المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نشأة الدراسات والاكتشافات التاريخية الحديثة



حاكم العلي
14-04-2004, 08:22
استفادة المنطقة من الدراسات التاريخية الحديثة لشبه الجزيرة العربية كما انتفعت أمثالها في بقية مناطق الشرق القديم بأنشطة حركة البحث العلمي وجهود الكشف عن الحضارات القديمة وإحياء التراث التي نشأت في أوروبا منذ القرن الثامن عشر وما تلاه . وبفضلها ثابرت مجهودات البحث العلمي والأثرى في العصر الحديث على كشف النقاب عن التاريخ العربي القديم بنصوصه وآثاره من أجل التعرف عليه كما صنعه أصحابه أو كما سجلوه بأنفسهم .

ولفت أنظار أوائل المؤرخين والرحالة الحديثتين الأجانب إلى تاريخ وآثار شبه الجزيرة العربية ما أتت به الكتب المقدسة عن ملكة سبأ وثراء دولتها وعن أقوام مدين وعاد وثمود ....
وما كتبه الكلاسيكيون الإغريق والرومان عن أرض البخور وتجارتها ، وما قرأه المستشرقون من كتب المؤرخين والجغرافيين المسلمين، إلى جانب دافع الفضول عندهم لمعرفة المزيد عن الأرض التي انبعث الإسلام منها .

وإذا كان واقع الأمر يدعوا إلى الاعتراف بان اغلب من سنتناول جهودهم من المؤرخين والاثاريين والرحالة في العصر الحديث كانوا من الأوربيون ، فانه يجب الاعتراف كذلك بان تحفظ الدولة العثمانية التي كانت تسيطر على الشرق الإسلامي حينذاك ، وتخوف المسلمين من سوابق أطماع المستعمرين الغربيين كلاهما حدد عدد البعثات العلمية وجعل أغلب جهودها فردية تتم في غير علنية وبغير الطرق الرسمية بل وعن غير طرق المتخصصين أحيانا.

وفى الوقت نفسه لم تكن حركة الكشف العلمي الأوروبي تستهدف غرضا واحدا ، أو تستهدف العلم وحده وإنما كانت تستهدف الكشف عن خبايا الأرض والثروات الطبيعية ، وعن المعالم الجغرافية والمعالم التاريخية في آن واحد . ويبدو انه كان لوجود أعداد من اليهود والأغراب المستوطنين في مناطق الجنوب العربي أثر في اتجاه أوائل الرحلات الكشفية الحديثة إليها لسهولة التخفي في زي بعض طوائف سكانها والطارئين عليها وبالتالي إمكانية التنقل في أراضيها. وسوف نكتفي فيما يلي بحديث موجز عن الرواد الأوائل الذين يسروا السبيل إمام الدراسات الموسعة في الوقت الحاضر .

فتحت أبواب الدراسات التاريخية الحديثة لمناطق الجنوب العربي بعثة يسرت لها حكومة الدانمارك طريق الوصول إلى اليمن في عام 1761 للقيام بدراسات جغرافية ونباتية وحيوانية . وتجولت البعثة في اليمن ، وكان أنشط أعضائها وأطولهم بقاء الهولندي كارستين نيبور Karsten Niebuhr وقد زار مخا وعمان وعدة مناطق من الخليج العربي . ونشر نتائج رحلته في عام 1772 ووصف فيها ما شاهده ، ودون عددا من الملاحظات الطبوغرافية والخرائط التوضيحية للمناطق التي زارها ، كما ضمنها مستنسخات لعدد من نصوص المسند التي وجدت في مدينة ظفار إحدى عواصم دولة سبا وذوريدان القديمة ولفت الأنظار إلى أطلال المواقع الأثرية التي شاهدها وأثبتها على خرائطه .

والطريف أن تجربة نيبور مع الآثار والنصوص العربية الجنوبية فى عام 1761 شجعته على أن يجرى نفس النشاط مع الآثار والنصوص الفارسية في مدينة برسوبوليس بإيران ، فأصبح بذلك رائدا للدراسات القديمة في كل من البلدين .

واقتفى أثر نيبور الالمانى أولريخ جسبار سيتزن A.J.Seetzen الذى زار ظفار في صيف 1810 واستنسخ بعض نقوشها .

