المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ..محمد جمال الدرة..مسرحية شعرية مئساوية.......



دامي الجرح
12-12-2001, 01:34
الإخوة الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
فهذا بعض ما نقدمه تجاه إخواننا الفلسطينين أرجو أن ينفع الله بها .... ونسأل الله أن يتقبلهم شهداء في سبيله .. آمين آمين

================== (((((( محمد جمال الدرة ( مسرحية شعرية مأساوية ))))))

---------------------

الله أكبر ..

الله أكبر ..

السلام عليكم ورحمة الله .. السلام عليكم ورحمة الله ..

- ها هم المصلون قد أدوا فريضة صلاة العصر ، وحموا الله على نعمه وآلائه .. وكلٌ مضى لحاجته ، وعاد جمال الدرة إلى منـزله .

---------

- الأب أبو محمد جمال الدرة في منـزله يستعد للخروج مصطحباً معه بعض الأوراق

الأب : يا أم محمد ..

الأم : نعم لبيك أبا محمد ..

الأم : أراك متأهباً للخروج !؟

الأب : نعم هو كما ترين ..

الأم : وإلى أين أنت ذاهب ؟

الأب : لدي بعض المهام وسوف أنجزها وأعود سريعاً إن شاء الله .

الأم : في أمان الله ..

الأب : أتريدين شيئاً أحضره معي ؟

الأم : لا .. نرد سلامتك

- هنا سمع الطفل محمد ما دار بين والديه وأسرع نحو أبيه وتعلق بملابسه .

الطفل : أبي أريد أن أذهب معك ..

الأب : لا يا بني .. ابق مع والدتك وسوف أعود قريباً إن شاء الله .

الطفل : أرجوك يا أبي أريد أن أتنـزه بالذهاب معك ..

الأب : لا .. لا .. اجلس هنا واسمع الكلام ..

الطفل يبكي ويجري خلف والده ويلح عليه أن يصطحبه معه

- رق الأب لابنه وقال : حسناً .. لا بأس .. هيا يا محمد البس جديداً والحقني ..

- خرجا والأم تودعهم

الأم : في أمان الله.. تعودان سالمين غانمين إن شاء الله .. رافقتكما السلامة .. أنا في انتظاركما ..

- لوّحت بيدها تودعهما .. والطفل يرد الوداع لأمه ويلوّح بيديه الصغيرتين ..

- أغلقت أم محمد الباب ، وانطلقت إلى النافذة تنظر إليهما ، ورأت طفلها الصغير محمد يمشي أمام والده ويقفز فرحاً هنا وهناك .

- مكثت الأم على النافذة ترقبهما حتى غابا عن أنظارها . وأغلقت النافذة وعندئذٍ ..

تمتمت بصوت منخفض : يا ألله .. شئ يخالجني .. لا أدري ما هو ؟ ، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم .

- مكثت برهة بجانب النافة وأخذت في سرحان عميق .. أفكار وتخيلات و.. و..

- سقطت دمعة من عينها .. وثانية .. وثالثة .

- رفعت يدها تمسح دمعها بأصابعها النحيلة

- حاولت أن تنشغل عن التفكير بأعمال المنـزل ولكن بين فترة وأخرى تحس بشئ يضايقها وتتعوذ بالله من الشيطان الرجيم وتدعو وتستغفر .

----- - في الطريق :

- الأب جمال الدرة يحكي لطفله محمد قصة جميلة ، والطفل في انفعال مع أحداث القصة وفجأة وهما يتجاوبان أحداث القصة ..

- أصوات وصراخ .. هذا يمشي .. والآخر يجري .. وثالث ينبطح .. وجموع وجموع و. و.. وأصوات مدوية .. إنها طلقات الرصاص الرهيبة .

- وجد الأب وطفله نفسيهما في جوف المعمعة وفي وسط المعركة وجرى بينهما الحوار التالي :

===================

الطفل :

أُنْظُرْ أبي هذا الرَّصاصُ أتَانَا --------------------------- في رَاحَتَيْه من الرَّدَى أَلْوانا

قلبي الصغير يَمُوجُ في خَفَقَانِه --------------------------- والدَّمْعُ يَجْري حَارِقاً بُرْكانا

الأب :

مَهْلاً بُنَيَّ تَعَالَ في دُرَّاعَتِي --------------------------- فَلَهيبُ نِيرانِ الرَّصاصِ غَشَانا

يَهْوي ويهوي طالباً رَيْحَانتي --------------------------- يا ربِّ سلِّمْ فالعَدُوُّ رَمَانا

- الأب يلتفت يميناً وشمالاً يبحث عن مهرب :

هذا جِدارٌ نَحْتَمي من خَلْفِهِ --------------------------- فَتَعَال خَلْفي رُبَّمَا يَرْعانا

ودعاؤُنا لله من أَعْماقِنا --------------------------- فالله خَيْرٌ حافظاً وأَمَانا

- الطفل وقد ازداد خوفه وزادت رجفات قلبه يناجي أباه بصوت متقطع وهما خلف الحاجز القصير:

أبَتَاهُ خُذْنِي في رِحَابِك إنَّني -------------------------- لا أسْتطيعُ السِّرَّ والإعلانا

شَفَتَاي تَرْجُفُ يا أبي وحَرَارةٌ --------------------------- في الجَوْفِ تُغْلي أَدْمُعَاً وجَنَانا

- الأب في حيرة وذهول يهدأ من روع ابنه تارة وينظر نحو الرصاص تارة أخرى

أَبُنَيَّ إنَّا سوف نبقى بُرْهَةً --------------------------- وتعودُ بعد ذَهَابِهمْ جَذْلانا

وتَرَاكَ أُمُّكَ وامِقَاً فَيَرُوقها --------------------------- مَرْآك حتَّى لا تَحُلَّ مكانا

- وانهال الرصاص بغزارة وأصابت إحداها ركبة الطفل وحينئذٍ تسارع الحور بين الأب الحزين والطفل المفجوع :

الطفل :

آهٍ أبي .. آهٍ أبي .. فَرَصَاصَةٌ --------------------------- في رُكْبَتِي وأَرَى دَمِي يَتَدانى

- الأب يصرخ بشدة :

أَبُنَيَّ كُنْ خَلْفي فَدَيْتُك مُهْجَتي --------------------------- أَبُنَيَّ هذا الغَدْرُ لن يَتَوَانى

- الطفل وقد زاد صراخه من ألم الرصاص :

أبَتَاهُ والأُخْرى وثالثةٌ هَوَتْ --------------------------- في السَّاقِ حَتَّى دَكَّتِ الأَرْكانا

- الأب :

أَبُنَيَّ إنَّا ها هُنا في مِحْنَةٍ--------------------------- والصَّبْر أَجْمَلُ مَرْكَباً وحِصانا

نَفْسي فِدَاكَ وحِيلتي مَعْدُومةٌ --------------------------- وأنا وأنت نُجَابِهُ الطُّغْيانا

- الطفل :

هذي الأخيرةُ في الفُؤادِ وإنَّها --------------------------- أبَتَاهُ تَجْنِي الرُّوحَ والإِنْسانا

حـَانَ الفِراقُ وكُنتُ في أَحْضَانِكُمْ --------------------------- يا والِديِّ أُرَاهِنُ الأَكْوانا

أمْشي وأَعْدُو آمِناً بِسَعَادةٍ --------------------------- ريانةٍ لا تَعْرِفُ الأَزْمانا

أبتَاهُ هذي لُعْبَتي وأَظَنُّها --------------------------- سَتَسِيلُ دَمْعَاً أو تَعُضُّ بَنَانا

وملابسي أبَتَاهُ مِلْءَ خِزَانَتي --------------------------- تَبْكي عليَّ وتَكْرُهُ الأَشْنانا

قَلَمِي ومِقْلَمَتي وكُلُّ حَقِيبتي --------------------------- أَلْوَى بها الصَّمْتُ الجليلُ عِنانا

وأمامَ مَنْـزِلنا تَنُوحُ شُجَيْرةٌ --------------------------- حُزْناً عليَّ وتَقْطَعُ الأَغْصانا

أبَتَاهُ والأَحْزانُ تُخْرِسُ أَدْمُعي --------------------------- وتَزِيدُ في حُرُقَاِها أَلْوانا

أُمِّي الحبيبةُ والحزينةُ قد هَوَتْ --------------------------- تَبْكي وتَبْكي حُرْقَةً وحَنَانا

وأكادُ أسْمَعُها تَئِنُّ وصَوْتُها --------------------------- ذاك الحزينُ يُحَطِّمُ الأَبْدانا

باتَتْ على ظَهْرِ السَّرير ودَمْعُها --------------------------- بَلَّ الوَثِيرَ ومَزَّقَ الكتَّانا

قدْ صارتِ الأَيَّامُ في أَلْوانها --------------------------- سُوداً تُغَالِبُ قَلْبها الْوَلْهَانا

أُمَّاهُ يا عِطْرَ الحياةِ ورُوحَها --------------------------- ا تَحْزَني إنَّ المُقَدَّرَ كانا

أُمَّاهُ يا نَفَسَ الرَّبيعِ ودَوْحَهُ --------------------------- لا تأسَفِي فالله يَرْفَعُ شَانا

وتَصَبَّرِي رُغْمَ الفِراقِ فَرُبُّنا --------------------------- يَبْلُو ويَرْفَعُ حِكْمَةً وأَمَانا

- الطفل وقد قرب رحيله يخاطب أباه :

أبَتَاهُ قد حانَ الفِرَاقُ وإنِّني --------------------------- أَجِدُ الشَّدِيدَ من العِظَامَ تَوَانى

أبَتَاهُ والأَنْفَاسُ تَصْعَدُ في السَّما --------------------------- حانَ الرَّحِيلُ فأَسْمِعِ الأكْوانا

- عندها نظر الأب إلى ابنه وعيناه مغرورقتان بالدموع :

أَبُنَيَّ إنِّي لا أُصَدِّقُ ما جَرَى --------------------------- وكَأَنَّنِي سَأَقُول كُنْتُ وكَانا

- الطفل يلفظ أنفاسه الأخيرة ويقول :

أبَتَاهُ حِضْنُكَ رَاحَتِي وسَعَادَتي --------------------------- دَعْنِي أَنامُ وأُطْبِقُ الأَجْفَانا

وحِكَايتي أَبَتَاهُ كُلَّ حِكَايتي --------------------------- ...................................

- لم يستطع الطفل أن يتم كلامه وارتمى في حضن والده وأسلم الروح إى بارئها .

- وحين أراد الأب أن يجيب ابنه أصابته رصاصات فأغمي عليه .

((((((((((((((((((((((( النهايـــــــــــــــــــــــــــــــــة )))))))))))))))))))))))

موج البحر
12-12-2001, 07:40
الاخ دامي الجرح

مافيه انسان مسلم راح ينسى الدره وابنه وكيف تم قتلهم
بوحشيه من ايدي نجسه

لانستطيع ان ننسا هذا الموقف

اخي العزيز دامي الجرح انت لست فقط مبدع انت كل الابداع
انت فنان ومتميز

جميله جدا" هذه المسرحيه التي تلعبت في كلماته وصعدت
فيها الاين كي تقراها .........

مشكوووووووور على هذه الابيات السحريه

فعلا" ماشالله عليك تمتلك فكر واسلوب في الافكار والاحوار
اكثر من رائع

تحيااااااااااااتي

دامي الجرح
13-12-2001, 02:31
اخي موج البحر:

شكرا لكلماتك التي اعتز بها,واضعها وسام على صدري

وانت ايضا تمتلك ادوات الحوار المباشرة,واسلوبه العذب المميز
شكرا لك,وشكرا لتواصلك.