المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ضجيج البشر ! ، صورٌ وعِبَر ؟!



شمالية روح
28-01-2004, 04:35
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


لكلٍ منا .. نحن البشر .. تفكيره الخاص به وحده ، وأساليبه التي يتعامل بها مع نفسه ، أو غيره ،،
وإن تداخلت بعض تلك الأفكار أو الأساليب بين انسانٍ وآخر ..
يبقى الفرق هنا ،، ماتحكم به الظروف والمصاعب التي يمرُّ بها كلٌ منا لتكون مؤشراً إما على نجاحه وسلامة تفكيره ، أو على فشله ، وخطأ تفكيره ، وتوجهاته ..

الإنسان القوي .. بالله أولاً ، ثم بقدراته وثقته بنفسه .. هو الناجح على الدوام ، وإن بدا أضعف الناس ، وأحوجهم للمساعده !!
في المقابل .. يخشى ..الإنسان الضعيف الإيمان ، والقُدُرات .. ،، يخشى نفسه قبل أن يخشى الآخرين ، وقد ينسى .. والعياذ بالله .. الخوف من ربه ..
ليخاف من غدر الآخرين ، وهجرهم له ، فيما يكون في أمسّ الحاجة لمن يقف إلى جانبه حينما تكالبت عليه الظروف التي بناها بنفسه ، وبإمكانه أن يهدمها أيضاً .. بنفسه .. !!!


يبقى السؤال هنا :
هل يمكن أن يعيش الإنسان وحيداً ؟!
أهو محتاج لمساعدة الآخرين ، بقدر حاجته لمساعدة نفسه ؟!
من يملك الحل لإشكالات البشر إن كانوا هم الذين يسمحون لها بالبقاء في أرواحهم لتقتل أرواحهم ، وبأقسى وأغبى الطرق ؟!!
ماهو الحزن الحقيقي ؟! ، ومتى يولد الفرح في قلب الإنسان ؟!
متى يمكن أن يقال : هذا انسانٌ حيّ ! ، ومتى يمكن أن يقال : هذا انسانٌ ميّت ؟!

ربما أطلت ، وربما لم أصل إلى ماكنتُ أريد قوله ، لكني سأعود .. ان شاء الله ..للموضوع ،، كي أوضح ، وأتطرق إلى نقاطٍ عديدةٍ في مايُشبه الإبحار في أعماق النفس البشريه ..

شكراً لتفهمكم ،
وعُذراً إن كان بالموضوع مايزعجكم ..




أختكم في الله
شمالية روح

عبدالرحمن
29-01-2004, 01:45
الاخت الفاضلة - شمالية روح - اهلا فيك وهذا الموضوع المهم.

وحيث ان الموضوع مهم وعميق ؟ لابد من وقفة معه كماهو من حيث

العمق والدلالة...لذلك سوف تكون لى وقفه بأذن الله تعالى.

الى ذلك الحين ....تحياتى 0

محمد العربي
29-01-2004, 08:51
الإنسان الميت !!

هو من ماتت مشاعره وقيمه , هو من دفن كرامته وعزته في إحدى المقابر , ثم صفق بالسبابة لليد اليمنى , على الإصبع الوسطى لليد الأُخرى .. فرحاً وطرباً أن تخلص من كل ذلك . (قد أبتعد قليلاً ) .. فما يبديه أهل الجنوب في العراق من تخاذل وانصياع للمحتل , وتظاهر من أجل حليبٍ وخبز , حيث ماتت مشاعرهم الدينيه والقوميه .. بل .. وموت الشعور بالغيرة والحسد , مِن من شمر عن سواعده , في محاربة غزاة أرضه وعقيدته من أهالي المثلث إياه !!

فهؤلاء هم مجموعة من البشر الأحياء جسدياً , ولكنهم أموات فعلياً , وأظنهم قد دفنوا صنوف الكرامة والعزة والحمية في نفس المكان الذي نبشوا منه تلك العظام , في مقابرهم الجماعيه .. ليبكوا عليها !!


عذراً اختي على خروجي , وعوداً لهذه النقاط , فنحن محتاجين للوقوف عندها , وذلك قبل أن يرد علينا غيرها . ولكِ الشكر .

شمالية روح
29-01-2004, 22:51
نعم .. هذا الموضوع مهم جداً ، عميق جداً ،،
وهو من الجميع ،وإليهم ، لذا تسعدني كثيراً أيّ إضافة تفيد الجميع ، وتُنبههم إلى خطأ عظيم قد يقعون فيه ..
..
أخي الكريم .. عبد الرحمن ..
جزيت الخير كله .. فنحن بأمس الحاجة لمن يكتب بصدقٍ ، وعمق ، وقبل ذلك كله .. هدف راقٍ يُحيي فينا جميعاً الغيرة كلها على الإسلام وأهله ،،
أكرر شكري ، وتقديري .

..
أخي الكريم .. محمد العربي ..
نعم .. أخي الكريم ..
الميّت هو من ماتت غيرته على دينه ، ثم وطنه ، وأهله ،
من باع كرامته بأبخس الأثمان ، وأكثرها دناءة ، وانحطاطاً ،
هو من باع دينه أولاً ..
ومن باع دينه ، باع كل شيءبعده .. حتى " نفسه " !!
..
أشكر لك وقفتك العميقة هذه في تعريف " الانسان الميّت " أو " الحيّ الميّت " !! ،
أشكرك كثيراً على إثرائك لـ " ضجيج البشر ، صور وعبر " ،
جزاك الله الخير كله .

راعي الوقيد
30-01-2004, 08:51
|8|
انا لله وانا اليه راجعون..
من هو اللي ميت؟؟
لا يكون |118|
الا ياملا الجنة البااردة ياهالوجه..
^
^
^
|1|
فهم(ن) خطأ يالحبيب..
|513|
لا ما ني خطأ.؟
سأعود
لأتأكد من الوضع..

عبدالرحمن
30-01-2004, 23:59
كاتب الرسالة الأصلية : شمالية روح
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


لكلٍ منا .. نحن البشر .. تفكيره الخاص به وحده ، وأساليبه التي يتعامل بها مع نفسه ، أو غيره ،،
وإن تداخلت بعض تلك الأفكار أو الأساليب بين انسانٍ وآخر ..
يبقى الفرق هنا ،، ماتحكم به الظروف والمصاعب التي يمرُّ بها كلٌ منا لتكون مؤشراً إما على نجاحه وسلامة تفكيره ، أو على فشله ، وخطأ تفكيره ، وتوجهاته ..

الإنسان القوي .. بالله أولاً ، ثم بقدراته وثقته بنفسه .. هو الناجح على الدوام ، وإن بدا أضعف الناس ، وأحوجهم للمساعده !!
في المقابل .. يخشى ..الإنسان الضعيف الإيمان ، والقُدُرات .. ،، يخشى نفسه قبل أن يخشى الآخرين ، وقد ينسى .. والعياذ بالله .. الخوف من ربه ..
ليخاف من غدر الآخرين ، وهجرهم له ، فيما يكون في أمسّ الحاجة لمن يقف إلى جانبه حينما تكالبت عليه الظروف التي بناها بنفسه ، وبإمكانه أن يهدمها أيضاً .. بنفسه .. !!!


يبقى السؤال هنا :
هل يمكن أن يعيش الإنسان وحيداً ؟!
أهو محتاج لمساعدة الآخرين ، بقدر حاجته لمساعدة نفسه ؟!
من يملك الحل لإشكالات البشر إن كانوا هم الذين يسمحون لها بالبقاء في أرواحهم لتقتل أرواحهم ، وبأقسى وأغبى الطرق ؟!!

