المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : دراسة في الصهيونية السياسية ....



دروب الشوق
23-11-2001, 10:25
مقدمة
نعالج هنا موضوعاً "محرماً" يدور حول: الصهيونية ودولة إسرائيل.

ففي فرنسا يمكن توجيه انتقاد الكنيسة الكاثوليكية او الماركسية، كما يمكن مهاجمة الإلحاد والقومية، وشتم نظام الحكم في الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة وجنوب أفريقيا، والتبشير بالفوضوية او بعودة الملكية، دون التعرض لمخاطر تتعدى الجدل او التفنيد المألوفين. اما نقد الصهيونية فانه يفضي بصاحبه الى عالم آخر، ينقله من عالم الأدب والفكر الى عالم التحقيق والقضاء…. فبموب القانون الصادر في 29/7/1981، بشأن ذم اي شخص بسبب انتمائه لجنس او لعرق او لأمة او لديانة، يعرض كل انتقاد لسياسة دولة إسرائيل وللصهيونية السياسية التي تقوم عليها هذه الدولة، للمساءلة القضائية وهو الأساس هنا لانه لا يطال تصرفاً معيناً يدعو لتجريم صاحبه الان بتناول نقد المنطق البنيوي لدولة أرسيت أسسها على مبادىء الصهيونية السياسية ويؤدي على الفور، الى معاملتك كـ"نازي"… او معادٍ للسامية ويجر عليك تهديداً بالموت! ويستطيع كاتب هذا البحث الادلاء بشهادته حول ذلك ولطالما قد تعرض، لهذا السبب، الى ملاحقات قضائيةواتهام "بالنازية" وتهديدات بالقتل. فما هو المسار الذي اتبع من اجل دراسة الصهيونية السياسية على صعيد الحروب الدينية؟ لقد قام على سلسلة من المداخلات والمتداعيات والاشتقاق في المعاني، كان بيغن قد دلل عليها في الشعار القائل "باستحالة التفريق بين المناهضة لاسرائيل، والمناهضة للصهيونية، والمناهضة للسامية". وهو شعار، بادر زعماء "المنظمة الصهيونية العالمية" الى تلقفه وترديده على مسامع الدنيا جمعاء ! وقبل اي فحص للنواحي النظرية والعملية في الصهيونية السياسية، لا بد من التدقيق في تحديد مجال نقدنا، وذلك بالتعيف بالموضوعات والتمييز بينها وهي:
- الصهيونية الدينية والصهيونية السياسية.
- الصهيونية واليهودية.
- إسرائيل التوراتية ودولة إسرائيل الصهيونية.
أ - الصهيونية الدينية والصهيونية السياسية:
يصعب الخلط بين مشروعين متمايزين تماماً هما: مشروع الصهيونية الدينية ومشروع الصهيونية السياسية. فالصهيونية الدينية، غالباً ما انطلقت من خرافات اسرائيلية، اذ تتعلق بامل اليهودية الاكبر في انتظار مجيء مسيح آخر الزمان، حينما تدعى "جميع شعوب الارض" (سفر التكوين: 12/3) الى حكم الرب، الذي سيتحقق من اجل البشرية جماء، متوجهاً الى المواقع المعينة في التوراة لمآثر ابراهيم وموسى. وقد اوجدت هذه الصهيونية الدينية تقليداً يقضي بالحج الى "الارض المقدسة" بل ان قيام طوائف روحانية، وخاصة في صفد في وقت اشتداد حملات الاضطهاد التي كان يقوم بها في اسبانيا "ملوكها شديدو التمسك بكاثوليكيتهم"… (بعد طول التعايش الهانىء، في ذلك البلد، بين المسلمين واليهود).. دفع بعض الاتقياء الى العيش في فلسطين طبقاً لايمانهم. وحتى عهد قريب (في القرن 19 م.) كان هدف "عشاق صهيون" استحداث مركز روحي، في ارض صهيون هذه، يشع بالايمان وبالثقافة اليهودي. والملفت للنظر هو ان هذه الصهيونية الدينية (والتي لم تنتشر الا بين مجموعات يهودية محددة) لم تصطدم بمعارضة المسلمين الذين يعتبرون انفسهم منحدرين من ذرية ابراهيم، وينتمون لعقيدته. ثم ان هذه الصهيونية الروحانية، البعيدة كل البعد عن اي برنامج سياسي يهدف الى تكوين دولة، وعن فرض اي سيطرة على فلسطين، لم تثر مطلقاً مجابهات او منازعات بين الطوائف اليهودية وبين السكان العرب.. المسلمين والمسيحيين
أ - الصهيونية السياسية:
وهذه ابتدعها تيودور هرتزل (1860-1904) وعكف في فيينا، منذ عام 1882 على تشكيل المذهب حتى انتى من ارساء منهجه عام 1894 في كتابه عن "الدولة اليهودية" ثم وضعه موضع التنفيذ في المؤتمر الصهيوني العالمي الأول، بمدينة (بال) في سويسرا، عام 1897. هذه الصهيونية بالذات، بمبادئها ونتائجها، تشكل دون غيرها موضوع دراستنا… ومن المناسب هنا، ومنذ البداية، التعريف بها، بصورة دقيقة. ولكن وقبل ذلك نود ان نشير الى ان تيودور هرتزل يخالف الصهيونية الدينية في كونه، اصلاً، من دعاة "اللاادرية" ومعارضاً شديداً لاولئك الذين يعرفون اليهودية على انها ديانة. فاليهود، بنظر الصهيونية السياسية، "امة" قبل اي شيء آخر وعلى كل ال وعند دراسة القوانين الاساسية لدولة إسرائيل، سنلحظ الغموض في التعريف "اليهودي" والتذبذب المستمر بين التعريف المبني على العرق، وذلك المبني على الدين .
