الله وكبرنا وأعطينا الإشارة باللاسلكي لجميع المدافع – مدافع المجاهدين الأفغان العرب – بدأ القصف عليهم في وقت واحد .. وكنت أتابع القصف من المرصد وشاهدت القذائف من فضل الله تسقط على الأعداء وتمزقهم
استمر القصف عنيفاً وكانت الجبال تهتز ، ولكن من فضل الله لم يصب أحد من الإخوة بسوء .. واستمر هذا الحال إلى المغرب .. ورجعت من المرصد والتقيت بالأخ أبو عبيدة المصري .. وهو من حفظة كتاب الله ورأينا أن الروس لن يسكتوا على هذه الضربة لهم .. وتوقعنا أن يكون القصف أشد في اليوم التالي وقررنا ن نرجع ثلاثين من الإخوة العرب إلى معسكر خلفي لنا وكنا حوالي سبعين مجاهداً .. وفي اليوم التالي حدث ما توقعناه .. قصف عنيف منذ أول إشراقة للشمس .. أصبح عدد الإخوة في المأسدة حوالي أربعين أخ .. وكنت مع تسعة من الإخوة في كهف نطلق عليه (( المتقدمة )) وكان هذا الكهف صغيراً لا يتحمل القصف الثقيل .. وكانت طائرات العدو تقصف بقنابل زنة ألف رطل .. وكانت الجبال تهتز .. وكنا قد اتفقنا على إشارة معينة وهي إطلاق ثلاث طلقات إذا شعروا بأن هناك حصاراً من العدو للمعسكر .. وإذا بنا نتلقى مكالمة هاتفية من الأخ سيف الله المغرب .. من المرصد الأيمن لمركز بدر يقول أنه شاهد ما يقارب مائتي ( 200 ) جندي من الجنود الروس يرتدون ملابس القوات الخاصة وهم يتسللون باتجاه المعسكر فأعطى الأخ إنذار بالخطر وهي ثلاث طلقات . وقمت بإبلاغ المركز الرئيسي للمجاهدين بأن العدو يتقدم لمحاصرة المعسكر .. وطلبت من الإخوة حمل الأسلحة والتقدم وكانوا تسعة وأنا العاشر واحد منهم رغم أنهم سمعوا أن المتقدمين حوالي مائتين .. لم نكن عسكريين .. وكنا مدنيين .. ولم يتردد أحد .. فتقدموا أكرمهم الله .. كل واحد أخذ سلاحه وانطلقنا إلى الأمام .. كنا حريصين على أن نأخذ تبةبيننا وبين الكفار وهي تبة مرتفعة .. وأثناء تحركنا كنت أوزع الإخوة .. لكي لا يحدث التفاف علينا أثناء تحركنا .. فتركت الأخ ذبيح وأبو سهل المصري – رحمه الله – ومعهم جهاز لا سلكي في مركز المتقدمة ، ثم الأخ أبو حنفية ومعه بعض الإخوة أرسلته للميمنة . . ثم تقدمنا حتى وصلنا إلى القمة .. ولم يبق إلا ثلاثة: الأخ خضر وهو من المنطقة الشرقية ، والأخ مختار وهو أيضاً من المنطقة الشرقية ، وأنا معهم _ وانضم إلينا الأخ خالد كردي . وكنت قد طلبت منه أن يحضر لنا ماء وتمر وطلقات . آر . بي . جي زيادة ، فذهب وبقينا نحن الثلاثة .وماذا يفعل ثلاثة أمام مائتي كوماندوز .. ولكن الله ثبتنا نحن الثلاثة ولم نشعر بأي قلق أو خوف . سبحان الله . رغم أن عندي خبراً مسبقاً بأن هذه القوة تريد أن تأسرني أنا شخصياً
توزعنا على قمة هذه التبة بحيث كان كل منا يرى الآخر .. والمسافة بين كل منا حوالي عشرة أمتار .. وإذا طلبنا مدداً من الإخوة يستغرق ذلك حوالي ساعة ونصف لطول المسافة ..
جاء خضر وقال لي إن مختار سمع أصوات الروس تحت التبة وبالقرب منهم بين الأشجار يتكلمون . وكنا ننتظر المدد ، ولم يصل المدد إلينا .. وقد وصل الروس .. فطلبت أن ننضم جميعاً نصبح على القمة .. وفي هذه اللحظة انضم إلينا خالد ، ويأتي أيضاً أبو عبيدة . وكان أبو عبيدة قد رتب مجموعة أخرى تذهب من جهة بدر وتتقدم أيضاً لملاقاة القوات المتقدمة ..
