المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الظلم لا يدوم



الشيخ/عبدالله السالم
10-04-2014, 11:32
ألحمدُ للهِ المبدئِ المعيدِ ، الفعالِ لما يريدُ ، ذي العرشِ المجيدِ ، والبطشِ الشديدِ ، وأشهد أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ ، وأشهدُ أن سيدَنا محمداً عبدُهُ ورسولُهُ ، صلى اللهُ وسلم عليه ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يومِ الوعيدِ :( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ) ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَائلونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ) (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ) أ ما بعد : أيها الناسُ ، مهما تفاقمَ الشرُّ وتراقى الخطرُ والضرُّ،في سوريَّا وفي أي مكانٍ للمسلمين ، فإن المؤمنَ ، يعلمُ أن ما قُضِي كائنٌ ، وما قُدِّرَ واجبٌ، وما سُطِّرَ منتظَرٌ، ومهما يشأِ اللهُ يكنْ ، وما يَحكمُ به اللهُ يحقُّ، لا رافعَ لما وضعَ ، ولا واضعَ لما رفعَ، ولا مانعَ لما أعطى، ولا معطي لما منعَ، وما شاءَ ربُّنا صنعَ، فلا جزعَ ولا هلعَ، وإنما صبرٌ ومصابرةٌ ، وفألٌ بأنَّ لأهلِ الإسلامِ السلطةَ والانتصارَ ، ولعدوِّهم الذُلّةَ والصغارَ والدمارَ والخسارَ، ( وَٱللَّهُ غَالِبٌ عَلَىٰ أَمْرِهِ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ ٱلنَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ )والظلمُ لا يدومُ ولا يطولُ ، وسيَضمحلُّ ويزولُ ، فأين الذين التحفوا بالأمنِ والدَّعَةِ والقوةِ ، واستمتعوا بالثروةِ والسَّعةِ ، من الأمَمِ الظالمةِ الغابرةِ ، الظاهرةِ القاهرةِ ؟! لقد نزلتْ بهمُ الفواجُع ، وحلّتْ بهمُ الصواعقُ والقوارعُ، فـ( هَلْ تُحِسُّ مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزاً) ؟ قد يتعززُ الإنسانُ بقوةِ البدنِ ، فيأتيهِ المرضُ فيهدَّهُ هداً، وقد يتعززُ بالمالِ فإذا المالُ غُولٌ قاتلٌ ، وقد يتعززُ بالنسبِ والحسبِ ، فيأتيه الضياعُ من كلِّ مكانٍ ، وقد يتعززُ بالعلمِ فلا يَزيدُهُ العلمُ إلا انحرافاً ، وقد يَتعززُ بالمنصبِ والجاهِ ، والقوةِ والجبروتِ ، فتدورُ عليه الدوائرُ فيصبحُ أذلَّ الأذلاءِ ، فَاعتِزَازُ البشرِ بأجناسِهم وألوانِهم ، ولُغاتِهم وأنسابِهم وأموالِهم ، عزةٌ جوفاءُ ، على شفا جُرُفٍ هارٍ تستمدُ زيفَها من تصوراتٍ خاطئةٍ ، وقِيَمٍ زائلةٍ زائفةٍ . أما الاعتزازُ باللهِ فباقٍ دائمٌ ، لا يَحُولُ ولا يَزُولُ ، ( وَلِلَّهِ ٱلْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَٰكِنَّ ٱلْمُنَٰفِقِينَ لاَ يَعْلَمُونَ ) هذه العزةُ هي الحصنُ القويُّ ، والشَّبَعُ المعنويُّ ، ، قومُ عادٍ لما طغوا كطُغيانِ بشَّر وأشبَاهِهِ (وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً ) قال اللهُ جل في علاه (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآياتِنَا يَجْحَدُونَ * فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً فِي أَيَّامٍ نَحِسَاتٍ لِنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَخْزَى وَهُمْ لا يُنْصَرُونَ) وفرعونُ لما طغى وتجبرَ وقالَ لقومِهِ (يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي )واستخفَ قومَهُ كما قالَ تعالى (فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْماً فَاسِقِينَ) صبَّ عليهم ربُّكَ سوطَ عذابٍ ، قال تعالى (وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ* الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلادِ*فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ*فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ) وفي الحديثِ عن أبي موسى الأشعريِّ t قالَ: قالَ رسولُ اللهِ e:{ إن اللهَ ليملي للظالِمِ حتى إذا أخذَهُ لم يُفلتْهُ }وقرأَ e: ( وَكَذٰلِكَ أَخْذُ رَبّكَ إِذَا أَخَذَ ٱلْقُرَىٰ وَهِىَ ظَـٰلِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ) متفقٌ عليه ، أيها المسلمونَ، مهما بلغتْ قوّةُ الظلومِ ، وضعفُ المظلومِ ، فإنَّ الظالِمَ مقهورٌ مخذولٌ ، مُصفّدٌ مغلولٌ ، وأقربُ الأشياءِ صرعةً الظلومُ ، وأنفذُ السهامِ دعوةً المظلومُ، تُفتحُ لها أبوابُ السماءِ ، ويرفعُها الحيُّ القيومُ فوقَ الغيومِ ، ويقولُ { وعزَّتي وجلالي لأنصرنَّك ولو بعدَ حين } أخرجَهُ أحمدُ ، فسبحانَ من سمِعَ أنينَ المضطهدِ المهمومِ ، وسمِعَ نداءَ المكروبِ المغمومِ ، فرفعَ للمظلومِ مكاناً ، ودمَغَ الظالِمَ فعادَ بعدَ العزِّ مُهاناً ، إنه ليس شيءٌ أسرعَ في خرابِ الأرضِ ، ولا أفسدَ لضمائرِ الخلقِ ، من الظلمِ والعدوانِ ، ولا يَكونُ العمرانُ حيثُ يَظهرُ الطغيانُ ، وإن الظالِمَ الجائرَ ، سيَظلُّ مُحاطاً بكلِّ مشاعرِ الكراهيةِ والعداءِ ، والحقدِ والبغضاءِ ، لا يَعيشُ في أمانٍ ، ولا ينعَمُ بسلامٍ ، حياتُهُ في قلقٍ ، وعيشُهُ في أخطارٍ وأرقٍ ؛ لأنَّ الظلمَ جالبُ الإحنِ ، ومسبِّبُ المحنِ ، والجَورُ مَسلبةٌ للنعمِ مجلبةٌ للنقمِ ، وقد يُنعمُ اللهُ على الكافرِ نِعمَ نَفْعٍ ، أو نِعمَ دَفْعٍ ، أو نعَمَ رفْعٍ ، ولكنه إنعامٌ وإِعطاءٌ ، ما هو إلاَّ استدراجٌ وإملاءٌ ، ( وَلاَ يَحْسَبَنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ أَنَّمَا نُمْلِى لَهُمْ خَيْرٌ لأنفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِى لَهُمْ لِيَزْدَادُواْ إِثْمَاً وَلَهْمُ عَذَابٌ مُّهِينٌ ) ( وَأُمْلِى لَهُمْ إِنَّ كَيْدِى مَتِينٌ ) ( أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِن مَّالٍ وَبَنِينَ * نُسَارِعُ لَهُمْ فِى ٱلْخَيْرٰتِ بَل لاَّ يَشْعُرُونَ ) إنه إغناءٌ مشوبٌ بالمصائبِ والأَرزَاءِ، مُنغَّصٌ بالأمراضِ والَّلأواءِ ، مُكَدَّرٌ بالخوفِ والرُّعبِ وعَدَمِ الهناء ِ( وَلاَ يَزَالُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ تُصِيبُهُم بِمَا صَنَعُواْ قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيبًا مّن دَارِهِمْ حَتَّىٰ يَأْتِىَ وَعْدُ ٱللَّهِ إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُخْلِفُ ٱلْمِيعَادَ ) ( لاَ يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فِى ٱلْبِلَٰدِ * مَتَٰعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ ٱلْمِهَادُ ) اللهُ U لا يخفى عليه ما يَحدثُ في الشام ، وفي كُلِّ مكانٍ على أهلِ الإسلامِ ، من الظُلمِ الكثيرِ والجورِ الكبيرِ، واللهُ U على نصرِهم لقديرٌ، ( يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ إِن تَنصُرُواْ ٱللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبّتْ أَقْدَامَكُمْ * وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فَتَعْساً لَّهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَـٰلَهُمْ * ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُواْ مَا أَنزَلَ ٱللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَٰلَهُمْ * أَفَلَمْ يَسِيرُواْ فِي ٱلأَرْضِ فَيَنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَـٰقِبَةُ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ دَمَّرَ ٱللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلِلْكَـٰفِرِينَ أَمْثَـٰلُهَا * ذَلِكَ بِأَنَّ ٱللَّهَ مَوْلَى ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ وَأَنَّ ٱلْكَٰفِرِينَ لاَ مَوْلَىٰ لَهُمْ )

