اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صلفيق
ولاننا مانشوف أثر الكسر ...فلا نتفاعل مع هذا الألم مثلما نتفاعل مع الكسر الحقيقي..
مع ان الألم موجود والجرح ينزف والقلب يئن والنفسية محطمة...
موضوع إنساني قيّم وأحداثه كل يوم تحدث هنا وهناك وفي كل مكان..
فأشكر عقلك الرائع على أختياره وأشكر مشاعرك النبيلة على إحساسها..
ولعدم التفاعل الإجابي لكسور تلك المشاعر وتحطيم الأنفس منها هو
أمراً أمرّ مراره على صاحب تلك الجروح قبل مرارة جراحه التي يعاني منها
لأنه يعيش ألمه وحده ومن حوله لا يبالي بما يشعر به خصوصاً إن كان
أقرب أقربائه أو أصدق أصدقائه أو أيَّ إنساناً آخر لديه تلك الإنسانية
ولا يشعر بما يشعر به أو لا يراعي حالته في وقتها..
فكما أسلفتَ سابقاً أن الكسور لا ترى ولكنها شعور يشعر به صاحبها
وقد نلمس بعضها في تغيّر حياته أو تغيّر تصرفاته وسلوكه..
فأثر تلك الجروح أبقى الأثار عند أصحابها.. ولأن طبيعة البشر المكتسبة
من الحياة أن لا يشعروا إلا بما تمرّ به مشاعرهم وتخالجه أنفسهم وتعيشه
تجاربهم أصبحوا وكأنهم لا يهتمون بما تمر أو تشعر به مشاعر غيرهم.
وأني أجد أن الإنسان لن يفهم المعانات الحقيقية أبداً دامه يتسبب بها
أو لا يشعر بمعانات غيره ولا يبالي.. وهذه حقيقة واقع وأن الأنانية الغير
مباشرة التي تفرضها مشاغل الحياة أو تفرضها تصرفات البعض على البعض
في أمور الحياة قد غطت على جميع جوانب الإنسان وكأن لا تهمه في
الحياة شيئاً غير نفسه.. ونسي أن الحياة مشاركة في كل شئ وأنها على
أقتناع وأختيار لأن هذه هي الطبيعة الحقيقية التي يجب أن يسير عليها
الإنسان والتي يريد منّا ديننا أن نكون عليها.. ولكن أكثر الناس أعطوا
مساحة كبيرة من أنفسهم لتلك الأنانية في المشاعر والإحساس والتفكير
وحتى في تعاملاتهم وكأنهم مجبورين على ذلك.. والسبب أن رؤيتهم
للأمور قد تغيرت وحلّتْ محلّها رؤية أخرى غير الرؤية التي تثبت
أن الإنسان مازال إنساناً..
ولأنهم لا يؤمنون إلا بالواقع الذي أمامهم والذي يرونه بأعينهم أصبحوا
لا يهتمون بما هو وراء الأشياء وبما يشعر به المرء في داخله..
فأصبحوا لكي يتفاعلوا أو يشعروا بمعانات غيرهم يجب أولاً أن يمروا
بها أو يكون لهم نصيباً فيها.. وفوق ذلك مازال هناك بشراً تشعر
بوجودهم أن الحياة مازالت تحمل بذور الخير والحب والوفاء الإنساني.
فكسور الساق مفعول به وعلامة نصبه كسره أو دمه لأنه بنظر البعض
واقع حقيقي تراه أعينهم.. وكسور النفس مفعول به وعلامة نصبه
الأثار المقدرة على البقاء والتي أعتقد أنه لا يعيشها ولا يعني أمرها
أمر أحد إلا صاحبها.. وهذا هو الواقع القاسي المر الذي تسير عليه
هذه الإنسانية في عصرنا هذا.. ونسأل الله العزيز الحكيم أن يمنحنا
قوة الإحساس والشعور بغيرنا لتكون حياتنا تملؤها الرحمة والعطف
على الغير ومراعات مشاعره وإحساسه ونكون أكثر إنسانية.
دكتورنا العزيز أعلم أني لم أختصر ولكن مثل هذه المواضيع تحتاج
إلى الكثير من الكتابة والتنوية لأهميتها وأتمنى أني كتبت تحتها لو
سطراً وأحداً مما كتبته أنتفع به بأجر أو ينتفع به غيري..
أشكرك بكل ما تكتبه الحروف.