وكان من المتوقع أن يتاح لرحالة إنجلترا وفرنسا وهما الدولتان الكبيرتان في القرن التاسع عشر نصيب من الكشف عن حضارات الشرق القديم . ففي عام 1836 نجح كل من هلتون وكروتندن البريطانيين في استنساخ نقوش سبئية من صنعاء .

وباسم البحرية الهندية أو شركة الهند البريطانية كلف الكابتن ولستد R.Wellsted وزميله هاينس S.B.Haines في عام 1835 بمهمة تتبع خطوط الساحل العربي . وكانت لولستد اهتماماته الخاصة بالرحلة والآثار فوجه الأنظار في حضرموت إلى أطلال ونقوش حصن الغراب الذي كان يحمى ميناء من أكبر موانئ دولة حضرموت القديمة . وسجل ملاحظاته عن خصب وادي حضرموت . ووصل الى أطراف الربع الخالي . كما بدأ رحلاته الجغرافية في عمان حتى وصل إلى الحافة الجنوبية للجبل الأخضر .

وشابهه في مثل هذا المجهود الألماني أدولف بارون فون فريده Adolf-Barron Von Wrede .

وفى هذه الأثناء تفرغ بعض المستشرقين للتعرف على خصائص الكتابة العربية الجنوبية عن طريق مقارنتها بما يشبهها ويعرفونه من الكتابات الحبشية والعبرية والفينيقية وغيرها من الكتابات السامية القديمة .

وكان من أوائل من بدأوا هذا المجهود اللغويان اميل ريدجر Emil R.Rodiger (1837) و ولهام جيسينيوس H.F.Wilhelm Gesenius ( 1841 ) وتبعهما أرنست أوسندر.

وقامت البعثات الفرنسية بنصيبها الكشفي ، وكان أشهر رجالها أرتو ، وهاليفى.
وركز توماس جوزيف أرنو Thomas J.Arnaud وهو صيدلي رحالة ، جهوده في عام 1843 في صرواح ومأرب عاصمتي دولة سبأ - وسجل مشاهداته كتابة ورسما عن سد مأرب ، ومحرم بلقيس ( أو معبد المقه) . ونسخ حوالي 56 نقشا قديما نشرها فلجانس فرينل قنصل فرنسا في جدة في عام 1845 في كتابه " بحوث في النقوش الحميرية ) .

وأدت هذه الجهود إلى أن قررت الأكاديمية الفرنسية في باريس عام 1869 البدء في إصدار موسوعة النقوش الساميةCorpus Inscriptionum Semiticarum وكان كذلك كسبا كبيرا للدراسات العربية القديمة .

وكان جوزيف هاليفى Joseph Halevy أكثر حظا في التوغل في الجنوب العربي وفى وصف أهم آثاره الظاهرة واستنساخ العديد من نصوصه وترجمتها . وفى هيئة اليهودي الفقير وصل إلى مواضع لم يصل إليها من سبقوه . فلم يكتف بالآثار السبئية في مأرب وصرواح وصنعاء ، وإنما اجتاز أيضا منطقة الجوف الجنوبي ، وتعرف على بعض آثار دولة معين القديمة في مدينتي قرنا ويطيل بما فيهما من أسوار ومعابد وحصون . ووصل نجران وإطراف الربع الخالي في عام 1869 – ثم عاد إلى فرنسا وفى حصيلته 686 نصا من 37 موضعا . ونشر نتائج رحلته في المجلة الآسيوية في عام 1872 وشفعها بدراسة تحليلية للنصوص الجنوبية المعروفة حتى وقته . كما نشر مقالا في عام 1877 عن رحلته إلى نجران .

