المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مجرد الإنتماء لهذا الدين



الشيخ/عبدالله السالم
12-03-2015, 09:37
الحمدُ لله ،قدَّمَ من شاءَ بفضلِهِ ، وأخرَّ من شاءَ بعدلِهِ ، لا يعترضُ عليه ذو عقلٍ بعقلِهِ ، ولا يسألُهُ مخلوقٌ عن علَّةِ فعلِهِ ، هو الكريمُ الوهابُ ، هازمُ الأحزابِ ، ومنشئُ السحابِ ، ومنزلُ الكتابِ ، ومسببُ الأسبابِ ، وخالقُ الناسِ من ترابٍ ، هو المبدءُ المعيدُ ، الفعالُ لمايُريدُ ، جلَّ عن أتخاذِ الصاحبةِ والولدِ ، ولم يكنْ له كفواً أحدٌ ، أشهدُ أن لا إلهَ إلا هوَ ، وحدَهُ ولا شريكَ له ، ( لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) ، وأشهدُ أن محمداً عبدُهُ ورسولُهُ صلى اللهُ عليه ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ وسلم تسليماً كثيراً (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ) (يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ) (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا*يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً ): أما بعدُ أيها الأخوةُ في اللهِ ، مُجردُ الإنتماءِ لهذا الدينِ ، لا ينفعُ عندَ اللهِ ، لابد من أن يكونَ أمراً واقعاً ،فَنحن جميعاً ، بحاجةٍ إلى مُحاسبةِ أنفسِنا ،والوقُوفِ مَعَهَا ، وسؤالِها دائماً وأبداً ، عن مدى التزامِها بهذا الدّينِ ، وعن قُربِ أنفسِنَا ، وبعدِها من هذا الدّينِ ، ولو حصلَ منّا ذلك ، لتحسنتْ الأوضاعُ ، ولزانتْ الأحولُ ، أما الغفلةُ عن ذلك ، فالخطرُ كُلُّ الخطرِ ، لأن الغافلَ إذا استمرَ في غفلتِهِ ، استمراء الذنوب والمعاصي ، واستمرَّ عليها ، حتى تُلْقِ به ذنوبُه ومعاصيهِ ، في مكانٍ سحيقٍ ، فلا بُدَّ أيها الأخوةُ في اللهِ من أن نَهتمَّ بهذا الدينِ ، ونَعْمُرُ به الظواهرَ والبُواطنَ ، ونتمسكُ به ، ونعضُ عليه بالنواجذِ ، لأننا ما خُلقنا إلا من أجلِ عبادةِ اللهِ ، ( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِي ) ولن تصحَّ هذه العبادةُ ، إلاَّ عن طريقِ هذا الدينِ ، ونهتمَّ بهذا الدين ، لأن به سعادتَنا وعِزَتَنا ، وبه فوزَنا ونجاحَنا ، بالدُنيا والآخرةِ ، ولا قيمةَ لنا إلاَّ في هذا الدينِ ، ومن أعرضَ يقولُ اللهُ عنه ( وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى ) وبالمقابل يقول ، متى جئتَني قبلتُك ، إن أتيتَني نهاراً قبلتُكَ ، وإن تقربتَ مني شبراً ، تقربتُ منك ذراعاً،وإن تقربتَ مني ذراعاً ، تقربتُ منك باعاً ، وإن مشيتَ إليَّ ، هرولتُ إليك ، ولو لقيتَني بقرابِ الأرضِ خطايا ، ثم لقيتَني لا تشركُ بي شيئاً، أتيتُكَ بقرابِها مغفرةً ، ولو بلغتَ ذنوبُكَ عنانَ السماءِ ، ثم استغفرتَني غفرتُ لك ومَنْ أعظمُ مني جوداً وكرماً ؟ عبادي يبارزونني بالعظائمِ ، وأنا أكلؤُهم على فرشِهم ، إني والجنُّ والإنسُ في نبإٍ عظيمٍ : أخلقُ ويعبدُ غيري ، وارزقُ ويشكرُ سواي ، خيري إلى العبادِ نازلٌ ، وشرُّهم إلىَّ صاعدٌ ، أتحببُ إليهم بنعمي ، وأنا الغنيُّ عنهم ، ويتبغضونَ إلى بالمعاصي ، وهم أفقرُ شيءٍ إلي َّ من أقبلَ إلي تلقيتُهُ من بعيدٍ ، ومن أعرضَ عني ناديتُهُ من قريبٍ ، ومن تركَ لأجلي أعطيتُهُ فوقَ المزيدِ ، ومن أرادَ رضاي أردتُ ما يريدُ ، ومن تصرفَ بحولي وقوتي ألنتُ له الحديد ،فلنحافظْ على هذا الدينِ ، بالإقبالِ عَليه ، وعَدَمِ الإعراضِ عنه ،ولنحذرْ من كُلِّ عَائِقٍ ، يعوقُ طريقَنا إليه ، ولا نكونُ كالذين جعلوا الدّينَ بِمُؤخرةِ القائمةِ ، وقَدَّموا عليه حتى أتفهَ الأشياءِ ، وآثروا عليه حبَ النفسِ ، واتباعَ الشيطانِ إنهُ لا ينبغي ، أن يكونَ الدّينُ بهذه المنزلةِ ، بل يَحرمُ ذلك ، نعم يَحرُمُ أن يكونَ الأهلُ ، أحبَّ من الدينِ ، يقولُ تعالى ( قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنْ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ) فحُبُّ اللهِ ورسولِهِ ، وامتثالُ أمرِ اللهِ ، وأمرِ رسولِهِ ، واجتنابُ ما نهى اللهُ عنهُ ، وما نهى عنهُ رسولُهُ ، هو الدّينُ : وهو مُقدَّمٌ على الآباءِ والأبناءِ ، والعشيرةِ وغيرِ ذلك ، مما تهواهُ النّفسُ في هذه الحياةِ ، ولذلك يقول الرسولُ  { لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَالِدِهِ وَوَلَدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ } فلا يُلتَمَسُ رضا أحداً بسخطِ اللهِ ، وقد قالَ النبيُّ  ، كما في صحيحِ بنِ حبانَ ، من حديثِ عائشةَ رضي اللهُ عنها ، {من التمس رضى اللهِ بسخطِ الناس رضي اللهُ عنه وأرضى الناسَ عنه ، ومن التمسَ رضا الناسِ ، بسخطِ اللهِ ، سخطَ اللهُ عليه وأسخطَ عليه الناسَ} فلا بُد ، من المحافظة على هذا الدينِ ، بامتثالِ أوامرهِ وتوجيهاتِهِ ، وتقديمه على كُلِّ زائلٍ ، وإذا حدثَ غيرُ ذلك ، فعلى الّدينِ السلامُ ، ومعلومٌ أَنَّ في عدمِ المُحافظةِ على الدينِ ، الانحرافَ والردّةَ والعياذُ باللهِ ، وهذا أمرٌ مُشاهدٌ ، فالَّذين لا يحافظون على دِينِهِم ، ولا يعمَلون على صيانتِهِ ورعايتِهِ ، تزلُ بهمُ القدمُ . ويَنحَرِفُون بعد الهُدى ، نسأل الله أن يُثبِتَنَا وإيَّاكُم على الحق ، وأن يجعلَنا وإيَّاكُم ، هُداةٌ مُهتَدين .
بارك الله لي ولكم في القران العظيم ،
ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم ، أقول ما تسمعون وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم منكلِّ ذنب ، فاستغفروه يغفر لكم إنه هو الغفور الرحيم


الحمد للهِ ، نحمَدُه حمداً يَلِيقُ بكريمِ وجهِهِ ، وبعظيمِ سلطانهِ ، نحمدُه حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه ، ونشهدُ أن لا إله إلا هو سبحانه لا شريك له ولاندَّ له ولاشبيه . ونشهدُ أن محمداً عبدُهُ ورسولُهُ ، وصفيُهُ وخليلُهُ ، نبياً شرحَ اللهُ صدرَهُ ، ووضعَ عنه وزرَهُ ورفعَ ذكرَهُ . صلى اللهُ عليه وعلى آلهِ وأصحابِهِ ، الطيبينَ الطاهرينَ ، وعلى من سارَ على نهجِهِم إلى يومِ الدينِ ، وسلم تسليماً كثيراً ،أمَّا بعد :فَإنَّ من نتائجِ عَدَمِ المُحافظةِ على الدينِ ، تجدُ من ينتسبُ إلى الدينِ ، ولكنهُ لا يحملُ صفاتَ أهلِهِ ، ولا يَتَمَيّزُ بِمِيزاتِهم ، فقط بلسانِهِ ، أما أفعالُهُ : فهي أفعالُ المُجرمين ، فصار بذلك ، من الذينَ قالَ اللهُ فيهِم (وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ) (المنافقون:4)ومن الذين قالَ اللهُ عَنهُم (يَقُولُونَ مَا لا يَفْعَلُونَ)وفي آيةٍ أُخرى (لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ) فحافظوا على دينِكُم ، بالمُحافظةِ على الأعمالِ الصّالحةِ ، واحذروا إتباعَ الهُوى ، وخطُواتِ الشيطانِ ، واحمدُوا اللهَ على هذا الدّينِ ، وحفظوهُ وحافظوا عليه ، وتفقهُوا فيه ، وإياكُم وما يَصُدُّكُم عنه ، أو يعوقُكُم منه ، فإنكُم مسؤولون ، فَأَعِدّوا للسؤالِ جُواباً ، وللجوابِ صواباً ، اللهُم ارزقنا الاستقامة على دينك ، والعمل بشرعك ، والإقتداء ، بنبيك محمد  ، اللهم حبّب إلينا الإيمان وزينهُ في قلوبنا ، وكره إلينا الكفر والفسوقَ والعصيان ، واجعلنا من الرّاشدين اللهُم أحينا مُسلمين ، وتوفنا مُسلمين ، غير خزيا ولا مفتُونين ، عبادَ اللهِ صلّوا على المعصومِ عليهِ أفضلُ الصلاةِ وأتمُ التسليمِ فقد قالَ بأبي هو وأمي { إن من أفضَلِ ِأيامِكُم يومَ الجمعةِ فيه خُلِقَ آدمُ وفيه قُبِضَ وفيهِ النفخةُ وفيهِ الصعقةُ فأكثروا علي من الصلاةِ فيه فإنَّ صلاتَكم معروضةٌ علي قالوا وكيفَ تعرضُ صلاتُنا عليكَ وقد أرمتَ فقالَ إن اللهَ عز وجل حَرّمَ على الأرضِ أن تأكلَ اجسادَ الأنبياءِ}اللهم صل وسلّم وأنعم وأكرم وزد وبارك على عبدك ورسولك محمّد ، ورض اللهم عن أصحابه الأطهار ماتعاقب الليل والنهار أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وعن سائِرِ أصحابِ نبيّك أجمعين ، وعن التابعين ، وتابعيهم بِإحسانٍ إلى يومِ الدّين ، وعنّا معهم ، بمنك وفضلك ورحمتك ، يا أرحم الراحمين ، اللهم اجعل في قلوبِنا نوراً ، نهتدي به إليك ، وتولنا بِحُسنِ رعايتِك ، حتى نتوكلَ عليك ، وارزقنا حلاوةَ التذلُلِ بين يديكَ ، فالعزيزُ من لاذَ بعزِكَ ، والسعيدُ من التجأَ إلى حماكَ وجودِك ، والذليلُ من لم تُؤَيّدْهُ بعنايتِكَ ، والشقيُّ من رضيَ بالإعراضِ عن طاعتِكَ ، اللهم نَزِّه قلوبَنا عن التعلقِ بمن دونِك ، واجعلنا من قومٍ تحبُهم ويحبونَك ،وَأَعِزَّ الإِسْلاَمَ والمُسْلِمِينَ، وأَذِلَ الشِّرْكَ والمُشْرِكِينَ، ودمرْ أعداءَكَ أعداءَ الدينِ ، من اليهودِ والنصارى ، وجميعِ الكفرةِ الملحدينَ ، ومن كَرِه الإسلامَ والمسلمين ، اللّهُم يا عظيمَ العفوِ ، ويا وسعَ المغفرةِ ، ويا قريبَ الرّحمةِ ، ويا ذا الجلالِ والإكرامِ ، هبْ لنا العافيةَ ، في الدُنيا والآخرةِ ، اللهم احفظْ بلادَنا وولاةَ أمرِنا وعلماءَنا ودُعاتَنا ، اللهم وحِّدْ كلمتَنا وقوي شوكتَنا ياربَّ العالمينَ ، واجعل هذا البلد رخاءً سخاءً آمِناً مُطمَئِناً ، وسائر بلاد المسلمين يا ربَّ العالمين ، اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنيين والمؤمنات ، الأحياء منهم والأموات ، اللهم ربنا ( آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) ( وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ)