اسامه الدندشي
الحوار المتمدن-العدد: 4317 - 2013 / 12 / 26 - 14:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
وانا أكتب عن الثورة السورية ,استعادت ذاكرتي صورة قط يلعب بالفارة ,يقلبها شمال وجنوبا ,يتركها تلتقط أنفاسها وتهرب ,فينقض عليها ,ويكبسها على الأرض بمخالبه ,راقنى تشابه الموقف الدولي من الثورة السورية ,مع موقف القط ,فمنذ المظاهرة الأولى ,اعتبرتنا روسيا ضحيتهم ,تستد من السوريين مستحقاتهم في الشيشان,واعتبرنا الأمريكيين فريستهم , التي ترضي غرورهم العالمي وصراعاتهم الدولية ,قبل ان يمتص الروس والأمريكان ,الدم السوري ,ويأكلون لحم الأطفال شهيتهم .
الروس والأمريكان ,عسكروا الثورة ,الأولى غضت الطرف , عن المفرج عنهم من السجون السورية ,وربما دعمتهم بصورة أو بأخرى ,لتشكيل مقاومة أسلامية ,تتمترس خلفها ,لتبرير موافقتها على دمار سوريا ,وغطاء لتدخل الجيش السوري بكافة أسلحته ,وامريكا بتصريحاتها النارية ,تارة تعطي أيام لبقاء السد ,وأخرى تفقده الشرعية ,صدق الشباب السوري ,المراوغة السياسية الأمريكية ,فاندفع الشباب الى ماتصل له معرفته ويده بتهور اتجاه تلك المقاومة ,التي وفرت له السلاح والمال ,ورفعوا شعاراتها الأسلامية , وأغلبهم من شريحة غير محمودة السيرة والدين ,وفتحت أبواب الجهاد ,عبر حدود الدول الصديقة ,لتتدفق جموع من المقاتلين بعضهم بدافع ديني ,وبعضهم بدافع أنساني ,دون أن يدروا أن اتلقط الأمريكي خطط وبذكاء لتكون سوريا مجزرة أخيرة للأرهاب.
ولذلك تشرزم الموقف الدولي ,والحيرة التي ينظر بها الى المجازر والكيماوي والتدمير واقتتال البارودة والسلاح الغيرفتاك ,مع الطيران والدبابة والسكود والمدفع ,وبكل ماتوصلت اليه روسيا من صناعة السلاح المدمر حاجة الحرب ألأهلية . ولذلك كلما اشتد تأزم الضمير الغربي والعربي والأسلامي ,وبلوروا موقفا ينهي مأسات الشعب السوري ,يميعه الأمريكان ,أما بطرح بديل ,أو المزايدة عليه وأخذ زمام المبادرة ,أو الضغط على بعض الأطراف ,فتتجه اصحاب الضمائر الى المساعدات الأنسانية ,فتأخذ علبة الطون مكان الرشيش,والصوبيا محل المدفع ,وسطل الزبالة مكان البرميل ,وكأن الأزمة السورية طون وسردين ورز وسكر.
وهكذا استبعد وحييد كل المتحمسين للشعب السوري ,حييدت قطر وغيرت القاده المتحمسين ,واستبعدت تركيا ,ولم تستشار بخطة بندر "السعودية الأمريكية الفرنسية بمهاجمة سوريا من الأردن ,وتعرضت لأتهمات المالكي بتمويل الأرهاب ,وهددتها مصر بطرد سفيرها ,واضطرابات داخليه ,الأمر الذي دفع وزير خارجيتها أحمد داوود أغلو لزيارة بغداد والنجف ,وقبولها زيارة زيارة مسعود برزاني لعمق الأكراد في أراضيها ,التي لم تنظف عنها أثار الدمار الذي خلفه هجوم جييش العما ل الكردستاني,وكان قد مهد لهذا التحول في السياسة التركية ,رئيس وزراء أيران محمد جواد ظريف ,بزيارة وصفت أنها ناجحة لأنقره.