وأهم من يقرن بها ليفى من حديث غزارة المادة هو المستشرق النمساوي ادوارد جلاسر Edward Glaser وقد اكتست رحلاته بنوع من العلنية والرسمية بعد أن يسر له المسئولون الأتراك في صنعاء هذه الرحلات في أعوام 1887 ، 1888 ، 1892 ، وبهذا اتسعت دراساته للآثار والنصوص الحميرية في همدان وظفار ، والنصوص السبئية في مأرب ، كما اتسعت جهوده للآثار والنصوص المعينية والحضرمية والقتبانية ، وقدم تخطيطاً دقيقاً لبقايا القنوات والسدود القديمة .
ومن الشخصيات التي ساهمت في استخلاص قواعد اللغة العربية الجنوبية فريتز هومل F. Hommel في بحث أصدره عام 1893 اعتمد فيه على النصوص المعينية واعتبرها أصلاً لغيرها ، وهو ما يعارضه الآن فيه باحثون آخرون .
وهكذا مهدت رحلات ودراسات المستشرقين في القرن التاسع عشر السبيل أمام أبحاث أكثر عمقاً وشمولاً في القرن العشرين . فبرز خلال هذا القرن عدد ممن تتلمذوا على الرواد الأوائل اهتموا بتحقيق النصوص وتأريخ الأحداث والاستعانة بالدراسات المقارنة . وظلت الدراسات الجغرافية لطرق التجارة ومشروعات الري مكملة لهذه الجهود .
وتعدت الدراسات الأثرية وصف الآثار الظاهرة إلى التنقيب عن الآثار الدفينة تحت التلال وفي باطن الأرض . وتعددت على هذا السبيل بعثات نمسوية وبريطانية وأمريكية . في اليمن بأجزائها وعدن وحضرموت ومسقط وعمان . فكشف عن أعداد من المعابد والمقابر والحصون والمنازل فضلاً على النصوص والآثار المنقولة المتنوعة .
وبدأ عدد من الباحثين العرب ، ومن المصريين خاصة ، يشاركون بجهودهم في المجالات اللغوية والأثرية في شبه الجزيرة منذ عام 1936 وحتى الآن .
وعن طريق تعاون المؤرخين والاثاريين واللغويين زادت المعرفة بأسماء القبائل والمدن القديمة وتحديد مواقعها ، وزاد التعرف على بعض المعبودات الجنوبية ، والعلاقات بين الممالك ، والصلات بين حكامها ، وتتابع عهودهم وما تم فيها من تجديدات سياسية أو عمرانية .
وعن طريق تعاون المؤرخين والاثاريين واللغويين زادت المعرفة بأسماء القبائل والمدن القديمة
ولم يقل نصيب المناطق العربية الشمالية والغربية والشرقية في شبه الجزيرة من اهتمام الرحالة والباحثين في العصر الحديث كثيراً عن نصيب المناطق الجنوبية . وكان من مقدمات البحث فيها فضول بعض الرحالة الأجانب للتعرف على الأماكن الإسلامية المقدسة ، وتتبع آثار الأنباط الكبيرة التي انتشرت في جنوب الأردن وامتدت حتى شمال المناطق الحجازية . وكانت عمائرها في الأردن واضحة معروفة وإن لم تكن نصوصها قد حلت رموزها بعد . وجدير بالذكر أن رحالة يدعى عبد الغني بن أحمد بن إبراهيم النابلسي أخرج كتاباً في عام 1693 بعنوان " الحقيقة والمجاز في رحلة بلاد الشام ومصر والحجاز " وصف في سياقه بعض آثار مدائن صالح والحجر ومغاير شعيب واستنسخ بعض نقوشها ، وسبق غيره من الغربيين في هذا السبيل .
وكما حدث في الجنوب العربي لم تتعمد الجهود الأولى للرحالة الأوروبيين الكشف العلمي مباشرة عن الحضارات القديمة ، وإنما صاحبتها رغبة التعرف على ثروات البلاد الطبيعية ودراسة حياة البدو . وكانت أغلب رحلاتهم في شبه الجزيرة استمراراً لرحلاتهم الأخرى في بوادي الشام وفلسطين ومناطق الخليج العربي .
وعلى الرغم من تحريم دخول المدينتين المقدستين على غير المسلمين تحريماً قاطعاً ، فقد استطاع بعضهم دخولها . وكان في تعدد أجناس الحجاج وتنوع هيئاتهم فرصة لبعض الأوروبيين الذين تظاهروا بالإسلام واستخفوا في هيئات شتى لم تكشف عن أجنبيتهم . وعن هذا الطريق تسلل عدد منهم إلى المدينتين المقدستين منذ بداية القرن السادس عشر ومن أوائلهم الأسباني Domingo Badia Leblich الذي تنكر تحت اسم على بك ووصف الأماكن المقدسة في مكة وما حولها .
وكما مهدت رحلة نيبور للدراسات الحديثة في الجنوب العربي ، مهدت رحلة السويسري لودفيج بوركهارت J.L Burckhardt السبيل لدراسات الأجزاء الشمالية الغربية من شبه الجزيرة . وقد أشهر إسلامه وتسمى … إبراهيم بن عبد الله ، وخرج من القاهرة إلى جدة في عام 1814 . وزار مكة والطائف وتتبع الطريق الساحلي. ووصل المدينة عام 1815 . ثم عاد إلى ينبع ومنها إلى القاهرة . وحاول أن يكون دقيقاً في تسجيل ما شاهده في رحلته وما نشره عنها . ولم يكن بوركهارت آثاريا ولكنه فتح الطريق أمام المهتمين بالآثار .
وكان إدوارد روبل أول أوروبي يزور مغاير شعيب وآثارها في العصر الحديث .
وإلى جانب الرحالة الأوروبيين العاديين والمندوبين السياسيين الذين زاروا أراضي نجد في منتصف القرن التاسع عشر ( مثل فالين . وسادليير ) ، وصف ر. برتون R.Barton المقابر النبطية في مغاير شعيب ، ولفت الأنظار إلى آثار المناجم القديمة في منطقة مدين ، خلال دراساته الطبوغرافية التي كان يقوم بها في الأراضي الحجازية الممتدة من هضبة حسمي إلى ساحل تهامة .
وتبعه ج.ر. ولستد في زيارة مغاير شعيب حيث استنسخ بعض نصوصها ، وكتب عن ميناء الوجه الذي يبدو أنه كان يخدم تجارة دولة ددان ولحيان .
ومن الرحالة ذوي الميول الأثرية وليم ج. بلجريف W.G. Palgrave في سياق ما نشره عن رحلاته في أراضي نجد . شمالها ووسطها وشرقها ، في عامي 1862 – 1863 . للأغراض المتنوعة التي استهدفها رحالة عصره . أشار إلى بعض المعالم الأثرية كالمقابر ونحوها في عام 1865 . ولكن أخذ عليه أنه كان يعتمد على السماع أحياناً فيما يكتبه دون أن يمحصه ودون أن يقطع الشك فيه باليقين .

