[align=CENTER][table1="width:95%;background-image:url('http://www.shmmr.net/vb/picture.php?albumid=99&pictureid=1293');border:1px solid deeppink;"][cell="filter:;"][align=center]
من قال إن الكفيف لا يرى ..؟!
طفلة تعمل على تطبيقات الكمبيوتر.. وشاب يؤسس موقعاً إلكترونياً
الدوحة - فتحي إبراهيم بيوض
«نورة» لم تتجاوز ربيعها الخامس بعد، إلا أنها تجاوزت مراحل الطفولة سريعاً، فهي لا تستطيع أن تركض وتلعب وتمرح كبقية أقرانها، فالظلام الحالك التي تعيش فيه منذ الولادة جرَّدها من عبث الطفولة.
فنورة كفيفة، هكذا ولدت، وتابعت حياتها طالبة نجيبةً بمعهد النور للمكفوفين، إلا أنها انتصرت على الضوء واللون واستطاعت التعامل مع الكمبيوتر وتطبيقاته من خلال برنامج ناطق يقرأ كل كلمة تظهر على الشاشة، ومن خلال البرنامج استطاعت التنقل بين تطبيقات الكمبيوتر والكتابة على برنامج «word» من خلال الارتكاز على الحرفين (ت وَ ب) المزودين بندوب وقياس بقية أحرف لوحة المفاتيح عليهما، بالإضافة للتعامل مع عدد من البرامج الأخرى التي يصعب على المبصرين التعامل معها، وهي في تطور مستمر مع زملائها بجهود أساتذتها، والوسائل التعليمية المتطورة المتوفرة بمعهد النور.
قالت لنا نورة: الكمبيوتر جميل، أستطيع أن ألعب به ، وأسمع الأصوات وأكتب ما أريد، وأعرف الحروف.. وكتبت: (شمس – ضوء- بابا- مشمش-......) لتبرهن للعالم أن الإعاقة ليست حاجزاً بل تكون محفزاً.
محو الأمية الالكترونية لدى المكفوفين
تقول الدكتورة حياة نظر حجي مدير معهد النور للمكفوفين: «ليست المشكلة في الإعاقة، بل في التعامل معها، لدينا في المعهد نماذج عديدة لأطفال انتصروا على الإعاقة، واستطاعوا بمساعدة المعهد اقتحام مجالات كانت حكراً على المبصرين، ومنهم الطفلة نورة، والمعهد مهتم جداً بتطوير المجالات التقنية لدى رواده، ونزود كل متخرج منه بجهاز كمبيوتر محمول وبرنامج قارئ لمساعدته على دراسته في مدارس الدمج، بالإضافة لإقامة دورات لمحوا الأمية الإلكترونية لدى المكفوفين، وتعليمهم على التعامل مع الكمبيوتر بغض النظر عن العمر»، وأردفت: «المكفوف قادر على الإبداع لو وفرنا له الأدوات الرئيسية منذ الطفولة، مثل تعليمه على قراءة خط (برايل) وتعليمه المواد العلمية بطريقة صحيحة متخصصة وبوسائل حديثة، ومتابعته بشكل متواصل مع الأهل والبيئة المحيطة.. وبذلك نستطيع بجهود جماعية تحويل ذوي الإعاقة إلى أشخاص منتجين وتأهيلهم للقيام بأعمال مهنية عالية، وكسر حاجز محدودية عمل ذوي الإعاقة البصرية».
مكفوف يؤسس موقعاً إلكترونياً
لم يتوقف طموح حسين نظر حجي، المكفوف، عند التخرج محامياً من جامعة قطر، والعمل في قسم مهم بوزارة العدل، بل زادته الإعاقة تصميماً لدخول عالم الإنترنت والتقنية، ليس كمتلقي بل كمرسل أيضاً.
فمع بداية العام الماضي أسس موقعه الإلكتروني المتخصص بالقانون (منتدى قطريون للأبد)، ليبدأ معه مسيرة تثقيف بالقانون القطري ومقارنته بالقوانين الخارجية، يقول حسين: «لا أجد الإعاقة بأنواعها سبباً ليأس الإنسان وتقاعسه عن طموحه وعمله، ومع أني أعيش في ظلمة حالكة، إلا أني قررت دخول مجال التكنولوجيا بمساعدة بعض البرامج البسيطة، كالقارئ الإلكتروني، وخلال (6) أشهر من العمل المتواصل أسست المنتدى بحلته الأولى، وانطلق في سبتمبر الماضي»، وأكمل: «يضم المنتدى جزئيين رئيسيين: الأول المنتدى العام، ويحوي المواضيع العامة والأخبار العامة والحاسب الآلي وقسم التهاني والترفيه، ويضم الجزء الثاني المتخصص، قسم القانون والمجتمع وقسم الاتفاقيات الدولية وقسم علم النفس بالإضافة لقسم ذوي الإعاقة والتربية الخاصة، وأردف حجي: «أعمل حالياً على تطوير المنتدى؛ لجعله أكثر تخصصاً ومناقشة للقوانين القطرية القريبة من المجتمع مثل قانون المرور وقانون الإيجارات وقانون العمل، وفتح قسم خاص للمعاقين ينشر آخر أخبار فعاليات ذوي الإعاقة والجديد في مجال العلاج، بالإضافة لإبداعهم وإنجازاتهم، وخلال فترة قصيرة سينطلق المنتدى بحلته الجديدة، حيث إنه لا يستقبل المشاركات حالياً بسبب التطوير...، وأنهى حديثه بالقول:
إذا توافرت الإرادةوالعزيمة والإيمان بالله فالمعاق قادر على كسر كل الحواجز والوصول إلى أهدافه».
[/align][/cell][/table1][/align]
المفضلات