((ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الارض ولكن الله ذو فضل على العالمين))البقرة آية 251

((ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا ولينصرن الله من ينصره ان الله لقوي عزيز)) الحج آية 40

صدق الله العظيم

في هاتين الآيتين الكريمتين يبين الحق سبحانه وتعالى أحد سننه الجارية بين الناس ويظهر ارتباطها به سبحانه فهو من يضع في قلب هذا قوة الإنحياز للحق مهما تكلف من مشقة وعناء ، ويضع في قلب هذا الإستهانة بالمال في سبيل مدافعة الشر ، ويضع في قلب هذا محبة الخير للناس والرحمة بهم فيصبر على تجهمهم وعداوتهم في سبيل دعوتهم للهدى وهكذا في جميع أمور الحياة ..

والمدافعة تكون حتى من غير المسلمين لأن الفطر السليمة مجبولة على حب العدالة ونبذ الظلم فتجد مثل جورج غلاوي (غير المسلم وإن شاء الله يسلم) يبذل الجهد ويتحمل المشاق في سبيل دفع ظلم وتحقيق عدالة ..

وقضية فلسطين من القضايا العجيبة فرغم قوة اسرائيل المطلقة وامكاناتها الغير محدودة وتبنيها من قبل القوى العالمية المهيمنة على العالم مقابل ضعف القوة العسكرية وقلة الإمكانيات المادية للفلسطينيين وتخلي محيطهم المسلم عنهم الا جهود فردية متقطعة لا تكاد تذكر الا أنها بقيت صامدة متوهجة لم تمت ولم تخفت..

فما زالت القضية الفلسطينية ملئ سمع وبصر العالم !!<<وما ذلك الا بمدافعة أهلها وصبرهم الذي حرك غيرهم ليشاركهم المدافعة ولو بطرق أخرى ..

فلو رضي الفلسطينيين بما يملى عليهم واستسلموا للمشاريع المروج لها حتى من بين المحسوبين على العلم الديني من المسلمين بحجة عدم القدرة واختلاف ميزان القوى وغيره من الحجج التي ظاهرها الرحمة وباطنها الإنسلاخ التدريجي من الإسلام ولا ندري كيف سيكون الحال في فلسطين لو قدر الله النجاح لتلك المشاريع التي تبتدئ اقتصادياً بالكازيونات والسياحة الجنسية ، وفكرياً بتشويه عقائد الإسلام من جهاد الى أحوال المرأة الى أحكام الحدود ، وثقافياً بنشر ثقافة الإستهلاك والتحلل وتضخيم حقوق الفرد على حساب العائلة والمجتمع الى آخر القيم الفاسدة التي قاربت الى سلخ الإنسانية وليس الدين فقط من الشعوب التي أبتليت فيها..

وما قام به المنظمون والمشاركون في قافلة الحرية هو من المدافعة التي أجراها الله بين الناس لألا تفسد الدنيا ويضيع الدين ، وقد تحقق فيها وسيتحقق بإذن الله الكثير ، وهي ليست آخر المطاف بل هي ضمن سلسلة متصلة حجر الزاوية فيها مواقف المجاهدين في فلسطين وعلى رأسهم الأسد الهصور والقائد المنصور هنية وأخوته قادة الفصائل المقاومة والمدافعة كالشيخ رائد صلاح وغيره ممن لا أستطيع احصاء أسماءهم لكثرتهم ولله الحمد ..

اللهم أنصر من نصر الدين
اللهم أرنا ما يفرح قلوبنا في فلسطين
اللهم ان حبستنا عن الجهاد فلا تجعلنا من المخذلين
اللهم يارب البلاد ومالك رقاب العباد حبب الينا جميع المسلمين
آمين آمين آمين