تقدمنا لاتجاه الميسرة وهم يتقدمون من الميمنة ورأيناهم أسف من ميمنتنا على تبة تسمى تبة الزهراني . لأن أحمد الزهراني رحمة الله كان على هذه التبة عندما قتل .. في هذه اللحظة وهم يتقدمون أخرجنا القنابل اليدوية .. وكنت أول من أخرج القنابل اليدوية استعداداً لرميها عليهم لأننا كنا أعلى منهم ، فاقترح الأخ أبو عبيدة أن نبتعد حتي يصلوا جميعاً إلى منطة الرمي .. وفجأة يصل إلينا أربعة إخوة ولا واحد منهم يعرف حقيقة الموقف .. وأثناء سيرهم باتجاهنا سمع الروس صوت أقدامهم على الحشائش بين الأشجار .. فتوقفوا عن التقدم وانتبهوا .. فلم يتوقعوا أن يكون في هذا المكان مجاهدين وكانوا يتوقعون أن كل من في المأسدة جرحى نتيجة القصف الشديد لمدة خمسة أيام متوالية
عندما فوجئ الروس بالحركة انسحبوا ببطء دون أن نشعر بهم .. لقد فوجئوا بوجودنا في هذه المنطقة المتقدمة عن موقع المأسدة ولم يتوقعوا أبداً وجود أحد في هذا المكان .. وسمعناهم يتكلمون باللاسلكي ( غنمنا جهازهم اللاسلك هذا فيما بعد ) وواضح أنهم أخبرو مدفعيتهم بوجودنا في هذه المنطقة ، وكانت مدفعيتهم وهاوناتهم تقوم بالتمشيط أمامهم . . وكنت أحمل القنبلة اليدوية في يدي منتظراً تقدمهم فوجدت أنهم بدأوا ينسحبون إلى الخلف حوالي مائتي متر .. وفي هذه اللحظة انهمرت علينا قذائف الهاون .. كالمطر هاونات ثقيلة .. ومن شدة القصف كان من المستحيل أن تستطيع أن تتكلم كلمة أو تكمل جملة
استمر هذا الحال من القصف الشديد المركز لمدة ساعة تقريباً إلى أن منَّ الله علينا بجزء من دقيقة بين القصف فتحركنا إلى أول نقطة في معسكرنا واتخذنا كميناً له .. ومن شدة وكثافة القصف كانوا متأكدين أنه لا يمكن أن يكون هناك أي شخص على هذه التبة إلا قتيلاً أو جريحاً .. فصعدوا إليها مطمئنين .. فما أن صعدوا حتى بدأنا الضرب عليهم .. فقتل عدد منهم يقيناً وتراجع الباقي إلى خلف.. واستمر الحال على هذا المنوال وطلبوا مساعدة الطيران .. وعاد الطيران يقصف بعنف وشدة مع الصواريخ ، وألقت الطائرات قذائف دخان أتعبت الإخوة نفسياً حيث خشينا أن تكون غازات سامة .. ولكن كانت قنابل الدخان .. واستمر القصف علينا شديداً فازداد البأس علينا .. فقررنا الانحياز إلى موقع خلفي من شدة القصف



انحزنا في الليل وبقيت مجموعة الإخوة العرب والإخوة الأفغان وسط المأسدة .. ولكن من لطف
الله أن وصل مدد من المجاهدين الأفغان وأطلقوا على قوة الكوماندوز الروسية 35 قذيفة ( آر . بي . جي ) متوالية . وكانت قوة الكوماندوز تعتقد أن المعسكر خالياً إلا من الجرحى .. أعطى ذلك انطباعاً لدى الكوماندوز بأنه لا زالت هناك قوة كبيرة داخل المأسدة .. فتوقفوا عن الهجوم .. وبقوا مكانهم في الليل وهم يخشون الهجوم على المعسكر .. رغم أنه فعلاً لم تكن به قوة كبيرة .. وهذا من فضل الله … وفي الصبح قسمنا الإخوة إلى مجمعتين ووصلت المجموعة الأولى إلى المأسدة فعلاً .. وكنا نتفقد الطريق والمواقع .. والمجموعة الثانية كانت متوقفة في منتصف الطريق .. فطلبنا منهم التقدم .. كان العدو مستميتاً في الهجوم على الموقع .. فالموقع يعتبر مفتاحاً للمنطقة كلها .. اقترح أبو عبيدة أن يذهب هو وثمانية من الإخوة ويلتفون حول القوة الروسية ويهاجمونهم من خلفهم .. فقلت لأبي عبيدة : أن الميسرة خالية من يبقى فيها ؟ .. وكنت مريضاً في تلك الفترة – والشكوى لله – وكان يصعب عليَّ المشي على الأقدام لمسافة بسيطة وإذا يفاجئني أبو عبيدة بأن أذهب إلى الميسرة . فنظرت إلى العدو .. لم يبقى معي إلا ثلاثة من الأخوة .. أخونا محمد العتيبي رحمة الله (( أبو الوليد )) وأخونا ياسين الكردي وأخونا أسد الله .. في هذه الفترة جاءنا ضيف وهو الأخ أبو الحسن المدني وكان في ذلك اليوم ضيفاً فذهبنا نحن الخمسة إلى جهة الميسرة .. كنا محاطين بالعدو .. وتحركنا إلى الميسرة والطلقات في بيت النار وكل واحد منا يده على زناد البندقية .. وسرنا إلى أن وصلنا إلى النقطة المتقدمة جهة الميسرة .. حتى وزعت الأخوة ميمنة وميسرة
وهم جميعاً خمسة .. فكان أبو عبيدة ومعه آر . بي . جي في الميمنة ، وكان الميمنة رجلاً واحداً والميسرة كانت أخينا أسد الله ومعه جرينوف ( رشاش متوسط ) وكان ياسين الكردي ظهراً لنا وبقيت أنا في الوسط مع أبو الحسن المدني .. فما كدت أنتهي من توزيع الإخوة وإذا بنا نفاجأ بأن القوة الروسية على مسافة سبعين متراً من طرف المعسكر .. من الغرفة المتقدمة .. وكنا نحن خلف الغرفة .. وبدأ على الفور الاشتباك معهم بالسلاح الخفيف ووجهنا النيران إليهم وطلبت من الأخ ياسين كردي . ومعه أبو الوليد أن يتقدما ويضربوا في المنطقة اليسرى حيث رأيتهم وبدأ الرد علينا بالأسلحة الكلاكوف . وصوت الكلاكوف مميز عن صت الكلاشنكوف . . والكلاكوف معروف أنه تسليح القوات الخاصة الروسية . أما الكلاشنكوف فهو تسليح الجنود الأفغان الشيوعيون
فوجئت قوة الكوماندوز بوجود مقاومة في أول أيام العيد .. فخزاهم الله .. فبدأوا ينسحبون إلى الخلف مجموعة تغطي مجموعة .. فطلبت من ياسين وأبو الواليد أن يطلقوا النار خلفهم بمسافة حوالي 150 متراً حيثت توقعت أن يكونوا قد وصلوا إلى هذه النقطة .. وكنت حتى هذه اللحظة أظن أن الهجوم من الميسرة ولكن عندما صعدت على قمة تبة لأتكلم باللاسلكي فوجيئت بطلقة آر . بي . جي . تأتي من اتجاه العدو ومن المحور اأوسط .. ومرت بجواري وانفجرت طلقة الآر . بي . جي . بالقرب مني ولم يصبني منها أي شيء وكأني قد رميت بحفنة من الطين بفضل الله سبحانه وتعالى . نزلت بهدوء وأخبرت الإخوة أن العدو موجود في المحور الأوسط وليس على الميسرة فقط في هذه الأثناء كنت أحاول الاتصال بالمجموعة التي تحركت للالتفاف حول الروس بقيادة أبو عبيدة . اتصلت بهم مراراً فلم تكن هناك أية إجابة فأصابني قلق شديد