المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من تحريش الشيطان



الشيخ/عبدالله السالم
29-04-2011, 16:57
الحمدُ للهِ ،قدَّمَ من شاءَ بفضلِهِ ، وأخرَّ من شاءَ بعدلِهِ ، هو الكريمُ الوهابُ ، هازمُ الأحزابِ ، ومنشئُ السحابِ ، ومنزلُ الكتابِ ، ومسببُ الأسبابِ ، وخَالِقُ النَّاسِ مِن تُرابٍ ، هو المبدءُ المعيدُ ، الفَعَّالُ لمايُريدُ ، جلَّ عن أتخاذِ الصاحبةِ والولدِ ، ولم يكنْ له كفواً أحدٌ ، أشهدُ أَن لا إلهَ إلا هوَ ، وحدَهُ ولا شريكَ له ، ( لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) ، وأشهدُ أن محمداً عبدُهُ ورسولُهُ صلى اللهُ عليه ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ وسلم تسليماً كثيراً : (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ) ( يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَتَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ) (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا ،يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ) أما بعد : أيُها الأخوةُ في اللهِ ، يقولُ عليه الصلاةُ والسلامُ { إِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ أَيِسَ أَنْ يَعْبُدَهُ الْمُصَلُّونَ في جَزِيرَةِ الْعَرَبِ وَلَكِنْ في التَّحْرِيشِ بَيْنَهُمْ }رواه مسلمٌ في صحيحِهِ من حديثِ جابرٍ رضي الله عنه ، من الناسِ ، أيُّها الأحبه ، من لعبَ فيه الشيطانُ ، كَلَعِبِ الصبيانِ بالكُرةِ فجعلَ يُلقي في قلبِهِ ، بُغُضَ فُلانٍ ، وعداوةَ عَلانٍ ، فيُلقي في قلبِهِ ، أَنَّ فلاناً يُبغضُكَ ، ويَنظُرُ إليك نظرةَ استحقارٍ وكبرٍ وازدراءٍ ، وفُلاناً لا يُسلِّمُ عليكَ ،وفلاناً لم يَدْعُكَ إلى الوليمةِ ، وفُلاناً وفلاناً ، وهكذا ما يزالُ الشيطانُ يُلقي في هذا القلبِ الخربِ ، فتظطرمُ نيرانُ الحقدِ ، والبغضاءِ والعداوةِ فيه ، حتى إذا اشتعلتْ ، استمتعَ الشيطانُ برُؤيتِها ، وهي تُحرقُ حاضرَ الأخوّةِ في الدِّينِ ، والنَّسبِ والقرابةِ ، فيستمتعُ الشيطانُ ، بِأبعادِ هذا المسكينَ ، عن أهلِهِ وأصدقائِهِ وعشيرتِهِ ، وحتى رُبما أبعدَهُ عن المسجدِ ، الذي يُصلّي فيهِ جماعةً مع المُسلمين ، وهذا تنفيرٌ للودِّ ، وتَمكينٌ للشرِّ ، وإذا تنافرَ الودُ وتمكنَ الشرُ ، عادَ الناسُ إلى حالِ القسوةِ والحقدِ والعنادِ ، يَقطعونَ ما أمرَ اللهُ به أن يوصلَ ، والإيمانُ يَتَسَرَّبُ من القلبِ الحقودِ ، كما يَتَسربُ الماءُ من الإناءِ المثلومِ ، لإِنَّ الحقدَ والضغينةَ ، غليانٌ شيطانيٌّ ، وهِياجٌ إبليسيُّ ، سبقَ به إمامُ الحاقدينَ إبليس ، فَقد أَخَذَ على نَفسِهِ عَهداً عِندَ ربِّهِ بقولهِ(فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ * ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ ) والحقدُ أيها الأحبة ، هوَ أصلُ الشرِّ ، ومَنْ أضمرَ الشرَّ في قلبِهِ ، أنبتَ لهُ نباتاً مُرَّ المذاقِ ، نَماؤُهُ الغيظُ ، وثَمرتُهُ النَّدمُ ، والحقدُ يَسربُ إلى القلبِ الخرِب ، فَيجثمُ فيهَ ، ويَتَرعرعُ فيهَ ، حتى رُبَّما مَلئَهُ فَأترغَهُ ، والحقُودُ يعيشُ قَلِقاً كَئيباً ، ويزدادُ قلقُهُ وهَمُّهُ ،كُلَّما رأى مَن يُبغضُهُ ، في مكانٍ مَرمُوق ، أو أَثنَى النّاسُ خيراً على من يُبغِضُه ، يَتَكدَّرُ عليه قلبُهُ ، ويعيشُ في نكد ،كلُّ هذا من آثارِ الحقدِ والبغضاءِ ، ومن يتبغي أن يكونَ قلبُ المسلمِ هكذا ، فَيجبُ علينا إن نتفقدَ القلوبَ ، من هذا الدّاءِ ، وغيرِهِ من الأدواء ، التي تأكلُ الحسناتِ كما تأكلُ النارُ الحطبَ ، يقولُ عليه الصلاةُ والسلامُ{ دبَّ إليكُم داءُ الأممِ قبلَكُم ، الحسدُ والبغضاءُ ، هي الحالقةُ لا أقولُ تحلِقُ الشعرَ ، ولكن تحلِقُ الدّينَ } ثم تأتي مشكلةٌ أُخرى ، وهي أّنَّ المصابَ بهذه الأدواءِ ، يَتأَلَّفُ مَعَهَا ، فهي تنموا وتتضاعفُ ، دونَ أن يُحسَ ذلك من نفسِهِ ، بل دونَ أن يُأنِّبَ نفسَهُ عليها ، فمَنْ الَّذي وقفَ مع نفسِهِ مُعنفاً ، لأنه أحسَّ بالبغضاءِ تدبُ في قلبِهِ ؟ ومَنْ الذي وقفَ مع نفسِهِ مُحذراً ، لأن الحسدَ تحركَ بين جوانحِهِ ؟ ومَنْ الَّذي وقفَ مع نفسِهِ مَذعوراً ، لأنه أحسَّ فيها شهوةَ تَصَدُّرٍ ؟ إن هذه مشكلةٌ أُخرى ، وهي أن الإنسانَ ، يتألفُ مع هذه الخطايا والأمراضِ ، ولا يتفقدُها في نفسِهِ ، بل رُبَّما يَتَعَدَّى ذلك ، إلى تبريرِ هذه الخطايا ، وفلسفةِ هذه الأمراضِ ، وما أيسرَ ذلك ، على صاحبِ الهوى ، أن يصطنعَ المعاذرَ لنفسِهِ ، ويفتح َلها سُبُلَ التهرِبِ ،سُألَ النبيُ e ، أَيُّ النَّاسِ أَفْضَلُ ؟ قَالَ: {كُلُّ مَخْمُومِ الْقَلْبِ صَدُوقِ اللِّسَانِ } قَالُوا: صَدُوقُ اللِّسَانِ نَعْرِفُهُ ، فَمَا مَخْمُومُ الْقَلْب؟ِ قَال:َ {هُوَ التَّقِيُّ النَّقِيُّ لَا إِثْمَ فِيهِ وَلَا بَغْيَ وَلَا غِلَّ وَلَا حَسَدَ } إننا بِأشدِّ الضرورةِ ، إلى تفقدِ خطراتِ القلوبِ وتصفيتِها ، وأن يَعلمَ كلٌّ منَّا ، إِنَّهُ يَومَ يَدبُّ إلى قلبِهِ ، شيءٌ من خطايا القلوبِ ، فَإنَّ مَعنَى ذلك ، أن النَّارَ تشتعلُ في ثيابِهِ ، ويوشكُ أن تُحرقَ بدنَهُ
بارك الله لي ولكم في القرءان العظيم
ونفعني وإيّاكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول ما تسمَعون، وأستغفر الله لي ولكم ولسائرِ المسلمين من كلّ ذنب وخطيئة فاستغفِروه، فقد فاز المستغفِرون





