المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شعورُ الجسدِ الواحدِ ، والأمةِ الواحدةِ ، والتبرع السخي من خادم الحرمين الشريفين حفظه



الشيخ/عبدالله السالم
01-08-2012, 15:10
إن الحمدَ للهِ نحمدُهُ ونستعينُهُ ونستغفرُهُ ، ونعوذُ به من شرورِ أنفسِنا ومن سيئاتِ أعمالِنا ، من يهدِهِ اللهُ فلا مضلَّ له ومن يضللْ فلا هاديَ له ، وأشهدُ أن لا إله إلا اللهُ وحده لا شريكَ له وأشهدُ أن محمداً عبدُهُ ورسولُهُ ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ) (يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ) ( يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا*يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً ): أما بعد : أيُها الأخوةُ في الله بينما الصحابةُ جلوسٌ حولَ رسولِ اللهِ e في صدرِ النهارِ، ينهلونَ من فيضِ خُلُقِهِ وعلمِهِ, إذ دخلَ عليهم قومٌ حُفاةٌ عراةٌ، مُجتَابي النَّمارِ أو العباءِ، فعباءةُ أحدِهِم لا تكادُ تسترُ بعضَ جسدِهِ ، مُتقلدي السّيُوفَ، عامتُهُم من مُضرٍ، بل كلُّهم من مُضرٍ، بِهِم من الفاقةِ ما لا يعلمُهُ إلا اللهُ ، قد تناوشَهُم العَوَزُ والحاجةُ ، ودفعَهم الجوعُ والفقرُ ، حتى ساقَهُم اللهُ إلى أكرمِ الخلقِ ، وأرحمِ النَّاسِ بالنَّاسِ ، جاءوا وقد أَحسَنُوا المجيءَ، وأفلحوا في الاختيارِ ، فَلمَّا رآهم صلواتُ ربي وسلامُهُ عليهِ تَمَعَّرَ وجهُهُ ، ثم دخلَ بيتَهُ وخرجَ ، مضطربَ الحالِ ، مُنشغلَ التفكيرِ، مهموماً مغموماً، فأمرَ بلالاً فأذنَ وأقامَ، فصلى ثم خطبَ فقال: {(يَاأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱتَّقُواْ رَبَّكُمُ ٱلَّذِى خَلَقَكُمْ مّن نَّفْسٍ وٰحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ ٱلَّذِى تَسَاءلُونَ بِهِ وَٱلأَرْحَامَ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً) (يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ إِنَّ ٱللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) تصدقَ رجلٌ مِنْ دِينَارِهِ، من درهمِهِ، من ثوبِهِ، من صاعِ بُرِّهِ، من صاعِ تمرِهِ ـ حتى قال: ـ ولو بشقِّ تمرةٍ} قال جريرٌ: [فجاءَ رجلٌ من الأنصارِ بِصُرَّةٍ كادتْ كفُّهُ تعجزُ عنها، بل قد عَجَزَتْ، قال: ثم تتابعَ الناسُ، حتى رأيتُ كَومينِ مِنْ طَعَامٍ وثيابٍ ، حتى رأيتُ وجهَ رسولِ اللهِ e يتهللُ كأنه مُذَهّبةٌ] هُنا انفَرَجَتْ أساريرُهُ عليه الصلاةُ والسلامُ، وزالَ همُّهُ وانزاحَ غمُّهُ، وهو يرى أبناءَ أمتِِهِ يشعرونَ بحاجةِ إخوانِهم ، ويهتمونَ لهمِّهِم ، ويَرسِمُونَ في صُورةٍ رائعةٍ ، شعورَ الجسدِ الواحدِ ، والأمةِ الواحدةِ ،وهاهُم إخوانكم في الشام ، تناوشَهُم العوزُ والحاجةُ ، ودفعَهم الخوفُ الجوعُ ، إلى التدفقِ إلى الحدودِ المُجاورةِ لَهُم ، فقَامَ خادمُ الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله -بِحَملةٍوطنيةٍ سَعوديةٍ ، لنُصرةِ الأشقاءِ في سوريا ، وتبرّعَ بتَبَرُعٍ سخي ، قَدرُهُ عشرونَ مليون ريال ، وقدم صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيسمجلس الوزراء وزير الدفاع ، تبرعاً سخياً قدره عشرةُ ملايين ريال للحملة، وبعدَ ذلكتوالت التبرعات من المؤسسات والشركات ، والمواطنين والمقيمين في جميعِ مناطقِ ومحافظاتِ المملكةِ ولا تزال ، استجابةً للهِ ورسُلِهِ ، ولتوجيه خادم الحرمين الشريفين لنصرة الأشقاء في سوريا , انطلاقاً من تَعليم دِيننا الحنيف ، فَهذا هو الإسلام ، وهذا هوَ شعورَ الجسدِ الواحدِ ، والأمةِ الواحدةِ،قال عليهِ الصلاةُ والسلام{ مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِى تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى }رواه مسلمٌ في صحيحه . من حديثِ النعمان بن بشير رضي الله عنه ، إنَّها الصَّدقةُ : شعارُ المتقين، ولواءُ الصالحينَ المصلحينَ , زكاةٌ للنّفُوسِ، ونَماءٌ في المالِ، وطُهرةٌ للبدنِ ومَرضاةٌ للربِّ ، بها تُدفعُ عن الأمةِ البلايا والرزايا ، وتُطَهِّرُ القلوبَ من أدرانِ التعلقِ بهذه الدُّنيا وَأَوضَارِها ، وشَهوَاتِها ومَلذَاتِها.يقولُ تعالى (خُذْ مِنْ أَمْوٰلِهِمْ صَدَقَةً تُطَهّرُهُمْ وَتُزَكّيهِمْ بِهَا وَصَلّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَوٰتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ وَٱللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) وها نحن في موسمِ الطاعةِ ، وميدانِ العبادةِ ، ومجالِ الصدقةِ ، وهناكَ على المستوى الوطني ، لجنةٌ وطنيةٌ لرعايةِ السُجناء ، [تراحُم]نُهيبُ بالإخوةِ في دعمها ، لأنَّ هذا وجهٌ من أوجه البر ، في هذا الشهرِ الكريم ، كان القدوةُ نبينا محمد e أجودَ الناسِ بالخيرِ، وكان أجودَ ما يكونُ في رمضانَ ، وفي تَضَاعُفِ جُودِهِ e في شهرِ رمضانَ ، فوائدُ كثيرةٌ:منها: شَرفُ الزّمَانِ ، ومُضاعفةُ أَجرِ العَمَلِ فيه ، فإنَّ العملَ يَشرفُ ، ويزدادُ ثَوَابُهُ لِشَرفِ الزمانِ ، أو المكانِ ، أو لِشرفِ العَاملِ وكثرةِ تَقواه ، أَنَّ شهرَ رمضانَ أيّها الأحبة ، شهرٌ يَجودُ اللهُ فيه على عبادِهِ ، بالرحمةِ والمغفرةِ والعِتقِ من النَّارِ ، واللهُ تعالى يرحمُ من عبادِهِ الرحماءُ.كما قال e: {إنما يرحمُ اللهٌ من عبادِهِ الرحماءُ}.فمن جادَ على عبادِ اللهِ ،جادَ اللهُ عليه بالعطاءِ والفضلِ ، والجزاءُ من جنسِ العملِ ، والْجَمعُ بين الصَّيامِ والصَّدقةِ ، من مُوجِباتِ الجنّةِ ، ففي صحيحِ مسلمٍ عن أبي هريرةَ y عن النبي e أنه قال: {مَنْ أصبحَ مِنكُم اليومَ صَائِما ؟ قال أبو بكرٍ: أنا، قال: من تَبِعَ منكم اليومَ جَنازةٍ ؟ قال أبو بكرٍ: أَنَا، قال: من تصدقَ بصدقةٍ ؟ قال أبو بكر: أنا، قال فمن عادَ منكم مريضاً ؟ قال أبو بكرٍ: أنا، قال : ما اجتمعتْ في امرئٍ إلا دخلَ الجنةَ} و{الصدقةُ تُطفئُ الخطيئةَ } وَبِما أَنَّ الصِّيامَ لا بُدَّ أن يَقعَ فيه خَللٌ أو نقصٌ ، فالصدقةُ تجبرُ ما فيه من النَّقصِ والخللِ ، ولهذا وجَبَ في آخرِ شهرِ رمضانَ زكاةُ الفطرِ، طُهرةً للصائمِ من اللّغوِ والرّفثِ ،ألا فقدموا لأنفسكم خيرا ، تجدوه عند الله ذخراً (وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْراً وَأَعْظَمَ أَجْراً وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) بارك الله لي ولكم في القرءان العظيم










الحمد لله على إحسانه ، والشكرله على توفيقهِ وامتنانه ، وأشهد أن لا إله إلاَّ الله ، وحدهُ لا شريكَ لهُ ، تعظيماً لشانه ، وأشهد أنَّ نبينا محمّداً عبده ورسولُه ، الدّاعي إلى رضوانه ، صلّى الله عليه وعلى آلِه وأصحابِه وأعوانه ، وسلّم تسليماً مزيداً:أما بعد : روى البخاريُ ومسلمٌ عن أبي هريرةَ رضي اللهُ عنه, عن النبي e قالَ: {سبعةٌ يُظلُّهُم اللهُ في ظلِّهِ يومَ لا ظلَّ إلا ظلُّهُ}وذكرَ مِنهُم: { وَرَجلٌ تَصَدَّقَ بصدقةٍ فأخفاها حتى لا تعلمَ شِمَالُهُ ما تُنفقُ يَمينُهُ } ولهما عنه رضي اللهُ عنه أَنَّ رسولَ اللهِ e قال: {لا يَتَصَدقُ أحدٌ بِتَمرةٍ من كَسبٍ طَيّبٍ إلا أخذَها اللهُ بيمينِهِ، فَيُربيها كما يُربي أحدُكم فَلُوَّهُ أو قَلُوصَهُ حتى تكونَ مثلَ الجبلِ أو أعظمَ } هكذا أيُّها الأحبةُ في اللهِ ، يبقى أهلُ البذلِ والإنفاقِ ، هُم الْمُوفَقُونَ بأفضلِ المنازلِ وأَعلاَهَا، ويبقى الْمُمسِكُونَ المتخاذلونَ البُخلاءُ على نفوسِهم وذواتِهم بأخبثِ المنازلِ ،وقد ثبتَ في الصحيحين من حديث أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أنَّ رَسُولَ اللَّهِ -e- قال{ مَا مِنْ يَوْمٍ يُصْبِحُ الْعِبَادُ فِيهِ إِلاَّ مَلَكَانِ يَنْزِلاَنِ فَيَقُولُ أَحَدُهُمَا اللَّهُمَّ أَعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا. وَيَقُولُ الآخَرُ اللَّهُمَّ أَعْطِ مُمْسِكًا تَلَفًا} ومع هذهِ المدنيةِ الزائفةِ ، وتَعلّقِ القلوبِ بِهَا، ولهثِ النَّاسِ وراءَ الدُّنيا وانشغالِهم بها ، تعلوُ القلوبَ غِشاوةٌ ، وتَلفُها غَبرةٌ ، فَيَستَحْكمُ الشيطانُ على النّفوسِ، لِيُلقي بِوَسَاوسِهِ كُلَّمَا همَّ المسلمُ بالصدقةِ:قالَ لَهُ [أنتَ أحوجُ إلى جمعِ المالِ, والأيامُ تتقلبُ, وأنتَ اليومَ غنيٌّ وغداً فقيرٌ, فأمسكِ المالَ ليومٍ تحتاجُهُ فيه ، ثم أنتَ صاحبُ المالِ ، أنت الذي جمعتَهُ بكدِّكَ وعرقِ جبينِكَ ، فلماذا يستحوذُ عليهِ ذلك الفقيرُ ؟ بِلا عَنَاءٍ أو تعبٍ؟] فَتَنطَلي تِلكمُ الخِدَعُ والوساوسُ على المسكينِ ؛ لِيَرُدَّ مالَهُ في جيبِهِ , ويمضي لا يَلوي على شيءٍ ، وما عَلِمَ أَنَّ المالَ مالُ اللهِ؟! وكم من غَنيٍّ ما عَرفَ حقَّ اللهِ في مالِهِ ، أمسى مُعدَماً فَقيراً! وارقبوا النَّاسَ من حولِكم, فأحوالُهم صُورٌ وعِبرٌ, تشهدُ على أن الصدقةَ ثمرةٌ للمالِ وزيادةٌ وكَمْ نرى أيّها الأحبةُ في الله ، وتَرونَ ، ونَسمَعُ وتَسمَعُونَ ، مِنْ أَحوَالِ بعضِ النَّاسِ ، مِنْ الأيتامِ والأراملِ والمساكينِ ، ما يَتَقَطَّعُ لها الفؤادُ ، وتفتتُ على أهلِها الأكبادُ ، ولكن إذا سمعْنا هذا ، أَو رَأينَاهُ ، جلسَ أحدُنا يُقَلّبُ الأعذارَ، لِتَكُونَ تِلكَ الأعذارُ حَاجزاً لَهُ ، عن التّصَدُقِ والبذلِ ، فكلما رأى سائلاً تجنبَهُ ، وكلما أُلقيَ عليهِ بَابٌ مِنْ أبوابِ البذلِ ، تعلَّلَ وتهربَ ، فَتَمضي الأيامُ وتَتَعاقبُ الشهورُ ، ولم يُخْرِجْ ولو شيئاً يسيراً في سبيلِ اللهِ ، أليسَ هذا هو الحرمانُ ؟ بلى وربِّ الكعبةِ . قال الشعبيُ:رحمه الله [مَن لم يرَ نفسَهُ إلى ثوابِ الصَّدقةِ أحوجَ من الفقيرِ إلى صدقتِهِ , فقد أبطلَ صدقتَهُ ، وضَربَ بها وجهَهُ] فأنتَ المحتاجُ إلى صدقتِكَ, كيفَ لا؟ وأنتَ في ظلِّها يومَ القيامةِ ، كما أخبرَ الصادقُ المصدوقُ e ، إذاً فاخترْ لنفسِكَ اليومَ ، ما تَستَظِلُّ بها غَداً ، عِبَادُ الله ، صلوا رحمني اللهُ وإيَّاكم ، على الهادي البشيرِ ، والسراجِ المنيرِ ، كما أمرَكم بذلك اللطيفُ الخبيرُ ، فقال سبحانه قولاً كريما ( إِنَّ اللهَ وَملاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبيْ يَا أَيُّهَا الَّذِيْنَ آمَنُواْ صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) وقد قال عليه الصلاةُ والسلامُ { حيثما كنتم فصلوا عليَّ فإنَّ صلاتَكم تبلغني }وقال{ من صلى علي صلاةً صلى اللهُ عليه بها عشراً } اللهم صلِّ وسلمْ وأنعمْ وأكرمْ وزدْ وباركْ ، على عبدِك ورسولِكَ محمدٍ ، وارضَ اللهم عن أصحابِهِ الأطهارِ ، ما تعاقبَ الليلُ والنهارُ ، أبي بكرٍ وعمرَ وعثمانَ وعليٍّ ، وعن سائرِ أصحابِ نبيِّك أجمعين ، وعن التابعينَ وتابعِيهم بإحسانٍ إلى يومِ الدينِ ، وعنَّا معَهم بمنِّكَ وفضلِكَ ورحمتِكَ يا أرحمَ الراحمينَ اللهم أعزَّ الإسلامَ المسلمينَ ، ودمرْ أعداءَ الدينِ من اليهودِ والنصارى ، وجميعِ الكفرةِ الملحدينَ ، اللّهُم يا عظيمَ العفوِ ، ويا وسعَ المغفرةِ ، ويا قريبَ الرّحمةِ ، ويا ذا الجلالِ والإكرامِ ، هبْ لنا العافيةَ ، في الدُنيا والآخرةِ ، اللّهُم اجعلْ رزقَنَا رغداً ، ولا تُشمتْ بنا أحداً ، اللهم رَغّبْنا فيما يبقى ، وَزَهّدْنا فيما يفنى ، وهبْ لنا اليقينَ ، الذي لا تسكنْ النفوسُ إلا إليهِ ، ولا يُعوَّلُ في الدينِ إلا عليهِ ، اللهم اجعلْ بَلدَنا هذا آمناً مطمئناً ، وسائرَ بلادِ المسلمينَ ، اللهم أرحمْ موتانا ، وعافي مُبتلانا ، واقضِ الدينَ عن مدينِنا ، وردَّ ضالَنا إليكَ رداً جميلاً ، ( رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ) (ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار) ، عبادَ اللهِ إن اللهَ يأمرُ بالعدلِ والإحسانِ وإيتاءِ ذا القربى وينهى عن الفحشاءِ والمنكرِ والبغي يعظُكم لعلكم تذكرونَ ( وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ)