المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصة القناة المشبوهة التى تهاجم الإسلام



rami33
18-04-2004, 22:54
قصة القناة المشبوهة التي تهاجم الإسلام

وانت تتجول بين القنوات الفضائية قد تقع عيناك علي تلك القناة: رجل يرتدي زي القساوسة، وسيدة في الخمسينيات من عمرها، وبين الطرفين حديث لا ينقطع عن الاسلام والمسيحية، وهو أمر لا يمكن لأحد أن يعترض عليه طالما أن الأمر لا يمس عقيدة أو يشكك في ايمان. غير أن ما يحدث علي تلك القناة والتي اختارت لنفسها اسم الحياة يتجاوز كل حد، فالرجل والسيدة لا يكتفيان بالتبشير للمسيحية، وتأكيد أنها الحق الوحيد المنزل، وانما يوجهان سهاما مسمومة للقرآن وللنبي صلي الله عليه وسلم، وللصحابة، ويزيدان علي ذلك كله بالسخرية من آيات الله بشكل يستفز كل ذي ضمير بما في ذلك المسيحيون العقلاء وعلي رأسهم الأنبا شنودة الثالث الذي أعلن أنه ضد ما يبث علي تلك القناة نافيا أن يكون للكنيسة المصرية العريقة أية صلة بتلك السخافات الوضيعة التي تبين المعلومات التي حصلت عليها 'الأسبوع' أنها جزء من تحرك بعض عملاء الخارج المتعاونين مع جهات أمريكية.
ويأتي اطلاق هذه القناة متزامنا مع مساعي الولايات المتحدة لفرض حمايتها الدينية علي العالم وهي من أهم القضايا التي تبشر بها العولمة الأمريكية، فهذه العولمة لا تهدف إلا إلي شق الجماعة الوطنية وتفكيكها دينيا خاصة مصر نظرا لثقلها السياسي في المنطقة وإذا كان مشروع الشرق الأوسط الكبير الذي تتزعمه الولايات المتحدة الأمريكية لم يتطرق إلي مسألة الحماية الدينية ولم يتحدث إلا عن التنمية الاقتصادية والسياسية في العالم العربي فان هناك مشروعا اخر أكبر وأخطر منه بدأ التخطيط له وتنفيذه منذ عدة سنوات، قد يتهمنا البعض بالمبالغة في هذا الأمر لكن الوقائع تؤكد ما نقول.
ففرض هيمنة الولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة العربية يتخذ الآن أدوات عديدة أخطرها وشديد التفجير هو 'الدين' وقد احتلت قضية الدفاع عن حقوق المسيحيين في الشرق الأوسط وأقباط مصر بوجه خاص اهتماما ملحوظا من جانب الولايات المتحدة الأمريكية في الفترة الأخيرة وذلك في محاولة لاختراق الكنائس الشرقية والقبطية منها خاصة وتفكيكها، وسعت الإرساليات التبشيرية الكاثوليكية والبروتستانتية للتبشيريين بين المسيحيين العرب وهو ما ترتب عليه تحويل التمايز الديني والمذهبي من ظاهرة اجتماعية مضمونها الاختلاف في الاعتقاد والاجتهادات وتفسير النصوص إلي معضلات وظيفية وقومية.
الوقائع التي تؤكد ما نقوله وتفضح الاساليب الأمريكية في عملية الانقسام التي تريدها واشنطن بين الشعوب العربية وخاصة مصر هي تلك القناة التي تسمي الحياة والتي تثبث عبر القمر الأوربي علي مدي 24 ساعة.
بعد مشاهدة متأنية لبرامج القناة والموجهة إلي جمهور المسلمين في العالم العربي ومصر بشكل خاص نجد العديد من البرامج التي تخدم هذا الغرض أهمها علي الاطلاق (أسئلة ايمانية) تقديم ناهد محمود متولي ولاحظ الاسم فهي تدعي انها كانت مسلمة، لكن تركت الإسلام إلي المسيحية وتستضيف كل يوم ضيفا شابا هو الانبا زكريا بطرس الذي يقول عن نفسه إنه ارثوذكسي مصري. البرنامج ركز في حلقاته علي تفسير بعض آيات القرآن الكريم مثل سورة الأعراف وكذلك بعض الآيات التي تتعرض للسيدة مريم العذراء والسيد المسيح في القرآن، ولكن علي طريقة زكريا بطرس وناهد متولي والتشكيك في العقيدة الإسلامية وكذلك الحديث عن أسماء الله الحسني بكل تهكم مثل السؤال : لماذا لم تكن الأسماء مائة بدلا من 99 اسما، والحديث عن أن هذه الأسماء لا يوجد بها اسم الله المحبة.. وغير ذلك من المغالطات التي لا تقنع أحدا حتي لو كان طفلا.
