المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خطبة عيـــــــــــــــد الأضحى 1435هـ



الشيخ/عبدالله السالم
03-10-2014, 10:54
الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد ، الحمدُ للهِ ، ( فَالِقِ الْحَبِّ وَالنَّوَى ) جاعلِ الليلَ سكناً ، خالقِ الخلقَ ، القائمِ بأرزاقِهِم فما لأحدٍ عنه غنى . أشهدُ ألا إله إلا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ ، شهادةَ حقٍ مخلصاً موقناً . وأشهدُ أن سيدَنا ونبينَا وحبيبنا محمداً عبدُ اللهِ ورسولُهُ ،صلى اللهُ وسلمَ وباركَ عليه وعلى آلهِ و أصحابِهِ قدواتِنا وأئمتِنا ، التابعينَ ومن تبعَهُم بإحسانٍ إلى يومِ الفناءِ . أما بعد : عبادَ اللهِ ، اشكروا اللهََ جلَّ وعلا أن بلّغَكُم هذا اليومَ العظيمَ ، أفضلُ أيامِ العامِ. قالَ عليهِ الصلاةُ والسلامُ: {أفضلُ الأيامِ عند اللهِ يومُ النحرِ}وهو آخرُ أيامِ العشرِ التي أقسمَ اللهُ بها، وهو يومُ الحجِّ الأكبرِ، وهو اليومُ الذي أذَّنَ فيه مؤذنُ رسولِ اللهِ  :( أَنَّ ٱللَّهَ بَرِىء مّنَ ٱلْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ).، فيومُكم هذا يومٌ مباركٌ ، رفعَ اللهُ قدرَهُ ، وأعلى ذكرَهُ ، وسَمَّاه يومَ الحجِّ الأكبرِ ، وجعلَهُ عيداً للمسلمينَ ، حُجَّاجاً ومقيمينَ ، فيه ينتظمُ عِقْدُ الحجيجِ على صعيدِ مِنى ، بعد أن وقفوا بعرفةَ وباتوا بمزدلفةْ ، في هذا اليومِ المباركِ يتقربُ المسلمونَ إلى ربِّهم بذبحِ القرابين والأضاحي ، اتباعاً لسنةِ الخليلينِ إبراهيمَ ومحمدٍ عليهما الصلاةُ والسلامُ ، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، وللهِ الحمدُ: أيها الفضلاءُ: عليه الصلاةُ والسلامُ: {إن لكلِّ دينٍ خُلُقاً، وخُلُقُ الإسلامِ الحياءُ } والحياءُ هو الذي يمنعُ المسلمَ من كلِّ الرذائلِ ويدفعُهُ إلى مكارمِ الأخلاقِ التي منها:الصدقُ، قالَ  : {عليكم بالصدقِ، فإن الصدقَ يهدي إلى البرِّ، وإن البرَّ يهدي إلى الجنةِ} والمسلمُ الْمُتَخَلِّقُ بأخلاقِ الإسلامِ ، يَصُونُ لسانَهُ عن الكذبِ، والزورِ والفحشِ، واللعنِ والسبابِ، قالَ  : {سبابُ المسلمِ فسوقٌ، وقتالُهُ كفرٌ}: فالمسلمُ المتخلِّقُ بأخلاقِ الإسلامِ ، لا يسبُّ أحداً حتى من أشركَ وكفرَ ، قال تعالى: (وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ ) اللهُ أكبرُ. معاشرَ المسلمينَ ، الإسلامُ دينٌ كرّمَ الإنسانَ ولا يكونُ الإنسانُ مُكَرّماً إلا إذا أخذَ حقوقَهُ كاملةً، قال تعالى: (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِى ءادَمَ) وفي مقدمةِ تلك الحقوقِ حقُّ الحياةِ. وإِنْ قَتلَ النفسِ لَمِنْ أعظَمِ الجرائمِ ، قالَ تعالى: (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً) ويقولُ نبيُّنا