[align=justify]
"صوتك أمانة" هي جملة نرددها مع اقتراب كل موعد انتخاب جديد لمجلس أمة أو مجلس بلدي أو حتى مجالس الأندية والجمعيات التعاونية وجمعيات النفع العام ، جملة فقدت - ربما - الكثير من تأثيرها مع تتابع المجالس الفاسدة في غالبية الأماكن المذكورة سابقاً ، ومع توالي وصول الفاسدين قبل غيرهم للكراسي المتنازع عليها ، أو مع قابلية كثير من الصالحين للتغير والتنازل عن مبادئهم بعد الوصول .
"صوتك أمانة" جملة رغم إيماننا بقلة فاعليتها وضعف تأثيرها إلا أننا نجد أنفسنا مضطرين لترديدها مراراً وتكراراً هي ومثيلاتها الأخرى التي تخالفها في التركيب وتشابهها في المعنى وضعف التأثير من مثل "الكويت مو للبيع" ، لأنه وببساطة صوتك - فعلاً - أمانة أثّرت فيك هذه الكلمة أم لم تؤثر ، وأنك حتماً ستقف بين يدي الله يوماً ما وسيسألك عن هذه الأمانة التي لم تحافظ عليها فأعدّ لسؤال المولى عزّ وجلّ جواباً وانتظر النتيجة .
صوتك أمانة قد تفرّط فيه من أجل مبلغ زهيد من المال - وأقول زهيداً لأنه مهما بلغ فإنه لن يساوي قيمتم صوتك الفعلية بالتأكيد - أو من أجل خدمة أسداها لك هذا المرشّح وأوهمتك عاداتك وتقاليدك البالية أنه ملك صوتك حتى يرث الله الأرض ومن عليها بهذه الخدمة التي لم يسدها لك من جيبه الخاص عادة بل من أموال البلد ، أو من أجل "حبة" خشم أمام الجماعة ، أو بسبب كلمة "تكفى" التي اعتاد سمعك عليها منذ الصغر بأنها تهزّ الرجاجيل ، أو من أجل صلة قرابة ودم ، فهذا كله شئت أم أبيت بيع لصوتك ، فالبيع لا يشترط أن يكون بمقابل مادي كما يتوهم الكثيرون .
"صوتك أمانة" فأعطه لمن يستحقه لله تعالى ، وامنعه عن من لا يستحقه لله تعالى ، رضي من رضي وسخط من سخط ، واعلم بأن من أرضى الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس ، ومن أرضى الله بسخط الناس رضي الله عنه وأرضى عليه الناس .
لاشك - عندي - بأن من أعطى صوته لمن لا يستحقه فقد خان الأمانة وباع صوته بثمن بخس ، ولكن لا شك - عندي أيضاً - بأن من امتنع عن التصويت وهو يرى من يستحق أن يصوّت له بأنه باع الكويت بأكملها لزمرة قد تجرّ البلد نحو الهاوية .
قبل الختام : في ظل الأخبار المتواترة عن ارتفاع قيمة "الصوت" هناك أناس يعيشون بينكم يحمدون الله عزّ وجل أن جعلهم في عرفكم الانتخابي "خرساً" ... إنهم البدون .
[/align]