وتيودور هرتزل، الذي لم يكن شاغله الاساسي دينياً، بل سياسي، فقد طرح قضية الصهيونية بشكل جديد. وقال بانه - نتيجة لتأثره بقضية دريغوس - استخلص منها النتائج التالية:
5 ) اليهود عبر العالم، وفي اي بلد يقطنون، يشكلون شعباً واحداً.
6 ) وقد كانوا هدفاً للاضطهاد، في كل زمان ومكان.
7 ) وهم غير قابلين للاندماج في الأمم التي يعيشون بين ظهرانيها.
n(وهذه من مسلمات العنصريين واللاساميين).
ويمكن تلخيص النتائج العملية التي استخلصها تيودور هرتزل، والحلول التي طالب بها لوضع حد نهائي لهذا العداء والتنافر - الذي هو كما رأى، تنافر دائم وقطعي - على النحو التالي:
1 - رفض الاندماج، الذي لم يكن مسموحاً به آنذاك في دول اوروبا الشرقية (وخاصة في الامبراطورية الروسية على الاخص)، تحقق على نطاق واسع وبصورة متزايدة في اوروبا الغربية (وخاصة في فرنسا، حيث كشفت اللاسامية عن وجهها القناع المخزي بعد قضية دريفوس).
2 - إنشاء "دولة يهودية" يتجمع فيها كل يهود العال… وهي ليست "بؤرة" روحانية او مركز اشعاع للعقيدة وللثقافة اليهوديتين. وقد عرفت اوروبا في اواخر القرن التاسع عشر، عصر القوميات، قيام افكار جديدة، بأسلوب غربي خالص، تمثل في تلك القومية التي برزت بكل زخمها في المانيا، وكان تأثيرها على هرتزل عميقاً، لا سيما وان ثقافته كانت جرمانية.
3 - هذه الدولة، ينبغي اقامتها في مكان "خال" وهذا المفهوم المميز للاستعمار الذي كان سائداً في تلك الحقبة، كان يقضي بعدم الاخذ بعين الاعتبار وجود مواطنين اصليين. وقد اعتمد هرتزل وقادة الصهيونية السياسية من بعده، على هذه المسلمةالاستعمارية التي سوف تتحكم بمستقبل المشروع الصهيوني كله، ودولة إسرائيل التي انبثقت عنه. اما المكان فلم يكن له اية اهمية في نظر تيودور هرتزل، الذي كان، كما سنتبين فيما بعد، امام ان يختار مقراً لشركته الاستعمارية ذات الامتياز وجنين الدولة المقبلة، بين الارجنتين وفقاً لاقتراح البارون هيرش وبين اوغندا، التي اقترحتها بريطانيا. وانه لأمر ذو مغزى ان يقوم هرتزل باستشارة "سيسيل رودس" الذي كان ينفذ مشروعه طابعاً استعمارياً، على حد تعبير هرتزل نفسه. غير ان هرتزل فكر بإيلاء فلسطين الافضلية بين الاراضي المرشحة لغرسالدولة اليهودية فيها، من منطلق اهتمامه باجتذاب تيار "عشاق صهيون" وتقوية الحركة الناشئة عنه، واضعاً في خدمة اغراضه تراثاً دينياً لم يكن هو شخصياً ليؤمن به. وكان من صالحه، ولفائدة مخططاته، ان يظل الالتباس قائماً، وابلغ مثال على مدى استغلال هذا الغموض، فقد ظهر بعد وفاة هرتزل في "تصريح بلفور" عام 1917، حينما اعلنت الحكومة البريطانية انها تؤيد اقامة "وطن قومي لليهود" في فلسطين، لا يلحق الضرر بالسكان الاصليين، بينما استغل زعماء الصهيونية هذا التصريح في اتجاه انشاء "دولة فلسطين اليهودية" بإلغاء كل وجود لسكان الاصليين، تأميناً لبسط سيادة الدولة الصهيونية على فلسطين كلها. هذا الطابع الاستعماري للصهيونية السياسية، بالاضافة الى "اسسه الوهمية" وعواقبه الوخيمة المضرة بالشعب الذي قيده نير الاستعمار، المضرة ايضاً بالسلام العالمي، هو ما سيكون الموضوع الاساسي لتحليلنا الانتقادي.
