المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تعب الأشقيــاء



تذكار
11-09-2004, 06:06
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تأملت حال الذين يحاربون الدعوة الإسلامية، ويصنعون العقبات لمواجهة الدعاة، فوجدتهم من


أتعس الناس وأكثرهم شقاءً!

ترى الواحد منهم يلهث ويلهث حتى لا تظهر للدعوة كلمة أو ترتفع لها راية. ويسهر ليله


ويشقى نهاره في الكيد والمكر لعله ينجح في وأد كلمة خير، أو يفلح في نشر رذيلة تبعد


الناس عن حياض الفضيلة!

لقد رأيت آيات الله – تعالى- في وصف هؤلاء القوم تتحقق في الواقع عياناً، قال الله عز


وجل : " ألم تر أنا أرسلنا الشياطين على الكافرين تؤزّهم أزّاً ". (مريم: الآية 83).


والتعبير بـ " الأزّ " فيه بيان لشدة المكر والكيد، فـ " الأزّ " أصله: الحركة


والغليان، والتهييج والإغراء.

إن من الناس من يستغل كل إمكاناته العقلية وقدراته المالية في تزيين الباطل وتلميعه


بشتى ألوان الزينة والإغراء، يريد إضلال الناس وتجهيلهم وإبعادهم عن الهدى، ومن ثم فإن


وجهه يتمعرغضباً، ويزداد سواداً حينما يرى كلمة الحق قد أينعت وآتت أكلها، فلا يهدأ له


بال، أو يطمئن له حال، حتى يفسد تلك الثمار، ويسعى لاجتثاثها من جذورها، بكل تشنج


واضطراب، وليس له حجة في ذلك إلا كحجة أسلافه الذين كانوا يقولون للدعاة: " أخرجوهم



من قريتكم إنهم أناس يتطهّرون ". ( الأعراف: الآية 82). ولكن حقيقة الأمر بينها الله عز


وجل بقوله: " وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد ". ( البروج: الآية 8).


مساكين هؤلاء القوم فإن الحسرة تحيط بهم من كل مكان، .

قال الله – تعالى- : " إن الذين كفروا يُنفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله فسينفقونها


ثم تكون عليهم حسرةً ثم يُغلبون والذين كفروا إلى جهنم يُحشرون ". ( الأنفال: الآية 36).

مساكين هؤلاء القوم، يظنون أنهم بكلمة عوراء، عصا غليظة، أو جحور مظلمة، سوف



يقضون على كلمة التوحيد، وما أدركوا أن صاحب العقيدة الحية لا يزيده ذلك إلا ثباتاً وصلة



بربه عزوجل، وعزيمة على المضي في هذا الطريق لا يضره من خالفه أو خذله.

مساكين هؤلاء القوم الذين اغتروا بجبروتهم وطغيانهم، وانتفشوا بغرورهم وكبريائهم، وما


دروا أن الله يدافع عن الذين آمنوا، فقال الله عز وجل في الحديث القدسي: " من عادى لي


ولياً فقد آذنته بالحرب ".

إن الدعاة إلى الله تعالى الصادقين، يملكون يقيناً لا تهزه الجبال، وثباتاً لا تؤثر فيه


المحن، وصدقاً يستعلي على الرغائب والرهائب. وصدق الله عز وجل: " يُريدون ليُطفئوا نور


الله بأفواههم والله مُتمّ نوره ولو كره الكافرون ". ( الصف: الآية 8).