السلام عليكم

تفاعلت قضية مقتل الجندي المصري عند معبر رفح وتوالت المزايدات عليها من مجاميع النظام المصري والإتكاء عليها بوجه السخط الشعبي الداخلي والخارجي على النظام بسبب موقفه من حصار غزة وتعزيزة لذلك الحصار بما اطلق عليه (جدار الموت) وهو سور فولاذي تحت الأرض وممتد الى البحر في محاولة من اسرائل وحلفاءها لتركيع المحاصرين في غزة وحملهم على الاستسلام ..

بدأت المزايدات باتهام الفلسطينيين "المحتجين على منع دخول قافلة اغاثة شريان الحياة والتي يقودها عرب وأجانب من المتضامنين مع مأساة الفلسطينيين على رأسهم النائب البريطاني المستقل غلاوي" بقتل ذلك الجندي الذي كان يطلق هو وزملاءه النار على المحتجين ، وقد نقل عن الأطباء المسعفين له أن اصابات الجندي تبدو من الخلف ما يعني أنها بسبب زملاءه المرتبكين والمتوترين من وقوفهم ضد تلك الجماهير رغم أن أكثرهم (الجنود) متضامنين معها قلبياً ولكنها الأوامر العسكرية..

وزير الخارجية ابو الغيط صرح بأنه يعرف القتلة بأسمائهم ! <<هذا ابو الغيط مهو حي الله

نواب الحزب الحاكم أصدروا بيان يندد بحماس ويطالب بمحاكمة قادتها وأنهم هم الموعزين لقتل ذلك الجندي!

محامين قدموا بلاغات للنائب العام لمحاكمة أي مسئول من المقاومة الاسلامية يدخل مصر!

عادل أمام وشلة من فنانين الردح دخلوا على الخط ومنذ اليوم الأول متباكين على ذلك الجندي ومهيجينين أنصارهم ومحبيهم ضد المجرمين القتلة أهل غزة قتلة الجندي شعبان!<<طبعاً عادل امام وشلته لم يسئلوا عن الجنود الذي قتلوهم الاسرائيليين لأن هذي سياسة ومالهمش بالسياسة !!

ويتفاعل الموقف ويكثر الهياج والصخب وتتردد شعارات دم المصريين غالي ولا يمكن أن يذهب هدر ، وياويلكم من غضب المصريين يا بتوع حماس وهلم جرا ......

طبعاً هذا الصخب مدفوع ومحرك من أعلى لتغطية أصوات الشعب المتضامنة مع أهل غزة المحاصرين والساخطة على موقف حكومتهم المتخاذل بل المتآمر ورغم ذلك الصخب فقد قويت الشواهد التي تقول بأن الجندي قتل من قبل زملاءه خطأً أو قصداً ومنها امتناع ابو الغيط عن تسمية من يقول انهم هم القتلة رغم مطالبة حماس له المتكررة بذلك !

أن يقتل قصداً ويقدم قرباناً لمصلحة النظام فلا غرابة فيها من أنظمة شعارها نفسي ومن بعدي الطوفان رغم نشازها كفعل وع هذا فلها شواهد من تاريخنا للأسف واليكم هذه القصة المشابهة:

يقول أحد المندوبين لبريطانيا العظمى في المنطقة كان بيني وبين ذلك الحاكم الذي عملي بمنطقته شبه جفوة وكان أن استقبلنا باخرة البريد بعرض البحر وكان الصيادين الفقراء يتسابقون على استقبال مثل هذه البواخر كذلك لتوصيل البضائع وغيرها من الباخرة للميناء التي لا تقترب منه البواخر الكبيرة يقول ضايقني اقتراب أحد الصيادين فسحبته ورميته بالبحر وكنت أظنه سيسبح ويعود لقاربه ولكن لسوء حظة فأني رميته على جادر القارب فاصدم رأسه بطرفه المعدني فسقط متضرجا بدماءه ولم يخرجه زملاءه الا وهو ميتاً..

يقول تباحثت بالأمر سريعاً مع زملاءي فأشار علي أحدهم بأن الحاكم لا يهتم بموت ذلك الصياد مقابل رضانا عنه فزوره وأخبره بالقصة بنفسك ، يقول فنفذت ما أشار به زميلي ولما أخبره حرسه بقدومي استقبلني فرحاً وكنت منقطع عن زيارته للجفوة السابقة فتصافحنا وأجلسنا بجانبه فقصصت عليه القصة فضحك وقال لو أعلم أن مقتل صياد سيأتي بك لأمرت بأن يعترضك صياد يومياً لتقتله وتشرفني بزيارتك!!

ويا شعب لا تحزن فدماءك لا تذهب هدر بل هي قرابين لرضى الدول العظمى عن نظامك فأي شرفٍ ستناله قطرات دمك تلك!

تحياتي