المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الاحتفال بذكرى الإسراء والمعراج غير مشروع



تذكار
23-09-2003, 23:19
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


سئل سماحة الشيخ عن حكم الاحتفال بذكرى الاسراء والمعراج؟

- والجواب: هذا ليس بمشروع ؛ لدلالة الكتاب، والسنة، والاستصحاب، والعقل. أما الكتاب فقد قال تعالى: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا} سورة المائدة الآية 3.

وقال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول } سورة النساء الآية 59.

والرد إلى الله هو إلى كتابه، والرد إلى الرسول هو الرجوع إليه في حياته وإلى سنته بعد موته، وقال تعالى:{قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم} سورة آل عمران آية 31. قال تعالى: {فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم } سورة النور آية 63.

وأما السنة: فالأول ما ثبت في الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد" وفي رواية لمسلم: "من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد".

الثاني: روى الترمذي وصححه وابن ماجه وابن حبان في صحيحه عن العرباض بن سارية قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إياكم والمحدثات فإن كل محدثة ضلالة".

الثالث ": روى الإمام أحمد والبزار عن غضيف أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما أحدث قوم بدعة إلا رفع مثلها من السنة" رواه الطبراني إلا أنه قال: "ما من أمة ابتدعت بعد نبيها بدعة إلا أضاعت مثلها من السنة".

"الرابع ": روى ابن ماجه وابن أبي عاصم عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أبي الله أن يقبل عمل صاحب بدعة حتى يدع بدعته " رواه الطبراني، إلا أنه قال: "إن الله حجب التوبة عن كل صاحب بدعة حتى يدع بدعته ".

وأما الاستصحاب فهو هنا استصحاب العدم الأصلي. وتقرير ذلك أن العبادات توقيفية، فلا يقال: هذه العبادة مشروعة. إلا بدليل من الكتاب والسنة والإجماع، ولا يقال إن هذا جائز من باب المصلحة المرسلة أو الاستحسان أو القياس أو الاجتهاد؛ لأن باب العقائد والعبادات والمقدرات كالمواريث والحدود لا مجال لتلك فيها.

وأما المعقول فتقريره أن يقال: لو كان هذا مشروعاً لكان أولى الناس بفعله محمد صلى الله عليه وسلم.

هذا إذا كان التعظيم من أجل الإسراء والمعراج. وان كان من أجل الرسول صلى الله عليه وسلم وإحياء ذكره كما يفعل في مولده صلى الله عليه وسلم فأولى الناس به أبو بكر رضي الله عنه ثم عمر ثم عثمان ثم علي رضي الله عنهم ثم من بعدهم من الصحابة على قدر منازلهم عند الله ثم التابعون ومن بعدهم من أئمة الدين ولم يعرف عن أحدمنهم شيء من ذلك فيسعنا ما وسعهم.

ونسوق لك بعض كلام العلماء في ذلك، فمن ذلك ما قاله ابن النحاس في كتابه "تنبيه الغافلين):

ومنها- أي البدع المحرمة- ما أحدثوه ليلة السابع والعشرين من رجب وهي "ليلة المعراج " الذي شرف الله به هذه الأمة، فابتدعوا في هذه الليلة وفي ليلة النصف من شعبان وهي

الليلة الشريفة العظيمة كثرة وقود القناديل في المسجد الأقصى وفي غيره من الجوامع والمساجد، واجتماع النساء مع الرجال والصغار اجتماعاً يؤدي إلى الفساد وتنجيس المسجد وكثرة اللعب فيه واللغط، ودخول النساء إلى الجوامع متزينات متعطرات، ويبق في المسجد بأولادهن فربما سبق الصغير الحدث، ربما اضطرت المرأة والصبي إلى قضاء الحاجة، فإن خرجا من المسجد لم يجدا إلا طريق المسلمين في أبواب المساجد، وإن لم يخرجا حرصا على مكانهما أو حياء من الناس ربما فعلا ذلك في إناء أو ثوب أو في زاوية من زوايا المسجد، وكل ذلك حرام، مع أن الداخل في الغلس لصلاة الصبح قل أن يسلم من تلويث ذيله أو نعله بما

فعلوه في باب المسجد، ويدخل بنعله وما فيه من النجاسة إلى المسجد وهو لا يشعر. إلى غير ذلك من المفاسد المشاهدة المعلومة. وكل ذلك بدعة عظيمة في الدين ومحدثات أحدثها إخوان الشياطين، مع ما في ذلك من الإسراف في الوقيد والتبذير وإضاعة المال.