هذا الزكريا يستشهد بالقرآن رغم أنه لا يؤمن به ويفسره علي هواه وبعيدا عن الخوض في تفاصيل المغالطات وبعيدا عن الرد الديني عليه فهذا ليس مجالنا. يبقي السؤال: لماذا تقدم القناة خطابا ملتبسا مشبوها تشكيكيا كهذا؟ ولماذا تأخذ هذه القناة من ضيوفها أداة للتشكيك في العقيدة الإسلامية؟
كما يقولون إذا عرف السبب بطل العجب، هذه القناة المشبوهة وكما تشير المعلومات ناطقة باسم أقباط المهجر والملكية الكاملة لها وهي تبث برامجها من قبرص واليونان وهي امتداد لبعض المواقع التي تخصصت في نفس الهدف علي شبكة الانترنت امثال موقع 'القلم في مواجهة السيف' هذه المعلومات يؤكدها الواقع، فزكريا بطرس ثبت أنه راهب مشلوح من الكنيسة المصرية وهو نجم جريدة صوت المهاجر التي يرأس تحريرها أحد أقباط المهجر والذين يحتفون بالأنبا زكريا بشكل كبير ويعدونه القوي الغربي عن المسيحية والمسيحيين ونفس الانبا له كتابات في هذا الصدد منها كتاب عن 'الوحدانية في الثالوث' يتعرض فيه أيضا للقرآن ونؤكد أننا لسنا في صدد الدفاع عن العقيدة الإسلامية لأن هناك أكثر من موقع إسلامي يرد علي افتراءات وتطاول الأنبا المشلوح.
أما مقدمة البرنامج فالمعلومات التي جمعناها تؤكد انها بالفعل مصرية الأصل لكن اسمها أوديت وليس ناهد وهي مسيحية بروتستانتية وليست ارثوذكسية.. من هذه المعلومات نؤكد أشياء هامة أولها أن الكنيسة المصرية ليس لها علاقة بالقناة المشبوهة بل إن الانبا شنودة عندما سئل عن الانبا زكريا اكد أنه لا يمثل الكنيسة المصرية.
أيضا هذه القناة لا تستهدف النسيج المصري وإثارة الفتنة لأنهم بالدرجة الأولي يعرفون مدي تلاؤم النسيج الوطني ولذلك فهم يلجئون إلي محاولة التعرض للعقيدة الإسلامية علي مستوي العالم العربي والإسلامي كله وليس مصر فقط.
وعندما سألنا الكاتب الصحفي طلعت جاد الله أكد رفضه التام لمهاجمة الآخر في عقيدته أو أسلوب عبادته أو الكتب السماوية عموما وليس هذا من المنطق وكما أن أي إنسان يرفض أن تهاجم عقيدته لابد لنا أن نرفض النيل من عقيدة المسلمين، فنحن نرفض كمصريين بصفة عامة أن تهاجم العقيدة الإسلامية من أي طرف لأن الإسلام دين سماوي وعقيدة لأكثر من مليار مسلم وبالأحري نرفض أن تهاجم هذه العقيدة في أي وسيلة إعلامية محلية أو خارجية، يجب أن يكون بيننا نوع من الاحترام المتبادل، ولكن أحذر من أن المرحلة القادمة لن تكون قناة الحياة وحدها هي التي ستلعب علي تأجيج الصراعات الطائفية ليس بين المسلمين والأقباط فقط، بل بين كل الطوائف العرقية كلها في المنطقة العربية ويتساءل طلعت جاد الله ماذا ننتظر حتي نقاوم هذه الأدوات فالمرحلة القادمة ستشهد موجات من البث الإعلامي لتأليب الشعب المصري لذا يجب أن يكون لدينا جهد استباقي للمقاومة فنحن معرضون لتغيير الهوية الثقافية وتذويب الهوية المصرية وهناك بعض هواة الشهرة والظهور سوف تلتقطهم الولايات المتحدة ليساهموا في تذويب هذه الهوية ومثال علي ذلك 'حزب مصر الأمة' الذي ينكر عروبة مصر وهويتها وثقافتها المشكلة هي أن الصراع من الممكن أن ينتقل من الخارج إلي صراع داخلي، لذلك يجب أن نسارع في عملية الإصلاح الداخلي وبأيدينا.