الحمد لله على إحسانه ، والشكرله على توفيقهِ وامتنانه ، وأشهد أن لا إله إلاَّ الله ، وحدهُ لا شريكَ لهُ ، تعظيماً لشانه ، وأشهد أنَّ نبينا محمّداً عبده ورسولُه ، الدّاعي إلى رضوانه ، صلّى الله عليه وعلى آلِه وأصحابِه وأعوانه ، وسلّم تسليماً مزيداً ،: أمّا بعد أيها الأخوة في الله ، هُناكَ بعضُ الأسبابِ ، التي تُعينُ على تزكيةِ القلوبِ وتطهير ِالنفوسِ ، فمنها : الصلةُ بذكرِ اللهِ عز وجل ، وقراءةُ القرآنِ ، فإن القرآنَ ، يومَ يتصلُ به العبدُ ، قراءةً مُتدبَّرةً ، يرفعُهُ إلى آفاقٍ عاليةٍ ، آفاقٍ تسموا به فوقَ خطراتِ النفوسِ الدَّنِيّةِ ، قال تعالى : (يَاأَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ * قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ) ومنها الدعاءُ ، فلن تُنالَ تزكيةَ النفسِ ، وطُهرَ القلبِ ، إلاَّ بعونٍ من اللهِ جل جلاله ، قالَ تعالى : (وَلَوْلاَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا) ولذا دَعَا النبيُ e ربَّهُ فقالَ : { واسللْ سخيمةَ قلبي } وَدَعَا الصَّالِحُون من عبادِ اللهِ ، فقالوا : ( رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ) اللهم صلِّ وسلمْ وأنعمْ وأكرمْ وزدْ وباركْ ، على الهادي البشيرِ ، والسراجِ المنيرِ ، الذي يقولُ { حيثما كنتم فصلوا عليَّ فإنَّ صلاتَكم تبلُغُني }ويقولُ بأبي هو وأمي { من صلى علي صلاةً صلى اللهُ عليه بها عشراً } اللهم صلِّ وسلمْ وأنعمْ وأكرمْ وزدْ وباركْ ، على عبدك ورسولك محمد ، وارضَ اللهم عن أصحابِهِ الأطهارِ ، ما تعاقبَ الليلُ والنهارُ ، أبي بكرٍ وعمرَ وعثمانَ وعليٍّ ، وعن سائرِ أصحابِ نبيِّك أجمعين ، وعن التابعينَ وتابعِيهم بإحسانٍ إلى يومِ الدينِ ، وعنَّا معَهم بمنِّكَ وفضلِكَ ورحمتِكَ يا أرحمَ الراحمينَ .اللهم أعزَّ الإسلامَ المسلمينَ ، ودمرْ أعداءَ الدينِ من اليهودِ والنصارى ، وجميعِ الكفرةِ الملحدينَ ، اللّهُم يا عظيمَ العفوِ ، ويا وسعَ المغفرةِ ، ويا قريبَ الرّحمةِ ، ويا ذا الجلالِ والإكرامِ ، هبْ لنا العافيةَ ، في الدُنيا والآخرةِ ، اللّهُم اجعلْ رزقَنَا رغداً ، ولا تُشمتْ بنا أحداً ، اللّهُم يا عظيمَ العفوِ ، ويا وسعَ المغفرةِ ، ويا قريبَ الرّحمةِ ، ويا ذا الجلالِ والإكرامِ ، هبْ لنا العافيةَ ، في الدُنيا والآخرةِ ، اللهُم اعطْنا ولا تحرمْنا ، وجُدْ علينا بكريمِ نوالِكْ ، وتتابُعِ حفظانِكْ ، اللهُم خُذْ بأيدينا إلى ما تحبُ وترضى ، اللهُم زكِّ أقوالَنا وأعمالَنا وعُقولَنا ، واهدْنا ويسرْ الهدى لنا اللهُم يا منْ لا يُعاجلُ بالعقوبهْ ، ألهمْنا حُسنَ التُوبةِ إليكْ ، وجميلَ التوكلِ عليكْ ، وعظيمَ الزُلفى لديكْ ، نحن بكَ وإليكْ ، تباركتْ ربَّنا وتعاليتْ ، فيا أهلَ المغفرةِ إغفرْ لنا ، ويا أهلَ التقوى إستعملْنا في طاعتكْ ، ويا مُقلبَ القلوبِ ثبتْ قلوبَنا على دينِكْ ، اللهم احفظْ بلادَنا وولاةَ أمرِنا وعلماءَنا ودُعاتَنا ، اللهم وحِّدْ كلمتَنا وقوي شوكتَنا ياربَّ العالمينَ ، واجعلْ هذا البلدَ رخاءً سخاءً ، وسائرَ بلادِ المسلمين يا ربَّ العالمين ، ( رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ) (ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار) ، عبادَ اللهِ إن اللهَ يأمرُ بالعدلِ والإحسانِ وإيتاءِ ذا القربى وينهى عن الفحشاءِ والمنكرِ والبغي يعظُكم لعلكم تذكرونَ ( وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ


الخطبة بصوت الشيخ :

http://abosami.com/pro/hegd.mp3

اضغط هنا للتحميل (http://abosami.com/pro/hegd.mp3)


http://www.shmmr.net/vb/attachment.php?attachmentid=5670&d=1296821155

ابو ضاري
30-04-2011, 19:03
بارك الله فيك شيخنا الفاضل

ونفع الامه بعلمك