وقال أيضاً: واعتقاد أن ذلك قربة من أعظم البدع وأقبح السيئات؛ بل لو كان في نفسه قربة وأدى إلى هذه المفاسد لكان إثماً عظيماً. فينبغي للعاجز عن إنكار هذه المنكرات ألا يحضر الجامع وأن يصلي في بيته تلك الليلة إن لم يجد مسجداً سالماً من هذه البدع لأن الصلاة في الجامع مندوب إليها وتكثير سواد أهل البدع منهي عنه وفعل الواجب متعين. هذا إن لم يكن مشهوراً بين الناس، فإن كان مشهوراً بينهم بعلم أو زهد وجب عليه أن يحضر الجامع ولا يشاهد هذه المنكرات؛ لأن في حضوره مع عدم الإنكار إيهاماً للعامة بأن هذه الأفعال مباحة أو مندوب إليها وإذا فقد من المسجد وتأخر عن عادته في الصلاة جماعة وأنكر ذلك بقلبه لعجزه لربما يسلم من الإثم، ولا يغتر به غيره، ويستشعر الناس من عدم حضوره أن هذه الأفعال غير مرضية؛ لأن حضور

من يقتدي به في هذه الليلة هو الشبهة العظمى. فظن الجهال والعوام أن ذلك مستحسن شرعاً، ولو اتفق العلماء والصلحاء على إنكار ذلك لزال بل لو عجزوا عن الانكار وتركوا الصلاة في الجامع المذكور لظهر للناس أن ذلك بدعة لا يسوغها الشرع ولا يرضاها أهل الدين، وربما امتنع الناس عن ذلك أوبعضهم فحصل لهم الثواب بفعل ما يقدرون عليه من الانكار بالقلب والامتناع عن الحضور إن كانوا عاجزين عن التبيين . وإن كانوا قادرين فيسقط عنهم بعض الإثم ويخفف عنهم الوزر.

وقال الشيخ علي محفوظ في كتابه "الإبداع في مضار الابتداع " تحت عنوان "المواسم التي نسبوها إلى الشرع وليست منه " ومنها: "ليلة المعراج " التي شرف الله تعالى هذه الأمة بما شرع لهم فيها. وقد تفق أهل هذا الزمان بما يأتونه في هذه الليلة من المنكرات، وأحدثوا فيها من أنواع البدع ضروباً كثيرة: كالاجتماع في المساجد وايقاد الشموع والمصابيح فيها وعلى المنارات مع الإسراف في ذلك واجتماعهم للذكر والقراءة وتلاوة قصة المعراج، وكان ذلك

حسناً لو كان ذكراً وقراءة وتعلم علم، لكنهم لا يخرجون عن الثابت قيد شعرة ويعتقدون الخروج عنه ضلالة لا سيما عصر الصحابة ومن بعدهم من أهل القرون الثلاثة المشهود

لهم بالخير. انتهى.

وان أردتم المزيد من الكلام على الموضوع فعليكم مراجعة " الاعتصام " للشاطبي، و"البدع والحوادث " للطرطوشي و"البدع والنهي عنها" لابن وضاح القرطبي. هذا ونسأل

الله لنا ولكم ولجميع المسلمين التوفيق والهداية إلى دين الإسلام والثبات عليه. والسلام عليكم.


سماحة الشيخ العلامة محمد بن إبراهيم آل الشيخ مفتي المملكة ورئيس قضاتها ورئيس الشؤون الإسلامية سابقا- رحمه الله-


أختكم ........... تذكار

:)

المتوكل
25-09-2003, 11:10
بسم الله الرحمن الرحيم

موضوع مفيد جداً وطيب

فيه من الأدلة المقنعة والحجج الشيء الوافر

لكنني كنت أتمنى أن يكون توقيته قبل ذلك بعدة أيام

حتى تعم الفائدة قبل وقوع البدع والمنكرات والخزعبلات

بحيث يتسنى للآخرين القراءة واخبار من يهمهم أمرهم

ليتجنبوا الوقوع فيها.

خاصة وأنني أعهدك من المحبين للخير وأهله

على أي حال بارك الله فيك ونفع بك وجعله في ميزان حسناتك.... آمين

جهود طيبة ومباركة ان شاء الله
=======================
المتوكل

تذكار
27-09-2003, 08:42
جزاك الله خيرا أخي المتوكل .. والله سهوت عن كتابة التنبيه .. وكتبته قبل يومين من يوم الاسراء والمعراج والله المستعان .. وفقنا الله واياك لطاعته ..

أختك ......... تذكار

:)