المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : يوشك الضيف أن يرتحل . كيف كنتم معه ؟



الشيخ/عبدالله السالم
17-07-2014, 04:44
الحمد لله (الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيراً) و(تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجاً وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجاً وَقَمَراً مُنِيراً*وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُوراً) أشهد أن لا إله إلا هو وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ) (يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ) (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا*يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً) أيها الأحبةُ في اللهِ : يوشِكُ الضَّيفُ أن يَرتحلَ ، فكيفَ كُنتُم معه ؟ ها هيا أيّامُ شهرِكم قد تَصَرّمَتْ ، فماذا صنعتُم ، كيفَ كان الصيامُ والقيامُ والإطعام ، كيفَ كنتُم ، مع الكتابِ الذي قالَ اللهُ فيه لنبيهِ محمدe (وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ) لقد استبشرَ أصحابُ رسولِ اللهِ r بالقرءانِ ، وَفَرِحوا فرحاً شديداً ، وأَقبَلُوا عليهِ ، فَما شبعوا من تلاوتِهِ ، وكانَ يقولُ لهُم r وللأمة ، كما في صحيح مسلم ، من حديثِ أبي موسى الأشعري { مَثَلُ الْمُؤْمِنِ الَّذِى يَقْرَأُ الْقُرْآنَ مَثَلُ الأُتْرُجَّةِ رِيحُهَا طَيِّبٌ وَطَعْمُهَا طَيِّبٌ وَمَثَلُ الْمُؤْمِنِ الَّذِى لاَ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ مَثَلُ التَّمْرَةِ لاَ رِيحَ لَهَا وَطَعْمُهَا حُلْوٌ وَمَثَلُ الْمُنَافِقِ الَّذِى يَقْرَأُ الْقُرْآنَ مَثَلُ الرَّيْحَانَةِ رِيحُهَا طَيِّبٌ وَطَعْمُهَا مُرٌّ وَمَثَلُ الْمُنَافِقِ الَّذِى لاَ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَمَثَلِ الْحَنْظَلَةِ لَيْسَ لَهَا رِيحٌ وَطَعْمُهَا مُرٌّ } ويقولُ عليه الصلاةُ والسلامُ في الحديثِ [المتفقِ عليه ] من حديثِ عائشةَ رضي اللَّهُ عنها { الَّذِي يَقرَأُ القُرْآنَ وَهُو ماهِرٌ بِهِ معَ السَّفَرةِ الكرَامِ البررَةِ ، والذي يقرَأُ القُرْآنَ ويتَتَعْتَعُ فِيهِ وَهُو عليهِ شَاقٌّ له أجْران}وفي الترْمذي وقالَ : حديثٌ حسنٌ صحيحٌ ] منْ حديثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه ، عَنِ النَّبِيِّ e قَالَ{ يَجِيءُ الْقُرْآنُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، فَيَقُولُ يَا رَبِّ حَلِّهِ[يعني لصاحبِهِ الذي كان يعملُ بهِ في الدُّنيا ] يَا رَبِّ حَلِّهِ ، فَيُلْبَسُ تَاجَ الْكَرَامَةِ ، ثُمَّ يَقُولُ يَا رَبِّ زِدْهُ ، فَيُلْبَسُ حُلَّةَ الْكَرَامَةِ ، ثُمَّ يَقُولُ يَا رَبِّ ارْضَ عَنْهُ ، فَيَرْضَى عَنْهُ ، فَيُقَالُ لَهُ : اقْرَأْ وَارْقَ وَتُزَادُ بِكُلِّ آيَةٍ حَسَنَةً}كيفَ كُنتُم مع هذا الكتاب الذي قال الله فيه(لَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَاباً فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلا تَعْقِلُونَ)في لحديثِ عَن النَّوَّاسِ بنِ سَمعانَ رضيَ اللَّه عنهُ قال : سمِعتُ رسول اللَّهِ e يقولُ{يُؤْتى يوْمَ القِيامةِ بالْقُرْآنِ وَأَهْلِهِ الذِين كانُوا يعْمَلُونَ بِهِ في الدُّنيَا تَقدُمهُ سورة البقَرَةِ وَآل عِمرَانَ ، تحَاجَّانِ عَنْ صاحِبِهِمَا} [ أخرجه مسلم ] وَكيفَ كُنتُم مع الصدقةِ ، شعارُ الْمُتقين ، ولواءُ الصالحينَ المصلحينَ , والتي هيا زكاةٌ للنّفُوسِ، ونَماءٌ في المالِ، وطُهرةٌ للبدنِ ومَرضاةٌ للربِّ ، بِها تُدفعُ عن الأمةِ البلايا والرزايا ، وتُطَهِّرُ القلوبَ من أدرانِ التعلقِ بهذه الدنيا وَأَوضَارِها ، وشَهوَاتِها ومَلذَاتِها.