معلقة ربيع العرب
قلمي نذرته سيفا بتارا في ساحات الشعر والأدب
يبغي كل فاسد في أرجائها على الإفساد والفساد دأب
ينشر للفضيلة المثلى وما اشتهر به النشامى العرب
من كرم ونخوة و إيباء فهم الأعمام والأخوال والنسب
نسب سما على باقي الأنساب شهامة فالمجد لهم لقب
النخوة لهم وسمو النفس لغيرهم ما كان و لا انتسب
فمنذ أن عطر ثراهم سيد من على الأرض حبا ووثب
شع نور هديه ساطعا وانطلقوا ينشرونه انطلاقة الشهب
فخضع إيوان كسرى والجزية دفعت الروم قبل الطلب
ولولا علمهم ما تحرك الجامد ولا عليه ركب من ركب
سادوا الدنيا متعففين وملكوها بالعدل لعقود و حقب
وحين ركنوا خاملين وتبعوا مفاتنها الدهر عليهم انقلب
تنافسوا على طموحات فانية فمزقوا الوطن إربا إرب
فاسُتخف بهم وطمع الطامع وفرق فساد وخيراتهم سلب
وعاث فيها يسن القوانين وفق هواه ووفق ما شاء ورغب
فأمسى الزكي مستباح الدم و على الشبهة لعدالته يجلب
ملك الأجواء يدمر متى شاء ومن شاء من الأعالي ضرب
فقد تعامت أخلاقه فبررت الباطل الحق للغالب لأنه غلب
وفي قلب الوطن المستعمر لزمرة النتن خيمة العفن نصب
وعد وعده المشؤوم بوطن فملكه ملكا مسلوبا مغتصب
تناسل فيه واستوطن وشداد الآفاق من آفاقهم جلب
حلم أرض الميعاد حلم زائف ما صدق بل ادعى وكذب
انسل الغادر في غفلة اغتصب واشتكى بعد أن ضرب
وراح من زرعه يروج للبهتان يعتبر المسلوب هو من سلب
يؤازره في المحافل علنا ويلبي له ما أراد وما طلب
مهلا ستفرغ له وحدة صفنا لتعيد ما سلب وما اغتصب
وها قد فاح نسيم ربيع العزة و قلوب الفاسدين أرعب
ومن رباط عقبة انبعث فدعر أول الفاسدين فهرب
ثم لحق به من اعتبر رضى النتن عليه المنى و الأرب
متوددا له محاصرا إخوته ملبيا له المبتغى و الطلب
وأبو خيمة عاث فيها أينما حل وارتحل خيمته نصب
فقيه يفتي ومنظر ينظر له رأي و آراء خبيث الغضب
تاج وصولجان ونياشين كأنه خاض الحروب وما انغلب
وصاحب الحصانة نهب عقودا وانصرف غانما ما نهب
والممانع جن جنونه حين اعتبر الوطن هبة والد له وهب
الصامد المتصدي أسد على شعبه ومع النتن جم الأدب
قتل وتشريد واعتقال فالشيطان لأفعاله الشنيعة انتدب
له و لمن والاه الخزي والعار به لاحق عبر كل الحقب
ما علم التاريخ سفاحا اشمأز منه إبليس وعليه غضب
أولائك مفسدون إن ذكرهم الذاكر لا لوم عليه ولا عتب
ممانع خانع ومتفرعن خاذل والمتسلط والطالح ومن هرب
فالحيطة الحيطة فلازال يكمن بين الصفوف من كان لهم ذنب
ضاعت نعمة رفل فيها عقودا فانبرى للفتنة لا يعجبه عجب
لاغرو فما استقام اعوجاج إلا على سندان ملتهبا انضرب
تلكم أحداث سجلتها العدسات و دونها القلم بتقصير واقتضب
أهديت لإخوة في الضاد مجزلة لا أجر من ورائها مرتقب
فكل جهد بذل أو زمن صرف مأجور بما أكنه لهم من حب
قفيت بباء ساكنة على نمط لم يعهده من قفى قوافي الأدب
لقبت بتواضع وتصاغر وعلى غير ادعاء بمعلقة ربيع العرب
وختمت بالصلاة والتسليم على من حبه عقول محبيه سلب

سنان المصطفى / سلا
م-المغربية