المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الأضحية 1432هـ



الشيخ/عبدالله السالم
04-11-2011, 13:44
الحمدُ للهِ ما انتظمتْ بتدبيرِهِ الأمُورْ ، وتوالتْ بحكمتِهِ السّنينُ والشهورْ ، وسبحتْ بفناءِ صنعتِهِ أسرابُ الطُيورْ، وسعَ المُقترفين بعفوِهِ وغُفرانِهْ ، وعمَّ المُفتقرين بفضلِهِ وإحسانِهْ ،خرتْ لعظمتِهِ جباهُ العابدينْ ، فطوبى لمن عبدْ ، واعترفتْ بوحدانيتِهِ قُلوبُ العارفينْ ، فويلٌ لمنْ جَحَدْ ، كم سُئلَ فأجزلْ ، وكم عُصي فأمْهلْ ، لا راتقَ لما فتقْ ، ولا فاتقَ لما رتقْ ، ولا رازقَ لمن حرمْ ، ولا حارمَ لمن رزقْ ، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا الله ، وأشهدُ أن محمداً عبدُهُ ورسولُهُ صلى اللهُ عليه وعلى آلِهِ وأصحابِهِ وسلم تسليماً كثيراً : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ) (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً) (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً) أما بعدُ : أيُّها الأحبةُ في الله ، فَإنَّ الأضحيةَ ليست ، مُجردَ دمٍ يُراقُ , أو لحمٍ يُؤكلُ ، ولكنَّها ، رمزٌ عن ارتباطِ القلوبِ بخالِقِها ، وتعلُقِهَا ببارِئِها ، فالذي ينالُ اللهَ ، هو التقوى مِنكُم ، ولقد قال سبحانه وتعالى )لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ ) ، وقال سبحانه ( وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ) إبراهيمُ عليه السلامُ ، لما أمرَهُ اللهُ عز وجلَّ ، بذبحِ ابنهِ اسماعيلَ ، الذي لم يأتهِ إلاَّ على كِبَرٍ ، ولم يأتِ امرأتَهُ إلا وهي عجوزٌ عقيمٌ ، خرجَ من بين طِباقِ العُقمِ ، يومَ أن بشَرُوهُ ( فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ فَصَكَّتْ وَجْهَهَا وَقَالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ * قَالُوا كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ إِنَّهُ هُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ ) لم يترددْ عليهِ السلامُ ، في تنفيذِ أمرِ ربِّهِ ، ولم يترددُ إسماعيلُ عليه السلامُ ، في قُبُولِ أمرِ والِدِهِ ،..(قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ) هذه هي التضحيةُ ، أمرَ اللهُ خليلَهُ بذبحِ ابنِهِ وفلذةِ كبدِهِ فامتثلَ وسلّمَ ، ولكنَّ اللهَ سبحانه بفضلِهِ ورحمتِهِ سَلَّمَ ، افتداهُ بِذِبْحٍ عظيمٍ ، فكانتْ ملةً إبراهيميةً جاريةً ، وسنةً محمديةً ساريةً ، عَمِلَها المصطفى e، ورغّبَ فيها ، ففي مسند الإمامِ أحمد عن أنسٍ بْنُ مَالِكٍ y قَالَ {كَانَ رَسُولُ اللَّهِ e يُضَحِّى بِكَبْشَيْنِ أَقْرَنَيْنِ أَمْلَحَيْنِ وَكَانَ يُسَمِّى وَيُكَبِّرُ وَلَقَدْ رَأَيْتُهُ يَذْبَحُهُمَا بِيَدِهِ وَاضِعاً علَى صِفَاحِهِمَا قَدَمَهُ } وقد وردَ الفضلُ العظيمُ لمن أحياها ، ففي الحديثِ عنهُ eقالَ: { مَا عَمِلَ ابْنُ آدَمَ يَوْمَ النَّحْرِ عَمَلاً أَحَبَّ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ هِرَاقَةِ دَمٍ وَإِنَّهُ لَيَأْتِى يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِقُرُونِهَا وَأَظْلاَفِهَا وَأَشْعَارِهَا وَإِنَّ الدَّمَ لَيَقَعُ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ بِمَكَانٍ قَبْلَ أَنْ يَقَعَ عَلَى الأَرْضِ فَطِيبُوا بِهَا نَفْسًا } رواه الإمامُ أحمدُ والترمذيُّ وابنُ ماجةَ ، فاستعينوا بنعمِ اللهِ على طاعتِهِ سبحانَهُ ،فَإنَّ ذبحَ الهدايا والأضاحي ، من شعائرِ هذا الدينِ الظاهرةِ ، ومن العباداتِ المشروعةِ في كلِّ المللِ ، يقولُ سبحانه: ( وَلِكُلّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكًا لّيَذْكُرُواْ ٱسْمَ ٱللَّهِ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُمْ مّن بَهِيمَةِ ٱلاْنْعَـٰمِ ) قالَ ابنُ كثيرٍ رحمَهُ اللهُ: يخبرُ تعالى أنه لم يزلْ ذبحُ المناسِكِ وإراقةُ الدماءِ على اسمِ اللهِ مشروعاً في جميعِ المللِ. ويقولُ سبحانه: ( وَٱلْبُدْنَ جَعَلْنَـٰهَا لَكُمْ مّن شَعَـٰئِرِ ٱللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَٱذْكُرُواْ ٱسْمَ ٱللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُواْ مِنْهَا وَأَطْعِمُواْ ٱلْقَـٰنِعَ وَٱلْمُعْتَرَّ كَذٰلِكَ سَخَّرْنَـٰهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ). فذبحُ الأضحيةِ مشروعٌ بإجماعِ العلماءِ ، وصرَّحَ البعضُ منهم بوجوبِها على القادرِ، وجمهورُ العلماءِ على أنها سنةٌ مؤكدةٌ ، يُكرَهُ للقادرِ تركُهَا ، وذبحُ الأضحيةِ أفضلُ من الصدقةِ بثمنِها ، حتى ولو زادَ عن قيمتِها، وذلك لأن الذبحَ وإراقةَ الدمِّ مقصودٌ ، فهو عبادةٌ مقرونةٌ بالصلاةِ كما قال سبحانه: ( فَصَلّ لِرَبّكَ وَٱنْحَرْ ) وعليهِ عَمَلُ النبيِّ e والمسلمينَ ، ولو كانتِ الصدقةُ بقيمتِها أفضلَ ، لعدَلُوا إليها ، ولِلأُضحيةِ شروطٌ لا بُدَّ من توفرِها ، منها السلامةُ من العيوبِ التي وردتْ في السنةِ ، وقد بيَّنَ العلماءُ هذه العيوبَ مفصلةً، ومن شروطِها ،أن يكونَ الذبحُ في الوقتِ المحدد ِله ، وهو من انتهاءِ صلاةِ العيدِ ، إلى غروبِ شمسِ آخرِ أيامِ التشريقِ وهو اليومُ الثالثَ عشرَ ،فتقرَّبوا إلى ربِّكُم ، واتقوا اللهَ في هذا البهائمِ ، أحسِنُوا إليها في طريقةِ ذبِحِها ، قُوُدُوها برفقٍ ، واذبحوها بآلةٍ حادةٍ ، يقولُ شَدَّادُ بْنِ أَوْسٍ t، كما في صحيحِ مسلم { إثِنْتَانِ حَفِظْتُهُمَا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ e { إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ الإِحْسَانَ عَلَى كُلِّ شَىْءٍ فَإِذَا قَتَلْتُمْ فَأَحْسِنُوا الْقِتْلَةَ وَإِذَا ذَبَحْتُمْ فَأَحْسِنُوا الذَّبْحَ وَلْيُحِدَّ أَحَدُكُمْ شَفْرَتَهُ فَلْيُرِحْ ذَبِيحَتَهُ } واعلمُوا أن من السُنّةِ ، أن يأكلَ المُسلمُ من أُضحيتِهِ وأن يُهديَ ، وأن يتصدقَ منها ، وأن يَتَولّى ذبحَها بنفسِهِ ، أو يَحضُرَها عندَ الذّبحِ ، ولا يُعطيَ الجزارَ أجرتَهُ منها ، والأضحيةُ من بَهيمةِ الأنعامِ ، إما من الإبلِ أو البقرِ أو الضأنِ أو المعزِ ، على اختلافِ أصنافِها ولا تجزءُ إلا بشرطينِ : الأوّلُ منهما أن تبلغَ السنَ المعتبرَ شرعاً الثاني أن تكونَ سليمةً من العيوبِ التي تمنعُ الِإجزَاءَ ، فأما السنُّ . ففي الإبلِ خمسُ سنينَ ، وفي البقرِ سنتان وفي المعزِ سنةٌ ، وفي الضأنِ نصفُ سنةٍ ، وأما العيوبُ التي تمنعُ من الإجزاءِ فقد بينَها النبيُّ صلى اللهُ عليه وسلمَ حيثُ قالَ { أربعٌ لا تجوزُ في الأضاحي العرجاءُ البيِّنُ ظَلْعُها والعوراءُ البيِّنُ عَوَرُها والمريضةُ البينُ مرضُها والعجفاءُ التي لا تنقى : هذه هي الأضحيةُ شعيرةٌ عظيمةٌ ، وسنةٌ قويمةٌ فطيبوا بها نَفْساً، واعلموا أنَّ أيامَ التشريقِ ، أيامُ أكلٍ وشُربٍ وذكرٍ للهِ ، يقولُ عليه الصلاةُ والسلامُ ، {أيامُ التشريقِ أيامُ أكلٍ وشُربٍ وذكرٍ للهِ} رواهُ مسلمٌ.وأيامُ التشريقِ ثلاثةُ أيامٍ بعدَ يومِ العيدِ، وقد وردَ النهيُّ عن صيامِها، فينبغي لنا اغتنامُها بالذكرِ والتكبيرِ، وأن لا نقتصرَ على الأكلِ والشُربِ فحسبْ، وما أجملَ أن يتعاهدَ المسلمُ حقَّ ربِّهِ وأن يُكثرَ من ذكرِهِ في جميعِ أوقاتِهِ
باركَ اللهُ لي ولكم في القرآنِ العظيمِ
ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم ، أقول ما تسمعون وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم منكلِّ ذنب ، فاستغفروه يغفر لكم إنه هو الغفور الرحيم




الحمد لله على إحسانه ، والشكرله على توفيقهِ وامتنانه ، وأشهد أن لا إله إلاَّ الله ، وحدهُ لا شريكَ لهُ ، تعظيماً لشانه ، وأشهد أنَّ نبينا محمّداً عبده ورسولُه ، الدّاعي إلى رضوانه ، صلّى الله عليه وعلى آلِه وأصحابِه وأعوانه ، وسلّم تسليماً مزيداً: أما بعد: أيها الأحبةُ في الله : غداً يومُ عرفةَ ،يومٌ تُقالُ فِيهِ العَثْرةُ ، وتُغفرُ فيه الزّلةُ يقولُ عليه الصلاةُ والسلامُ كما في صحيحِ مسلم من حديثِ عائشةَ رضي اللهُ عنها { مَا مِنْ يَوْمٍ أَكْثَرَ مِنْ أَنْ يُعْتِقَ اللَّهُ فِيهِ عَبْدًا مِنَ النَّارِ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ وَإِنَّهُ لَيَدْنُو ثُمَّ يُبَاهِى بِهِمُ الْمَلاَئِكَةَ فَيَقُولُ مَا أَرَادَ هَؤُلاَءِ } ويقولُ بأبي هو وأُمي e ،كما في صحيحِ مسلم أيضاً من حديثِ أبي قَتادةَ t صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِى قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِى بَعْدَهُ }فصوموا يومَ عرفة ، ولتهنأْ نفوسُكُم ، ولتقِرّ أعينُكُم ،بفضلِ اللهِ وكرمِه (قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ) واستعِدّوا للقاءِ اللهِ عزّ وجلّ ، واستثمِروا أوقاتَكُم ، فِيما يعوَدُ عليكُم نفعُهُ في الآخرةِ ، فَإنها سَتُفرحُكُم يومَ أن تلقونَ الله . يومَ لا ينفعُ مالٌ ولا بنونَ ، يومَ تتطايرُ الصُّحفُ ، وترتجفُ القُلوبُ ، وتتقّلبُ الأفئدةُ ، وترى الناسَ سُكارى وما هُم بِسُكارى .. ولكن عذابَ اللهِ شديدٌ ، إعمَلُوا للدُنيا . بِقَدرِ بِقائِكُم فيها ، وللآخِرةِ بِقدرِ بِقائِكُم فِيها ، ولا تُسوفُوا .. فالموتُ أَمَامَكُم ، والمرضُ يطرُقُكُم ، ولأشغالُ تُتابِعُكُم ( فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ) عزَّ وجلَّ ( يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ) وصلوا وسَلِّموا رحمني اللهُ وإيَّاكم ، على الهادي البشيرِ ، والسراجِ المنيرِ ، كما أمرَكم بذلك اللطيفُ الخبيرُ ، فقال سبحانه قولاً كريما ( إِنَّ اللهَ وَملاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبيْ يَا أَيُّهَا الَّذِيْنَ آمَنُواْ صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً ) وقد قال عليه الصلاةُ والسلامُ { حيثما كنتم