[align=justify]
في دول الغرب الكافرة "ملاعين الخيّر" ومع اقتراب أعيادهم تنتشر في الشوارع والطرقات وعلى أبواب المحلات إعلانات الخصومات وتخفيض الأسعار حتى تصل لدرجة يتمكن معها الجميع من شراء حاجيّات العيد ومشاركة الآخرين الفرح بدلاً من أن يكتفي الفقراء بالمشاركة عبر عين "بصيرة" ويدٍ "قصيرة" ، أمّا في بلاد المسلمين ومهبط الوحي ومهد الرّسالات ودعاة الأخلاق والمثل فإنّ أوّل سكين يُذبح بها الفقير هو جشع التجّار الذي يقطع "عرق" فرح الفقير المسكين "ويسيّح" دمّه حتّى إذا وجبت جنوب الفقراء قالوا للأحزان "كلوا منها وأطعموا باقي الهموم" فتتوالى عليه الأحزان والهموم تنهش من جسده والحرمان في عيون أطفاله يأكل من عمره والناس حوله يضحكون سروراً حتى تنقضي أفراح الآخرين وهو يردّد "عيدٌ بأيّ حالٍ عدت ياعيدُ" .
آمنوا هم بأن للجميع الحق في الفرح في الأعياد والمناسبات فمنحوا الفقير فرصة مشاركتهم الفرح ، في حين تعاملنا نحن بأنانية لا مثيل لها وكأنّ "عرس" الفرح لا يحتوي إلا "قرصاً" واحداً ونريد نحن الظّفر به بينما يبقى اللي "ماعنده" يشتري فرح "يتفرّج" ، ضاربين بتعاليم ديننا الحنيف الذي رفع شعار "لايؤمن أحدكم حتى يحبّ لأخيه ما يحبّ لنفسه" عرض الحائط ، ناظرين لهذا الفقير على أنه كائن لايستحق الفرح لأنه لايملك ثمنه واللي ما "عندوش" ما "يلزموش".
يثير الضحك فعلاً ما يفعله البعض حين يحرص على الصدقة للّجان الخيرية في رمضان مستذكراً أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلّم كان أجود ما يكون في رمضان وكان أجود من الريح المرسلة ، فيتصدق بما تجود به نفسه طوال الشهر الكريم ، ولكنّه لا يخجل من مدّ يده في آخر الشّهر لأخذ الإيجار من العوائل المحتاجة التي تسكن في بيته وشققه وهم على أبواب عيد فيقتطعون تلك المبالغ وكأنهم يقتطعونها من أجسادهم أو كأنما يأخذون اللقمة من أفواه أطفالهم ، وما ضرّه لو اعتبر تنازله عن الإيجار في هذا الشهر الكريم صدقة يعين بها هؤلاء المحتاجين على مواجهة جشع التجّار وأنانيّة الفجّار وحتى يمنحهم فرصة الفرح بالعيد ثمّ لكل "همّ" حديث .


‏‫منصور الغايب
twitter : @Mansour_m[/align]