ب - الصهيونية الدينية:
يتم الانتقال من ميدان الكتابة الى ساحة القضاء، ومن الجدل السياسي الى المحاربة بالدين، انطلاقاً من بلبلة ثانية ومزج آخر، لا يكتفي معهما بالتسلل خفية من الصهيونية السياسية (تسلل يسخر الدين لخدمة السياسة، ويتيحاضفاء القداسة على سياسة معينة بقصد اعتبارها من المحرمات التي لا يجوز المساس بها) بل تستغل القرابة القائمة بين الصهيونية السياسية وبين الديانة اليهودية، من اجل توجيه تهمة مناهضة السامية الى كل من ينتقد السياسة الصهيونية التي يتبعها القادة الاسرائيليون. وقد برزت افكار اساسية حول اللاسامية في كتاب برنار لازار "اللاسامية، تاريخها واسبابها" المنشور عام 1894 ، في اجواء مشبعة بأحداث قضية دريغوس، ونشوء الصهيونية السياسية على يد تيودور هرتزل. وكان كتاب "برنار لازار" هذا رداً على اوسع المؤلفات عن اللاسامية انتشراً "فرنسا اليهودية" لكاتبه درومون (1886).
وخلافاً لرسالة الهجاء المقذع الجاهل من (درومون)، تبدو دراسة (برنار لازار) حتى بنظر من لا يشاطره الرأي (وما يطرحه من فرضيات على البحث) قائمة على تحليلات تاريخية متأنية داعية للتأمل، تأخذ بعين الاعتبار مدى مسؤولية الطوائف اليهودية عما كان ينزل بها من اضطهاد، من جهة واستغلال اللاساميين الدنيء لظواهر انكماش هذه الطوائف وتفردها من جهة اخرى
ج - إسرائيل التوراتية واسرائيل الصهيونية الحالية..
يتخذ استخدام الحجج التوراتية ابعاداً جديدة في هذه المرحلة من تاريخ لدولة الصهيونية.. ويمكن تسمية هذه المرحلة بمرحلة الصهيونية العسكرية ففي الوقت الذي تنفق فيه إسرائيل ـ وفقاً لتقرير البنك الدولي ـ ثلاثين بالمئة من صافي ناتجها القومي، على جهازها العسكري (على سبيل المقارنة) فان معدل مثل هذا الانفاق لدى دولة حلف الاطلسي لا يتعدى 4 % … وفي وقت بات الهدف المعلن لهذه العسكرية الضاربة، ليس الدفاع عن إسرائيل، بل تفتيت جميع الدول العربية استناداً لتصريح آرييل شارون نفسه، وطبقاً لمشروع الحركة الصهيونية كما سنرى في الصحفات القادمة،… في هذا الوقت، يجري الاستناد الى نصوص توراتية لتبرر امرين في آن واحد:
- التوسع المستمر في الحدود.
- والطرق التي تتبعها الدولة في التقتيل والارهاب.
وهذه الواقعة في حد ذاتها، ليست جديدة . فقد سبق لبن غوريون في عام 1937.
ان رسم حدود إسرائيل مستنداً لنص "توراتي" يقضي بان تضم "ارض اسرائيل" خمس مناطق:
3 - جنوب لبنان، حتى نهر الليطاني، (او ما يسميه بالجزء الشمالي من إسرائيل الغربية).
4 - جنوب سوريا.
5 - شرقي الاردن (او ما يعرفه اليوم بالاردن).
6 - فلسطين (التي يدعوها بأرض الانتداب البريطاني).
7 - سيناء.
ووفقاً لهذا لمخطط، يفترض ان تمر الحدود الشمالية بخط عرض مدينة حمص السورية، التي ماثلها بمدينة حماة، المشار اليها في (سفر الاعداد) كحد شمالي لأرض كنعان. وثمة صهاينة آخرون، "توراتيون" متحمسون ظاهرياً فقط، يطابقون بين حماه وحلب، بينما يجعلها غيرهم في تركيا.. اما الحاخام "أدين شتنسالز"، المقرب من حزب "شلي"، فقد طالب خلال ندوة كان "سارتر" قد عقدها في إسرائيل، "بحقوق تاريخية" لليهود في جزيرة قبرص - وفي عام 1956، اعلن بن غوريون، وسط تصفيق مجلس الكنيست وتهليله ان سيناء كانت تشكل جزءاً من مملكة داوود وسليمان. وبعد قام الولايات المتحدة الامريكية والاتحاد السوفياتي، خلال الهجوم على قناة السويس، بعملية كبح الجماح، ارجىء البحث في تلك الجغرافية التوراتية الى ان طغت على سطح الاحداث عام 1967، وحيث حددت ارض الميعاد على الشكل التالي: نهر الفرات ونهر مصر (حسب سفر الاعداد) - وهو الاخير - بين ان يكون: نهر النيل (ولكن اي فرع منه؟) او وادي العريش ) وفي ظل هذا المفهوم المطاطي للحدود، يستعان دائماً بالتوراة لإضفاء الشرعية سلفاً على اي عدوان مبيت او لتبرير اي الحاق او ضم للاراضي. وفي المرحلة الراهنة من التوسع الصهيوني تم اشراك الخيا المريض المهيمن على حاخامات "الاحزاب الدينية" من غلاة المتعصبين للغزو نظراً لمساعدتهم في تبرير اشد مطالب المتطرفين تعسفاً واستبداداً. وليس من قبيل المصادفة ان يقرر بيغن خلال الحملة الدموية على لبنان، ايقاف رحلة شركة العال ايام السبت احتراماً للعطلة المقدسة. ومثل هذه الضمانات المقدمة للمتطرفين، تعوض بسخاء على صعيد المبررات الايديولوجية: فلا يكفي ما تم احتلال من لبنان كأرض "قبيلة آشور" بل اضفيت القداسة على المذابح من اجل ضرورات القضية. ولم يكن تدمير مدينتي صور وصيدا، ودك بيروت بالقنابل، ومجازر مخيمي صبر وشاتيلا، امتداداً لمذابح دير ياسين، التي ارتكبتها عصابة السيد بيغن (ارغون) عام 1948، ولمذابح قبية، وكفر قاسم، وقتلة "الوحدة 101" بقيادة ارييل شارون، بل وجد ذلك كله نصيباً من اكاليل الغار… لان الدولة القائمة حالياً في إسرائيل برسالة إسرائيل التوراتية، انما تكرر الحركة المقدسة التي سبق لاسرائيل التوراتية ان قامت بها في استئصالها لشأفة الكنعانيين، بسلوكها اليوم مع العرب نفس السبيل الذي سلكته مع الكنعانيين وغيرهم من شاغلي هذه المنطقة السابقين: "ان مدن هذه الشعوب، الموروثة اليك من مولاك الرب، هي الوحيدة الي لن تدع مخلوقاً حياً يعيش فيها… بل ستجعلها محظورة على الحثيين، والعموريين، والكنعانيين، والفريزيين، كما امرك الرب مولاك". وفقاً لعزرا ونحميا وكما نصت عليه قوانين محكمة نورمبرغ العنصرية: يعتبر يهودياً من ولد من ام يهودية (برهان عنصري)، او من اعتنق الدين اليهودي (برهان لاهوتي) ولا يستطيع ان يفيد من "قانون العودة" ومن المزايا المترتبة عليه في دولة إسرائيل سوى من تنطبق عليه هذه المعايير. هذا اذن لا ينطبق فقط على مجرد تعريف عنصري، بل على تمييز عنصري لان الانتماء الى مجموعة عرقية معينة - كما سنرى فيما بعد ينطوي اما على امتيازات او انتقاصات… والعنصرية لا تقوم على اي اساس علمي. فمن وجهة النظر البيولوجية، تبين عدم امكان تطبيق النظرية القديمة حول "الدليل الدماغي" وهي نظرية تميز بين ذوي الجماجم المستطيلة، وذوي الاحجام الاخرى. كما ان علم الوراثة الحديث الذي يرى ان لبعض "الجينات" او المورثات تأثيراً على خصائص الخليط الدموي، قد اظهر بطلان المدلول البيولوجي للجنس والسلالة. والاسطورة البالية في سفر التكوين (10/18/27) استخدمت، كغيرها من الاساطير العنصرية، "لتبرير" الطبقية