المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خطبة استسقاء ليوم غد الموافق 28_3_1433هـ



الشيخ/عبدالله السالم
19-02-2012, 12:47
الحمد لله القائل ،(أَفَرَءيْتُمُ ٱلْمَاء ٱلَّذِى تَشْرَبُونَ *أَءنتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنَ ٱلْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ ٱلْمُنزِلُونَ *لَوْ نَشَاء جَعَلْنَـٰهُ أُجَاجاً فَلَوْلاَ تَشْكُرُونَ) وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ،القائل (قُلْ أَرَءيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْراً فَمَن يَأْتِيكُمْ بِمَاء مَّعِينٍ) وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ، بلّغ الرسالة ، وأدّى الأمانة ، ونصح الأمّة ، وجاهد في الله حقّ جهاده ، وتركنا على المحجّة البيضاء ، ليلُها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك ، صلى الله عليه ، وعلى آله وصحبه وأتباعه ، وسلّم تسليماً كثيراً ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ) (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً) (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً) أما بعد ::فإنَّ انحباسَ المطرِ علامةٌ على بُعدِ الناسِ عن ربِّهم ، وإعراضِهم عنْ خالقِهِم ، وتجافيهِم عن رازِقِهم جلَّ وعلا، لقد تمادي الناسُ في المعاصي ، وأسرفوا في المنكراتِ ، حتى حلَّ بِهِم هذا الابتلاءُ ، فانحبسَ الغيثُ ، وغارتِ الآبارُ وهلكتِ الأشجارُ ، وشََحُبَتِ الأوديةُ والقِفارُ ، وذهبتْ نظارةُ الأرضِ وهلكتِ الدوابُ والأنعامُ ، وصارتْ عبئاً على أصحابِها ، وغََلَتْ أسعارُها ، فكيفَ يبارزُ هؤلاءِ الخلقِ ، ربَّهم بالمعاصي ومنعِ زكاةِ أموالِهم ، وهمُ الذينَ لا قِوامَ لحياتِهِمْ بدونِ الغيثِ ، وقد يصابونَ بِجَهْدٍ وبلاءٍ ، لا يُدرِكُ عِظَمَهُ إلا من عانى الجدبَ المدقعَ والمَحْلَ المُصقعَ ، قُتلَ الإنسانُ ما أكفرَهُ ، ولكنَّ رحمةَ اللهِ مِدراكٌ ، ولطفَ اللهِ عظيمٌ ، إذْ شرعَ لعبادِهِ عبادةً مناسبةً لمثلِ هذه المآزقِ ، ولمثلِ هذا الضيقِ والضنكِ ، عبادةً يرجِعونَ بها إلى ربِّهم، يرفعونَ فيها شكواهُم ، ويطلُبونَ بها رضا مولاهُم؛ ألا وهيَ صلاةُ الاستسقاءِ،.وهي صلاةٌ تُشرعُ لسبَبِها الخاصِ بها، وهي مقيدةٌ بحدوثِ سبَبِها ، وهو انحباسُ الأمطارِ ، واحتياجُ الناسِ إليها، فعندماَ يدعوا وليُّ الأمرِ(خادمُ الحرمينِ الشريفينِ) حفظَهُ اللهُ ، إلى إقامةِ صلاةِ الاستسقاءِ ، عندَ تأخُرِ نزولِ المطرِ ، فهذا تأسِّياً بسنةِ النبيِّ عليه أفضلُ الصلاةِ والسلامِ ، أملاً في طلبِ المزيدِ من الجوادِ الكريمِ ، أن يُنعمَ بفضلهِ وإحسانِهِ بالغيثِ على أنحاءِ البلادِ ، فما أنْ يُعلنَ عن إقامةِ صلاةِ الاستسقاءِ ، إلا وتجدُ المؤمنينَ الأوابينَ ، يتسابقونَ لأدائِها ، ليسَ رغبةً في نزولِ المطرِ فحسب ، وليسَ رغبةً في أداءِ سنةٍ من السننِ فقط، إنما رغبةٌ في تجديدِ التوبةِ والولاءِ ، والضعفِ والعجزِ والإنقيادِ والطاعةِ ، لمن بيدِهِ ملكوتُ كلِّ شيءٍ ، يُظهرونَ تلكَ العبودياتِ ، أمامَ الخلقِ جميعاً ، بطريقةٍ مخصوصةٍ شرعَها اللهُ جل وعلا ورضِيَها ، وبينهاَ رسولُهُ الكريمُ  ، وهي معلومةٌ بتفاصيلِها لدى عامةِ المسلمينَ وخاصتِهم . فتجدُ المتسابقينَ لهذهِ الشعيرةِ ، قلوبُهُم قد مُلئتْ يقيناً باستجابةِ دعائِهِم ، وأُفعِمتْ يقيناً بتفريجِ ما حلَّ بِهِم .لأنَّ الإيمانَ والتّقوى سببُ النعمِ والخيراتِ ، وبهما تُفتَحُ بركاتُ الأرضِ والسماءِ ، ويتحقَّقُ الأمنُ والرخاءُ، (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنْ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ) [الأعراف:96]. والتّقوى هي الخوفُ من الجليلِ والعمَلُ بالتنزيلِ والقناعةُ بالقليلِ ، والاستعدادُ ليومِ الرحيلِ. نعم، الاستعدادُ للحياةِ الآخرةِ، والتي نسيها كثيرٌ من الناسِ ، في غمرةِ السعي اللاهِثِ ، وراءَ حُطامِ الدنيا ، والتنافسِ في زخرُفِها الزائلِ ، غافِلينَ عن الاستعدادِ ليومٍ لا ريبَ فيهِ، (يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا) [آل عمران:30]، يومٌ لا بيعٌ فيه ولا خُلَةٌ ولا شفاعَةٌ، يومٌ تشخَصُ فيه الأبصارُ، (يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَوَاتُ) [إبراهيم:48]، (يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَنْ نَفْسِهَا وَتُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ) [النحل:111]، (يَوْمَ يَدْعُوكُمْ فَتَسْتَجِيبُونَ بِحَمْدِهِ وَتَظُنُّونَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً) [الإسراء:52]، (يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ) [الحج:2]، (فَالْيَوْمَ لا يَمْلِكُ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ نَفْعًا وَلا ضَرًّا) [سبأ:42]، (يَوْمَ هُمْ بَارِزُونَ لا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِمَنْ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ) [غافر:16]، (الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ) [غافر:17] (يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاءُ مَوْرًا *وَتَسِيرُ الْجِبَالُ سَيْرًا) [الطور:9، 10]، (يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ) [الحاقة:18]، (يَوْمَ لا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئًا وَالأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ) [الانفطار:18لأجلِ ذِكرِ ذلك اليومِ والعَملِ لهُ فإنَّ اللهَ تعالى يذكِّرُ عبادَهُ إذا غفلوا، وينذرُهم إذا عصَوا، وقد أخبرَ سبحانَه أنّ ما يحلُّ بالبشرِ إنما هو من أنفسِهم ، يقولُ سُبحانه (أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ)ويقول، (وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ) [الشورى:30]. فاتّقوا اللهَ تعالى حقَّ التقوى، وتوبوا إليهِ واستغفروه.فَإنَّ شؤمَ المعاصي وبيلٌ ، وقد قالَ اللهُ تعالى في محكمِ التنزيلِ: (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) [الروم:41]، قال مجاهدٌ: "إنَّ البهائمَ لتلعَنُ عصاةَ بَني آدمَ إذا اشتدَّتِ السَّنةُ وأمسكَ المطرُ، وتقولُ: هذا بشؤمِ معصيةِ ابنِ آدمَ، وعَن أبي هريرةَ أنّه قالَ: (إنَّ الحبارَى لتموتُ في وكرِها من ظلمِ الظالمِ) ، كما أنَّ الشركَ مِن أعظمِ أبوابِ الفّقرِ واندثارِ الخيراتِ ومحقِ البركاتِ، يليهِ سفكُ الدمِ الحرامِ كما في آيةِ الفرقانِ: (وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا) [الفرقان:68].وقد استعاذَ النبيُّ  باللهِ أن يدركَ أصحابُهُ زمانَ ظهورِ الفاحشةِ والإعلانِ بها ونقصِ المكيالِ والموازينِ ومنعِ الزكاةِ، كما في حديثِ عبدِ اللهِ بنِ عمرَ رضي الله عنه قالَ: أقبَلَ علينا رسولُ اللهِ  فقالَ: { يَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ خَمْسٌ إِذَا ابْتُلِيتُمْ بِهِنَّ وَأَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ تُدْرِكُوهُنَّ لَمْ تَظْهَرِ الْفَاحِشَةُ فِى قَوْمٍ قَطُّ حَتَّى يُعْلِنُوا بِهَا إِلاَّ فَشَا فِيهِمُ الطَّاعُونُ وَالأَوْجَاعُ الَّتِى لَمْ تَكُنْ مَضَتْ فِى أَسْلاَفِهِمُ الَّذِينَ مَضَوْا. وَلَمْ يَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِلاَّ أُخِذُوا بِالسِّنِينَ وَشِدَّةِ الْمَؤُنَةِ وَجَوْرِ السُّلْطَانِ عَلَيْهِمْ. وَلَمْ يَمْنَعُوا زَكَاةَ أَمْوَالِهِمْ إِلاَّ مُنِعُوا الْقَطْرَ مِنَ السَّمَاءِ وَلَوْلاَ الْبَهَائِمُ لَمْ يُمْطَرُوا وَلَمْ يَنْقُضُوا عَهْدَ اللَّهِ وَعَهْدَ رَسُولِهِ إِلاَّ سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ غَيْرِهِمْ فَأَخَذُوا بَعْضَ مَا فِى أَيْدِيهِمْ. وَمَا لَمْ تَحْكُمْ أَئِمَّتُهُمْ بِكِتَابِ اللَّهِ وَيَتَخَيَّرُوا مِمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلاَّ جَعَلَ اللَّهُ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ } { وَلَمْ يَمْنَعُوا زَكَاةَ أَمْوَالِهِمْ إِلاَّ مُنِعُوا الْقَطْرَ مِنَ السَّمَاءِ } لك أن تتخيّلَ حجمَ الزكواتِ والنفقاتِ الواجبةِ الممنوعةِ من أهلِها لتدركَ معها حجمَ الخطرِ والعقوبةِ التي عَرَّضُوا الناسَ لها..... أما وقد خَرجتُم تستغيثونَ وتستَسقون فأظهِروا الحاجةَ والافتقارَ، واعقِدوا العزمَ والإصرارَ على اجتنابِ المآثِمِ والأوزارِ، فاللهُ تعالى أمرَ بالدعاءِ ووعَدَ بالإجابةِ وهو غنيٌّ كريمٌ سبحانه :يقولُ جلَّ في عُلاه (وَقَالَ رَبُّكُمْ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ) [غافر:60].فاستغفِروا وادعوا، وأبشِروا وأمِّلوا، وارفعوا أكفَّ الضّراعةِ إلى اللهِ مُبتهلينَ. لا إلهَ إلاّ اللهُ يفعلُ ما يرِيدُ، لا إلهَ إلا اللهُ الوليُّ الحميدُ، لا إلهَ إلا اللهُ غِياثُ المستغيثينَ وراحِمِ المستضعفينَ، نستغفِرُ اللهَ، نستغفِرُ اللهَ، نستغفِرُ اللهَ الذي لا إلهَ إلاّ هو الحيُّ القيومُ ونتوبُ إليهِ ، اللّهمّ اغفرْ لنا ما قدّمنا وما أخَّرْنا، وما أسررنا وأعلنّا، وما أنت أعلمُ به منا، أنتَ المقدِّمُ وأنتَ المؤخِّرُ لا إله إلا أنتَ. اللّهمّ أنتَ اللهُ لا إله إلا أنتَ، أنتَ الغنيُّ ونحنُ الفقراءُ، أنزلْ علينا الغيثَ ولا تجعلْنا من القانطينَ، اللهمّ أغِثْنا ، اللهم أغِثْنا ، اللهم أغثْنا ، اللهم أغثْنا غيثا هنيئًا مَريئًا سحًّا غَدَقًا ، طبَقًا مجلِّلاً ، عامًّا دائمًا ، نافعًا غيرَ ضارٍ عاجلاً غيرَ آجلٍ ، اللّهمّ تحيي به البلادَ ، وتسقِي به العبادَ وتجعلْه بلاغًا للحاضِرِ والبادِ ، اللهم اسقِ عبادَك وبهائمَك ، وأحيِ بلدَك الميتَ ، اللهمّ سقيا رحمةٍ ، اللهم سقيا رحمةٍ ، اللهمّ سقيا رحمةٍ، لا سقيا عذابٍ ، ولا بلاءٍ ولا هدمٍ ولا غرقٍ ، اللّهمّ إنَّ بالعبادِ والبلادِ مِنَ اللأواءِ والجَهدِ والضّنكِ ما لا نشكوهُ إلا إليكَ، اللهم أنبِتْ لنا الزرعَ وأدِرَّ لنا الضّرعَ وأنزِلْ علينا من بركاتِ السّماء ، اللّهمّ إنا نستغفرُكَ إنك كنتَ غفارًا، فأرسلْ السماءَ علينا مدرارًا. اللهم أنزلْ علينا الغيثَ، واجعلْ ما أنزلتَهُ قوّةً لنا على طاعتِكَ وبلاغًا إلى حين. اللّهمّ أسقِنا الغيثَ وآمِنّا من الخوفِ ولا تجعلْنا آيسينَ ولا تهلِكنا بالسنينَ واغفِرْ لنا أجمعينَ ، واكشِفْ ما بالمسلمينَ من بلايا يا أرحمَ الراحمينَ.ربَّنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقِنا عذاب النار. اللّهمّ صلِّ وسلِّم وزد وبارك على عبدِك ورسولك محمّد وعلى آلِه وصحبه أجمعين.عبادَ اللهِ، اقتَدوا بسنّةِ النبيِّ ، فقد كان يقلِبُ رداءَهُ حين يستسقي، وتفاؤلاً بقَلبِ حالِ الشّدّةِ إلى الرخاءِ والقحطِ إلى الغيثِ، وادعوا اللهَ وأنتم موقنونَ بالإجابةِ.ربَّنا تقبّلْ منا إنك أنت السميعُ العليمُ، وتبْ علينا إنك أنت التوابُ الرحيم، سبحان ربِّك ربِّ العزة عمّا يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله ربِّ العالمين.