المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أحوال الصحابة رضي الله عنهم مع المال



الشيخ/عبدالله السالم
11-09-2014, 17:09
الحمدُ للهِ ،قدَّمَ من شاءَ بفضلِهِ ، وأخرَّ من شاءَ بعدلِهِ ، هو المبدءُ المعيدُ ، الفَعَّالُ لمايُريدُ ، جلَّ عن أتخاذِ الصاحبةِ والولدِ ، ولم يكنْ له كفواً أحدٌ ، أشهدُ أن لا إلهَ إلا هوَ ، وحدَهُ ولا شريكَ له ،وأشهدُ أن محمداً عبدُهُ ورسولُهُ صلى اللهُ عليه ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ وسلم تسليماً كثيراً :(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ) (يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ) (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا*يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً ) أمَّا بعد:أيُّها الأحبةُ في الله ،كانَ حديثي إليكُم في الجُمَعةِ الماضية ، عن المال ، والمالُ كما ذكرتُ لَكُم ، في الدُّنْيَا نَعِيْمٌ ، وفِي الآخِرَةِ ، سُؤالٌ ومَوْقِفٌ طَوِيْلٌ ،ولذالك يقولُ المولى جلَّ وعلا قال تعالى ( وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ)وكما ذكرتُ في الجمعةِ الماضية، أنت مُرتَحِلٌ عنِ الْمَالِ لا محالةَ بالموتِ ، وقد يرتحلُ عنكَ هُوَ قبلَ ذلك ، فالأيامُ دُولٌ ، وكم من غَنيٍ صارَ فقيراً ، فاغتنمْ المهلةَ ، ما دامَ في العُمُرِ بَقِيَّةٌ ، واجعلْ المالَ طريقاً إلى السعادةِ والنَّجاةِ يوم القيامه ، قبلَ أن تُفَاجِئَكَ المنيةُ ، فقد روى البخاريُ حديثاً عن أبي ذرٍّ أن رسولَ الله قال له :{ إِنَّ الْمُكْثِرِينَ هُمُ الْمُقِلُّونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، إِلاَّ مَنْ أَعْطَاهُ اللَّهُ خَيْرًا ، فَنَفَحَ فِيهِ يَمِينَهُ وَشِمَالَهُ وَبَيْنَ يَدَيْهِ وَوَرَاءَهُ ، وَعَمِلَ فِيهِ خَيْرًا } ، وفي روايةٍ : { وَقَليِلٌ مَا هُمْ } رواه البخاري وفي مُسند الإمامِ أحمد ، من حديثِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ النَّبِىُّ  {الْتَقَى مُؤْمِنَانِ عَلَى بَابِ الْجَنَّةِ مُؤْمِنٌ غَنِىٌّ وَمُؤْمِنٌ فَقِيرٌ كَانَا فِى الدُّنْيَا ، فَأُدْخِلَ الْفَقِيرُ الْجَنَّةَ وَحُبِسَ الْغَنِىُّ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يُحْبَسَ ، ثُمَّ أُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَلَقِيَهُ الْفَقِيرُ فَيَقُولُ أَىْ أَخِى مَاذَا حَبَسَكَ وَاللَّهِ لَقَدِ احْتُبِسْتَ حَتَّى خِفْتُ عَلَيْكَ . فَيَقُولُ أَىْ أَخِى إِنِّى حُبِسْتُ بَعْدَكَ مَحْبِساً فَظِيعاً كَرِيهاً وَمَا وَصَلْتُ إِلَيْكَ حَتَّى سَالَ مِنِّى مِنَ الْعَرَقِ مَا لَوْ وَرَدَهُ أَلْفُ بَعِيرٍ كُلُّهَا آكِلَةُ حَمْضٍ لَصَدَرَتْ عَنْهُ رِوَاءً ،اللهُ أكبر ، ولَمَّا عَلِمَ الصحابةُ رضي اللهُ عنهُم ،قول المُصطفى  كما عندَ الترمذي من حديثِ أَبِى بَرْزَةَ الأَسْلَمِىِّ { لاَ تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ عُمْرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ وَعَنْ عِلْمِهِ فِيمَا فَعَلَ وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَا أَنْفَقَهُ وَعَنْ جِسْمِهِ فِيمَا أَبْلاَهُ } جعلوا المَال ، عُنصُرَ قُوَةٍ وبناءٍ لأُمَّتِهِم ، ونُصرةٍ لِرَسُولِهم ، وخِدمةٍ لدينِهم ، وَأولُهم أبو بكرٍ ، صدَّقَ رسولَ اللهِ  حين كُذِّبَ ، وأعطاهُ مالَهُ حين مُنِعَ ، يشتري ضعفاءَ المسلمينَ ويُعتِقُهُم ، وعثمانُ ، يُجهِّزُ جيشاً بأكمَلِهِ ، في غَزوَةٍ من الغزواتِ ، يقولُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَمُرَةَ رضي اللهُ عنه ، جَاءَ عُثْمَانُ بن عفان رضي الله عنه إِلَى النَّبِىِّ  بِأَلْفِ دِينَارٍ - قَالَ الْحَسَنُ بْنُ وَاقِعٍ وَكَانَ فِى مَوْضِعٍ آخَرَ مِنْ كِتَابِى ، فِى كُمِّهِ حِينَ جَهَّزَ جَيْشَ الْعُسْرَةِ ، فَنَثَرَهَا فِى حِجْرِهِ. قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ فَرَأَيْتُ النَّبِىَّ  يُقَلِّبُهَا فِى حِجْرِهِ وَيَقُولُ{ مَا ضَرَّ عُثْمَانَ مَا عَمِلَ بَعْدَ الْيَوْمِ} رواه الترمذي . فَالصحابةُ سخروا المالَ عنصراً من عناصرِ التكافُلِ الإجتماعي ، يَرى أن لأخيِهِ حقاًّ في مالِهِ لا يَظنُّ بشيءٍ منه ، كيف يهنأُ لهُ بالٌ ، وَهُوَ يَرى الجائعين والمساكين ، فعثمانُ رضي الله عنه ، يشتري بِئرَ رُومَه ، ويجعَلْها حِسبةً للنَّاسِ ، ويُصيبُ النَّاسَ قَحْطٌ ، أ يّامَ أبي بكرٍ رضي الله عنه ، ويَتَوقّعُ النّاسُ الهلاكَ ، فَجَاءتْ عِيرٌ من الشامِ ، لعثمانَ رضي الله عنه ، ألفُ بعيرٍ مسوقةً بُراً وزيتاً وزبيباً ، فَرَفَضَ أن يَبيعَهَا للتجَّارِ ، فجعلَها صدقةً على المسَاكِينِ ، وفُقراءِ المسلمين ، لَقد سطَّرَ الصحابةُ رِضُوانُ اللهِ عليهِم ، مواقفَ خالدةً ، قالُوا فيها : إذا تعارضَ الدِّينُ والمالُ ، قُدِّم الدٍّينُ دُونَ نَظَرٍ لأي اعتِبارٍ ، بل قد يتنازلُ أحدُهم عن مالِهِ كُلِّهِ ، فِرَاراً بدينِهِ وهذا ما فَعلَهُ صُهيبٌ رضي الله عنه ، يَومَ هِجرَتِهِ ، وإلاَّ حيلَ بينَهُ وبين الهِجرةِ ، فقالَ له النبيُ { يا أبا يحيى ربحَ البيعَ ثلاثاً } أخرجه الحاكم ، رضي الله عنهم أخرجوا المالَ من قُلُوبِهم ، وخرجوا من الدنيا بلا دنيا ، هذا سيّدُ ولدِ آدمَ ، رسولُ اللهِ  اشتدَّ عليهِ الوجعُ وعنده سبعةُ دنانيرَ أو تسعةٌ ، فقالَ { يا عائشةَ ما فعلتْ تلك الذهبُ ؟ فقلتُ : هي عندي ، قال : تصدقي بها ، قالتْ : فَشُغِلتُ به ، ثم قالَ : يا عائشةُ ما فعلتْ تلك الذهبُ ؟ فقلتْ : هي عندي ، فقال : ائتيني بها ، قالتْ : فجئتُ بها ، فوضعَها في كفِّهِ ثم قالَ : ما ظَنُّ مُحَمدٍ ، أن لو لقي اللهَ وهذه عنده ، ما ظنُّ مُحمدٍ ، أن لو لقي اللهَ وهذه عندَهُ } أخرجه ابنُ حبَّانَ . توفي رسولُ الله ، وليس في بيتِهِ دينارٌ ولا دِرهمٌ ولا مَتَاعٌ ، أمَّا سلمانُ الفارسيُ فقد بكى في مرضِهِ ، ظنَّاً منه أنه تجاوزَ وتعدَّى عهدَ رسولِ اللهِ  إليهم { يَكْفِي أَحَدَكُمْ مِثْلُ زَادِ الرَّاكِبِ } رواه ابنُ ماجه ، فلما بحثوا بعد وفاتِهِ ، وإذا هو لم يتركْ إلاَّ بضعةً وعشرين درهماً ، من نَفَقَةٍ كانتْ عنده ،