عليهم .. وأوقفت الاتصال ولكن تركت الجهاز مفتوحاً .. وفي هذه الأثناء بدأ العدو من جديد تمشيط المنطقة بالهاونات والصواريخ .. وبدأ قصف الطيران .. وكا ننزل في الكهف ويظل أحدنا بالخارج ليراقب المنطقة خوفاً من تقدم الروس .. وكنا نراقب رمي المدفعية والهاونات فإذا كان علينا بالضبط فكنا ننزل في الكهف ولكن إذا ابتعد قليلاً كنا نصعد .. وهذه خبرة جديدة اكتسبناها من هذه المعركة .. إن من الممكن أن يتقدم العدو تحت القصف .. لأنه يتصل بالمدفعية ويستطيع نقل الضرب أمامه .. إلى مسافة 200 متر أثناء قصف المدفعية والهاونات
ظللت في قلق شديد على الإخوة الذين ذهبوا للالتفاف وإذا بصوت الجهاز يأتي كالماء البارد علينا حيث نادى الأخ أبو عبيدة وقال (( أبو القعقاع ، هل تسنعن ؟ )) ، فأسرعت نحو الجهاز وقلت : (( نعم أسمعك جيداً )) ، فقال أبو عبيدة : (( الله أكبر الله أكبر أبشرك بأننا قتلنا الكوماندوز الروس وهم الآن صرعى تحت أقدامنا ، الله أكبر))ا
وانتشر التكبير إلى أن وصل الإخوة جميعاً وانتشر الخبر وسررنا سروراً عظيماً بفضل الله وكان الإخوة قد فاجأوا الروس من الخلف أي من المنطقة التي كان لا يمكن أن يتخيلوا أن يأتي أحد منها .. ولقد استطاع أخونا محمد العزمان المعروف بمختار أن يقتل ستة منهم دفعة واحدة في ثانية واحدة .. وبدأ اشتباك بالرشاشات والقنابل اليدوية وأدى ذلك إلى انهيارمعنويات الكوماندوز .. فكان عدد الإخوة تسعة أشخاص فقط في مواجهة مائتي جندي لكن مع الرعب لم يستطيعوا تمييز القوة .. ومع وجود الأشجار والغابات لم يستطيعوا أن يحددوا عدد المهاجمين فأصابهم ذعر شديد وقتل في هذا الهجوم المفاجئ من الكوماندوز حوالي خمسة وثلاثين جندياً وضابطاً وفر الباقي إلى مسافة بعيدة حوالي ثلاثة كيلوا مترات .. وارتفعت معنويات المجاهدين ليس فقط في منطقتنا ولكن في كل أنحاء أفغانستان .. وكان ذلك فضل من الله على الإخوة
*****************
……… يتبع في الجزء الخامس إن شاء الله

عبدالعزيز
21-01-2002, 03:50
يقول أسامة بن لادن عن معارك جلال آباد التي خاضتها مأسدة الأنصار
كانت معارك جلال آباد هي أول وأكبر معركة يخوضها العرب .. وكان الاختلاف بين معارك جلال آباد والمعارك الأخرى في أفغانستان . في أن المعارك السابقة كانت على مراكز وقلاع للعدو أما جلال آباد فهي إحدى المدن الرئيسية الكبرى في أفغانستان . بل هي أقرب مدينة إلى العاصمة كابول .. ولم يكن هناك خيار في معارك جلال آباد .. فبعد سقوط عديد من المواقع حول المدينة وسقوط حصونهمفي يد المجاهدين – حتى وصلت قوات المجاهدين الأفغان إلى مطار جلال – استمات العدو في الدفاع عن المدينة .. وأمام ذلك إذا تركت كل هذا ورجعت فأنك ستخسر كل المعركة .. ولهذا بدأت معركة طويلة استمرت بعنف شديد لعدة أشهر متواصلة أخذ فيها الإخوة خبرات كبيرة لم تتيسر لهم من قبل في أي معارك سابقة ..
كان عندنا حول جلال آباد 18 مركزاً للعرب ( مأسدة الأنصار ) وكان من الصعب أن تدير معركة طويلة لعدة أشهر .. وأن تكون القوة في حالة (( شد )) مستمرة .. فأنت محتاج لإمداد وتموين مستمر .. ومحتاج لذخائر في الوقت المناسب .. وصوايخ لراجمات الصواريخ .. كذلك تم تكوين أجهزة لإخلاء الجرحى وحمل القتلى ، نرجو من الله أن يكونوا شهداء ، وكذلك تواجد إخوة في المرصد بصفة مستمرة لرصد أي حركة من العدو .. لتوجيه النيران إليها .. وازدادت خبرات الإخوة في استخدام الصواريخ والهاونات والمدفعية وقد استخدموا الخرائط في القصف حيث يتم تحديد مسافة واتجاه الهدف .. والقصف عليه بواسطة (( الأحداثيات )) حسب الاصطلاح العسكري وأمام هذه التجربة الجديدة ظهرت معادن الإخوة العرب وثبتوا وصبروا .. وهذا أمر ليس بالسهل .. وهو أن تبقى مشدوداً طيلة هذه الأشهر وفي قتال مواصل
وقد كان الإخوة بفضل من الله أقدر المجموعات على سرعة الحركة وذلك لتوفر وسائل نقل وأسلحة وذخائر .. وزعنا السيارات على القومندانات .. كذلك وزعنا مجموعات قتال فكانت هناك مجموعة اقتحام مع القومندان خالد وهو من أشهر القادة الأفغان في جلال آباد .. وقد فتح كثير من المواقع على يد هذا القائد وكانت مجموعة الإخوة العرب من أبرز المجموعات . وفي بعض العمليات كان معظم مجموعة الاقتحام من الشباب العرب وكان هو الأفغاني الوحيد . لأن معظم المجاهدين التابعين له قد استشهدوا في معارك سابقة كذلك انضمت مجموعة من المجاهدي العرب إلى القومندان سازنور وقد فتح الله سبحانه وتعالى على أيديهم – بمشاركة الشباب العربي – مراكز عديدة منها مجموعة تباب (( فركند )) والتي أطلق عليها مركز سراقة ومركز صخري . وقد غنم الإخوة العرب مدافع الميدان الثقيلة بعيدة المدى ( D.C ) وكذلك بعض الدبابات والمدرعات وقد تم تدريب الإخوة على جميع هذه الأسلحة ومنها الدبابات .. وقد استخدم الإخوة العرب الدبابات في الهجوم الأخير الذي قامت به القوات الشيوعية ضد مواقع العرب ، وغنموا في هذه المعارك دبابات جديدة

(( الهـجـوم على مـواقـع العـرب في جـلال آبـاد))
يحكي أسامة بن لادن .. أحداث هجوم القوات الشيوعية الحكومية الذي استهدف مواقع العرب فيقول
كان يوم 10 ذي الحجة سنة 1409هـ ( الموافق 3 يوليو سنة 1989م) حيث قام العدو بهجوم ضخم على مواقعنا وكان هدف هذا الهجوم هو تدمير مواقع الإخوة العرب وحصارهم وأرسهم أحياء .. وكان سبب ذلك أن الإخوة العرب كانوا قد توفر لهم كميات كبيرة من الذخائر اشتريناها من أسواق السلاح في باكستان . لقد اشترينا حوالي ثلاثين شاحنة وقمنا بتخزينها .. ولهذا تيسر القيام بقصف شديد ومنظم ضد تجمعات الجيش الأفغاني حول جلال آباد ففي أحد الأيم وصلت لنا أخبار عن وجود تجمعات كبيرة لقوات العدو .. فقمنا بقصف هذه التجمعات لمدة ثلاثة أيام على التوالي قتل فيها 70 رجلاً من الهنود .. وكانت حكومة كابول قد أحضرت قوات هندية لتسد النقص الكبير في الجيش الأفغاني الحكومي .. وبعد خروج الجيش الروسي .. هذا مع العلم بوجود حوالي عشرين ألف روسي في أفغانستان حتى بعد الانسحاب
وحدث نقص لدى قوات المجاهدين الأفغان في الذخائر .. لهذا كانت الذخيرة التي لدينا وسيلة للضغط وقمنا بقصف مستمر طوال ثلاثة أسابيع على النقاط الحساسة للعدو .. حتى شعرت القوات الحكومية أن مواقع لعرب مصدر إزعاج شديد لهم .. فاستمر الطيران في ضرب مواقع مدافع الميدان ( D . C ) . وضرب راجمات الصواريخ التي معنا .. وكانت راجمتين .. وعندما لم ينجح في إسكات مدفعيتنا بضرب الطيران والصواريخ .. قام بقصف مواقعنا بالصواريخ سكود .. ومن المعروف أن صواريخ سكود صواريخ متوسطة المدى تطلق على المدن .. ولكنها استخدمت ضدنا .. وضد مواقع راجمات الصواريخ .. وعندما فشلوا في ذلك كلفوا قوة ضخمة بالقيام بهجوم كبير على مواقعنا وتولى قيادة هذه القوة رجل اسمه (( رحيمي )) ونائبه قاد اسمه إسماعيل ، وتعهدوا لنجيب بأن يصلوا بهجومهمإلى منطقة (( طورخم )) ( هي نقطة على الحدود بين باكستان وأفغانستان . والمسافة بينها وبين جلال آباد حوالي تسعون كيلو متراً وتقع على الطريق البري الرئيسي الذي يربط بين كابول – جلال آباد – بيشاور في باكستان )ا
وبدأ الهجوم يوم 3 يوليو وكانت معركة شديدة وكانت أخطر معركة خاضها الشباب العربي بعد معركة (( جاجي )) ( رمضان سنة 1407 ). إلا أنها أصعب لأن المناطق المحيطة بجلال آباد مناطق سهول . والسهول هي أرض المدرعات .. بينما المناطق الجبيلة لا تقاتل فيها المدرعات بكفاءة
بدأ الهجوم بإرسال قوة تشغل ميسرتنا ، فاصلت بنا قوة الميسرة بعد الفجر .. وقالت أن هناك دبابات تتقدم للهجوم علينا . أرسلوا لنا بعض المدد . فأرسلنا لهم سيارتين وفيها مدد من السلاح والرجال – واتصلت بنا القوة الموجودة بالميمنة وقالت أن هناك مجموعة أخرى من الدبابات تتقدم نحونا .. وكانت الميمنة قرب المطار (( مطار جلال آباد ) والمسافة بين مركز القيادة والميمنة حوالي خمسة كيلو مترات وطلبوا مددً .. وطلبوا قصف القوات المتقدمة بالصواريخ فحولنا راجمة صواريخ في اتجاه الميمنة . وراجمة صواريخ تجاه الميسرة .. وكان بين الميمنة والميسرة بعض النقاط فاتصلوا بنا وطبوا المدد فأرسلنا إليهم بعض الأسلحة والقوة الاحتياطية التي كانت في المركز الرئيسي .. وكان كل ذلك خدعة من العدو .. حتى يهجم على مركز القيادة الرئيسي ..
فتقدمت إلينا حوالي كتيبة مدرعة ( 27 دبابة ) .. وكان الطيران في هذه الفترة يقصف المنطقة قصفاً شديداً .. وبعد صلاة الفجر كانوا قد أطلقوا سبعة صواريخ سكود
وكان اختيارهم ليوم الهجوم ذكياً لأنه كان أول أيام عيد الأضحى وهم يعرفون طبيعة المجاهد الأفغاني حيث أنه يغيب عن أهله طول العام .. ولهذا يحرص على قضاء العيد مع أهله
تقدم العدو نحونا .. وكنا في المعكر حوالي ثلاثين أخاً أو أقل وهجم علينا 27 دبابة فكان موقفاً صعباً جداً وكنا من قبل أرسلنا القوة الاحتياطية إلى الميمنة والميسرة . والغريب أن الدبابة الوحيدة التي كانت معنا قد نقلناها إلى قرب الطريق الرئيسي خوفاً من أن يتقدم العدو من الطريق الرئيسي . أما الدبابة الثانية وكانت 62 كنا قد أرسلناها إلى أقصى الميسرة . فتقدموا نحونا وما كان في أيدي القوة الباقية في مركز القيادة مدافع آر . بي . جي . حيث أصيب أحد رماة الآر . بي . جي . ولم يبق في النهاية سوى مدفع 75 ملم مضاد للدبابات
فأكرمه الله .. وأرجو أن يتقله شهيداً أخذ المدفع شفيق ونصبه وحده ( طاقم المدفع في الحرب خمسة أفراد ) وقام شفيق بإطلاق النيران من المدفع 75 ملم وحده .. وإطلاق النار من المدفع أصعب من الأسلحة الأخرى المضادة المضاده للدبابات الصاروخية .. فلابد من وضع القذيفة في بيت النار وإطلاقها . ثم تفريغ طرف القذيفة الفارغ . ثم إعادة التعبئة .. أما الأسلحة المضادة للدبابات الصاروخية فلا يوجد ظرف فارغ ..
لقد كان واضحاً من إصرار العدو على محاصرة الموقع وتطويقه رغبتهم في الإيقاع بالمجاهدين العرب أسرى
ولم تكن هناك مقاومة فعالة بالأسلحة المضادة لدبابات الآ . بي . جي . فمدى الآ . بي . جي . لا يزيد عن 300 متر .. ولهذا كانت تطلق الدبابات نيرانها علينا وهي مطمئنة على مسافة كبيرة .. ولهذا قلت للإخوة لا تطلقوا . الآ . بي . جي . إلا بعد وصول الدبابات إلى مسافة 300 متر .. وعند وصول الدبابات لهذه المسافة أطلق الإخوة القذائف إلا أنها لم تكن مؤثرة أمام 27 دبابة متقدمة . وقد أصيب أحد رماة الآ. بي . جي . من لغم كان مزروعا من قبل .. كانت الدبابات لا زالت تتقدم نحونا .. وفعلاً وصلت إلى أول تبة من تباب المركز الرئيسي وهي تبة ضخرية وكانت هذه التبة هي أول موقع لن باتجاه العدو
بدأ شفيق – رحمه الله – يضرب عليهم بالمدفع 75 ملم . وكانت الدبابات على مسافة 400 متر فقط مننا . وكانت تضرب علينا بمدفعيتها الأساسية بالإضافة إلى الرشاشات . كانوا يمشطون المنطقة تمشيطاً شديداً بالنيران . توزع الإخوة العرب عندما تقدمت بعض المدرعات في الوادي القريب الذي يفصل بين التبتين في موقعنا ونزل الجنود من المدرعات و بدأوا في الصعود إلينا .. فقمنا بإطلاق نيران مدفع رشاش ثقيل جلاينوف .. واستمر الأمر على هذا حوالي أربع ساعات .. وهي مدة خيالية .. أمامك 27 دبابة .. ونحن لا نملك إلا مدفعاً وحداً .. يستخدمه فرد واحد .. ورغم هذا أنزل الله في قلوبهم الرعب .. وأمام ذلك قررنا التحرف للقتال والنزول من هذا الموقع إلى منطقة خلفية قريبة كثيرة الأشجار والتباب وهي نقطة ضعف للدبابات . وطلبنا من جميع النقاط أن يتحركوا إلى هذه المنطقة وهي جهة (( ثمر خيل )) وتم إبلاغ المجاهدين الأفغان بالوضع .. تقدم العدو إلى موقعنا لاحتلاله .. وبفضل من الله لم يكن به أحد .. فقد استشهد شفيق وهو على مدفعه . بنفس الهيئة التي تمناها .. وعلى نفس الصفة ونرجوا من الله سبحانه وتعالى أن يقبله من الشهداء. لقد كان شفيق – رحمه الله –أحد الثلاثة الذين من الله عليهم بتأسيس المأسدة . لقد تأثرت جداً باستشهاد شفيق
عندما انتقلنا إلى المنطقة الجديدة تقدم العدو بجرأة .. وتم صد الهجوم طيلة هذه الأيام . وكذلك قاوم الإخوة الذين كانوا على الطريق الرئيسي هذا إلى أن جاء اليوم العاشر وكان يوماُ حاراً جداً درجة الحرارة وصلت فيه إلى 54 درجة مئوية في منطقة جلال آباد .. عندما تقدموا قمنا بهجوم معاكس قبل المغرب بساعة .. واستطاع أخونا يعقوب أن يدمر دبابة بمدفع 82 ملم وتم تدمير دبابة أخرى حيث أطلق عليها أحد المجاهدين صاروخ ميلان واستمرت الاشتباكات إل منتصف الليل
قام الإخوة بعد الفجر بتفقد مواقع العدو . فإذا بهم يجدون ثماني دبابات سليمة تركا العدو وهرب .. فصعد إليها أخونا صالح الغامدي المعروف باسم حمزة . ومعه أمير الفتح وهو مصري .. وكانوا مدربين من قبل على الدبابات .. وتبادلوا إطلاق النار مع العدو .. واستطاعوا أن يحصلوا على دبابة من العدو بعد أن تبادلوا النيران وقادها الأخ حمزة إلى موقع (( الزهراني )) .. كانت خسائر العدو كبيرة فقد تم تدمير 42 دبابة بين غنائم ومدمر .. كان منها أكثر من 20 دبابة غنائم . كان نصيب العربي منها خمس دبابات غنيمة منها دبابان ت 62 .. وكانت هذه المعارك نهاية لسلسة معارك جلال آباد والتي سقط فيها من الشهداء العرب ما يفوق عدد الذين استشهدوا طوال سنوات الحرب في أفغانستان .. نسأل الله أن يتقبلهم شهداء
*****************
……… نتابع معكم البقية بالجزء السادس إن شاء الله