يقولُ تعالى (خُذْ مِنْ أَمْوٰلِهِمْ صَدَقَةً تُطَهّرُهُمْ وَتُزَكّيهِمْ بِهَا وَصَلّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَوٰتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ وَٱللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) وها نحن في موسمِ الطاعةِ ، وميدانِ العبادةِ ، ومجالِ الصدقةِ ،والجمعَ بين الصيامِ والصدقةِ ، أبلغُ في تكفيِر الخطايا، ومن مُوجِباتِ الجنّةِ ، ففي صحيحِ مسلمٍ عن أبي هريرةَ y عن النبي e أنه قال: {مَنْ أصبحَ مِنكُم اليومَ صَائِما ؟ قال أبو بكرٍ: أنا، قال: من تَبِعَ منكم اليومَ جَنازةٍ ؟ قال أبو بكرٍ: أَنَا، قال: من تصدقَ بصدقةٍ ؟ قال أبو بكر: أنا، قال فمن عادَ منكم مريضاً ؟ قال أبو بكرٍ: أنا، قال : ما اجتمعتْ في امرئٍ إلا دخلَ الجنةَ } اللهُ أكبر ،كان النبُّي e أجودَ الناسِ بالخيرِ، وكان أجودَ ما يكونُ في رمضانَ ، ألاَ فأحسنوا فيما بقي، يُغفرْ لكم ما سلفْ، فإنَّكُم إن أسأتُمْ فيما بقي ، أُخذتُم بما مضى وبما بقي ، فاغتمنوا فرصةً تمرُّ مرَّ السحابِ ، لقد فازَ من بحبلِ اللهِ اعتصمْ ، وخافَ من زلّةِ القدمْ، واغتنمَ شهرَ رمضانَ خيرَ مغتنمْ ، وشَقِيَ الغافلُ العاصي بين الذُّلِّ والسَّقمْ ، والأمنِ والندمْ، ويا ويلَهُ يومَ تحِلُّ على أهلِ الْمُخالفةِ الآفاتُ، يومَ تنقطعُ أفئدةُ أهلِ التفريطِ بالزفراتِ ، يومَ الْحشرِ والْحَسَرات ، يقولُ الربُّ العليُّ القَدير في الحديثِ القدسي: {يا عبادي إنَّما هي أعمالُكُم أُحصيها لكم، ثم أوفيكُم إياها، فَمَنْ وَجَدَ خيراً فليحمدِ اللهَ، ومن وجدَ غيرَ ذلك فلا يَلُومَنَّ إلا نفسَهُ } [أخرجه مسلم] أيها المسلمونَ أيامُ رمضانَ تاجٌ على رأسِ الزمانِ، من رُحمَ فيها فهو المرحومُ، ومن حُرِمَ خيرَها فهو المحرومُ، ومن لم يتزوَّدْ من عامِهِ فيها فهوَ الظلومُ الملومُ، صعدَ رسولُ الِله e المنبرَ فقالَ: {آمينَ، آمينَ، آمينَ } فقلْنا: يا رسولَ اللهِ، إنك صعدتَ المنبرَ فقلتَ: آمينَ، آمينَ، آمينَ!!، فقالَ e : { إن جبريلَ عليهِ السلامُ أتاني، فقالَ: من أدركَ شهرَ رمضانَ فلم يُغفرْ لهُ ، فدخلَ النارَ فأبعدَهُ اللهُ، قلْ: آمين، قلتُ: آمين}بارك اللهُ لي ولكم في القرانِ العظيمِ
ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم ، أقولُ قولي هذا، وأستغفِرُ اللهَ العظيمَ الجليلَ لي ولكم ولسائرِ المسلمين من كلّ ذنبٍ، فاستغفروه وتوبُوا إليه، إنّه هو الغفور الرحيم



الحمد لله على إحسانه ، والشكرله على توفيقهِ وامتنانه ، وأشهد أن لا إله إلاَّ الله ، وحدهُ لا شريكَ لهُ ، تعظيماً لشانه ، وأشهد أنَّ نبينا محمّداً عبده ورسولُه ، الدّاعي إلى رضوانه ، صلّى الله عليه وعلى آلِه وأصحابِه وأعوانه ، وسلّم تسليماً مزيداً ،أما بعدُ : أيُّها الأحبةُ في الله ، كمْ لربِّ العزةِ من عتيقٍ من النارِ ؟ نسألُهُ جل وعلا ، أن يجعلَنا جميعاً من عتقائِهِ من النارِ ، ووالدينا وجميعِ المسلمينَ ،أيُّها الأخيار ، بَقي من الشهرِ ، أعظمَ أيامِهِ فضلاً ، وأرفعِها قدراً ، وأكثرِها أجراً ، كان رسولُ اللهِ e يطوي فِرَاشَهُ ، ويَشُدُّ مِئْزَرَهُ ، ويُوقِظُ أهلَهُ ، لمناجاةِ ذي الجلالِ والإكرامِ ، ثبتَ في الصحيحيِن ، من حديثِ عائشةَ رضي الله عنه ، أنها قالتْ { كان رسولُ اللهِ e ، إذا دخلَ العشرُ ، شَدَّ مئزرَهُ وأحيا ليلَهُ ، وأيقظَ أهلَهُ } وهذا يدلُ على اهتمامِهِ e ، بطاعةِ ربِهِ ، ومبادرتِهِ الأوقاتَ ، واغتنامِهِ الأزمنةَ الفاضلةَ ، ألا فاقتدوا رحمكم اللهُ بِنَبِيِّكم e، فإنه هو الأسوةُ والقدوةُ ، فَجِدِّوا واجتهدوا في عبادةِ ربِّكم ، فإنه جل وعلا ، ما أكرمَ أمةً بمثلِ ما أكرمَ بهِ،الأمةَ المحمديةَ ، في هذا الشهرِ ، فذنوبٌ مغفورةٌ ، وعُيوبٌ مستورةٌ ، ودعواتٌ مُستجابةٌ ، ومضاعفةٌ للأجرِ ، وهذه العشرُ ، شُرِّفَتْ بليلةِ القدرِ المباركةِ ، التي شَهِدَ لها الحقُّ سبحانه وبحمدِهِ ، بأنها خيرٌ من ألفِ شهرٍ فقال تعالى ( لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ) وبأنها مباركةٌ فقال ( إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ * فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ ) وتَنْزِلُ فيها مواكبُ الملائكةِ الكرامِ إلى الأرضِ ،قال تعالى : ( تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْر ) ويتنَزّلُ فيها الروحُ الأمينُ ُ، جبريلُ عليه السلامُ ، تَتَنَزلُ الملائكةُ فيها ، لكثرةِ ما يُنَزّلُ اللهُ فيها ، على عبادِهِ من البركةِ والرحمةِ ، والعفوِ والرضى والغفرانِ ، يقولُ عليه الصلاةُ والسلامُ { من قامَ ليلةَ القدرِ إيماناً واحتساباً ، غُفرَ له ما تقدمَ من ذنبِهِ } ويقولُ عليه الصلاةُ والسلامُ ، في الحديثِ المتفقِ عليه { تحروا ليلةَ القدرِ ، في العشرِ الأواخرِ من رمضانَ } واعلم أخي المبارك ، أنك لن تظفرَ بهذه الليلةِ ، إلاَّ إذا قُمتَ لياليَ العشرِ كلِّها ، فلا تضيعْ الفرصةَ ، واغتنمْ ما بقي ، فالمغبونُ واللهِ ، من أنصرفَ أو تشاغلَ بغيرِ طاعةِ اللهِ ، والمحرومُ من حُرِمَ ليلةَ القدرِ ، والمأسوفُ عليهِ ، من أدركَ شهرَ رمضانَ ، ولم يغفرْ له ، عبادَ اللهِ يقولُ المصطفى e{ حيثما كنتم فصلوا عليَّ فإن صلاتَكُم تبلغُني } ويقولُ بأبي هو وأمي من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشراً ،اللهم صلى وسلم وأنعم وأكرم وزد وبارك ، على عبدك ورسولك محمد ، ورض اللهم عن الخلفاء الأئمة الحنفاء ، آبي بكر وعمر وعثمان وعلي وعن سائر أصحاب نبيك أجمعين ، وعن التابعين وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين ، وعنا معهم بمنك وفضلك ورحمتك ، يا أرحم الرحمين ، اللهم أعز الإسلام والمسلمين ، ودمر أعداء الدين ، من اليهود والنصارى وجميع الكفرة والملحدين اللهم عاملنا بإحسانك ، وجد علينا بفضلك وامتنانك واجعلنا من عبادك ، الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون اللهم أرحم ذلنا بين يديك ، واجعل رغبتنا فيما لديك ، ولا تحرمنا بذنوبنا ، ولا تطردنا بعيوبنا ، اللهم اعطنا ولا تحرمنا ، وصلنا ولا تقطعنا ، وخذ بأيدينا إلى ما تحب وترضى ، يا أهل المغفرة أغفر ذنوبنا ، ويا أهل التقوى استعملنا في طاعتك ، ويا مقلب القلوب ، ثبت قلوبنا على دينك ، اللهم آمنا في دورنا وأصلح أئمتنا وولاتي أمورنا ، واجعل ولايتنا ، في عهد من خافك واتقاك ، واتبع رضاك برحمتك يا ارحم الرحمين ، اللهم أغفر لأهل القبور من المسلمين والمسلمات ، وخص في ذلك الأباء والأمهات إنك قريب مجيب الدعوات ، اللهم ( رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) ( رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ) ( وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ)