المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خطبـــــــة عيد الأضحى المبارك لعام 1432هــــ



الشيخ/عبدالله السالم
05-11-2011, 18:28
الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد ، اللهُ أكبرُ ، اللهُ أكبرُ عزَّ سُلطانُهُ و عمَّ إحسانُهُ ، وعَنَتِ الوجُوهُ لعظمَتِهِ ، وخَضَعَتِ الخلائقُ لقدرتِهِ .واندك الجبلُ من هيبته ، اللهُ أكبرُ ، ما عبدَ عابدٌ ربَهُ وشَكَرْ ، وما أذنبَ مذنبٌ فأنابَ واستغفرْ ، اللهُ أكبرُ عددَ ما ذكرَهُ الذاكرون ، وكبَّرَهُ المكبِرُون ، اللهُ أكبرُ ، عددَ ما هلّلَ المهللون ولبى الملبون ، اللهُ أكبرُكبيرا ، والحمدُ للهِ كثيرا ، وسبحانَ اللهِ بكرةً وأصيلا ، الحمدُ للهِ ، ( فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى ) جاعلِ الليلَ سكناً ،له الكمالُ و الدوامُ سبحانَهُ وما سِواهُ لهُ النقصُ والفناءُ . أحمدُهُ سبحانَهُ وأشكُرُهُ وأتوبُ إليهِِ وأستغفرُهُ ، وأشهدُ ألا إله إلاَّ هوَ وحدَهُ لا شريكَ لهُ ، شهادةَ حقٍ مخلصاً موقناً . وأشهدُ أن سيدَنا ونبينَا وحبيبنا محمداً عبدُ اللهِ ورسولُهُ ،صلى اللهُ وسلمَ وباركَ عليه وعلى آلهِ و أصحابِهِ قدواتِنا وأئمتِنا ، التابعينَ ومن تبعَهُم بإحسانٍ إلى يومِ الفناءِ . أما بعد :: أَيُّهَا المُسلِمُونَ، إِنَّكُم في يَومٍ كَرِيمٍ وَعِيدٍ عَظِيمٍ ، يقولُ عَلَيهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ: { أَعظَمُ الأَيَّامِ عِندَ اللهِ يَومُ النَّحرِ ثُمَّ يَومُ القَرّ } رَوَاهُ أَحمَدُ وَأَبُو دَاوُدَ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ، يَومُكُم هَذَا هُوَ يَومُ الحَجِّ الأَكبَرِ، هوَ آخِرُ الأَيَّامِ العَشرِ المَعلُومَاتِ ، تَتلُوهُ ثَلاثَةُ أَيَّامٍ مَعدُودَاتٍ، هِيَ أَيَّامُ أَكلٍ وَشُربٍ وَذِكرٍ للهِ، قَالَ عَلَيهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ: {يَومُ الفِطرِ وَيَومُ النَّحرِ وَأَيَّامُ التَّشرِيقِ عِيدُنَا أَهلَ الإِسلامِ، وَهِيَ أَيَّامُ أَكلٍ وَشُربٍ} رَوَاهُ أَحمَدُ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ.اللهُ أَكبَرُ اللهُ أَكبَرُ، لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ ، اللهُ أَكبَرُ اللهُ أَكبَرُ، وَللهِ الحَمدُ.