السعودية وبعد عودة الوفد الأمريكي من روسيا ,وانسحابها من خطة بندر ,واتصلاتها بقيادات سعوديه من وراء السلطة الرسمية ,دفعت السعودية لتحمل خطة بندر والقضية السورية منفردة ,بعد تشاورها مع أريك شوفا ليه ,الممتعض من ألأمريكان ,الذين لم يطلعوه على نتائج مشواراتهم مع الروس ,بينما أطلعوا جون ويلكس البرطاني عليها.
تحركت السعودية بمفردها ,فجمعت بين سعد الحريري وميشال سليمان وفي السعودية ,وقد رد عليهم حسن نصر الله بأعلان حرب مبطن , وتشاورت مع دول الخليج ,ولكن كانت أمريكا سبقتهم ,ويبدوا أن بندر مصر على خطته , رغم استقرار العالم برمته على التفاهمات الأمريكية الروسية .
,فقد صرح رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو, أن أيران ومنذ تولي الرئيس الحالي خفضت تخصيب اليورانيوم ,وهذا التصرح يخدم أوباما, فهو يبدد مخاوف الكونغرس الأمريكي معقل اللوبي الداعم لأسرائيل ,والمتحميسن لتغيير النظام السوري,وجميعهم يتمترسون خلف التخصيب,وهذا التصريح يخدم أي موقف محتمل يحاتجه أوباما في الكونغرس لنجاح مؤتمر جنيف 2, وبالتزامن تقول جريدة السفير البنانية قام السفير فورد بتهديد الأئتلاف السوري "نحن الذين أنشأنا المجلس الوطني وهمشناه ,وانا أوجدت االائتلاف ,وقادر على فرطه ,وأنا جئتكم بدعم مئة دولة", وهذا التهديد في سياق الضغط لقبول الائتلاف حضور جنيف2 بالشروط الأمريكية , وتتسارع الدبلوماسية الأمريكية ,فقد التقت الخارجية مع رئيس الجبهة الشعبية للتغير السلمي قدري جميل ,ومع رجل دين سني موفد من النظام في برشلونه الأسبانية ,يعلم الأخير الأمريكيين أن الخطر على السنة والأقليات العرقية والأثنية في سوريا يأتي من المنظمات الأرهابية والتكفيرية التي تقاتل النظام, وبنفس السياق ,يعمل الثالوث أريك شوفالييه ,روبرت فورد, وجون ويليكس , على تشكيل وفد المعارضة السورية ,وفق التفاهمات الأمريكية الروسية,وهكذا تحدد أمريكا موقفها ,وتخرج من سياسة ,الف والدوران ,الى أصرارها أنجاح مؤتمر 2 ,وكيف ستنفض يديها من الدم السوري ؟؟؟؟ لاأدري
وبالمقابل لافروف بعد أتصاله المعلن بشكل لافت في زمانه وتوقيته مع الأسد ,يعلن أن الشأن السوري الداخلي يقرره الشعب السوري ,وهو تصريح لافت الى المجتمع الدولي ,ليحجم تدخلاته وضغطه على النظام السوري ,على قاعدة انتخاب بشار الأسد وشكل الحكم والحكومه ,هو خيار شعب سوريا وليس المجتمع الدولي.
و التصرح اللافت لجريدة الحياة البنانية ,أن الموقف الأمريكي لم يتغير ,سوريا الغد ستكون بلا الأسد وبلا الحلقة الضيقة التي حوله .السؤال: أذن من تكون هي الحلقة الأوسع ؟؟؟؟؟؟ ,قد لاندري الأن ولكن محاولة الأمريكان أقناع ربيع دمشق حضور مؤتمر جنيف2 لتقليص حضور الأخوان المسلمين القوي ,مؤشر لكنه غير كافي .
الساعات القلية القادمه سيذوب الثلج ويبان المرج