من الممكن ان يعيش الانسان وحيدا! وكثيرون هم الذين عايشين وحدهم
-واعنى بها وحدة التفكير والانعزال عن المحيط؟!-ماهو الحزن الحقيقي ؟! ، ومتى يولد الفرح في قلب الإنسان ؟!
متى يمكن أن يقال : هذا انسانٌ حيّ ! ، ومتى يمكن أن يقال : هذا انسانٌ ميّت ؟!الكل يتفق على ان الانسان متى ماعاش لنفسه هو انسان ميت؟!
اما الحزن فأعتقد انه لايوجد له لون او معيار محدد انما هو نتاج منظومة الانسان

نفسه وماهو تعريفه للحزن؟ فأن كان انسان مكتمل الايمان فأنه لايحزن انما يرد الامور الى الله سبحانه وتعالى . واما الفرح هو كذلك مرتبط بشخصية الانسان وتفكيره، قد يفرحنى خطأ انسان بحقى واعفوا عنه؟ وقد انتقم وافرح بهذا الانتقام!!ربما أطلت ، وربما لم أصل إلى ماكنتُ أريد قوله ، لكني سأعود .. ان شاء الله ..للموضوع ،، كي أوضح ، وأتطرق إلى نقاطٍ عديدةٍ في مايُشبه الإبحار في أعماق النفس البشريه ..

شكراً لتفهمكم ،
وعُذراً إن كان بالموضوع مايزعجكم ..


اهلا بالاخت شمالية وارجوا اننى وفقت فى بيان وجهة نظرى

تحياتى
أختكم في الله
شمالية روح

شمالية روح
31-01-2004, 02:15
جزاك الله كل الخير .. أخي الكريم .. عبد الرحمن ،، على إثارتك كثير من الأمور التي تستحق الوقوف عندها طويلاً ، ومناقشتها بشكلٍ أوضح ، وأدق ..

..
سوف أتطرق هنا لبعض النقاط الرئيسية في الموضوع ، قبل الخوض في أعمق التفاصيل ، وعلى مراحل مختلفة يدخل فيها ( العمر ، نوع الإشكالات التي يتعرض لها الإنسان ، أسلوب التفكير ، الظروف المحيطة به .. ) ،، طبعاً ستكون بشكلٍ مبسطٍ تجنباً للإطالة التي أحاول .. قدر الإمكان .. الابتعاد عنها ..

:
نعم .. قد يعيش الانسان وحيداً ، بعيداً عن البشر ، غير أنهم سيؤثرون بطريقةٍ أو بأخرى في مسار حياته " سلباً أو إيجاباً " .. من خلال كل الظروف المحيطة به كأسباب وحدته ، وانعزاله ؟!
قد يعيش أيضاً وحيداً بفكره ، وتوحده مع ذاته كونه لم يجد الأمان الذي يريد فيمن يحيطون به " أسرته أو مجتمعه الكبير " ، لسببٍ أو لآخر ..
هناك كثيرون خذلهم أقرب الناس إليهم ، لهذا ابتعدوا ، وقد يكون هذا الابتعاد في نظرهم .. الوسيلة الأقرب لدرء المشاكل ، وتجنب كثيرٍ من السقطات ، والصدمات !!!
مايهم هنا .. هو كيف يعيش هؤلاء ؟! ، أقويُّ أم ضعيف إيمانهم بالله ؟!
هل من هدفٍ سامٍ يعيشون من أجله ، أم يبنون لأنفسهم منازل في الخيال ، وقصور من الرمال ؟!!

..
للحزن نوعان .. حزن راقٍ ،، وآخر لايتعدى حدود مراهقة عقل صاحبه ، وضيق نظرته للحياه ؟!
وبين هذا وذاك يوجد فرق شاسع ،، ..



أؤيدك تماماً فيما ذهبت إليه .. أخي الكريم .. عبد الرحمن .. ،
فجزاك الله خيراً كثيراً ..

..

جــواهــر
31-01-2004, 06:16
هل يمكن أن يعيش الإنسان وحيداً ؟!
من المهم أن يبقى الانسان وحيدا ومنتبها، عندما يكون حزينا: لأن اللحظة التي يبدو أن لا شيء يأتي خلالها او يتحرك، هي ما تكون أقرب الى الحياة من اللحظة الأخرى الصاخبة بالنسبة له ..


