المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وفد الله 1433هـ



الشيخ/عبدالله السالم
12-10-2012, 14:38
الحمد للهِ الذي أحكمَ بحكمتِهِ ، ما فطرَ وما بنى وقربَّ من خلقِهِ برحمتِهِ ، من تقربَ ودنا ، ورضيَ بالشكرِ من بريتِهِ ، لنعمِهِ ثمناً أمرَنا بعِبَادَتِهِ لا لحاجتِهِ ، بل لنا ، يغفرُ الخطايا ، لمن أساءَ وجنا ، أحمدُهُ مُسِراً للحمدِ ومُعلِناً ، أشهدُ أن لا إله إلاَّ هو، يجزلُ العطايا لمن كان محسِناً ، وأشهدُ أن محمداً عبدُهُ ورسولُهُ ، إمامَ الهدى ، صلى اللهُ عليه وعلى آلِهِ وأصحابِهِ الأمناءِ ، وسلَّم تسليماً كثيراً:(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ) (يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ) (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا*يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً):أمّا بعدُ : أيها الإخوةُ في اللهِ: روى ابنُ ماجةَ في سُننِهِ ، عن عبدِ اللهِ بنِ عمرَ t أن رسولَ اللهِ e قالَ: {الغازي في سبيلِ اللهِ ، والحاجُ ، والمعتمرُ ، وفدُ اللهِ ، دعاهم فأجابوهُ ، وسألوهُ فأعطاهم } وهَا هُم وفدُ اللهِ ، يتتابعُونَ فُراداً وجماعاتٍ ، قد يَمْمَوا وَجُوهَهم شطرَ بيتِ اللهِ ، وعَلَّقُو قلوبَهُم باللهِ ، نَعَمْ ، إِنَّهم وفدُ اللهِ ، وَهُم الموعودونَ بكرمِ اللهِ ، إنَّ الحجَّ ، إيُّها الأحبةُ في الله ، رُكنٌ من أركانِ الإسلامِ الخمسةِ ، يَجبُ على المسلمِ المُستطيعِ ، المُبادرةُ إليهِ ، حتى لا يأثم ، يقولُ سبحانه ، (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنْ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْ الْعَالَمِينَ )ويقولُ سُبحانهُ (وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ) ويقولُ المُصطَفى e { تعَجلوا الحجَّ فإنَّ أحدَكم لا يدري ما يعرضُ له }وبعضُ النَّاس رُبّما شارف على الستينَ من عُمرِه ولم يحجّ وهوَ قادِر ،والنبي e يقول كما عند التروذي من حديثِ أبي هريرة t{ أَعْمَارُ أُمَّتِى مَا بَيْنَ سِتِّينَ إِلَى سَبْعِينَ وَأَقَلُّهُمْ مَنْ يَجُوزُ ذَلِكَ }وعن عبدِ الرحمنِ بنِ سابطةَ يرفَعُه { من مات ولم يحجْ حِجةَ الإسلامِ لم يمنعهُ مرضٌ حابِسٌ أوسُلطانٌ جائرٌ أو حاجةٌ ظاهرةٌ ، فليمُتْ على أيَّ حالٍ ، يهودياً أو نصرانياً} وقالَ عمرُ بنُ الخطّابِ رضيَ اللهُ عنه،[لقد هممتُ أن ابعثَ رِجالاً ، إلى هذه الأمصارِ ، فينظروا ، كُلَّ من كان له جِدَةٌ ، ولم يحجّ ،فيضربوا عليهم الجزيةَ ، ما هم بمسلمين ، ما هم بمسلمين] ،فيجبُ المبادرةُ والإسراعُ ، إلى أداءِ هذه الفريضةِ العظيمةِ ، سُئلَ النبيُّ e أيُّ الأعمالِ أفضلُ ؟ : قال {إيمانٌ باللهِ ورسُلِه} قِيل ثم ماذا ؟ قال {جِهادٌ في سبيلِ اللهِ }قيلَ ثمَّ ماذا..؟ قال {حجٌ مبرورٌ} رواه البخاريُّ ، وحثَّ عليه الصّلاةُ والسّلامُ ، على التزوّدِ من الطّاعاتِ ، والمتابعةِ بينَ الحجِّ والعمرةِ ، فقال {تابعوا بين الحجِّ والعمرة فأنهما ينفيان الفقرَ والذّنوبَ كما ينفي الكيرُ ،خبثَ الحديدِ والذّهبِ والفضّةِ، وليس للحجِ المبرورِ ثواباً إلاّ الجنّة} فَبُشرَاكُم ياحَجِيجَ بيتِ اللهِ ،وهنيئاً لكم . بُشرَاكُم إجابةُ الدَّعوةِ، وهنيئاً لكم مَغفِرةُ الذنوبِ ،أمَّا الفَقرُ فقد أَوغلَ في الهروبِ . إِنَّها الذّنوبُ تُغْسلُ فَلا يَبَقى على الجسدِ بعدَها من دَرنٍ .في الصحيحينِ من حديثِ أبي هريرةَ t أن النبيَّ e قالَ: {من حجَ فلم يرفثْ ولم يفسقْ رجعَ من ذنوبِهِ كيومِ ولدتْهُ أمُّهُ}أَمَاَ إِنَّ فَضلَ اللهِ الواسعَ ، لم يَقفْ عند حدِّ الدنيا ، بل تَعَدَّاهَا إلى الآخرةِ ، تأملوا ـ يا رعاكم اللهُ ـ في هذا الحديثِ الذي رواهُ الشيخانِ من حديثِ أبي هريرةَ t أن رسولَ اللهِ e قالَ: {الحجُ المبرورُ ليس له جزاءٌ إلا الجنةَ}فيا لكرمِ اللهِ، جَنَّةٌ عرضُها السماواتُ والأرضُ تُنالُ بِحَجةٍ مَبرُورةٍ ، فَكيفَ تطيبُ نفسُ المؤمنِ ؟ أن يترُكَ الحجَ ، مع قُدرَتِهِ عليه ؟ بمالِهِ وبَدَنِهِ ، وَهو يعلمُ ، أنهُ من فرائضِ الإسلامِ وأركانِهِ ، .. وكيف يبخلُ بالمالِ على نفسِهِ ، في أداءِ هذه الفريضةِ ؟ وَهُوَ يُنفِقُ الكثيرَ مِنْ مَالِهِ .. فِيمَا تَهواهُ نفسُهُ ، وكيفَ يُوفِّرُ نفسَهُ عن التعبِ في الحجِّ ؟ وَهُوَ يُرهِقُ نفسَهُ في التعبِ في أمُورِ دُنياه ، وكيفَ يَتثَاقَلُ فريضةَ الحجِّ ، وَهُوَ لا يَجِبُ في العُمرِ، سِوى مرةً واحدَةً ؟ وكيف يَترَاخى ويُؤخرُ أداءَهُ وَهُوَ لا يدري ، لعَلَّهُ لا يستطيعُ الوصولَ إليه بَعَد عامِهِ هذا ؟ ألا فاتقوا اللهَ عِبادَ اللهِ ، وأدَوا ما فرضَ اللهُ عليكم من الحجِ تَعبُداً للهِ تعالى ورضاً بِحُكمِهِ ، وسمعاً وطاعةً لأمرهِ ، بارك الله لي ولكم في القرءان العظيم
الحمد لله على إحسانه ، والشكرله على توفيقهِ وامتنانه ، وأشهد أن لا إله إلاَّ الله ، وحدهُ لا شريكَ لهُ ، تعظيماً لشانه ، وأشهد أنَّ نبينا محمّداً عبده ورسولُه ، الدّاعي إلى رضوانه ، صلّى الله عليه وعلى آلِه وأصحابِه وأعوانه ، وسلّم تسليماً مزيداً ، أمّا بعد : أيها الأحبةُ في الله : أفضلُ أيامِ الدُنيا ، أيَّامُ عشرِ ذي الحُجةِ ، فقد صحَّ عن المُصطفى r : أنَّه قال { أفضلُ أيامِ الدُنيا أيامُ العشرِ} وهي التي نزلَ فيها قولُ اللهِ عزَّ وجلَّ ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الْإِسْلَامَ دِينًا ) وأَقسَمَ بها جلَّ وعلا في كتابِهِ ، في قولهِ تعالى: ( والفجرِ وليالٍ عشرٍ ) وإقسامُه بها ، دلالةٌ على مكانتِهِا عِندَه ، فهيَ أيامٌ مُعظّمةٌ في القُرآنِ والسُنَّةِ ، والعملُ المفضُولُ فِيها ، أَفضلُ من الفاضِلِ فيما سِواها مِنَ الأيامِ ، وهذهِ الأيّامُ تبدأُ بعدَ إيّامٍ قلائِل ،والصَّادقُ المصدوقُ r يقولُ ، كما عند البُخاري من حديثِ ابنِ عبَّاسٍ رضي اللهُ عنهما{ما من أيامٍ العملُ الصَّالحُ فيها أحبُ إلى اللهِ من هذه الأيامِ يعني عشرَ ذي الحجَّةِ قالوا : يا رسولَ اللهِ ولا الجهادُ في سبيلِ اللهِ ؟ قال: ولا الجهادُ في سبيلِ اللهِ إلا رجُلٌ خرجَ بنفسِهِ ومالِهِ ثُمَّ لم يرجعْ من ذلك بشيءٍ} فهنيئاً ثم هنيئاً لمن استغلَّ عشرِ ذي الحجةِ بالعملِ الصالِحِ وتَحَريَ الخير ، ِوأكثرَ من الذّكرِ والدعاءِ ،لحديثِ ابنِ عمرَ رضي الله عنهما ، عند أحمدَ رحمَهُ اللهُ ، وفيه { فأكثِروا فيهنَّ من التهليلِ والتكبيرِ والتحميدِ } وروى إسحاقُ رحمه اللهُ عن فُقهاءِ التابعين ، رحِمَهُم اللهُ جميعاً ، أنَّهم كانوا يقولون في أيامِ العشرِ ، اللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ , لا إله إلاَّ اللهُ واللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ ، وللهِ الحمدُ ، ويُستَحبُّ رفعُ الصَّوتِ بالتكبيرِ ،في الأسواقِ والدُّورِ والطُرقِ والمساجدِ ، وغيرِها لقولهِ تعالى (وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ ) وفي العَشرِ ، يومُ عرفةَ : قال :النبيُّ r فيه ،كما في حديثِ أبي قَتادةَ رضي اللهُ عنه ، الَّذي رواه الإمامُ مسلمُ{ صِيامُ يومِ عرفةَ احتسبُ على اللهِ أن يُكَفِّرَ السنةَ التي قبلَهُ والتي بَعدهُ }فيا إخوةَ الإسلامِ والعقيدةِ ، الإنسانُ خُلقَ في هذهِ الحياةِ الدُنيا ، ليعملَ ، ثُمَّ يُبعثُ يوم القيامةِ ، ليُجزى على عمله ، فهوا لم يُخـلقْ عبثا ، ولن يُتركَ سُدى ، وسوفَ يُحاسبُ عن مثقالِ الذَّرة يقولُ المولى جلَّ وعلا ( فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَه * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَه ) ولكِنَّ السَّعيدَ ، من قدَّمَ لنفسِهِ خيراً ، يجدُهُ عندَ اللهِ ذُخراً ، والشَّقيَ من قدَّمَ لنفسِهِ شراً ، تكونُ عاقِبتُهُ خُسراً ، فانظروا في أعمالِكُم ، وحاسِبوا أنفسَكُم ، وجدِّدوا العهدَ مع اللهِ ، وتوبوا توبةً نصوحا ، قبل انقضاءِ أعمارِكُم ، فإنَّ الموتَ نهايةُ العمل ، وبدايةُ الجزاءِ ،وصَلّوا وسلموا على من أمرتم بالصلاةِ والسلامِ عليه ، فإنَّ اللهَ أمركم بأمر بدأ فيه بنفسه ، وثنى بملائكته المسبحةِ بِقُدسِهِ وثَلَّثَ بكم أيها المؤمنون من جِنِّهِ وإنسه فقال سبحانه قولا كريما ( إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً ) وقد قال عليه الصلاةُ والسلامُ { حيثما كنتم فصلوا عليَّ فإنَّ صلاتَكم تبلغني }وقال{ من صلى علي صلاةً صلى اللهُ عليه بها عشراً } اللهم صلي وسلّم وبارك على عبدك ورسولك محمّد ، صاحب الوجه الأنور ، والجبين الأزهر ، الشافع المُشَّفَعُ في المحشر ، ورضى اللهم عن الخلفاء ، الأءمة الحنفاء، أبي بكرٍ وعمر ، وعثمان وعلي وعن سائِرِ أصحابِ نبيّك أجمعين ، وعن التابعين ، وتابعيهم بِإحسانٍ إلى يومِ الدّين ، وعنّا معهم ، بمنك وفضلك ورحمتك ، يا أرح الراحمين ، اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين ، وحمي حوزة الدين ، واجعل هذا البلد رخاءً سخاءً ، وسائر بلاد المسلمين يا ربَّ العالمين ، وآمِنًّا في دورنا ، وأصلح أءمتنا وولاة أُمورنا ، وجعل وليتنا في عهد من خافك واتقاك ، واتبع رضاك ، برحمتك يا أرحم الرحمين ، اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنيين والمؤمنات ، الأحياء منهم والأموات ، اللهم إنا نسألُكَ ، وأنتَ في عليائِكَ وأنتَ اللهُ لا إلهَ إلى أنتَ ، أنتَ الغنيُّ ونحنُ الفقراءُ إليكَ ، وأنتَ القويُّ ونحنُ الضعفاءُ بينَ يديكَ ،نَسألُكَ أن تُسقْنا الغيثَ ولا تجعلْنا من القانطينَ ، اللهم أغثْنا ، اللهم أغثْنا ، اللهم أغثْنا ، اللهم أغثنا غيثاً هنيئاً مريئاً مريعاً سحًّا غدقاً طبقا عاماً واسعاً مجللا، نافعاً غير ضار، عاجلا غير آجل، اللهم سقيا رحمة لا سقيا عذاب ولا بلاءٍ ولا هدم ولا غرق.اللهم اسقِ عبادَكَ وبهائِمَكَ، وانشرْ رحمتَكَ، وأحي بلدَكَ الميتَ ، اللهم أنبتْ لنا الزرعَ، وأدرَّ الضرعَ، وأسقنا من بركاتِكَ، وأنزلْ علينا من بركاتِ السماءِ، وأخرجْ لنا من بركاتِ الأرضِ ، اللهم ارحمْ الشيوخَ الرُّكعْ ، والأطفالَ الرضعْ والبهائمَ الرُّتعْ ، اللهم سقيا رحمةٍ ، لا عذابٍ ولا هدمٍ ولا غرقٍ ، اللهم ربنا ( آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) عباد الله ( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْأِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ) فذكروا الله العظيم الجليل يذكركم ، واشكروهُ على نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله والله يعلم ما تصنعون




الخطبة بصوت الشيخ....


http://abosami.com/pro/wfd3.mp3

سالم الظفيري
13-10-2012, 01:54
جزاك الله خير يا شيخنا الفاضل

وبارك فيك