أما الكاتب والباحث هاني لبيب فيفسر انشاء هذه القناة وما تبثه بأنها تعبر عن آلية العولمة في بعدها الديني فهي أداة تبشير وتخدم فكرة التبشير بالمفهوم الأمريكي في المنطقة العربية، فهذه حملة أمريكية منظمة تقودها الإدارة الأمريكية لقمع أي دولة لا تدور بكامل إرادتها في فلك الدولة العظمي بالدين ومن خلاله فما تريده واشنطن من خلال مشروع الشرق الأوسط الكبير هو توجيه رسالة إلي الحكومات العربية وقد اطلقت 'قناة الحرة' لتعبر عن أهدافها السياسية واطلقت 'قناة الحياة' لتعبر عن أهدافها الدينية فإذا كانت 'الحرة' تناقش البعد الثقافي والسياسي وتحاول بسط هيمنتها الفكرية من خلالها، فقناة 'الحياة' تناقش البعد الديني وهذا بالطبع ليس صدفة بل هو بشكل مرتب ومنظم ومخطط له منذ عدة سنوات، فهي أي الولايات المتحدة الأمريكية تحاول الدخول إلي العالم العربي من خلال التشكيك في بعض الثوابت ومنها الدين ويظهر لنا في نفس الوقت النمط الغربي في معالجة النصوص المقدسة فهي من خلال تحليل الخطاب الذي جاء في هذه القناة نلاحظ أنه يعتمد فكرة التوجه لعمل نقد للنصوص الدينية الإسلامية وهذا أمر خطير لأنه بذلك يعمل علي التشكيك في الدين وقانون مكافحة الاضطهاد الديني الذي أخرجته واشنطن يخدمها في هذا الاتجاه والوسيلة الإعلامية تحقق تلك الأهداف ومن الملاحظ علي هذه القناة أنها لا تستضيف أحدا معتدلا فهي تعتمد علي فكرة ابراز واظهار المتطرفين فكريا في العقيدة المسيحية لاستعداء الطرف الثاني ومن الضروري أن تلعب القنوات الوطنية والمصرية دورها.. بل علي كل القنوات الفضائية المصرية أن تتصدي لهذه القناة.
ولأن القناة تستضيف دائما قسيسا يدعي زكريا بطرس وهو مصري الجنسية يقول انه أرثوذكسي العقيدة ويتعرض في أحاديثه إلي العقيدة الاسلامية سألنا الانبا موسي الأسقف العام واسقف الشباب عن هذا القس فأجاب: 'بداية فان هذه القناة لا نعرف عنها شيئا ولا نعرف لمن تتبع ومنذ فترة ونحن نلاحط خط سياستها وأسلوبها الذي يثير الفتنة ويهاجم عقيدة اخواننا المسلمين واعلنا في اجتماع مع مسئولي قناة سات 7 انه لا صلة لنا بها ولا صلة لقناة سات 7 بهذه القناة أما القمص زكريا بطرس هذا فكان يخدم في احدي الكنائس القبطية في انجلترا ومنذ حوالي عام حينما أراد قداسة البابا شنودة الثالث نقله إلي كنيسة أخري طلب هذا القمص خروجه علي المعاش فوافق البابا علي ذلك وأصبح خارج الكنيسة الرسمية وبخاصة أنه بدأ يسافر إلي أمريكا ويتحدث في أماكن خارج الكنيسة القبطية فأعلنت الكنيسة انه لا صلة لنا به أطلاقا وأصبح خارج الكنيسة تماما ولا يسمح له بدخول أي كنيسة ارثوذكسية ثم بدأ يظهر علي هذه القناة وقد يقول البعض انه يرتدي الزي الكهنوتي الرسمي ونقول إن هذه مشكلة لأن الزي الرسمي للكنيسة غير مسجل رسميا وقد طلبنا مرات عديدة من الدولة تسجيل الزي الكهنوتي رسميا حتي لا يرتديه إلا من هو تحت اشراف الكنيسة وحول ما تبثه هذه القناة فنحن نقول كما يقول البابا شنودة دائما كمبدأ عام 'من حقك ان تدافع عن عقيدتك وليس من حقك أن تهاجم العقائد الأخري ونحن بالفعل لا نحسب أن يكون بيننا وبين الاخوة المسلمين متاعب أو انقسام طائفي'.