أهو محتاج لمساعدة الآخرين ، بقدر حاجته لمساعدة نفسه ؟!
هل يذكر كل منا كيف كانت حياته يتطلع الى الخروج من الطفولة والتوجه نحو "الكبار"؟

اني اراها الآن وهي تتطلع - منفصلة غير قادرة عن الكبار- الى الأعظم، لذلك فهي لا تكف عن أن تكون صعبة، ولكنها لذلك أيضا، لن تكف عن النمو ..

لا تعتقد أن من يحاول مواساتك يعيش دون عناء، بين الكلمات السهلة والهادئة التي تمنحك الراحة أحيانا. ان في حياته الكثير من العناء والحزن.. حياته التي تظل بعيدة، دونك.
ولو كان الأمر على غير ذلك، لما كان له أن يجد كلماته المهدئة له أبدا لديك ..


من يملك الحل لإشكالات البشر إن كانوا هم الذين يسمحون لها بالبقاء في أرواحهم لتقتل أرواحهم ، وبأقسى وأغبى الطرق ؟!!
لا شيء هنا ينبغي أن يخيفنا فنحن في الحياة مثلنا في أكثر العناصر ملاءمة لوجودنا، فضلا عن أن آلاف السنين من التكيف ، جعلتنا نشبه هذه الحياة، الى حد أننا- اذا بقينا ساكنين - بالكاد نميز أنفسنا عن كل ما يحيط بنا بفضل نوع من التماهي السعيد. ولسنا محقين في أن نكون حذرين من عالمنا، لأنه لا يناصبنا العداء واذا كانت فيه مخاوف، فهي مخاوفنا نحن، أو فيه مغاور، فتلك المغاور لنا. واذا كانت في هذه المغاور مخاوف، فعلينا ان نحاول حبها. ويكفي أن ننظم حياتنا وفق المبدأ الذي يدعونا الى التمسك بالأصعب حتى يستحيل ما يبدو لنا اليوم شديد الغرابة، أكثر الأمور ألفة وأوفاها

ماهو الحزن الحقيقي ؟! ، ومتى يولد الفرح في قلب الإنسان ؟!
ان الأحزان التي نحملها فتطغى على أصواتنا ونحن بين الناس، هي وحدها الأحزان الخطرة والسيئة. انها تشبه تلك الأمراض التي تعالج علاجا سطحيا وسخيفا فتتراجع قليلا ليكون ظهورها- بعد ذلك - مرعبا. انها تتراكم في الداخل، وهي من الحياة؟
ولكنها حياة لم تحيا , حياة يمكن أن تقتلنا.
لو كان بامكاننا أن نرى أبعد قليلا مما تتيحه معرفتنا، وخلف الأبواب الأمامية لحدسنا، لكان بوسعنا أن نحتمل أحزاننا بثقة أكبر من تلك التي نحتمل بها أفراحنا.

متى يمكن أن يقال : هذا انسانٌ حيّ ! ، ومتى يمكن أن يقال : هذا انسانٌ ميّت ؟!

ميت عندما يجف قلمه .. وحي من خلال قرأت ولو بضع سطور والتمعن بعمق كلمات له خلدها هذا الزمن له ..

موضوع أكثر من رائع غاليتي شمالية الروح ..

واتمني أن تصلكِ وجهة نظري ..

تقبلي تحياتي ..

جــواهــر

شمالية روح
01-02-2004, 02:30
[QUOTE]كاتب الرسالة الأصلية : جــواهــر
[B][ALIGN=CENTER][SIZE=3]

هل يمكن أن يعيش الإنسان وحيداً ؟!
من المهم أن يبقى الانسان وحيدا ومنتبها، عندما يكون حزينا: لأن اللحظة التي يبدو أن لا شيء يأتي خلالها او يتحرك، هي ما تكون أقرب الى الحياة من اللحظة الأخرى الصاخبة بالنسبة له ..


