المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خطبة عيد الفطر المبارك للعام 1437 هـ



الشيخ/عبدالله الواكد
04-07-2016, 08:26
خطبة عيد الفطر المبارك

للعام 1437 هـ

كتبها / عبدالله بن فهد الواكد

إمام وخطيب جامع الواكد بحائل


الخطبة الأولى
الحمدُ للهِ، واللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، لا إلهَ إلا الله، واللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ، وللهِ الحمد.
الحمدُ للهِ ما صامَ صائمٌ وأفطرَ، وما ذكرَ ذاكرٌ واستغفرَ، وما سبَّحَ مسبحٌ وكبّرَ، وأشْهَدُ أن لا إلهَ إلا اللهَ وحدَه لا شريكَ له، وأشهَدُ أن نبيَّنا محمداً عبدُهُ ورسولُه، صلى اللهُ عليهِ وسلمَ وعلى آلهِ وصحابتهِ أجمعين.
أمّا بعدُ: أيُّها المسلمون، فاتقوا اللهَ تعالى واشكروهُ على تمامِ الفضلِ والإحسانِ، وعلى إتمامِ الصيامِ والقيامِ، وسَلُوا اللهَ أنْ يتقبلَ منكُم، وأنْ يغفرَ لكُم ما بدرَ من تقصيرٍ وآثامٍ.
أيها المسلمونَ : يومُكُم هذا يومُ عيدٍ للمسلمينَ ، ليسَ لأهلِ الإسلامِ سوى عيدينِ : عيدُ الفطرِ، وعيدُ الأضحى ، فما أعظمَهُما مِنْ عيدينِ يأتيانِ بعدَ رُكنينِ عظيمينِ مِنْ أركانِ الإسلامِ
الله أكبر، الله أكبر لا إلهَ إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد
أيها المسلمونَ: أرى الوجوهَ مُشربةً بالفرحةِ ، وأرى الأبدانَ مكتسيةً بالسعادةِ ، وحُقَّ لكُم أيُّها المسلمونَ أنْ تفرحوا ، فأنتمْ على طريقِ الحقِّ والصوابِ ، وأنتمْ في سبيلِ الخيرِ والثوابِ ، أنتُم على آثارِالسُّنةِ ، سُنةِ محمدِ بنِ عبدِ اللهِ ، خطواتُكُم على خُطُواتِه ، واجتهادُكم في رمضانَ تعقُّباً لعباداتِه ، واقتفاءً لسُنَّتِهِ وأثرِهِ ، فأبشروا وأمِّلوا ، فإنَّ الجنةَ حقٌّ والنارَ حقٌّ ، وما صُمتمْ وقُمتم إلا رجاءَ جنَّتِهِ ، واتقاءَ نارِهِ ، ما سهرتُمْ لياليَ رمضانَ ، ولياليَ العشرِ الأواخرِ رُكَّعاً سُجَّداً ، إلا لعظيمِ إيمانِكم بما عندَ اللهِ ، مِنَ عظيمِ الأجرِ ، وجزيلِ الثوابِ ، فأبشروا بمغفرةِ الذنوبِ قالَ عليهِ الصلاةُ والسلامُ ( مَنْ صامَ رمضانَ إيماناً واحتساباً غُفِرَ لهُ ما تقدَّمَ من ذنبهِ ) وقالَ عليهِ الصلاةُ والسلامُ ( من قامَ رمضانَ إيماناً واحتساباً غُفِرَ لهُ ما تقدَّمَ مِن ذنبِهِ ) وقالَ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ ( من قامَ ليلةَ القدرِ إيماناً واحتساباً غُفِرَ لهُ ما تقدَّمَ من ذنبِهِ ) أيُّ فضلٍ هذا ، عفوٌ شاملٌ ، وغفرانٌ كاملٌ ، ربُّكمْ سبحانَهُ وتعالى غفورٌ رحيمٌ ، كتبَ على نفسِهِ الرحمةَ ، أرحمُ بكُمْ منَ الأُمِّ بولَدِها ، هنيئاً لكم يامَنْ صُمتمْ وقُمتمْ ، واجتهدتُم فيما سلفَ من الأيامِ ، هنيئاً لكم عظيمَ الأجرِ ومحوَ الآثامِ ،
