المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المحبة والاستئثار بها...



راعي الوقيد
27-07-2004, 07:17
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،

المحبة والاستئثار بها :
محبة الإنسان لنفسه تدعوه إلى الأنانية كما تدعوه إلى حب الخير والفضيلة، فكلما ازداد هذا الحب كلما كاد الخلاف والمنازعة يشتد بينها وقد يعدل هذا الخلاف ويتوازن إذا اتصفت النفس بما يستقيمها من تربية صالحة ترضى بإسعادها في الحصول على السير في مبدأ الاعتماد عليها في كل ما تتطلب من راحة وهناء.
إن ازدياد هذا الحب لا يعني الإعجاب بها لتغتر وتزهو ولكنه يعني اتصافها بالطمأنينة الآتية من ذاتها والمستفيضة بها لتمنحها من تشاء إذا وسعها العطاء. فلا تتمكن من حبها لجمع المال مخافة الإفلات منه فهي بهذا الجمع مستزيدة ولكنها بهذا التفرق مضطربة وعندها يحصل القلق بين تلهفها على الاستزادة منه وبين انقطاعه والمحافظة عليه وأخيراً بين نائبات الدهر خشية الوقوع من حرمانه للتوصل إلى العوز والفاقة.
إن ازدياد الحب لا يعني حب الخير إلا إذا كان هذا الحب صادراً عن فهم للشر بعد تجنبه عن قصد وهو لا يعني مقت الأذى إلا إذا كان هذا المقت جديداً على النفس بحيث تطرده جميع جوانبها.
إن حب الإنسان لنفسه يدفعه إلى السمو بها إلى الكمال كما يدفعه إلى النزول بها إلى الحضيض فمن كانت نفسه بحاجة ماسة إلى الاعتدال والترويض فعليه أن يفرق بين حب لنفسه وبين الاستئثار بها بين الإحسان إليها بالاستعداد للخير بين الإساءة إليها بالإقدام على الشر.
إن حبك لنفسك طريق محوط بالأشواك لأنك إذا سلمت منها تكون قد أبعدتها عن الأذى في سبيل استحصال ما يرضيها إلى ما لا يرضى الحق والضمير لأن هذا الحب إذا تملك فيها على غير هدى ولا بصيرة زاد إعجابك بنفسك فاستبد بك الغرور والقوة وأصبحت ترى كل شيء يتمثل بشخصك وأنكرت أي شخص سواك. إن محبتك لنفسك تعني القوة التي بها تبطش والأمانة التي بها تستطيع أن توفيها لمن أودعك إياها والاستقامة والثبات التي تتسلح بها في حياتك ومعاشك.
فإذا كانت القوة فإنما عليك أن تحرزها بالحق مخافة أن يبطشها باطلك، وإذا كانت الأمانة فعليك أن تصونها من الوساوس والأطماع مخافة أن تمنح كل شيء لنفسك ولا تجود بالقليل القليل منه لغيرك. وإذا كانت الاستقامة فعليك أن تصون شبابك لهرمك وصحتك لسقمك مخافة أن لا تقوى بالمرض على المثابرة فيما أنت به إلى ما تفقده عند المحن والشدائد.
إن محبتك لنفسك جميل وأجمل منه عدم امتداد هذا الحب إلى الطغيان فتحتقر غيرك وتستأثر بالمحبة لنفسك دون أن تعرف أحداً من الناس أن له الحق في الحياة والسعادة مثلما يكون لك. إن محبتك لنفسك لا يعني الاستئثار والأنانية إلا بشكل واحد هو أن تكون جاهلاً وأحمق ووارثاً فرضاها يأتي عن طريق إشباع جهلك وحمقك وشرك.
إن محبتك لنفسك طريق في دائرتين فإما إلى الدائرة التي تبدأ بصلاح نفسك لترى الآخرين وإما إلى الدائرة التي بفسادها لترى منها حرصك على الاطمئنان إليها من محاربة الآخرين لها بالإصلاح والتأديب فلا تنجو من خطرهم فيبقى الحجاب بعيداً بينك وبينهم فإما بإرضائها إلى ما تهوى وهوايتها الانتقام لها مما تستزيده من الهواية فتبدو الأنانية بأكملها وإما بإرضائها إلى ما يحمي الآخرون من عبث الهوى وفساده.

بالإيميل

لكم التحيــــــــــــــــــة ...

شموخ
28-07-2004, 03:43
ياهلا براعي الوقيد ويامرحبا

يعطيك العافيه اخوي على هالموضوع .

تحياتي لك
شموخ

راعي الوقيد
28-07-2004, 23:08
المهلي مايولي شموخ ،،،

الله يعافيك ويبارك فيك ،،،

لك التحيـــــــــــــة ...