أهو محتاج لمساعدة الآخرين ، بقدر حاجته لمساعدة نفسه ؟!
هل يذكر كل منا كيف كانت حياته يتطلع الى الخروج من الطفولة والتوجه نحو "الكبار"؟

اني اراها الآن وهي تتطلع - منفصلة غير قادرة عن الكبار- الى الأعظم، لذلك فهي لا تكف عن أن تكون صعبة، ولكنها لذلك أيضا، لن تكف عن النمو ..

لا تعتقد أن من يحاول مواساتك يعيش دون عناء، بين الكلمات السهلة والهادئة التي تمنحك الراحة أحيانا. ان في حياته الكثير من العناء والحزن.. حياته التي تظل بعيدة، دونك.
ولو كان الأمر على غير ذلك، لما كان له أن يجد كلماته المهدئة له أبدا لديك ..


من يملك الحل لإشكالات البشر إن كانوا هم الذين يسمحون لها بالبقاء في أرواحهم لتقتل أرواحهم ، وبأقسى وأغبى الطرق ؟!!
لا شيء هنا ينبغي أن يخيفنا فنحن في الحياة مثلنا في أكثر العناصر ملاءمة لوجودنا، فضلا عن أن آلاف السنين من التكيف ، جعلتنا نشبه هذه الحياة، الى حد أننا- اذا بقينا ساكنين - بالكاد نميز أنفسنا عن كل ما يحيط بنا بفضل نوع من التماهي السعيد. ولسنا محقين في أن نكون حذرين من عالمنا، لأنه لا يناصبنا العداء واذا كانت فيه مخاوف، فهي مخاوفنا نحن، أو فيه مغاور، فتلك المغاور لنا. واذا كانت في هذه المغاور مخاوف، فعلينا ان نحاول حبها. ويكفي أن ننظم حياتنا وفق المبدأ الذي يدعونا الى التمسك بالأصعب حتى يستحيل ما يبدو لنا اليوم شديد الغرابة، أكثر الأمور ألفة وأوفاها

ماهو الحزن الحقيقي ؟! ، ومتى يولد الفرح في قلب الإنسان ؟!
ان الأحزان التي نحملها فتطغى على أصواتنا ونحن بين الناس، هي وحدها الأحزان الخطرة والسيئة. انها تشبه تلك الأمراض التي تعالج علاجا سطحيا وسخيفا فتتراجع قليلا ليكون ظهورها- بعد ذلك - مرعبا. انها تتراكم في الداخل، وهي من الحياة؟
ولكنها حياة لم تحيا , حياة يمكن أن تقتلنا.
لو كان بامكاننا أن نرى أبعد قليلا مما تتيحه معرفتنا، وخلف الأبواب الأمامية لحدسنا، لكان بوسعنا أن نحتمل أحزاننا بثقة أكبر من تلك التي نحتمل بها أفراحنا.

..

أعجبني كثيراً رأيك .. أختي الغاليه .. جواهر ،،
أصبتِ ..
قرأتُ في ردكِ الكثير من العُمق ، والواقعيه ، ،
قلمكِ يستحق الإشادة ،،
جزاكِ الله كل الخير ، ووفقكِ دائماً ، وسدّد خُطاكِ ..

شمسان
04-02-2004, 17:49
قد مات أناس وماماتت مكارمهم *** وعاش أناس وهم في الناس أموات

شمالية روح
05-02-2004, 02:59
قد مات أناس وماماتت مكارمهم *** وعاش أناس وهم في الناس أموات

..
نعم ،، صدقت أخي الكريم .. شمسان ..
شكراً جزيلاً لردك العميق الذي اختصر مسافاتٍ طويلةٍ لتعريف الانسان على حقيقته .

