اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صلفيق
*** بالنسبة لقائل الأبيات ـ فكما أعرف منذ أكثر من عشرين سنة ـ انها لـ الامام الشافعي "رحمه الله بإذنه تعالى".
فلقد قرأت ذلك بأحد دواينه،، ولعلني أبحث عن ذلك ، وأرجع لأقول لك بأي ديوان ورقم الصفحة .
استاذي..
ليس كل شعر الامام الشافعي يكون نابعا مما يعانيه كترجمة لحياته "حاشا لله" ،، ولكن الابيات ترمز للتعفف والكرامة.
فإلى ذلك الحين ننتظر..
بالنسبة لسؤالك..
أيعقل أنه سرّحَ أمرها وطلّقها فقط لأنه سمع من يمدح جمالها ويتمناها !؟
لا أعتقد ان انسان سوي يقوم بمثل هذا ، طالما ان الأمر لم يتعدى المديح فقط ،، ولو ان الأمر تعدى المديح
للتجريح ـ لكان الأولى ان يقتص من هؤلاء اذا ثبتت براءتها.
وماذا نسمي ذلك .. جاهلية أم عزة نفس أم رجولة أم هي الغيرة
التي أفقدت له صوابه.. ولم تهدأ نفسه إلا بعد طلاقها.. ؟
حينما يصل الحب الى درجة الافراط >> يتحول الى غيرة . ومثم تتحوّل الغيرة الى شك !! وهنا يتبادر الى
الذهن التصديق بكل شك يدور ، ثم تتحوّل الحالة النفسية الى مستوى الوهم.
لذلك نسميها [شك متقدم لدرجة الوهم]
وحتى بعد طلاقه ــ لن يهدأ له بال..!
اعذرني أخي العزيز على استرسالي
كل تحاياي،،،
أهلاً بك أخي العزيز.. وسعيد جداً بتواجدك
في البداية أخي لا تعتذر عن استرسالكَ فهو من حقك
حتى لو كان يختلف معي في كل كلمة قد قلتها..
ثانياً لم يكن هناك تأكيد مني على عدم أنتسابها للشافعي
لأنني لا أعرف صاحبها الحقيقي حتى يكون من حقي التأكيد على
عدم أنتسابها له.
ثالثاً عزيزي كل الذي قلته مجرد استنتاجات أدرجتها من خلال رؤيتي لتلك
القصص التي جاءت تحت تلك الأبيات.. ولأسلوب الشافعي المعروف
في ورود الحكم والامثال والنصح جعلني أستبعد أي علاقة بينه وبين
تلك الأبيات.
وتلك القصص التي جاءت مناسبة للابيات يرددها الكثير ويذكر بعدها
هذه الأبيات وعلى أنها قصص واقعية وليست من نسج الخيال..
ثم بعد هذا يختم حديثه بأنها للأمام الشافعي.. مع أنه ذكر قبل هذا
أن غلام الملك قال في قصيدته.. أو ذلك الزوج قال في قصيدته..
فالمنطق يجبرني أن أرفض ذلك ولا يدعني أن أقبل هذا.. وليس معنى
أنني في رفضي أني أنزّه وأرفع الشافعي من أن يقول مثل تلك الكلمات..
وأعلم أن ليس كل قول يقوله الشافعي في ديوانه تجسيد لحياته اليومية
وأنه عاش فيها.. فالعمر يا عزيزي لا يكفي لعيش الإنسان كل تلك التجارب
والشافعي قد ذكر الكثير من التجارب والحكم والأمثال وهذا يعطيني دليل
على أن الشافعي على أطلاع على زمانه والزمان الذي قبله.. ولا يعطيني
دليلاً على أنه عاش كل تلك التجارب وأنه أحد أبطالها.. وأكثر الناس
على علم بهذا أكثر مني..
وقد قلت ربما لكثرة دروس الشافعي جاء من بينها هذه الحكاية وقالها
على لسان أحدهم لتكون شاهداً لإحدى دروسه.. ولعدم تأكيد صحتها
في أنتسابها أنسبوها إلى الشافعي..
وقد كنت فيما مضى في إحدى النوادي الأدبية وكان من بينهم أديب لا
أذكر أسمه وقد ذكر هذه القصة وأذكر أنه قد قال أنه أحد الجاهلية.. فلم أسأله
وقتها حتى اتأكد لأنني سمعتها قبله وبأنها لأحد الجاهلية.