الله أكبر، الله أكبر لا إلهَ إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد
أيها المسلمونَ : إني أرى ثياباً بيضاءَ ناصعةً ، تكسُوا أجسادَكم ، جَعلَها اللهُ لباسَ صحةٍ وعافيةٍ ، إنَّ هذهِ الثيابَ التي تلبسُونَها ، إنَّما هيَ تَيَمُّناً بلباسِ الورعِ والتقوى ، فاجعلُوا مِنْ بياضِهاَ ، صفحاتٍ بيضاءَ جديدةٍ مع أنفُسِكم ، إرضاءً لربِّكُم ، واقتداءً بنبيِّكُم ، لقد طرحتُم ما تَلَدَ مِنْ ثيابِكُم ، وما رَثَّ من لباسِكُم ، طرحتُموها مع تِلكُمُ الآثامِ والذنوبِ ، التي نرجوا أنَّ اللهَ كفَّرَها عنكُم ، ، ومحَاها عن سِجلاتِكُم ، وإني لأشُمُّ رائحةَ الطيبِ تَعبِقُ بالمُصلَّى ، أظفتُم إلى طيبِ مصلاكُم طيباً ، هذه الأطيابُ والروائحُ العبقةُ ، إنما هي تَيَمُّناً بروائحِ أرواحِكم وأنفُسِكم ، التي تبدلتْ بعدَ رمضانَ بالإيمانِ والتقوى ، والمودةِ والرضى ، زَكَتْ أنفسُكم ، وطابتْ سرائِرُكم ، هذا هو المقصودُ من الصيامِ ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ) هذه الفرحةُ وهذه الألفةُ وهذه المودةُ وهذه الرحمةُ بينكم أيها المسلمونَ ، على اختلافِ بُلدانِكم وأوطانِكم ، فأنتم إخوةٌ ( إنَّما المؤمنونَ إخوةٌ )، جمَعَتْكُم عُرى هذا الدينِ ، وخَصَفَ شَعْثَكُم سيدُ المرسلين ، بسنتِهِ الطاهرةِ ، وآثارهِ الظاهرةِ ، هذا الهديُ الرحيمُ ، وهذا اللطفُ الكريمُ ، هو المنشودُ من شهرِ صيامِكم .
شهرُ الصيامِ شهرُ صيانةٍ للجوارحِ وتطهيرٍ للسرائرِ ، وتزكيةٍ للأنفسِ
الله أكبر، الله أكبر لا إلهَ إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد
أيها المسلمونَ : هذهِ الصلاةُ هي عمودُ الدينِ وعمادُهُ (إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ) فُرضَتْ في السماءِ وهي أولُ ما يُحاسَبُ عليهِ العبدُ يومَ القيامةِ فإنْ صلحتْ صلحَ سائرُ العملِ وإن فسدتْ فسدَ سائرُ العملِ ، فصلاحُ العملِ وفسادُهُ مرتَهَنٌ بها ، فلْيكُن هَمُّنا الأولُ الصلاةَ ، ولْتكُن شغْلُنا في هذهِ الدُّنيا ، ولْتكُن بيوتُنا عامرةً بذكرِ اللهِ ، وامتداداً لرضى اللهِ ، فإنَّ المسلمَ حياتُهُ كلُّها للهِ (قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ - لَا شَرِيكَ له)
الله أكبر، الله أكبر لا إلهَ إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد
أيها المسلمونَ : إنَّ التربيةَ في زمانِنا هذا عظُمتْ وثقُلتْ ، إذْ اتسَعَتْ آفاقُ الخَللِ ، وشَسَعَتْ رقعةُ الضياعِ ، ففي ظِلِّ الزخَمِ المأفونِ ، من وحلِ القنواتِ والفضائياتِ والإنترنت ، وما تلاهُماَ مِنْ طأطأةِ الرؤوسِ ، على السُّمِّ المدسوسِ ، والفكرِ المنكوسِ ، ، والوقتِ المحبوسِ ، في وسائلِ التواصلِ والجوالاتِ ، والإنستغرامِ والسناب شات ، أصبحَ أبناؤُنا وبناتُنا ونساؤُنا في خطرٍ عظيمٍ ، إلاَّ مَنْ رَحِمَ اللهُ وحَمَى ، عجَّتْ الدُّنيا بآفاقٍ واسعةٍ من وسائلِ الرؤيةِ والسماعِ ، والحديثِ والإستماعِ ، عظُمَ الحملُ عليكَ أيُّها المربي ، فاجتهدوا أيها المسلمونَ بتحصينِ هؤلاءِ الفلذاتِ ، من البنينَ والبناتِ ، مِن مخاطرِ وسائلِ التواصلِ والقنواتِ ، ففيها مزائغُ ومزالقُ ، ومرائغُ ومفالقُ ، تزيدُ الشبابَ المُفَرِّطَ تفريطاً ، وتزيدُ الشبابَ المُفْرِطَ إفراطاً ، فكُلَّما عظُمتْ الفتنةُ وكثُرتْ أبوابُها ، وجبَ الحذرُ ، ووجبَ أنْ يوكلَ بكلِّ بابٍ من أبوابِها وازعٌ من الدينِ والقيمِ والأخلاقِ ، فدعواتُ الرذيلةِ والشذوذِ ، والعملِ الساقطِ المنبوذِ ، والسفورِ والفجورِ ، عمَّ بلاؤُها ، واستفحلَ داؤُها ، فلاحِظُوا أبناءَكم ، وكونوا عيناً ترقَبُهُم ، بل كونوا أصدقاءً لهُم ، يبُثُّونَ همومَهُم لكُم ، ويشكونَ مشاكِلَهم إليكُمْ ، بدلاً من أنْ يكونوا فرائسَ المتربصينَ ، وصيدَ المغرضينَ ، فحبائلُ الشيطانِ منصوبة ، ونارُ الفتنةِ مشبوبة ، فكونوا على ثغورِ الأمةِ حُرَّاساً يقظينَ ، وحُجَّاباً فطنينَ ، وليسَ أعظمُ بعدَ ثغورِ الأرضِ والوطنِ ، من ثغورِ العقولِ والشهواتِ ، الله أكبر، الله أكبر لا إلهَ إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد
أمةَ الإسلامِ يا أُمَّةَ الإسلامِ : شابَها أمرٌ فلَقَها ، ونابَها دهرٌ خَرَقَهَا ، ولَجَتْ في فتنٍ وحروبٍ ، تشرَّدَ المسلمونَ ، وخافَ الآمنونَ ، وجاعَ المُوسِرونَ ، كلُّ هذهِ الفتنُ هي تمحيصٌ وابتلاءٌ (وَلَوْ يَشَاء اللَّهُ لانتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِن لِّيَبْلُوَ بَعْضَكُم بِبَعْضٍ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَن يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ) هي غمامةٌ عظيمةٌ وستنجلي بإذنِ اللهِ ، كما انجلتْ غماماتٌ قاتمةٌ عن سماءِ الأمةِ ، وسينبلجُ النورُ من حنادسِ الظلماتِ ، وضآضيءِ المُلِمَّاتِ ، فعليكُم دينَكم وصبرَكم وإيمانَكم ولحمتَكم وطاعةَ ولاةِ أمرِكم ، بهذا تقفونَ في وجهِ أعتى العواصفِ ، وتسلَمُونَ من أقسى القَواصفِ ، فمن تمسَّكَ بدينِ اللهِ واعتصمَ كفاهُ اللهُ ووقاهُ (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا)