شمالية روح
10-02-2004, 01:57
،،


يمر الانسان بمراحل عمرية تشمل ( الطفولة ، المراهقه ،الشباب ، الكهوله )
وقد يختلف كل انسانٍ عن الآخر في طريقة تفكيره وتصرفاته في كل مرحلة من مراحل عمره ، ولهذا تحدث الاختلافات في طريقة تفسير التصرف في أيٍ منهم ،،

فإذا مااعتبرنا أن للمرحلة العمرية دور مهم في حياة الانسان ، أصبح لزاماً علينا أن نجد السبب الذي يدفعه إلى تصرفٍ ما قد يشكل خطراً على حياته وعلى الآخرين ،،
مايميّز انسان عن آخر : التزامه بدينه أولاً ، ثم عقله وطريقة نظرته للأمور ،،
فأخطر مرحلتين تتحكمان في الانسان هما (المراهقة ، والشباب )
،،

النضج العقلي يبدأ في مرحلة المراهقه ، ولهذا لايمكن أن نغفل أخطاء البشر في هذه السن لأننا سنكون مسئولين بالطبع عن إغفالنا لمتطلبات هذه السن من اهتمامٍ ، وإيضاح بعض المفاهيم الخاطئة التي قد يقع فيها أحدهم ،،
وبالتالي سيكون الأمر أشدّ وضوحاً ، وأكثر نضجاً في مرحلة النضج العقلي الأكبر ( الشباب ) ،،
إذن :
في كل الظروف والأحوال سيكون للنضج العقلي أثره الأكبر في حياة الانسان
لأنه هنا سيعلم بعد أن تعلّم ان الانسان مخلوق يرتقي بإيمانه بالله قبل كل شيء ، وصبره على كل مايمكن أن يتعرّض له من همومٍ أو إشكالاتٍ حتى وإن شكك في عدم قدرته على حلّها أو تجاوزها ،،

فقد يحتمل العيش وحيداً بفكره ، أو حتى وحدة المكان لأنها لن تكون وحدةً أبداً إن كان الإيمان بالله هو المسبب الوحيد لبقائه على قيد الحياة ، وإن صَعُب ذلك أو استحال بالنسبة له أو لغيره !

هو محتاج لمساعدة نفسه أولاً كي يجتاز كثيراً من المصاعب والهموم التي تعرّض لها بنفسه ، أو صُدِم باقتحامها حياته ،،
فقد يكذب ويُصدّق نفسه ، وحينها سيصعب كثيراً أن يُساعده الآخرون للخروج مما أقحم نفسه فيه ،،

فالحل أولاً وأخيراً سيكون بيد الانسان نفسه ، ثم من يحيطون به ..
فإن تقبلوا كل أخطائه ، وسمحوا له بالعيش هكذا مخطئاً ، وغافلاً ،
فجاملوه ، وتركوه ليقتل نفسه بنفسه أو بأيديهم التي تساعده على ذلك ،
سيُقتَلُ كثيرٌ من الحق ، وسيبقى الحلّ بلا حلٍ إلا برحمةٍ من الله وحده ..



الحزن الحقيقي هو البعد عن الله .. عن الحق .. عن الصدق ،،
الحزن الحقيقي أن لايعبأ الانسان بشيء ، ولايرى بالحياة شيئاً غير الرفاهية أو الغفلة أو تضييع الأوقات فيما يكره الله عزّ وجلّ !!
لاشيء يحزن عليه الانسان أكثر من أن يضيع عمره سدى ولم يكن فيه شيئاً يُذكر حتى وإن كان في قمة شبابه ،،
فِلِمَ لايترك الانسان " طلب " حب الناس لـ " طلب " حبّ خالق الناس فهو الأولى والأحق بهذا الحبّ تبارك وتعالى عما يصفون ،،


سيفرح الانسان كثيراً إن عاش لذّة الإيمان بالله وحده وإن حاصرته الأحزان ، وتقطعت به السُبل فلا سبيل آخر للفرح الحقيقي ..

فالانسان الحيّ هو من كان الإيمان في قلبه حيّاً على الدوام ، وإن دُفِنَ تحت الثرى !!
والميّت هو من مات في قلبه إيمانه بالله وحده ، وإن نبض قلبه الميّت !!!!!
وشتّان بين ميّتٍ حيّ ، وحيٍّ ميّت !!!!