ولكن مادمت قلت أنها للشافعي ولديك تأكيد جازم بحكم أطلاعك على ديوانه
فأني أكون لك من الشاكرين ان زودتني بمكان وجودها وبرقم صفحتها
والتي تقول قد قال الشافعي لقصيده له.. (الأبيات المقصوده)
بل أنني أعتبرها فائدة عظيمه أضيفها إلى معلوماتي..
أما عن ردك في التساؤل الأول..
فحقاً تصرّفه تصرّف جاهلي أعمى لا يملك عقلاً ناذجاً
ولكن ماذا نفعل مع تعدد الأنفس وأختلافها مع بعضها..
فكل نفسِ ترى ما تراه في عقلها وتدرك ما تدركه في جوارحها..
ومع أختلافها وتنوعها فلا يمكننا أن نستبعد أي حدث قد يحدث منها
سواء حدث فضيل أو حدث رذيل.. وكما ذكرت كان الأحرى به أن يستمع
لؤلئك الرجال ويعرف منهم أكثر.. ولكنه مثله مثل غيره من البشر
يخطئ وقد يغيب عليه التصرّف السليم ويفتقد للحكمة..
وقد يكون لا يحبها ذلك الحب بذلك العمق الذي يرفض أن يجرحها أو يقبل عليها شيئاً
ويكون مثله مثل باقي حب بعض البشر الذي يتهاوى ويقبل السقوط في أي لحظة تمر عليه
لأنه حب للجسد وجماله لا أكثر.
أما عن الثاني..
فمنطق الافراط في الحب كما تفضلت في ردك.. فأني في أعتقادي
أعتقد أن الحب الحقيقي الصادق لا يقبل مبدأ ما يسمى بالأفراط
لأنه نوع من الهلوسة الخارجة عن إرادة عقل الإنسان.. فهو يفقده
الكثير من الوضوح والنضوج ويتحول إلى غير المبادئ التي يجب أن
يكون عليها.. فبداية الافراط هو بداية النهاية لكل حب ناضج قوي
لا يقبل أن تتسرّب رياح الشك إلى عالمه.. لأن الثقة عندي هي أسم
آخر للحب.. ومن باب هذه الرؤية فأني أرفض كل أفراط بشئ يسمح بعده
ضعف تلك العلاقة بعد قوتها وصلابتها.. لأن الحب في قوته وصدقه هو
استمرار العلاقة ومقاومة كل ما يعصف بها.. وليس هو افراط
يتسلل منه الشك فيهدم كل يوم ما بناه ذلك الحب الطاهر الصادق..
فأعلم أن الحب ليس له ضمان يضمن استمرار عيشه وأن كل البشر
قد تتحول إلى شئ آخر غير ما كانوا عليه.. ولكني لثقتي في الحب
الصادق الطاهر الحقيقي أنه قادر أن يطهّر كل إنسان ويجعله يرى كل شئ
على حقيقته ويجعل النور في نفسه ليصل إلى أعظم الدرجات في الحب
حينها يكون المرء كله عيوناً لا ترى عيوباً في ذلك الحبيب..
وهذه هي ميزة الحب أن لا ترى عيباً فيمن أحبتته.. فأنتّ كل يوم
تصف حبيبك بقمة الجمال وبأنه أجمل من القمر وتصفه بالنجوم
وبالكواكب.. ثم تعود وترى به عيباً وفوق ذلك تذكر له عيبه..
فكيف يكون ذلك !!؟ فلا شك ليس هناك إنسان كامل إلا وبه عيب
ولكن لحبك لحبيبك أوصلك أن تجعله كاملاً وأن رأيت به عيباً يدل
على كذبك ونفاقك وأتباع شهوتك ورغبتك دون الحب الحقيقي..
وإلا كيف يصل وصفك بكل ذلك العمق بالوصف له..!!؟
إلا أن كنت أحد أمرين : صادق وقد عشت ذلك أو كاذب حتى تصل إلى غايتك..
وفوق ذلك تسمح للشك أن يدخل بينك وبينه.. ولكنني أعتقد أنه نادراً جداً
من يصل لعظمة وصدق ذلك الحب.. أما الباقي يدخل به نجاح علاقة
أو احتياج شديد أو رغبة ملحة لنقص في النفس.. لأنني أرى أن الحب
في تواجده هو سد النقص في النفس عن طريق الروح فهو خير طبيب قد يعالجنا..
وهذا رأيي خاص فيه
هنا أعذرني أخي للإطالة وأني سعيد بتواجدك ويشرفني حضورك.
فشكراً لك