في هَذَا اليَومِ العَظِيمِ ، وفي أَيَّامِ التَّشرِيقِ بَعدَهُ ، يَجمَعُ المُسلِمُونَ بَينَ ذِكرِ اللهِ بِالصَّلاةِ وَالتَّكبِيرِ وَالتَّهلِيلِ وَالتَّحمِيدِ، وَبَينَ التَّقَرُّبِ إِلَيهِ بِذَبحِ الأَضَاحِي وَإِرَاقَةِ دِمَائِهَا عَلَى اسمِهِ تَبَارَكَ وَتَعَالى ، ففي الحديثِ ، عَنِ البَرَاءِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: خَطَبَنَا النَّبيُّ e يَومَ النَّحرِ فَقَالَ: { إِنَّ أَوَّلَ مَا نَبدَأُ بِهِ في يَومِنَا هَذَا أَن نُصَلِّيَ ثم نَرجِعَ فَنَنحَرَ، فَمَن فَعَلَ ذَلِكَ فَقَد أَصَابَ سُنَّتَنَا، وَمَن ذَبَحَ قَبلَ أَن نُصَلِّيَ فَإِنَّمَا هُوَ شَاةُ لَحمٍ عَجَّلَهُ لأَهلِهِ، لَيسَ مِنَ النُّسُكِ في شَيءٍ} مُتَّفَقٌ عَلَيهِ، وَلَقَد أُمِرَ e بِالصَّلاةِ وَالنَّحرِ ، شُكرًا لِرَبِّهِ عَلَى مَا خَصَّهُ بِهِ مِنْ أَكرَمِ العَطَايَا ، وَأَفضَلِ المَزَايَا ، فَقَالَ لَهُ رَبُّهُ سُبحَانَهُ: (إِنَّا أَعطَينَاكَ الكَوثَرَ *فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانحَرْ *إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبتَرُ)، وَمِن ثَمَّ فَإِنَّ أَعظَمَ شُكرِ المُسلِمِ لِمَولاهُ ، عَلَى مَا أَعطَاهُ مِنَ النِّعَمِ ، وَمَا خَصَّهُ بِهِ مِنَ الفَضَائِلِ ، أَن يَعمَلَ بِطَاعَتِهِ ، وَيَتَقَرَّبَ إِلَيهِ بما يُحِبُّهُ ، قَالَ سُبحَانَهُ: (اِعمَلُوا آلَ دَاوُدَ شُكرًا وَقَلِيلٌ مِن عِبَادِيَ الشَّكُورُ).اللهُ أَكبَرُ اللهُ أَكبَرُ، لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، وَاللهُ أَكبَرُ اللهُ أَكبَرُ، وَللهِ الحَمدُ.أَيُّهَا المُسلِمُونَ، يَحرِصُ المُسلِمُونَ في كُلِّ مَوسِمٍ مِن مَوَاسِمِ الخَيرِ ، عَلَى التَّزَوُّدِ لأُخرَاهُم بِالعَمَلِ الصَّالِحِ ، وَيَسلُكُونَ طُرُقَهُ المُتَعَدِّدَةَ ، وَيَأخُذُونَ مِن كُلِّ نَوعٍ مِنهُ بِطَرَفٍ ، مَا بَينَ صَلاةٍ وَصِيَامٍ ، وَحَجٍّ وَعُمرَةٍ وَقِيَامٍ ، وَذَبحٍ وَصَدَقَةٍ وَقِرَاءَةِ قُرآنٍ ، وَدُعَاءٍ وَذِكرٍ وَشُكرٍ، وَتَسبِيحٍ وَتَحمِيدٍ وَتَهلِيلٍ ، وَفِيهِ خَيرٌ كَثِيرٌ لِمَن آمَنَ وَاتَّقَى وَصَدَّقَ بِالحُسنى ، إِلاَّ أَنَّ ثَمَّةَ أَمرًا ، ذَا أَهَمِّيَّةٍ بَالِغَةٍ ، وَمَكَانَةٍ عَالِيَةٍ ، نَغفَلُ عَنهُ كَثِيرًا ، إِلاَّ مَن رَحِمَ اللهُ ، مَعَ أَنَّهُ عِمَادُ العَمَلِ وَأَسَاسُهُ وَأَصلُهُ ، ذَلِكُم هُوَ إِصلاحُ القُلُوبِ وَتَنقِيَتُهَا، وَتَزكِيَةُ النُّفُوسِ وَتَطهِيرُهَا، يقولُ ابنُ مسعودٍ رضيَ اللهُ عنهُ: [هلكَ مَنْ لم يكُنْ له قلبٌ يعرفُ المعروفَ ويُنكرُ المنكرَ ] وفى الحديثِ:{ ما مِنَ القلوبِ قلبٌ إلاَّ ولهُ سحابةٌ ،كسحابةِ القمرِ ،بينما القمرُ مُضيءٌ إذْ علتْهُ سحابةٌ فأظلمَ ، وإذْ تَجلتْ عنهُ فأضاءَ}،فإذا تراكمتْ سُحُبُ المعاصي على القلبِ يا عبادَ اللهِ ، حجبتْ السحبُ نورَ الإيمانِ عنِ القلبِ ، كما تحجُبُ السحابةُ الكثيفةُ نورَ القمرِ عن الأرضِ ، فإذا انقشعتْ السحُبُ ، ظهرَ نورُ القمرِ لأهلِ الأرضِ مرةً أخرى ، كذلكَ إذا انقشعتْ سُحُبُ المعاصي والذنوبِ عن القلبِ ، ظهرَ نورُ الإيمانِ في القلوبِ، فلا بدَّ من تَعَاهُدِ القلبِ، ولا بُدَّ من تجديدِ الإيمانِ في القلبِ وزيادتِهِ ، من آنٍ لآخرَ ، وَذَلِكَ بِتعويضِ القلبِ ، بموادِ تقويةِ الإيمانِ باللهِ جلَّ وعلا ، ومن هذه الموادِ المقويةِ للإيمانِ ، قراءةُ القرآنِ، وذكرُ الرحمنِ، والصلاةُ على النبيِّ عليهِ الصلاةُ والسلامُ، والاستغفارُ، وزيارةُ القبورِ، وزيارةُ المرضى ، والمحافظةُ على الصلواتِ في جماعةٍ بالمساجدِ ، والإنفاقُ على الفقراءِ والمساكينَ ، والإحسانُ إلى الأراملِ واليتامى والمحرومينَ ، هذه بعضُ الأعمالِ التي تقوي وتجددُ الإيمانَ في القلبِ ، فلا بدّ من تَعَاهُدِ حالِ الإيمانِ في القلبِ.. ولابُدَّ من تجديدِ الإيمانِ في القلبِ. ، لأن القلبَ تتسربُ إليهِ أمراضٌ وربما هذهِ الأمراضُ تكونُ مُهلكةً ، الكثيرُ مِنّا ، يَرتكبُ الذنوبَ ، ويفعلُ المعاصي ، مِنَ غِيبَةٍ وَنَمِيمَةٍ ، وَسُخرِيَةٍ وَاستِهزَاءٍ ، وَقَطِيعَةِ أَرحَامٍ ،وكبرٍ وَهَجرِ إِخوَانٍ ، ويَنقصُ أيمانُهُ ويضعفُ ، وربما يموتُ إيمانُهُ ، وينقلبُ قلبُهُ ، ولكنَّهُ لا يشعرُ بذلكَ ، ولا يَسئلُ عن ذلكَ ، وهو القَلبُ، المُحَرِّكُ الحُقِيقِيُّ لِلجَوَارِحِ ، وَالمُوَلِّدُ الفِعلِيُّ لِكُلِّ التَّصَرُّفَاتِ، الَّذِي إِذَا صَلَحَ ، صَلَحَتِ الأَعمَالُ كُلُّهَا وَاستَقَامَتِ الجَوَارِحُ ، وَإِذَا اختَلَّ وَفَسَدَ ، فَمَا بَعدَهُ تَبَعٌ لَهُ في فَسَادِهِ،يقولُ e: { أَلا وَإِنَّ في الجَسَدِ مُضغَةً، إِذَا صَلَحَت صَلَحَ الجَسَدُ كُلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَت فَسَدَ الجَسَدُ كُلُّهُ، أَلا وَهِيَ القَلبُ } مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.وَإِنَّ صَلاحَ القُلُوبِ ، وَتَزكِيَةَ النُّفُوسِ مَطلَبٌ جَلِيلٌ، وَوَاجِبٌ كَبِيرٌ، غَفَلَ عَنهُ كَثِيرٌ مِنَ المُسلِمِينَ ، حَتى بَعضَ الصَّالِحِينَ ، مَعَ أَنَّهُ المَحَكُّ ، وَعَلَيهِ مَدَارُ العَمَلِ صِحَّةً وَفَسَادًا، وَإِنَّهُ لَجَهلٌ ذَرِيعٌ ، وَخَطَأٌ شَنِيعٌ ، وَسُوءُ فَهمٍ ، وَقِلَّةُ فِقهٍ ، أَن يُهمِلَ العَبدُ قَلبَهُ ، وَهُوَ مَوضِعُ نَظَرِ رَبِّهِ ، يقولُ عَلَيهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ: {إِنَّ اللهَ لا يَنظُرُ إِلى صُوَرِكُم وَلا أَموَالِكُم، وَلَكِنْ يَنظُرُ إِلى قُلُوبِكُم وَأَعمَالِكُم}رَوَاهُ مُسلِمٌ...
بارك الله لي ولكم








اللهُ أكبرُ ، اللهُ أكبرُ ، اللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ ، اللهُ أكبرُ ، اللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ.. لا إله إلاَّ الله و اللهُ أكبرُ .. اللهُ أكبرُ وللَّه الحمدِ الحمد لله، وفقَ من شاءَ لعبادتِهِ ، أحمدُهُ سبحانه وأسألُهُ الفوزَ بدارِ كرامتِهِ، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ له في ربوبيتِهِ وألوهيتِهِ، وأشهد أن سيدَنا ونبيَنا محمداً عبدُهُ ورسولُهُ ، صلى اللهُ عليه وعلى آلِهِ وصحبِهِ أما بعدُ أيتُهاالنساءُ : أيتها المرأةُ المسلمةُ ، أيتها المؤمنةُ المحشومةُ المُتحشِّمهُ: أنتِ الأمُّ التي يجبُ برُّها ،وأنتِ الأختُ التي تجبُ صلتُها ، وأنتِ البنتُ التي تجبُ رعايتُها ، وأنتِ الزوجةُالتي تجبُ عشرتُها وصيانتُها ، أنتِ المرأةُ التي أوجبَ الإسلامُ علينا معاشرَالرجالِ رعايتَها والحفاظَ عليها والقيامَ على شؤونِها ، والأعداءُ ومن همعلى شاكلتِهم من مرضى الشهوةِ ، يريدونَ إنزالَكِ من هذهالمكانةِ السامقةِ ، والمرتقى الصعبِ ، باسمِ تحريرِ المرأةِ ، ليتخلى عنكِ وليُك ،ويغيبَ عنكِ حاميكِ ، وتكونينَ حرةً ، تذهبينَ وتأتينَ دونَ وليِّ يرعاكِ ، ليسهُلَ علىهذا المريضِ الوصولُ إليكِ ، أتظنينَ أنَّ هؤلاءِ يصونونَ لكِ عرضاً ، أو يحفظونَ لكِحقاَّ ،
الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر ولله الحمد : أيتهاالمصونةُ : لقد أجلبوا بخيلِهِم ورَجِلِهِم ، ليُخرجوكِ من أحكامِ الإسلامِ ، إلى حبائلِ الإستسلامِ ، فتمسكيبدينِكِ وحجابِكِ وعفافِكِ ، وابتعدي عن مخالطةِ الرجالِ وفتنتِهم والفتنةِ بهم ،فإنَّ اللهَ تعالى سائلُكِ عن نفسِك ، ولن ينفعَكِ يومَ القيامةِ إلا ثباتُكِ على دينِكِوعفتِكِ ، حفظَكِ اللهُ تعالى بحفظِهِ ، وأسبغَ عليكِ سترَهُ ، وكفاكِ ونساءَ المسلمينَشرَّ المفسدينَ والمفسداتِ ، إنه سميع مجيب. الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله والله أكبر، الله أكبر ولله الحمد. أيهاالمسلمونَ: أظهروا الفرحَ والسرورَ بما أنعمَ اللهُ تعالى بهِ عليكم ، فعادَعيدُكُم أيها المسلمونَ ، وعساكُم من عُوادِهِ ، وأعادَهُ اللهُ تعالى عليناَ وعليكُموعلى المسلمينَ باليُمنِ والإيمانِ والسلامةِ والإسلامِ، وتقبلَ اللهُ منا ومنكُمومن المسلمينَ صالحَ الأعمالِ..وصلى اللهُ وسلم وبارك على عبدهِ ورسولِهِ محمد وعلى آله...

ابو ضاري
16-11-2011, 23:25
بارك الله فيك شيخنا الفاضل

وتقبل الله منا ومنكم صالح الاعمال