والتسلط ايضاً: فأبناء نوح الثلاثة الذي "عمروا الارض بنسلهم"، بعد خروجهم من الفلك، كانوا اصلاً: اسيويين (من سام) واوروبيين (من يافث)، وافارقة (من حام). وجرى تكريس الاخرين للعبودية والعنف. ورأت العصور الوسطى الاقطاعية في (حام) جداً اعلى لعبيد الارض، وفي (يافت) جد الاسياد، وفي (سام) جد العلماء، وهو يقف على رأس جميع الطبقات. ويؤكد "ليون بولياكوف" في كتابه عن (الخرافة الأرية الصادر سنة 1971) انه "وتمشياً مع التقاليد العبرية (او بالأحرى الحاخامية) فان للحرب ذاتها قيمة، حتى ولو لم تقم صراحة كحرب دفاعية.. وفي مسالك "الخلاص" هذه بلغنا في لبنان رحلة ارفع من مرحلة حرب الايام الستة بواسطة حرب لبنان هذه، كشفنا عن مدى قوتنا العسكرية… واننا مسؤولون عن النظام في الشرق الاوسط وفي العالم على السواء". وامام هذيان جنون العظمة هذا لدى قوميي إسرائيل وعسكرييها، نتبين صدق نبوءة ومخاوف احد اوائل الصهيونيين:
"مارتن بوبر" وهو احد كبار مفكري عصرنا، وصاحب مؤلفات مثل: "الايمان اليهودي" و"الديانة التوراتية" و"الانسانية العبرية" و "إسرائيل والعالم"، وقد اشار في سنة 1958، في رده على بن غوريون في القدس عام 1957، قائلاً:
- "حينما انخرطت في الحركة الصيونية قبل ستين عاماً قال لنا بن غوريون: ان فكرة المسيح المخلص هي حية وستحيا حتى مجيء المسيح. اجبته قائلاً: كم قلباً من قلوب هذا الجيل سيحتفظ بهذه الفكرة حية ومغايرة لشكلها القومي الضيق المقتصر على "عودة المنفيين"؟… ذلك ان فكرة المخلص، عند افتقارنا للتطلع الى خلاص البشرية، والى الرغبة في المساهمة لتحقيقه، ليست اطلاقاً رؤيا الخلاص لدى انبياء اسرائيل". وبوبر لم يكف طوال حياته كداعية صهيوني وحتى وفاته في إسرائيل، عن فضح انحرافات الصهيونية الدينية في المجال السياسي والقومي ويقول:
- "نتحدث عن روح إسرائي، ونعتقد اننا لسنا كباقي الأمم.. ولم تكن روح إسرائيل اكثر من بوتقة تنصهر فيها هويتنا القومية، ولا اكثر من تبرير جميل لأنانيتنا الجماعية فقد تحولت الى معبود لدينا نحن الذين رفضنا القبول بأي مولى غير سيد الكون، فنحن اذن كبقية الأمم نستقي معها من الكأس التي تنهل منها نشوتها".
- "الأمة ليست هي القيمة العليا. والايديولوجيا او الروح القومية، لن تكون مشروعة ما دامت تجعل من الامة غاية بذاتها. ان اليهود ابعد من ان يكونوا امة، انهم اعضاء جماعة عقيدة". وفي سعيه لتحديد السبب الجذري للانحراف في الصهيونية السياسة النابعة، بل من القومية الاوروبية في القرن التاسع عشر لا من اليهودية. والتي جعلت منها الصهيونية السياسية بديلاً للدين او مذهباً لعبادة الدولة - تلك المسماة: دولة إسرائيل. وحول هذا كتب بوبر:
- "لقد اقتلعت جذور اليهودية الدينية. وهذا هو جوهر الداء الذي ظهرت اعراضه في قيام قومية يهودية اواسط القرن التاسع عشر وهذا الشكل الجديد الذي اتخذته الرغبة في الارض، انما هو الخلفية البعيدة التي تخفي كل ما استقته اليهودية المعاصرة من قومية الغرب الحديثة. اذاً فما هو دور "اصطفاء إسرائيل في كل هذا الاصطفاء؟" اوليس و نوعاً من الاستعلاء، بل احساساً بالقدر والمصير.. احساس لا ينشأ من مقارنة بالآخرين، بل من نداء داخلي يحثه على انجاز مهمة لم يكف الرسل عن التذكير بها: "فاذا تفاخرتم بأنكم المختارون المصطفون، بدلاً من ان تحيوا في ظل طاعة الله، فان ما تفعلونه انما هو الغدر والخيانة" ثم ختم بوبر مشيراً الى "ازمة القومية" في الصهيونية السياسية، الازمة المفسدة لروحانية اليهودية، فقال:
- "كنا نأمل ان ننقذ القومية اليهودية من خطأ تحويل الشعب الى معبود… فأخفقنا…"
و(مارتن بوبر) هو واحد ممن كان تعلقهم بأرض صهيون متقد لحماسة، وقد اوضح ذلك في رسالة كتبها عام 1939 الى غاندي، الذي كان قد تساءل عن سبب عدم شعور الصهيونيين بترابطهم من اجل محاربة الطغيان والاضطهاد مع اي شعب ينتمون اليه وفي اي موطن ولدوا فيه.. بدلاً من البحث عن "وطن قومي" آخر. اجاب (بوبر) بان العقيدة اليهودية لا تستطيع العيش الا في نطاق تجمع طائفي تطبق فيه احكامها الخاصة، فوق ارضها الخاصة: "الاساسي، بنظرنا، ليس وعداً بأرض، بل مطلباً يرتبط تحقيقه بالارض وبوجود مجتمع يهودي في هذه البلاد". كما اجاب هذا ما اجابه بوبر على غاندي القائل بان فلسطين تخص العرب، وبان من "الظلم واللاإنسانية فرض سيطرة يهودية على العرب"، فقال: - لا نريد انتزاع ملكياتهم، بل العيش معهم". وحدد بحزم، في محاضرة في نيويورك عام 1958، موقفه الثابت من قضية العلاقات مع العرب. وحسب رأيه فان "بعث الشعب اليهودي" يجب ان يمضي بموازاة "الاندماج بعالم الشرق الادنى"، وبما يستبعد اللجوء الى القوة: "اشد النظريات خطأً وفساداً، هي تلك التي تزعم بان مسالك التاريخ انما تشقها القوة".. القوة التي هي دائماً: "تغليب لما هو دون الانساني على الانساني".. "وخيانة لعقيدة الايمان"… وافدح الاخطاء بنظر بوبر، ان اعتبار إسرائيل "قطعة من العالم الغربي". واشار في سنة 1958، الى انه قدم منذ سنة 1921 فكرة اقامة اتحاد فيديرالي في الشرق الادنى، يشارك فيه اليهود.
ولكن، "خلافاً لإقامة دولة ثنائية القومية او مشاركة اليهود في اتحاد للشرق الادنى، صدر القرار التعيس بتقسيم فلسطين.. وكانت القطيعة بين الشعبين، وبدايات الحروب". ويشير "بوبر" الى انه ليس ضد العنف، من حيث المبدأ، ولا يعارض قيام دولة إسرائيل، لكنه يشدد - بعدما شهد الحربين الاوليين بين إسرائيل والعرب - على ان السلام بين اليهود والعرب لا يمكن ان يحل بمجرد تقف الاعمال العدوانية. اذ لن يكون هناك سلام الا بتعاون فعلي بين الطرفين".. "واذا كان التفكير باشتراك إسرائيل في اتحاد فيدرالي في الشرق الادنى، يبدو اليوم للكثيرين محالاً وغير واقعي، وهناك في المستقبل امكانية لتحقيقه". واقوال كهذه كانت ستكفي اليوم لان يعتبر بيغن واعوانه مطلقو الصلاحية في المؤسسة الصهيونية صاحبها: بوبر، معادياً لاسرائيل ومعادياً للسامية.. "ومارتن بوبر" هو بحق اعظم نبي يهودي عاش في دولة إسرائيل منذ انشائها.. ومن حسن الحظ ان هذا المسلك، يثبت وجوده بين الحين والاخر، رغم نتيجة التحكم بالتوجه الفكري لدى النشء الاسرائيلي منذ دخوله في المدرسة، ولدى الجنود بواسطة الحاخامية العسكرية، ولدى الشعب بواسطة الدعاية الرسمية. فقد امكن سماع صرخة صادقة، اثناء الهجوم الاسرائيلي الذي ارتكب المذابح في لبنان.. هي صرخة الاستاذ (بنيامين كوهين) من جامعة تل ابيب الى (فيدال ناكيه) يوم الثمن من حزيران 1982:
- اكتب اليك وانا استمع الى مذياعي الصغير يعلن باننا على وشك تحقيق هدفنا في لبنان.. الا وهو: توفير السلام لسكان الجليل.. ان هذه الاكاذيب الجديرة بغوبلز تكاد تذهب بعقلي… اذ من الواضح ان هذه الحرب الوحشية، والاد وحشية من كل سابقاتها، لا علاقة لها البتة بمحاولة القتل في لندن، ولا بأمن الجليل. ترى، ايستطيع يهود من احفاد ابراهيم طالما كانوا ضحايا الجور الا ان يصلوا الى هذه الدرجة من الوحشية؟؟ الا يعني هذا ان اعظم انجازات الصهيونية انما هو نزع اليهودية من قلوب اليهود؟ إبذلوا ايها الاصدقاء، كل ما في وسعكم من اجل عدم تمكين البيغنيين والشارونيين من بلوغ غرضهم المزدوج: "التصفية النهائية (وهذه العبارة رائجة كثيراً هذه الايام..) للفلسطينيين كشعب. وللإسرائيليين ككائنات بشرية" .
... ان هذه الادانة هي بعنف ادانات الرس الغابرين.. كتلك التي لعن فيها (ارميا) اولئك "الذين يتحدثون زوراً باسمي لديك.. خطيئتهم انهم يجلبون العار لاسرائيل.." (ارميا: 29/21-23). او تلك التي ادان بها (ميخا) قادة إسرائيل بقوله: "اسمعوا اذن، يا قادة يعقوب، يا قضاة دار إسرائيل.. يا من تخشون الاستقامة، وتلوون كل مستقيم بتشييدكم كياناً لصهيون وسط الدماء، واشاعتكم الجرائم في وسط اورشليم.." (ميخا: 3/9-10).
ويعتبر في الوقت الحاضر، كل من يشكو من سياسة "قضاة الدار الاسرائيلية" وسياسة الدولة الصهيونية في اسرائيل معادياً للسامية. وعلى هذا القياس يص التشهير بالرسل الكبار جميعاً: من عموس الى اشعيا، الى ميخا، الى ارميا.. كمعادين للسامية لم يصطف القادة الصهيونيون الحاليون سوى ما من شأنه تبرير سياستهم: كحكاية المذابح التي ارتكبها (اشعيا) بين الكنعانيين.. لما فيها من توقعات لما سيحدث من تقتيل للعرب في كل من فلسطين ولبنان. اما اللعنات التي استنزلها ارميا وميخا فيتم استبعادها وابراز احكام عزرا (اسدراس) في وجوب التمييز العنصري، مع تجاهل طموحات (حزقيال) و(اشعيا) نحو خلاص الكون على يد المسيح المنتظر. وبسبب اختيار "الاحبار الذين يقتلون رسل الرب" وبسبب هذا الضليل، الذي يرى في كل انتقاد لسياسة الدولة الصهيونية في إسرائيل فعلاً معادياً للسامية، يخشى ان تنطلق حملة فعلية ضد السامية. ومثلما يخشى اليوم ان يولد العداء للسامية، ولا يقتصر هذا عند شجب سياسة العدوان وسفك الدماء. بل يتعداه الى الدعم الاعمى واللامشروط لتلك السياسة. وباستطاعة مناحيم بيغن، او آرييل شارون، او اسحاق شامير، وحدهم، ابتعاث المعاداة للسامية كنتيجة لفظائعهم. علماً بانه لا يمكن، في الواقع، الجمع بين مجرمي الحرب هؤلاء ذوي التاريخ العريق في الاجرام ، وبين مجمل الشعب الاسرائيلي، بل وبين مواطنينا من معنقي الديانة الاسرائيلية او المؤتمنين بالتراث اليهودي.. (علماً بان المذابح التي ارتكبها اولئك المجرمون في لبنان، هي النتيجة المنطقية والحتمية لمثلهم الفكرية، وميتولوجيتهم، ومخططاتهم الرامية الى التوسع الاستيطاني). ان الذين يقفون وراء خطر تغذية النزعة المعادية للسامية، هم موجهو بعض المنظمات، ذات الصفة التمثيلية، التي تتصرف كوكيل مطلق للحكومة الصهيونية في اسرائيل، وهم جاهزون لان يقر جرائمها واكاذيبها المشهورة.. وترديد شعاراتها.. وللزعم، فوق كل ذلك وخلافاً للحقيقة، بتحدثهم باسم مجموع "الطائفة اليهودية".. بيما يتبرأ الكثير من افراد هذه الطائفة على غرار مئات الآلاف من الاسرائيليين، داخل اسرائيل نفسها من تلك الجرائم وهؤلاء المجرمين.
