المرأة لا يـُمكن ان تـُحب من لا يعرف الحب ، حتى لو أَعجب عقلها .. و انا افصل بين الحب العقلي والحب القلبي ..

نعم لكل امراة مقاييس لشريك حياتها ، وقد يظهر لها انها تحبه بناء على هذه المقاييس ، لكن اذا وجدته لم يحبها ، عرفت انه لا يعرف الحب .. ولا يمكن ان تحب المراة رجلا لا يعرف الحب ، مهما تكاملت شروطه الخارجية ..

اذن المرأة تبحث عمن يحبها كي يـُحبه قلبها ، لان الانوثة في حقيقتها سالبة ، والرجولة موجبة ، اذن ، ومن ناحية الشعور ، فالرجل هو الذي يحب اولا ، ونحن هنا نتكلم في "الشعور" ، لا نتكلم في الواقع الخارجي . اما في الواقع ، فقد تقول المراة للرجل وهو خالي الذهن : أنني احبك ، و كأنها تقول : أنا اعرض عليك الحب كي تحبني ، حتى احبك ؛ بدليل انها تنسحب من هذا الرجل وتكرهه اذا لم تجد عنده حبا .. مما يعني انها لم تحبه ، بل عرضت عليه الحب حتى تحبه ..

و هذا ما يفسر ظاهرة واضحة ، وهي ان نجد رجلا واحدا تحبه الكثيرات ، و كل واحدة منهن تعرف ان اي امرأة تعرفه سوف تحبه ايضا .. وهذا ما فعلته زليخا مع نسوة المدينة عندما لـُمنها لأنها احبت عبدا من عبيدها ، و هي زوجة امون في اعتقادهم اله المعبد ومن سلالة ملكية ، كما انها زوجة بوليفار ، عزيز مصر .. فدعتهن لانها تعرف ان جميعهن سوف يحببن هذا الملك الكريم ، بدليل تقطيعهن ايديهن ..

وهذا في رايي ليس بسبب جمال يوسف بقدر ما هو بسبب فضائل يوسف ، لان الحادثة صارت بعد ان شاع في البلد قصة استعصامه عن الفاحشة و سيرته و شخصيته المتميزة عن بقية الناس .. ولا شك انه لم يكن قبيح الشكل ، لكن لو كان عنده نصف الجمال الذي على الارض كما يقال لعرفه اخوته على الاقل .. لان هذا تميز واضح ..

الحب قائم على الفضائل وليس على الاشكال .. الاشكال والظروف من جمال ومال و عمر الخ ، هذه ظروف مناسبة يقترحها العقل ، لكن للقلب احكامه الخاصة ، مثلما يقترح لك الفيسبوك اصدقاء ، ليس شرطا ان يكونوا مناسبين لك .. و كثيرا ما حصل الحب بين اثنين لم يتوقعا ان يـُحبا بعض ابدا .. وكثيرا لم يقع الحب الحقيقي بين طرفين مناسبين لبعض 100% بالنسبة للمواصفات الخارجية ..

اذن العقل ليس هو قاضي محكمة الحب .. بل القلب ، و القلب اعمى عن الواقع ، و لهذا قالوا ان الحب اعمى ..هو اعمى ، لكنه يحس ، والعقل مبصر لكنه لا يحس ..

وأقصد بكلام الحب في الموضوع السابق (متفرقات حول المرأة) اقصد كلام الحب المتكلف .. اقصد ان التلقائية و البساطة هي الجمال الذي ينبت الحب الحقيقي ..

كثير من النساء تربط الحب بطقوس ومراسم ، و اذا لم تتوفر اعتقدت انه لا يوجد حب .. و هذا يشبه ربط الدين بمظاهر الدين .. انا لا اقول لا يجب ان يتكلمان في الحب ، بلى و لكن بتلقائية وبدون ضغوط ، مثله مثل الاحترام .. فمن يطالبك بالقيام له و تقبيل راسه ويديه لاظهار الاحترام ، لا يجعلك تحترمه في داخلك ..

ما اجمل السلوك المرتبط بالمشاعر الحقيقية دون تكلف و رسميات .. لان الحب والاحترام لا ياتي في اجواء تسلطية .. فتحية الجندي للضابط لا تعني حبا حقيقا او احتراما حقيقيا بشكل دائم ..



منقول من مدونة الورّاق