حاكم العلي
14-04-2004, 08:41
تتممه


وهكذا استأثر بالتقدير دونه شارك مونتاج دوتي Charles M. Doughty الذي زار مناطق مدائن صالح . والعلا والخريبة ، في عامي 1876 ، 1877 – واستنسخ منها نصوصاً نبطية وثمودية ولحيانية نشرها في عام 1884 – وترجمها الباحث اللغوي جوزيف رينان J. Renan ، وأشار دوتي إلى معالم قديمة أخرى في تيماء والطائف ووادي فاطمة . ونبه خلال دراساته الجيولوجية إلى وجود أدوات حجرية لدهور ما قبل التاريخ في معان .
وانتفعت دراسة آثار ونقوش شبه الجزيرة ووسطها كذلك بما جمعه منها تشارلز هوبر Ch. Huber خلال رحلاته في 1878 – 1882 – 1883 – 1884 وما نشره عنها في عام 1884 – وفي عام 1891 . وقد هلك خلالها .
وكان قد شاركه يوليوس يوتنج J. Euting في زيارة العلا ومدائن صالح والخريبة ، ثم زار تيماء . ونشر عن آثار متفرقة وعن نتائج رحلاته داخل شبه الجزيرة في عام 1896 ، وعام 1914 ، وعن النقوش النبطية في عام 1885 ، والنقوش الثمودية في عام 1904 ، وقد عاود ترجمة هذه النصوص كل من اللغويين هـ . مولدر ، وإنوليتمان E. Littmann .