لقد نشأت، دون ادنى شك، التباسات خطيرة، حينما عمد بيغن وزمرته - وبدعم من الحاخامات المتعصبين في "الاحزاب الدينية" الداعية "للحرب المقدسة" - الى الاقتباس القبلي من التوراة، والى الاستخدام الشاذ لفكرة "الشعب المختار" و"ارض الميعاد" لإفساد الوضع ما بين الاسرائيليين والمسيحيين، ولتبرير الاغتصاب الدموي للحقوق الانسانية، باسم حق الهي مزعوم. ان العمل في صالح اليهودية والمسيحيةينطلق من رفض الانخداع بذلك التلاعب بالمقدسات.. وعدم الخلط بين اليهودية، اي عقيدة ابراهيم وموسى وبقية الرسل، وبين تزمت الصهيونية العنصري. تماماً كإطلاق صفة "مسيحيي لبنان" على جلادي (سعد حداد) او امثالهم من منفذي الافعال المنحطة لحكومة تل ابيب. اننا نرمي الى محاربة هذه الالتباسات، والى التمييز بين دولة اسرائيل وسياستها وبين سواد الشعب الاسرائيلي الذي بدأ يعي الألاعيب التي اوقعه حكامها ضحية في براثنها. نرمي ايضاً الى التمييز بين اليهودية والميثولوجيا التي تحرفها الصهيونية من اجل اغراض سياسية. والى رفض الرضخ للإرهاب الفكري الصادر عن عملاء التمييز العنصري الاسرائيليين، الساعين الى تقسيم العالم بين: صهاينة ومعادين للسامية.. كعنصريي الماضي الزاعمين بتقسيمه الى يهود وغير يهود! ونحن انما نحارب الصهيونية السياسية، لأننا ضد التمييز العنصري.. ومعاداة الصهيونية ليست هي السبب في نشوء العداء للسامية، بل ان السبب كامن في الصهيونية نفسها. ولهذا نحارب صهيونية تدعي بانها تستخدم الدين من اجل اضفاء هالة من القداسة على السياسة

تركي الشمري
19-12-2001, 23:39
بسم الله الرحمن الرحيم


قال رودلف هيس (كان هناك مرض في جسد الأمه أسمه اليهودوكان واجباً علينا معالجته لذلك أصدرنا عدة قرارات تحد من نشاط اليهود في المانياوتمنعهم من ان يكون لهم القدره على الوقوف في وجه الحزب النازي )
وعندما سؤل ونستن تشرشل هل ستساند الشيوعيون لو أن المانيا هاجمة الإتحاد السوفييتي وأنت المعروف بعدائك للشيوعيه؟
قال (لو أن هتلر غزى الجحيم فلن أترددفي قول كلمة طيبه عن الشيطان أمام مجلس العمو)
و في بداية الحرب العالميه الثانيه
كان هدف الرأس ماليه الغربيه هو القضاء على النازيه حتى لو تحالفت مع الشيطان وهذاالوضع هو الذي شجع الصهيونيه على إستغلال الوضع لصالحها خصوصاًوأن لليهود قوة أقتصاديه في أوروبا
وقد ساهم أضطهادالنازيين لليهود في حصولهم على معاملة خاصه بعد إنتهاء الحرب لصالح الحلفاء. وإستمرت هاذه المعامله الخاصه حتى هذه الأيام.ولأن لديهم الهيمنه على معضم وسائل الإعلام الغربيه.بقيت الصوره كما هي لليهود في نضر العالم الغربي(وهي انهم ضحيه للإضطهاد ويحلمون بوطن يلم شملهم ولاكن العرب يحربونهم ولايرغبون بجوارهم ويسعون للقضاء عليهم بل أنهم لايعترفون بوجودهم كا دوله وليس لهم أي نوع من العلاقات الدبلماسيه أو التجاريه مع أغلب الدول العربيه فهم لا يعتدون بل العرب هم الذين يعتدون عليهم وما يفعلونه هو دفاع عن النفس )..هذا في الواقع هو ما يجعل العالم الغربي يغض الطرف عن الجرائم الأسرائيليه,,,,,,,

وهذا ماجعل الصهيونيه تنجح هذا النجاح في تحقيق اهدافها.
أما مايقال عن المخطط الصهيوني السياسي في الهيمنه على المنطقه العربيه فأعتقدأنه التبرير الوحيد للفشل الذريع الذي يمكن للمسئولين العرب تقدمه لشعوبهم فكثيراً ما سمعنا من الساسه العرب هذا الكلام.؟
أما بالنسبه للأ فكار الدينيه لليهود فهي معروف ولا يكتنفها أي غموض لأنهم لا يدعون مناسبه تمر دون الحديث عن مشاريعهم الدينيه وأخرها وضع حجر الأساس لهيكلهم وهم ما ضون في تنفيذ أحلامهم
أما بالنسبه للتطرف الديني والنزعه العنصريه لديهم فلا أعتقد أن أحد يجهل وصف اليهود للمسلمين والعرب بأنهم ثعابين وحشرات يجب القضاء عليها ؟؟؟؟؟؟؟؟


,,,,,وهذا هو رأيي الخاص والذي لايعبر سوى عن وجهة نضري أناء والذي قد ينقصه بعد النضر بحكم عدم إلماي بجوانب كثيره من النضريه الصهيونيه وبحكم عمر معايشتي للصراع العربي الإسرائلي القصير نسبياً ,,,,,,,


أرجو المعذره ومثل ما قالو (((أختلاف الرئ لا يفسدللودقضيه)))