بارك الله لي ولكم في القران العظيم ،
ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم ، أقول ما تسمعون وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم منكلِّ ذنب ، فاستغفروه يغفر لكم إنه هو الغفور الرحيم
الحمد لله على إحسانه ، والشكرله على توفيقهِ وامتنانه ، وأشهد أن لا إله إلاَّ الله ، وحدهُ لا شريكَ لهُ ، تعظيماً لشانه ، وأشهد أنَّ نبينا محمّداً عبده ورسولُه ، الدّاعي إلى رضوانه ، صلّى الله عليه وعلى آلِه وأصحابِه وأعوانه ، وسلّم تسليماً مزيداً: أما بعد : أيها الأحبةُ في اللهِ ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الْجُرَيْرِيِّ عَنْ ثُمَامَةَ بْنِ حَزْنٍ الْقُشَيْرِيِّ قَالَ شَهِدْتُ الدَّارَ حِينَ أَشْرَفَ عَلَيْهِمْ عُثْمَانُ رضي اللهُ عنه ، فَقَالَ ائْتُونِي بِصَاحِبَيْكُمْ اللَّذَيْنِ أَلَّبَاكُمْ عَلَيَّ ، قَالَ فَجِيءَ بِهِمَا ، فَكَأَنَّهُمَا جَمَلَانِ ، أَوْ كَأَنَّهُمَا حِمَارَانِ ، قَالَ فَأَشْرَفَ عَلَيْهِمْ عُثْمَانُ رضي اللهُ عنهُ ، فَقَالَ أَنْشُدُكُمْ بِاللَّهِ وَالْإِسْلَامِ ، هَلْ تَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ، قَدِمَ الْمَدِينَةَ ، وَلَيْسَ بِهَا مَاءٌ يُسْتَعْذَبُ ، غَيْرَ بِئْرِ رُومَةَ ، فَقَالَ مَنْ يَشْتَرِي بِئْرَ رُومَةَ ؟ فَيَجْعَلَ دَلْوَهُ مَعَ دِلَاءِ الْمُسْلِمِينَ ، بِخَيْرٍ لَهُ مِنْهَا فِي الْجَنَّةِ ، فَاشْتَرَيْتُهَا مِنْ صُلْبِ مَالِي ، فَأَنْتُمْ الْيَوْمَ تَمْنَعُونِي أَنْ أَشْرَبَ ، حَتَّى أَشْرَبَ مِنْ مَاءِ الْبَحْرِ ، قَالُوا اللَّهُمَّ نَعَمْ ، قَالَ أَنْشُدُكُمْ بِاللَّهِ وَالْإِسْلَامِ ، هَلْ تَعْلَمُونَ أَنَّ الْمَسْجِدَ ضَاقَ بِأَهْلِهِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ  مَنْ يَشْتَرِي بُقْعَةَ آلِ فُلَانٍ فَيَزِيدَهَا فِي الْمَسْجِدِ ، بِخَيْرٍ مِنْهَا فِي الْجَنَّةِ ، فَاشْتَرَيْتُهَا مِنْ صُلْبِ مَالِي ، فَأَنْتُمْ الْيَوْمَ تَمْنَعُونِي أَنْ أُصَلِّيَ فِيهَا رَكْعَتَيْنِ ، قَالُوا اللَّهُمَّ نَعَمْ ، قَالَ أَنْشُدُكُمْ بِاللَّهِ وَالْإِسْلَامِ ، هَلْ تَعْلَمُونَ أَنِّي جَهَّزْتُ جَيْشَ الْعُسْرَةِ مِنْ مَالِي ، قَالُوا اللَّهُمَّ نَعَمْ ، ثُمَّ قَالَ أَنْشُدُكُمْ بِاللَّهِ وَالْإِسْلَامِ ، هَلْ تَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ  كَانَ عَلَى ثَبِيرِ مَكَّةَ ، وَمَعَهُ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَأَنَا ، فَتَحَرَّكَ الْجَبَلُ حَتَّى تَسَاقَطَتْ حِجَارَتُهُ بِالْحَضِيضِ ، قَالَ فَرَكَضَهُ بِرِجْلِهِ ، وَقَالَ اسْكُنْ ثَبِيرُ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ نَبِيٌّ وَصِدِّيقٌ وَشَهِيدَانِ ، قَالُوا اللَّهُمَّ نَعَمْ ، قَالَ اللَّهُ أَكْبَرُ ، شَهِدُوا لِي وَرَبِّ الْكَعْبَةِ أَنِّي شَهِيدٌ ثَلَاثًا ، قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ ،هذهِ بعضُ أحوالُ الصَّحابةِ رضي الله عَنهُم مع المالِ ، ذكَّرتُكم بها لِنَتشبَّهَ بهم ، إن التشبُّهَ بالكرامِ فلاحُ ، رضي الله عنهم أخرجوا المالَ من قُلُوبِهم ، وخرجوا من الدنيا بلا دنيا ، عِبادَ الله ، صلوا رحمني اللهُ وإيَّاكم ، على الهادي البشيرِ ، والسّراجِ المُنيرِ ، كما أَمَرَكم بذلك اللطيفُ الخبيرُ ، بقولِه سبحانه قولاً كريما ( إِنَّ اللهَ وَملاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبيْ يَا أَيُّهَا الَّذِيْنَ آمَنُواْ صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً ) وقد قال عليه الصلاةُ والسلامُ { حيثما كنتم فصلوا عليَّ فإنَّ صلاتَكم تبلغني }وقال{ من صلى علي صلاةً صلى اللهُ عليه بها عشراً } اللهم صلِّ وسلمْ وأنعمْ وأكرمْ وزدْ وباركْ ، على عبدِك ورسولِكَ محمدٍ ، وارضَ اللهم عن أصحابِهِ الأطهارِ ، ما تعاقبَ الليلُ والنهارُ ، أبي بكرٍ وعمرَ وعثمانَ وعليٍّ ، وعن سائرِ أصحابِ نبيِّك أجمعين ، وعن التابعينَ وتابعِيهم بإحسانٍ إلى يومِ الدينِ ، وعنَّا معَهم بمنِّكَ وفضلِكَ ورحمتِكَ يا أرحمَ الراحمينَ .اللهم أعزَّ الإسلامَ المسلمينَ ، ودمرْ أعداءَ الدينِ من اليهودِ والنصارى ، وجميعِ الكفرةِ الملحدينَ ، اللّهُم يا عظيمَ العفوِ ، ويا وسعَ المغفرةِ ، ويا قريبَ الرّحمةِ ، ويا ذا الجلالِ والإكرامِ ، هبْ لنا العافيةَ ، في الدُنيا والآخرةِ ، اللّهُم اجعلْ رزقَنَا رغداً ، ولا تُشمتْ بنا أحداً ، اللهم إنا نسألُكَ ، بعزِّكَ الذي لا يرامُ ، وملكِكَ الذي لا يُضامُ ، وبنورِكَ الذي ملأ أركانَ عرشِكَ ، أن تكفيَنا شرَّ ما أهمَنا وما لا نهتمُ به ، وأن تعيذَنا من شرورِ أنفسِنا ومن سيئاتِ أعمالِنا ، اللهم رَغّبْنا فيما يبقى ، وَزَهّدْنا فيما يفنى ، وهبْ لنا اليقينَ ، الذي لا تسكنْ النفوسُ إلا إليهِ ، ولا يُعوَّلُ في الدينِ إلا عليهِ ، اللهم اجعلْ بَلدَنا هذا آمناً مطمئناً ، وسائرَ بلادِ المسلمينَ ، اللهم أيدْ إمامَنا بتأيدِكَ ، وانصرْ بهِ دينَكَ ، ووفقْهُ إلى هُدَاكَ ، واجعلْ عمَلَهُ في رضاكَ ، وارزقْهُ اللهم البطانةَ الصالحةَ الناصحةَ ، التي تدلُهُ على الخيرِ ، وتعينه عليه، اللهم أرحمْ موتانا ، وعافي مُبتلانا ، واقضِ الدينَ عن مدينِنا ، وردَّ ضالَنا إليكَ رداً جميلاً ، ( رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ) (ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار) ، عبادَ اللهِ إن اللهَ يأمرُ بالعدلِ والإحسانِ وإيتاءِ ذا القربى وينهى عن الفحشاءِ والمنكرِ والبغي يعظُكم لعلكم تذكرونَ ( وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