فصلوا عليَّ فإنَّ صلاتَكم تبلغني }وقال{ من صلى علي صلاةً صلى اللهُ عليه بها عشراً } اللهم صلِّ وسلمْ وأنعمْ وأكرمْ وزدْ وباركْ ، على عبدِك ورسولِكَ محمدٍ ، وارضَ اللهم عن أصحابِهِ الأطهارِ ، ما تعاقبَ الليلُ والنهارُ ، أبي بكرٍ وعمرَ وعثمانَ وعليٍّ ، وعن سائرِ أصحابِ نبيِّك أجمعين ، وعن التابعينَ وتابعِيهم بإحسانٍ إلى يومِ الدينِ ، وعنَّا معَهم بمنِّكَ وفضلِكَ ورحمتِكَ يا أرحمَ الراحمينَ اللهم أعزَّ الإسلامَ المسلمينَ ، ودمرْ أعداءَ الدينِ من اليهودِ والنصارى ، وجميعِ الكفرةِ الملحدينَ ،اللهم إليكَ توجهْنا، وببابِك وقفْنا يا منتهى كلِّ شكوى، ويا سامعَ كلِّ نجوى، ويا كاشفَ كلِّ ضُرٍّ وبلوى، أدنى شهيدٍ وأقربُ حفيظٍ يا من يحصى ويبديءُ ويعيدُ, يا من يفعلُ ما يريدُ,نسألُكَ وأنتَ في عليائِكَ ، وأنتَ اللهُ لا إلهَ إلى أنتَ ، أنتَ الغنيُّ ونحنُ الفقراءُ إليكَ ، وأنتَ القويُّ ونحنُ الضعفاءُ بينَ يديكَ ، أنتَ الملكُ لا إلهَ إلا أنتَ ، أنتَ ربُّنا ونحنُ عبيدُكَ ، ظلمْنا أنفسَنا ، واعترفْنا بذنوبِنا ، فاغفرْ لنا ذنوبَنا جميعاً ، إنه لا يغفرُ الذنوبَ إلا أنتَ ، واهدْنا اللهم لأحسنِ الأخلاقِ ، لا يهدي لأحسنِها إلاَّ أنتَ ، واصرفْ عنَّا سيئَها ، لا يصرفُ عنَّا سيئَها إلاَّ أنتَ ، لبيكَ وسعديكَ ، والخيرُ كلُّهُ في يديكَ ، والشرُّ ليس إليكَ ، نحنُ بكَ وإليكَ ، تباركتَ ربَّنا وتعاليتَ ، نستغفرُكَ ونتوبُ إليكَ ، اللهم إنَّا نستغفرُكَ إنكَ كنتَ غفَّارا ، فأرسلْ السماءَ علينا مدرارا ، اللهم اسقْنا الغيثَ ولا تجعلْنا من القانطينَ ، اللهم أغثْنا ، اللهم أغثْنا ، اللهم أغثْنا ، اللهم أغثْنا ، غيثاً مُغيثاً ، هنيئاً مَريئاً سحاً غدقا ، عاجلاً غيرَ آجل ، نافعاً غيرَ ضارٍ ، اللهم اسقِ بلادَكَ وعبادَكَ ، وبهائِمَكَ ، اللهم ارحمْ الشيوخَ الرُّكعْ ، والأطفالَ الرضعْ والبهائمَ الرُّتعْ ، اللهم سقيا رحمةٍ ، لا عذابٍ ولا هدمٍ ولا غرقٍ ،اللهم إِنَّا نَستَغفِرك ونستغيثك ، فاغفر لنا وأغثنا ، برحمتكَ يا أرحمَ الراحمينَ ، اللهم إنَّا نرفعُ إليكَ أكفاً قد لُطخة بالذنوبِ والمعاصي ، وندعوكَ ونستغيثك ، وقد علمتَ ما فرطَ منا ،مِما وسعهُ حِلمك ، وسترهُ بِرُّك ، فيا أهلَ المغفرةِ أغفر لنا، وأغثنا ..يا غياثُ المستغيثينَ ، وراحمُ المستضعفينَ، وجابرُ كسرِالمنكسرينَ ، اللهم واجعلْ بَلدَنا هذا آمناً مطمئناً ، وسائرَ بلادِ المسلمينَ ، و أيدْ إمامَنا بتأيدِكَ ، وانصرْ بهِ دينَكَ ، ووفقْهُ إلى هُدَاكَ ، واجعلْ عمَلَهُ في رضاكَ ، وارزقْهُ اللهم البطانةَ الصالحةَ الناصحةَ ، التي تدلُهُ على الخيرِ ، وتعينه عليه، اللهم أرحمْ موتانا ، وعافي مُبتلانا ، واقضِ الدينَ عن مدينِنا ، وردَّ ضالَنا إليكَ رداً جميلاً ، ( رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ) (ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار) ، عبادَ اللهِ ، ( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْأِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) ( وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ )



الخطبة بصوت الشيخ :
http://abosami.com/pro/dah.mp3




للتحميل


http://abosami.com/pro/dah.mp3