ومع أوائل القرن العشرين تجمعت من جهود الرحالة والباحثين حصيلة مناسبة لتحقيقات علمية أكثر شمولاً عن التاريخ القديم لشبه الجزيرة . وقد ساهم فيها بنصيب كبير ألوا موزيل Alois Musil فقدم دراسات تفصيلية عن شمال الحجاز وشمال نجد ، خلال عشرين عاماً ( 1896 – 1915 ) ، قام فيها بعدة رحلات ، مع دراسات مستفيضة أخرى عن جنوب فلسطين وباديات الشام . وقد نشرها في عدة كتب بين 1907 – 1930 ، وتناول فيها طبوغرافية الأرض ومصادر المياه ، وحقق أسماء الأماكن ، والأعلام ، وترسم طرق التجارة ، وتعرف على كنه المواضع التي عثر فيها على النصوص القديمة النبطية والثمودية واللحيانية ، والعربية والإغريقية واللاتينية . وحاول أن يربط بين هذا كله وبين ما ذكرته قصص الكتب المقدسة عن شعوب المنطقة وأنبيائها كشعوب مدين وثمود وآرام وقصة يوسف وقصة موسى وخروج بني إسرائيل مستعيناً بروايات المؤرخين والجغرافيين الإغريق والرومان ، ومؤلفات المؤرخين والجغرافيين المسلمين ، وما انتهت إليه الدراسات الحديثة للآثار والنصوص حتى أيامه ، وكل ذلك إلى جانب الكتابة المعتادة عن السكان وحياة البدو الاجتماعية في العصر الحديث الذي قام فيها برحلاته .

وفي نفس الوقت تقريباً ، غلبت الصبغة اللغوية والأثرية على رحلات الباحثين جوسين وسافينياك A. Jaussen & R. Savignac في شمال شبه الجزيرة وساحل الحجاز ، وكانا من الآباء الفرنسيسكان في القدس ، وأسهما في نشر وإعادة نشر عشرات من النصوص النبطية واللحيانية والثمودية وترجمتها ، ودراسة الآثار في تفصيل وتصويرها تصويراً دقيقاً ، لا سيما في مدائن صالح والخريبة ثم في تيماء . وقد نشرا ذلك كله في ثلاثة أجزاء كبيرة ( 1909 – 1920 ) وفي عدد من البحوث القصيرة . وكانت دراساتها من الأسس التي اعتمدت عليها المؤلفات المستفيضة عن الحضارات النبطية ( مثل مؤلفات كرامور ، وكونتينو – A. Kramer &J.Contineau ) وعن الحضارات اللحيانية ( في مثل مؤلفات فريدرك وينت ، وفريتز كاسكل F. V. Winnett & W. Caskel ) ، وعن الحضارة الثمودية ( في مثل مؤلف فان دن براندن A. Van den Branden ) .
واهتمت رحلات برترام توماس Bertram Thomas جزئياً بجنوب نجد ، فكان أول الأوروبيين الذين حاولوا كشف النقاب عن طبيعة الربع الخالي ، حين عبر الجزء الشرقي منه في طريقه من ظفار إلى قطر ، وقدم تماذج جيولوجية وأثرية من رحلته ، ورسم خريطة لمسالكه ومعالمه الطبيعية . وكانت دراساته عوناً لدراسات سان جون فلبي H. St. J. B. Philby وثسيجر Z. Thesiger عن الربع الخالي ، وهي دراسات نبهت ضمن ما نبهت إلى بعض الطرق التجارية التي كانت تحاذى حافته الغربية وتقوم فيها بعض محطات القوافل .
ولعل الآراء لم تختلف في الحكم على مؤلفات باحث في تاريخ شبه الجزيرة العربية كما اختلفت في الحكم على مؤلفات فلبي العديدة . وكل ما يمكن قوله إنه قدم في ثناياها معلومات متناثرة كثيرة ، وترك لغيره أن ينتقى منها ويمحصها .
وتتابعت الجهود العلمية حتى الآن ، كما تعددت المشتغلون باللغويات والآثار والدهور الحجرية والتاريخ القديم عن كل هذه المناطق الواسعة ، وظهرت منهم أسماء لامعة لا تزال تقدم بحوثها حتى الآن من الأجانب ومن المواطنين ومن بقية البلاد العربية ، ممن سوف نعاود التنويه بهم في الفصل الحادي عشر ، مع وجود التفاوت المعتاد بينهم فيما ينتشرونه ، فمنهم من يستهدف الدعاية ولا تكاد صفحة مما يكتبه تخلو من اهتمامه بأنه قابل فلانا وأكل عند هذا وقال لهذا … ومنهم كذلك من يفضل العلم للعلم فيدفق ويجدد ، وهو الأنفع والأبقى



.






المصادر:
الرحلات والكشوف الأثرية للعصر الحديث في شبه الجزيرة لعبد العزيز صالح
– إصدار دراسات الخليج والجزيرة العربية 4- الكويت 1981 – ص5 – 93 .

بيرن ( جاكلين ) : اكتشاف جزيرة العرب – مترجم – بيروت 1964 .

حمد الجاسر : مجلة العرب – سبتمبر 1969

خلف الرويتع
16-04-2004, 02:36
الاخ العزيز ذعار

بصمتك دئماً جميله ورائعه ومفيده

مشكور على هذا البحث الجزل

اخي ذعار عندم تبحر تبدع


مهم اقول فلن افويك حقك وشهادتي فيك مجروحه

منتظرين مشاركاتك القادمه تقبل تحياتي

راعي الوقيد
17-04-2004, 23:12
الأخ العزيز ذعار
يعطيك العافية على هذه الجهود
التي بذلتها في النقل ،،
ومما يؤسفني عدم قدرتي على إستكمال قراءة الموضوع
لألوانه التي لاتساعد على القراءه ، بالرغم من ان الموضوع على درجة من التشويق ،
تحياتي

حاكم العلي
25-04-2004, 00:12
الأخ القدير: أبو عتيق

شكراً لكلماتك و حضورك الندي

لهذا المظيف عشق خاص خصوصاً عندما يجتمع المبدعين

و لعل القادم يعتمد على ما تحضى عليه هذه المشاركة من تشجيع

شاكر إطلالتك و حسن تراحابك الغير مستغرب على رجل مثلك

تقبل صادق الود

حاكم العلي
25-04-2004, 00:26
الأخ الكريم: راع الوقيد

شكراً لمرورك و سطورك

وإن كنت أتمنى أنك لو تأخرت قليلاً حتى تستوفي الموضوع

وكنت أظن أني لو زدت حجم الحرف زاد الوضوح

المشرف العام
30-04-2004, 23:03
أخي ذعار ..

بارك الله فيك على هذا البحث النّادر والمهم

دائما تحسن اختيار اطروحاتك . . وهذه من ابدعها

لا تحرمنا من الاستفاده من المواصله


بارك الله فيك

اخوك
ابو سلطان

حاكم العلي
05-05-2004, 12:20
أخي أبو سلطان

شاكر مرورك المعطر بالثناء و الشكر

وأعتقد أن مسولئتنا هنا إظهار التاريخ الصحيح و المعلومة الموثقة

وهذا جزء من جهد متواضع استعنت بكتب كثيرة بحثاً عن المعلومة التاريخية و مقارنتها بالرواية الشفهية لتجميع ما تناثر هنا و هناك عن تاريخ حافل بالفخر و البطولات و العزة

و أعتقد أن المضايف، أحد أهم مواقع القبيلة، تستحق هذا الجهد وأتمنى أن يلقى استحسان الأخوة مرتادي هذا المضيف حتى لو أجهدناهم بالقراءة

ودمتم بألف خير

حاكم العلي
05-05-2004, 12:23
أخي ابو عتيق

شاكر و مقدر تثبيتك للموضوع
و ارجو إلغاء التثبيت كون الموضوع استوفى حقه من القراءة و استنفذ مدة التثبيت

شاكر لك و لكل من قرأ هذا الجهد البسيط

سليمان الرشيد
09-05-2004, 08:38
الاخ الفاضل ذعار

شكرا لك على كتابة هذا الموضوع موضوع مميز بلا شك
نتطلع دايما للاجمل
تحياتي واحترامي لك اخي الفاضل

قناء
11-05-2004, 15:16
لروعة

زمان

وله>ا الشخص

مكان

تقبل تحياتي

لجهدك المثير

في تاريخ شمر

حاكم العلي
28-05-2004, 14:17
الأخ : سليمان الرشيد

شكراً لمرورك..وتقبل تحياتي

حاكم العلي
28-05-2004, 15:25
الأخت قناء

شكراً لمرورك..وتقبل تحياتي