يومُ العيدِ أيها المسلمونَ : يومُ فرحةٍ وتواصلٍ ، وتراحُمٍ وتكافلٍ ، زوروا أقاربَكم وأرحامَكم ، وادعوا لأمواتِكم ، وادعُوا للمشردينَ من أُمةِ محمدٍ ، ادعُوا اللهَ لأهلِكم في الشامِ والعراقِ وفلسطينَ ، واليمنِ ومصرَ وليبيا والجزائرَ وتونُس ، وسائرَ بلادِ المسلمينَ التي بُليتْ بالإحترابِ والفوضى وانفلاتِ أزِمَّةِ الأمنِ والإستقرارِ والعيشِ الرغيدِ ، أشهروا مظاهرَ الفرحةِ بلا سرفٍ ، والسعادةِ بلا طغيانَ ، فما شُرعَ العيدُ إلا لإظهارِ الفرحةِ والسرورِ ،
الله أكبر، الله أكبر لا إلهَ إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد
أيها المسلمونَ : كونوا أهلاً لحملِ رسالةِ محمدٍ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ ، فمن أرادَ حملَ لواءِ الدينِ ، والدعوةِ إلى الإسلامِ فلْيكُن محمدٌ عليه الصلاةُ والسلامُ قدوتَهُ ، يسيرُ على خُطاه ، فما كانَ صلى اللهُ عليه وسلمَ ، مفجِّراً ولا قاتلاً ولا خائناً ولا ناقضاً للعهدٍ ولا فضّاً ولا غليظاً ولا متجهماً ولا قاسيَ القلبِ ولا يقتلُ المسلمينَ في المساجدِ ولا في الطرقاتِ ، إنما تجاوزَ حتى عن المنافقينَ حتى لا يُقالَ أنَّ محمداً يقتلُ أصحابَه ، كانَ رحيماً شفيقاً على أُمتِهِ ، عندما فتحَ مكةَ قالَ لأهلِهاَ الذينَ آذَوْهُ ، وحاصَرُوهُ في الشِّعبِ ونابذُوهُ ، وأخرجوهُ وقاتلوهُ ، قالَ لهُم : إذهَبُوا فأنتُمُ الطلقاءُ (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ) دينُ الإسلامِ بريءٌ ممن أرادَ أنْ يشوهَ وجهَ الإسلامِ الطاهرِ ، الإسلامُ بحرٌ لا تكدِّرُهُ الدلاءُ ، وحقٌّ لا تبدِّلُه الأهواءُ ، دينُ الإسلامِ ليسَ أرفقُ منهُ ولا أرحمُ منهُ ، آفاقٌ شاسعةُ الأطرافِ ، من الرحمةِ والإلتفافِ ، حتى بالبهائمَ ، إمرأةٌ دخلتِ النارَ في هِرَّةٍ حبستهْا لا هي أطعمتْها ولا هي تركتْها تأكلُ من خشاشِ الأرضِ ، وامرأةٌ بغيُّ زانيةٌ غفرَ اللهُ لها لمَّا سقتْ كلباً يلهثُ عطشاً ، دينُ الإسلامِ أمرَناَ بدعوةِ الكافرينَ إلى الإسلامِ ، ولمْ يأمُرْنا بقتلِ المسلمينَ
الله أكبر، الله أكبر لا إلهَ إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد
أيها المسلمونَ: مرَّ شهرُ الخيرِ رمضانُ، كلمحِ البصرِأو هو أقربُ ، فرمضانُ مدرسةٌ عظيمةٌ، وموعظةٌ بالغةٌ ، وما أعمارُكم وتصرُّمُها من شهرِكم ببعيدٍ ، فاشكروا اللهَ على نِعمَةِ الإسلامِ، واحذروا الكبائرَ والمعاصي، مروا بالمعروفِ وانْهَوا عن المنكرِ ، واصبِرُوا على ما أصَابَكُم ، فإنَّ ذلكَ مِنْ عزمِ الأمورِ ، صِلوا أرحامَكُم ، وارحموا أيتامَكُم ، قال عليهِ الصلاةُ والسلامُ ( أنا وكافلُ اليتيمِ كهاتينِ في الجنةِ ) .
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، وأسْتَغْفِرُ اللهَ العظيمَ لي ولكُم ولِسائرِ المسلمينَ من كلِّ ذنبٍ فاستغفروه، إنهُ هو الغفورُ الرحيمُ.


الخطبةُ الثانيةُ

الحمدُ للهِ واللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ لا إلهَ إلا الله، اللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ وللهِ الحمدُ، الحمدُ للهِ على إحسانِهِ والشكرُ لهُ على توفيقِهِ وامتنانِهِ وأشهدُ أنْ لا إلهَ إلاَّ اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ، وأشهدُ أنَّ محمداً عبدُهُ ورسولُه، صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحابته أجمعين.
أيها المسلمونَ ( كلُّكمْ راعٍ وكلٌّ مسؤولٌ عن رعيتِه) كانتِ البيوتُ في حِرزٍ وفي كَنَن ، من الشرِّ والبلاءِ والفتنِ ، فلما تطورتِ العلومُ ، وظهرت الفضائياتُ والاتصالاتُ والإنترنت ، استُغلتْ غالبُ تقنياتِها في نشرِ الفسادِ ، وعرضِ الأجسادِ ، وبثِّ الرذيلةِ ، والأفكارِ الهزيلةِ ، والتشكيكِ بمسلماتِ الدينِ، فكونوا ممن يستغلُّ هذهِ الوسائلَ في نشرِ الحقِ والخيرِ والفضيلةِ
الله أكبر، الله أكبر لا إلهَ إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد.
يا نساءَ الإسلامِ : أنتُنَّ أتباعُ محمدٍ صلى اللهُ عليه وسلمَ أسوتُكُنَّ بعدَ نبيِّ الهُدى أمهاتُ المؤمنينَ، والصحابياتُ الجليلاتُ، إلْزَمْنَ العفةَ والحجابَ ، واحْذَرْنَ الفجورَ والسفورَ ونُبَاحَ الكلابِ ، نُبَاحاً غُلِّفَ بدعوى تحريرِ المرأةِ ، ورحمَ اللهُ أسدَ السُّنَّةِ إذْ قالَ ( هُم لا يُريدونَ حريةَ المرأةِ إنَّمَا يُريدونَ حريةَ الوصولِ إلى المرأةِ ) وما أعظمَ قولَ اللهِ عزَّ وجلَّ (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ) وقالَ سبحانَهُ (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى)
الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد.
أيها المؤمنون: (أَطِيعُوا اللهَ وأطِيعُوا الرَّسُولَ وأولي الأمْرِ مِنْكُمْ) أنتم لُحمةٌ واحدةٌ، ويدٌ واحدةٌ، جمعَكُم اللهُ على هذا الدينِ بعدَ إذ كُنتُم قبائلَ متناحرةً أهلكَ بعضُكُم بعضاً، فاحمدوا الله الذي أنعمَ عليكُم بذلكَ ، وتَفطَّنوا لذلكَ ، وعَضُّوا على أمرِكُم هذا بالنواجذِ ، وصَلّوا وسلِّموا على مَن بعثهُ اللهُ رحمةً بكم، اللهم صَلِّ وسلِّمْ على عبدِكَ ورسولِكَ محمدٍ وعلى آلِهِ وأصحابِهِ، وارضَ اللهم عن صحابتِهِ، الذين عملوا بسنتِهِ واهتدوا بهديه.

اللهم أصلحْ ولاةَ المسلمينَ، وأعزَّ مَن أعزَّ الدينَ، وانصر عبادَكَ المجاهدينَ في سبيلِكَ في كُلِّ مكانٍ يا ربَّ العالمين، عيدُكُم مباركٌ وسعيدٌ، وعساكُم مِن عُوَّادِهِ، وتقبلَ اللهُ منا ومنكُم، وغفرَ اللهُ لنا ولكم، وكلَّ عامٍ وأنتم بخيرٍ.