المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ماهو حالنا مع القرءان في شهر القرءان



الشيخ/عبدالله السالم
16-07-2013, 12:02
الحمد لله (الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيراً) و(تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجاً وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجاً وَقَمَراً مُنِيراً*وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُوراً) أشهد أن لا إله إلا هو وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ) (يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ) (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا*يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً): أما بعد :أيها الأحبةُ في اللهِ ، في رمضان ،كانَ جبريلُ عليهِ السلامُ يلقى النبيَّ r كلَّ ليلةٍ فيدارسُه ُالقرآنَ ، يدارسُهُ ُالكتابَ الذي جاءَ به من عندِ الله ، يقولُ تعالى (نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ * بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ) ويَقُولُ جلّتْ قُدرتُهُ (فَلا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ*وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ*إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ*فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ* لا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ * تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ):فَهَذَا القرانَ الكريمَ الذي بينَ أيديكُم أيُّها الأحبة ، هُوَ مَجْدُكم ، مَجدُ هذه الأمةِ ، وعِزُّها وكرامتُها ، وسعادتُها في الدنيا والآخرةِ ، من طلبَ المجدَ بغيرِهِ خُذِلَ ، ومن طلبَ العزةَ بغيرِه ذُلَّ ، ومن طلبَ الكرامةَ بدونِهِ أُهينَ ، ومن طلبَ السعادةَ بسواهُ شَقي ، يقولُ: المصطفى e { كِتَابُ اللَّهِ فِيهِ نَبَأُ مَا قَبْلَكُمْ ، وَخَبَرُ مَا بَعْدَكُمْ ، وَحُكْمُ مَا بَيْنَكُمْ ، هُوَ الْفَصْلُ لَيْسَ بِالْهَزْلِ ، هُوَ الَّذِي مَنْ تَرَكَهُ مِنْ جَبَّارٍ قَصَمَهُ اللَّهُ ، وَمَنِ ابْتَغَى الْهُدَى فِي غَيْرِهِ أَضَلَّهُ اللَّهُ ، فَهُوَ حَبْلُ اللَّهِ الْمَتِينُ ، وَهُوَ الذِّكْرُ الْحَكِيمُ ، وَهُوَ الصِّرَاطُ الْمُسْتَقِيمُ ، وَهُوَ الَّذِي لَا تَزِيغُ بِهِ الْأَهْوَاءُ ، وَلَا تَلْتَبِسُ بِهِ الْأَلْسِنَة ، وَلَا يَشْبَعُ مِنْهُ الْعُلَمَاءُ ، وَلَا يَخْلَقُ عَنْ كَثْرَةِ الرَّدِّ ، وَلَا تَنْقَضِي عَجَائِبُهُ ، وَهُوَ الَّذِي لَمْ يَنْتَهِ الْجِنُّ إِذْ سَمِعَتْهُ أَنْ قَالُوا ( إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا ) ، هُوَ الَّذِي مَنْ قَالَ بِهِ صَدَقَ ، وَمَنْ حَكَمَ بِهِ عَدَلَ ، وَمَنْ عَمِلَ بِهِ أُجِرَ ، وَمَنْ دَعَا إِلَيْهِ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ } [ أخرجه الدارمي ] ووصفَهُ اللهُ عزَّ وجل ، بأنَّه كريمٌ ، وبأنَّه عظيمٌ ، وبأنَّه مجيدٌ ، وبأنَّه مباركٌ ، وبأنَّه هُدَى ونورٌ وفرقانٌ ، وبأنه ذِكرٌ ومبينٌ ، وبأنه تبيانٌ لكلِ شئٍ ، وموعظةٌ ، وشفاءٌ لما في الصدورِ ، وبأنه مُصدقٌ لما بين يديهِ من الكُُتُبِ ومُهيمنٌ عليه ، وقالَ عز وجلَّ (قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْأِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً) وكفى بذلكَ عظمةً ، كيف لا ! وهو كلامُ اللهِ عز وجل ، وقد تحدى بِهِ المكذبينَ من العربِ ، وهم زُعمَاءُ الفصاحةِ والبلاغةِ ،تَحدَاهُم أن يأتوا بمثلِ هذا القرانِ ، أو بعشرِ سُورٍ مثلِهِ ، أو بسورةٍ واحدةٍ ، أو بأقلِّ من ذلك ،قَالَ عز وجل (فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ) فعجزوا عن ذلك ،يقولُ اللهُ عزَّ وجلَّ لنبيه e (وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ)وبشرَ اللهُ جلَّ وعلا الناسَ عامةً ، بإنزالِ هذا الكتابِ الحكيم ، فقال جل في عُلاه: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ) وخَصَّ المؤمنين لكونهم المنتفعينَ من هذا القرآن ، وإلاَّ فإنَّ القرآنَ رحمةٌ لكلِ أحد ،خَصّهُم بقولِهِ تعالى ( قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدىً وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمىً أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ) ثم قال سبحانه وتعالى بعد هذه البشارةِ والبيان،(قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ) فتلقى رسولُ اللهe هذه البِشَارةَ بالفرحِ الشديد ، فكان فَرِحاً بكتابِ الله جل وعلا ، وفَرِحاً بِنَعَمِهِ سبحانه وتعالى ، وما خصَّهُ الله بهِ ، من هذا الفضلِ العظيم ، وفَرِحتْ به الأمةِ ، من صحابةِ رسول الله e، فكان هذا الكتابُ ، من أعظمِ النَّعمِ عليهِم ، وفَرِحَ به التَّابِعُونَ ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يومِ الدين ، لِمَا يتَمَتَعَ بهِ من الأوصافِ العظيمةِ ، التي تكفُلُ للنَّاسِ سعادةُ الدارينِ ، سعادةُ الدُّنيا وفوزُ الآخرة ، فإنَّ هذا الكتابَ لا يقتَصِرُ نفعُهُ على دارِ القرارِ ، الدارِ الآخرة فَحسب ، بل يجدُ المؤمنُ ثِمَارَهُ في الدُّنيا قَبَلَ الآخرة ،يقولُ ابن مسعودٍ رضي الله عنه: "إذا سمعتَ اللهَ جل وعلا في كتابِهِ يقولُ: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) فأرعْها سمعَكَ يعني أصغِ إليها ، فهي إمَّا خيرٌ تُؤمرُ بهِ ،أو شرٌ تُنهى عنه"، وهذا لكونِهم أخذوا القرآنَ للتلقي والعملِ ، وأَنَّ كُلَّ ما فيهِ ، خِطابٌ لكلِ مَنْ سَمِعَهُ ، خِطابٌ لكلِ من بلغَهُ ، وليس المخاطَبُ فيهِ قومٌ مَضُوا ،أضف إلى ذلك شَرفُ تلاوةِ القرءان ، فَإنَّ ،قِراءةَ القرآنِ شَرفٌ لكَ ما بَعدَهُ شرفٌ ، يقولُ عليه الصلاةُ والسلامُ في الحديثِ [المتفقِ عليه ] من حديثِ عائشةَ رضي اللَّهُ عنها { الَّذِي يَقرَأُ القُرْآنَ وَهُو ماهِرٌ بِهِ معَ السَّفَرةِ الكرَامِ البررَةِ ، والذي يقرَأُ القُرْآنَ ويتَتَعْتَعُ فِيهِ وَهُو عليهِ شَاقٌّ له أجْران }وفي الترْمذي وقالَ : حديثٌ حسنٌ صحيحٌ ] منْ حديثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه ، عَنِ النَّبِيِّe قَالَ : { يَجِيءُ الْقُرْآنُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، فَيَقُولُ يَا رَبِّ حَلِّهِ ، فَيُلْبَسُ تَاجَ الْكَرَامَةِ ، ثُمَّ يَقُولُ يَا رَبِّ زِدْهُ ، فَيُلْبَسُ حُلَّةَ الْكَرَامَةِ ، ثُمَّ يَقُولُ يَا رَبِّ ارْضَ عَنْهُ ، فَيَرْضَى عَنْهُ ، فَيُقَالُ لَهُ : اقْرَأْ وَارْقَ وَتُزَادُ بِكُلِّ آيَةٍ حَسَنَةً }ويصدقُ ذلك حديثُ أَبي أُمامَةَ رضي اللَّهُ عنهُ قال : سمِعتُ رسولَ اللَّهِ e يقولُ { اقْرَؤُوا القُرْآنَ فإِنَّهُ يَأْتي يَوْم القيامةِ شَفِيعاً لأصْحابِهِ } [ أخرجه مسلم ] وعَن النَّوَّاسِ بنِ سَمعانَ رضيَ اللَّه عنهُ قال : سمِعتُ رسول اللَّهِ e يقولُ : {يُؤْتى يوْمَ القِيامةِ بالْقُرْآنِ وَأَهْلِهِ الذِين كانُوا يعْمَلُونَ بِهِ في الدُّنيَا تَقدُمهُ سورة البقَرَةِ وَآل عِمرَانَ ، تحَاجَّانِ عَنْ صاحِبِهِمَا } فماهو حالُنا مع هذا القرءانِ العظيم ؟ في شهرِ القرءانِ. من النّاسِ أيّها الأحبه : من لا يقرأُ من القرءانِ ، إلاَّ مايقرأُهُ في صلاتِهِ فقط ، ومن الناسِ من يَختمُ القرءانَ كلَّ ثلاثةِ إيامٍ ، في رمضانَ وغيرِهِ ، كان داودَ الطائيُّ من السلف ، يَستفُّ الفتيتَ، يأكلُ فُتاتَ الطعامِ، ويقولُ: بَينَ سفِّ الفتيتِ ، وأكلِ الخبزِ قراءةُ خمسينَ آيةً ، هكذا كانوا عليهم رحمةُ الله،كيفَ لو اطّلعوا علينا ، ماذا يقولونَ ؟ ، في هذا الشهرِ المباركِ خاصةً ، وفي سائرِ أيامِ السنةِ عامةً ، ولاحولَ ولاقُوةَ إلاَّ بالله..
بارك الله لي ولكم في القرءان العظيم
الحمد لله على إحسانه ، والشكر له على توفيقهِ وامتنانه ، وأشهد أن لا إله إلاَّ الله ، وحدهُ لا شريكَ لهُ ، تعظيماً لشانه ، وأشهد أنَّ نبينا محمّداً عبده ورسولُه ، الدّاعي إلى رضوانه ، صلّى الله عليه وعلى آلِه وأصحابِه وأعوانه ، وسلّم تسليماً مزيداً ،أمَّا بعدُ :أيُّها الإحبةُ في الله ،ها نحنُ في هذا الشهر الكريم ، وكتابُ اللهِ يُتلى فيه بين أظهرِنا، ويَتَردَدُ في أسماعِنا، وهو القرآنُ ، الذي لو أُنزلَ على جبلٍ ، لرأيناهُ خاشعاً يتصدعُ، كما قال تعالى ( لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُتَصَدِّعاً مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) ولكِنَّ الرَّانَ قد رانَ على القلوبِ ، فلا قلوبَ تَخشعُ ، ولا عُيونَ تَدمعُ ، خَلتْ القلوبُ من التَّقوى ، فهي خَرابٌ بلقعُ ، وتراكمتْ عليها الذنوبُ ، فهي لا تُبصرُ ولا تسمعُ ،واللهُ عزَّ وجلَّ يقُول (وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِنَ الْجِنِّ وَالْأِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ) كم تُتلى علينا آياتُ القرآنِ ، وقلوبُنا كالحجارةِ أو أشدُّ قسوةً، واللهُ عزَّ وجلَّ يقُولُ ( وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ) وكم يتوالى علينا من رمضانٍ ، وحالُنا فيه كحالِ أهلِ الشَّقوةِ،الّذين يقولون (رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْماً ضَالِّينَ) أين نحنُ من قومٍ إذا سمعوا داعيَ اللهِ أجابوا الدَّعوةَ ؟ وإذا تُليتْ عليهم آياتُ اللهِ وَجِلتْ قلوبُهم وزادتْهم إيمانا، وإذا صاموا ، صامتْ منهم الألسنةُ والأسماعُ والأبصارُ، يقُولُ تعالى ( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ)يقولُ عبدالله بن الشّخير " رأيت رسول الله e يصلي بنا ، أي بالصَّحابةِ رضي اللهُ عنهُم وفي صدره أزيز كأزيز المرجل من البكاء ، أوليسَ لنا فيهم اقتداءٌ وأُسوةٌ ؟ اللهم ألبسنا به الحلل ، وأسكنا به الظلل ، واجعلنا به يوم القيامة من الفائزين ، وعند النعماء من الشاكرين ، وعند البلاء من الصابرين ، اللهم حبِّب إلينا وإلى أبناءِنا تلاوتِهِ وحفظه والتمسكَ به، واجعلْهُ نُوراً على درب حياتِنا، برحمتك يا أرحم الراحمين ، اللهم صلِّ وسلمْ وأنعمْ وأكرمْ وزدْ وباركْ ، على عبدِك ورسولِكَ محمدٍ ، وارضَ اللهم عن أصحابِهِ الأطهارِ ، ما تعاقبَ الليلُ والنهارُ ، أبي بكرٍ وعمرَ وعثمانَ وعليٍّ ، وعن سائرِ أصحابِ نبيِّك أجمعين ، وعن التابعينَ وتابعِيهم بإحسانٍ إلى يومِ الدينِ ، وعنَّا معَهم بمنِّكَ وفضلِكَ ورحمتِكَ يا أرحمَ الراحمينَ .اللهم أعزَّ الإسلامَ المسلمينَ ، ودمرْ أعداءَ الدينِ من اليهودِ والنصارى ، وجميعِ الكفرةِ الملحدينَ ، اللّهُم يا عظيمَ العفوِ ، ويا وسعَ المغفرةِ ، ويا قريبَ الرّحمةِ ، ويا ذا الجلالِ والإكرامِ ، هبْ لنا العافيةَ ، في الدُنيا والآخرةِ ، اللّهُم اجعلْ رزقَنَا رغداً ، ولا تُشمتْ بنا أحداً ، اللهم إنا نسألُكَ ، بعزِّكَ الذي لا يرامُ ، وملكِكَ الذي لا يُضامُ ، وبنورِكَ الذي ملأ أركانَ عرشِكَ ، أن تكفيَنا شرَّ ما أهمَنا وما لا نهتمُ به ، وأن تعيذَنا من شرورِ أنفسِنا ومن سيئاتِ أعمالِنا ، اللهم رَغّبْنا فيما يبقى ، وَزَهّدْنا فيما يفنى ، وهبْ لنا اليقينَ ، الذي لا تسكنْ النفوسُ إلا إليهِ ، ولا يُعوَّلُ في الدينِ إلا عليهِ ، اللهم اجعلْ بَلدَنا هذا آمناً مطمئناً ، وسائرَ بلادِ المسلمينَ ، اللهم أيدْ إمامَنا بتأيدِكَ ، وانصرْ بهِ دينَكَ ، ووفقْهُ إلى هُدَاكَ ، واجعلْ عمَلَهُ في رضاكَ ، وارزقْهُ اللهم البطانةَ الصالحةَ الناصحةَ ، التي تدلُهُ على الخيرِ ، وتعينه عليه، اللهم أرحمْ موتانا ، وعافي مُبتلانا ، واقضِ الدينَ عن مدينِنا ، وردَّ ضالَنا إليكَ رداً جميلاً ، ( رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ) (ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار) ، عبادَ اللهِ إن اللهَ يأمرُ بالعدلِ والإحسانِ وإيتاءِ ذا القربى وينهى عن الفحشاءِ والمنكرِ والبغي يعظُكم لعلكم تذكرونَ ( وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