عليه الصلاةُ والسلامُ: {من قتل مُعاهداً لم يرحْ رائحةَ الجنةِ}[رواه البخاري] ولا يحلُّ لأحدٍ أن يعتديَ على مالِ غيرِهِ ، ولذلك حَرَّمَ السرقةَ، والغصبَ ، والربا ، والغشَّ ، ونقصَ الكيلِ والميزانِ ، والرشوةَ، واعتبرَ يدَ السارقِ ، عضواً مريضاً يجبُ أن يبترَ ، بل إن الإنسانَ إذا قُتِلَ وهو يدافعُ عن مالِهِ، ماتَ شهيداً ، قال  : {من قُتِلَ دونَ مالِهِ فهو شهيدٌ} ومن حقِّ الإنسانِ أن تُحفَظَ كرامتُهُ فلا يُحتَقَرُ، ولا يُسخرُ منه . قال تعالى: (يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ لاَ يَسْخَرْ قَوْمٌ مّن قَوْمٍ) ومن حقِّهِ أن لا يُغتابَ، قال تعالى: (وَلاَ يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضاً).وأن الكلامَ في أعراضِ الناسِ لمن أعظمِ المنكرِ ، اللهُ أكبرُ. ، معاشرَ المسلمينَ: الإسلامُ نظامٌ وسلوكٌ وحضارةٌ ومدنيةٌ ، علَّمَنا النظامَ في كلِّ شيءٍ ، علَّمَنا كيفَ نمشي في الطريقِ، قال تعالى: (وَٱقْصِدْ فِى مَشْيِكَ) أي بالسكينةِ والوقارِ وعلمَنا كيفَ نتكلمُ. قال تعالى: (وَٱغْضُضْ مِن صَوْتِكَ) أي لا ترفعْ صوتَكَ فتؤذي السامعَ ، علمنا كيف نأكلُ. قال  : {سمْ اللهَ وكُلْ بيمينِكَ، وكُلْ مما يليكَ }وأمرَنا بنظافةِ الطرقاتِ . قالَ  {إماطةُ الأذى عن الطريقِ صدقةٌ} وهي من شُعَبِ الإيمانِ. وأمرَنا بالنظافةِ والطيبِ، والمسلمُ مأمورٌ بالغُسلِ في عدةِ حالاتٍ منها الموتُ، قالَ  {الطُهورُ شطرُ الإيمانِ} وما من خيرٍ وصلاحٍ إلا والإسلامُ به أمرَ. اللهُ أكبرُ. عبادَ اللهِ، في حجةِ الوداعِ وقفَ نبيُّنا عليه الصلاةُ والسلامُ خطيباً في عرفاتٍ وفي أيامِ التشريقِ فأعلنَ في الناسِ تحريمَ الدماءِ والأموالِ والربا، وأمرَ بالإحسانِ إلى النساءِ وقالَ: {اتقوا اللهَ في النساءِ} وحذَّرَ من الاقتتالِ بين المسلمينَ وقالَ: {لا ترجعوا بعدي كفاراً يضربُ بعضُكم رقابَ بعضٍ} وأعلنَ الأخوَّةَ الإسلاميةَ. وقال: إن كلَّ مسلمٍ أخو المسلمِ، {المسلمونَ إخوةٌ ولا يحلُّ لامرئٍ من مالِ أخيهِ إلا ما أعطاهُ من طيبِ نفسٍ} وبذلك أعلنَ عليه الصلاةُ والسلامُ عن حقوقِ المسلمِ وأنه محرمُ الدمِ والمالِ والعرضِ. وأعلنَ عن حقوقِ النساءِ وأمرَ بأدائِها، وعن حقوقِ الزوجِ على زوجتِهِ. وأعلنَ حرمةَ التبني والانتسابِ لغيرِ الأبِ. وحذرَ من الكذبِ وأوصى بالاعتصامِ بالكتابِ والسنةِ وقالَ: {تركتُ فيكم ما لن تضلوا بعدَهُ إن اعتصمتُم بهِ:كتابَ اللهِ وسنةَ نبيهِ} وبذلك بلغَ الرسالةَ وأدى الأمانة َودلَّ أمتَهُ على كلِّ خيرٍ . فتفقهوا رحمكم اللهُ في دينِكم ، لتعرفوا ما فيهِ من خيرٍ وصلاحٍ، وما يحققُهُ لمِنْ عملَ بهِ من عزٍّ وفلاحٍ . جعلني اللهُ وإياكم ممن يستمعونَ القولَ فيتبعونَ أحسنَهُ ، وهدانا للخيرِ بمنِّهِ وكرمِهِ.
بارك الله لي ولكم في القران العظيم ،
ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم ، أقول ما تسمعون وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم منكلِّ ذنب ، فاستغفروه يغفر لكم إنه هو الغفور الرحيم

اللهُ أكبرُ ، اللهُ أكبرُ ، اللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ ، اللهُ أكبرُ ، اللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ.. لا إله إلاَّ الله و اللهُ أكبرُ .. اللهُ أكبرُ وللَّه الحمدِ الحمد لله، وفقَ من شاءَ لعبادتِهِ ، أحمدُهُ سبحانه وأسألُهُ الفوزَ بدارِ كرامتِهِ، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ له في ربوبيتِهِ وألوهيتِهِ، وأشهدُ أن سيدَنا ونبيَنا محمداً عبدُهُ ورسولُهُ ، صلى اللهُ عليه وعلى آلِهِ وصحبِهِ أما بعد : أيها المسلمونَ، اعلموا أنه ليس السعيدُ من تزينَ وتجملَ للعيدِ، فلبسَ الجديدَ، ولا مَنْ خدمتْهُ الدنيا وأتتْ على ما يريدُ، لكنَّ السعيدَ من فازَ بتقوى اللهِ تعالى، وكُتِبَ له النجاةُ من نارٍ حرُّها شديدٌ، وقعرُها بعيدٌ، وطعامُ أهلِها الزقومُ والضريعُ، وشرابُهم الحميمُ والصديدُ، وفازَ بجنةِ الخلدِ التي لا يَنقُصُ نعيمُها ولا يَبيدُ ،(فَلاَ تَغُرَّنَّكُمُ ٱلْحَيَوٰةُ ٱلدُّنْيَا وَلاَ يَغُرَّنَّكُم بِٱللَّهِ ٱلْغَرُورُ) أين الأممُ الخاليةُ؟ وأين القرونُ الماضيةُ؟ أين مِنْهُمْ الغنيُّ والفقيرُ؟ أتى عليهم الموتُ فنقلَهم من القصورِ إلى ضيقِ القبورِ، ومن أُنسِ الأهلِ والأصحابِ إلى اللحدِ والترابِ، فلا تركنوا إلى هذه الدنيا التي لا يُؤمَنُ شرُّها، ولا تفي بعهدِها، ولا يدومُ سرورُها، ولا تُحصى آفاتُها، ما مَثَلُها إلا كمائدةِ أحدِكم، تُعجِبُ صاحبُها ثم تصيرُ إلى فناءٍ، دارٌ يبلى جديدُها، ويهرمُ شبابُها، وتتقلبُ أحوالُها، فاتَخِذُوها مزرعةً للآخرةِ، فنِعمَ العملُ فيها ، وأنتي يا أمةَ الله أُشكري نعمةَ اللهِ عليكِ ، حيثُ حَفِظَ لكِ الإسلامُ حقوقَكِ كاملةً، ولا تنخدعي بالدعاياتِ الوافدةِ ، فإن مكانتَكِ في هذه البلادِ ، أحسنُ مكانةً في هذا العصرِ، واذكرنَ دائماً قولَ اللهِ تعالى: ( يأَيُّهَا ٱلنَّبِىُّ إِذَا جَاءكَ ٱلْمُؤْمِنَـٰتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَىٰ أَن لاَّ يُشْرِكْنَ بِٱللَّهِ شَيْئاً وَلاَ يَسْرِقْنَ وَلاَ يَزْنِينَ وَلاَ يَقْتُلْنَ أَوْلْـٰدَهُنَّ وَلاَ يَأْتِينَ بِبُهُتَـٰنٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلاَ يَعْصِينَكَ فِى مَعْرُوفٍ فَبَايِعْهُنَّ وَٱسْتَغْفِرْ لَهُنَّ ٱللَّهَ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) ، فقد كان النبيُّ  يُذكِّرُ النساءَ بهذه الآيةِ في العيدِ كما رواهُ البخاريُّ من حديثِ ابنِ عباسٍ رضي اللهُ عنهما ، فَأحسِني إلى زَواجَكِ بالعشرةِ الطيبةِ، وبحفظِهِ في عِرضِهِ ومالِهِ وبيتِهِ، ورعايةِ حقوقِ أقاربِهِ وضيفِهِ وجيرانِهِ، فقَد قالَ النبيُّ  : { إذا صلَّتِ المرأةُ خمسَها، وصامتْ شهرَها، وحجَّتْ بيتَ ربِّها، وحفظتْ فرجَها، وأطاعتْ زوجَها، قيل لها: ادخلي الجنةَ من أي أبوابِها شئتِ } اللهم صلِّ وسلمْ على عبدِكَ ورسولِكَ محمدٍ وعلى آلِهِ وأصحابِهِ ، وارضَ اللهم عن صحابتِهِ، الذين عملوا بسنتِهِ واهتدوا بهديه. اللهم أصلحْ ولاةَ المسلمينَ، وأعزَّ من أعزَّ الدينَ ،تقبلَ اللهُ منا ومنكم وغفرَ اللهُ لنا ولكم ، وكلَّ عامٍ وأنتم بخيرٍ ، وعيدٌ سعيدْ،