بارك الله لي ولكم في القران العظيم ،
ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم ، أقول ما تسمعون وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم منكلِّ ذنب ، فاستغفروه يغفر لكم إنه هو الغفور الرحيم








الحمد لله على إحسانه ، والشكرله على توفيقهِ وامتنانه ، وأشهد أن لا إله إلاَّ الله ، وحدهُ لا شريكَ لهُ ، تعظيماً لشانه ، وأشهد أنَّ نبينا محمّداً عبده ورسولُه ، الدّاعي إلى رضوانه ، صلّى الله عليه وعلى آلِه وأصحابِه وأعوانه ، وسلّم تسليماً مزيداً ، أمّا بعد : الأخوةُ في اللهِ فإنَّ الدَّهرَ طعمَانِ حلوٌ ومرٌّ ، والأيامَ طَرفانِ عُسرٌ ويُسرٌ، وكلُّ شدَّةٍ إلى رخاءٍ ، وكلُّ غَمرةٍ فإلى انجلاءِ ، وإنَّ بعدَ الكَدَرِ صفوًا، وبعد المطرِ صحوًا، والشمسُ تغيبُ ثم تشرقُ، والروضُ يذبلُ ثم يورقُ ، وللهِ أيامٌ تَنتَصِرُ من الباغي ، وتنتقمُ من العَاثي، ومن عَرفَ اللهَ في الرخاءِ ، عرفَهُ في الشدائدِ ، وصرفَ عنه المكائدِ ، وحفظَهُ وهو نائمٌ وقائمٌ وصاحٍ وراقدٌ ، فتحلَّوا بالطاعةِ ، والتزموا الجماعةَ ، واعلموا أنَّ مَنْ فعلَ ما شاءَ ، لقيَ ما ساءَ ، ومن أصلحَ فَاسِدَهُ أَهلَكَ حَاسِدَهُ، ولا أحسنُ من لزومِ الكتابِ والسُّنةِ ، على نهجِ سلفِ الأمةِ،واعلموا إنَّ أصدقَ الحديثِ كلامُ الله وخيرَ الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم ، وشرَّ الأمورِ مُحدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار عياذاً بالله من النار ، ثم اعلموا رحمني الله وإياكم أن الله أمركم بأمر بدأ فيه بنفسه وثنى بملائكته المسبحة بقدسه وثلث بكم أيها المؤمنون من جنه وإنسه فقال سبحانه قولا كريما ( إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً ) اللهم صلي وسلّم وبارك على عبدك ورسولك محمّد ، صاحب الوجه الأنور ، والجبين الأزهر ، الشافع المُشَّفَعُ في المحشر ، ورضى اللهم عن الخلفاء ، الأءمة الحنفاء، أبي بكرٍ وعمر ، وعثمان وعلي وعن سائِرِ أصحابِ نبيّك أجمعين ، وعن التابعين ، وتابعيهم بِإحسانٍ إلى يومِ الدّين ، وعنّا معهم ، بمنك وفضلك ورحمتك ، يا أرح الراحمين ، اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين ، وحمي حوزة الدين ، واجعل هذا البلد رخاءً سخاءً ، وسائر بلاد المسلمين يا ربَّ العالمين ، وآمِنًّا في دورنا ، وأصلح أءمتنا وولاة أُمورنا ، وجعل وليتنا في عهد من خافك واتقاك ، واتبع رضاك ، برحمتك يا أرحم الرحمين ، اللهم عليك باليهود الحاقدين ، اللهم عليك بهم فإنّهم لا يُعجزونك ، اللهم زلزل الأرض من تحتهم ، وصُبَّ عليهم العذاب من فوقهم ، وقذف الرعب في قلوبهم ، وجعلهم عبرةً للمُعتَبرين ، اللهم أرنا فيهم يوماً كيومِ عادٍ وثمود ، اللهم احصهم عددا ، وقتلهم بددا ، ولا تُغادر منهم أحدا ، إنك على ذالك قدير وبالإيجابة جدير ، اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنيين والمؤمنات ، الأحياء منهم والأموات ، اللهم ربنا ( آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) عباد الله ( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْأِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ) فذكروا الله العظيم الجليل يذكركم ، واشكروهُ على نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله والله يعلم ما تصنعون

الشيخ/عبدالله السالم
23-02-2016, 09:23
ما قُدِّرَ واجبٌ، وما سُطِّرَ منتظَرٌ، ومهما يشأِ اللهُ يكنْ ، وما يَحكمُ به اللهُ يحقُّ، لا رافعَ لما وضعَ ، ولا واضعَ لما رفعَ، ولا مانعَ لما أعطى، ولا معطي لما منعَ، وما شاءَ ربُّنا صنعَ، فلا جزعَ ولا هلعَ، وإنما صبرٌ ومصابرةٌ ، وفألٌ