المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المظاهرات . كتبها عبدالله الواكد و عبدالله السالم



الشيخ/عبدالله السالم
11-03-2011, 13:29
الحمدُ للهِ الذي اهتدى بهديه ورحمتِه المهتدونَ ، وضلَّ بعدلِهِ وحكمتِهِ الضالونَ ، (لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ) وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ له ، يَعلمُ ماكانَ وما يكون ، وما تُسرونَ وما تعلِنون ، وأشهدُ أن محمداً عبدُهُ ورسولُهُ ،الصادقَ المأمون ، صلى الله عليه ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ وأتباعِهِ ، وسلّم تسليماً كثيراً إلى يومِ يُبعثون ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ) وقال سبحانه (يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ) (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا*يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً):أما بعدُ أيها المسلمون : سمعناَ وشاهدناَ وسمِعْتُم وشاهدتُم ما تناقلتْهُ وسائلُ الإعلامِ المختلفةِ ، منْ مظاهراتٍ داميةٍ ، في بعضِ البلادِ الإسلاميةِ ، راحَ ضحيتُها الآلافُ منَ الأبرياءِ ؛ وتسعى جاهدةً بعضُ وسائلِ الاتصالِ المختلفةِ ، لنقلِ هذا الداءِ لبلادِ الحرمينِ الشريفينِ ، وهذهِ المظاهراتُ والمسيراتُ ، التي يروِّجُ لها مَنْ يَسوؤُهُم هذا التلاحمُ بينَكُم ، ويكدِّرُهُم إلتمامُكُم حولَ قيادتِكُم وولاةِ أمرِكُم ، وهم لا يَخْفَونَ عليكُم ، ويتخذونَ مِنَ الإصلاحِ والشفقةِ بكُم منطلقاً لعواطِفِكُم ، لتمزيقِ هذهِ الأمةِ ، والْفَتِّ في عضُدِها تحتَ هذهِ الشعاراتِ البراقةِ ، التي هيَ كالسرابِ يحسبُهُ الضمآنُ ماءً ، ومن خلالِ هذهِ المسمياتِ ، تُشَدُّ رحالُ الفتنةِ ، يقولُ أحدُ الحكماءِ : إنَّ الفتنةَ في أوَّلِها تتزينُ لأوليِ العقولِ السخيفةِ والعواطفِ الخفيفةِ ، حتى تبدوا كأنَّهاَ جميلةٌ حسناءُ فما تلبثُ أنْ تصبحَ عجوزاً شمطاءَ ، والنارُ من مستصغرِ الشررِ ،فَإياكُم أنْ تَسمحوا لكائنٍ من كانَ ، أنْ يُخِلَّ بأمنِكُم ، ويعبثَ ببلادِكُم ، فوجودُ الأمنِ واستمرارُ بقائِهِ مِنْ مقاصدِ الشريعةِ السمحةِ ؛ لأنَّهُ بالأمنِ تؤمَّنُ السبلُ وتُحفظُ الأعراضُ والأموالُ وأرواحُ الناسِ، وبهِ يُحفظُ دينُكُم وصلاتُكُم ومساجِدِكُم، وقدْ بينَ اللهُ سبحانَهُ وتعالى عِظمَ الأمنِ ، وأمرَ قريشاً بأنْ يقابلوا هذهِ النعمةَ بشكرِهِ فقالَ سبحانَهُ : ( لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ)، ويقولُ تعالى مبيناً عِظمِ الأمنِ وأنهُ من أعظمِ الجوائزِ والثمارِ التي يُهد يها اللهُ للعبادِ إذا حققوا الإيمانَ والعملَ الصالحَ والتوحيدَ: ( وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ).ولهذا كانَ منْ أعظمِ ما نهى الدينُ عنهُ بعدَ الشركِ باللهِ كلُّ ما يؤدي إلى خلخلةِ الأمنِ وإشاعةِ الفوضى بينَ المسلمينَ بأيِّ حجةٍ مِنَ الحِججِ ، وبأيِّ ذريعةٍ من الذرائعِ ، فأسبابُ حفظِ الأمنِ ، أولى مِنْ ذرائعِ ضياعِهِ ، مهما كانتْ ، فالشارعُ الحكيمُ حرَّمَ الخروجَ على الحاكمِ ولو كانَ الحاكمُ جائرًا ظالماً فاجراً ، ليسَ لأجلِ الحاكمِ حرَّمَ هذا الخروجَ ، ولكنْ لأجلِكُم أنتُم أيها المسلمونَ ، حفاظاً على دمائِكُمُ المحرمةِ ، وحِفظاً للأمنِ الذي بهِ تتحققُ مقاصدُ الشريعةِ ، وقدْ رأيتُمْ شعوباً خرجَتْ على دساتِيرِها وحكَّامِها ، وإنْ كانَ الخروجُ على الدستورِ يختلفُ عنِ الخروجِ على شريعةِ اللهِ ولكنْ لا تزالُ تلكَ الشعوبُ في معامعِ الفوضى وسفكِ الدماءِ ، وأماَّ أنتُمْ فتنعمونَ بحكمِ اللهِ ،وبِحُكومةٍ تَحكُمُ بشريعةِ اللهِ وسنةِ رسولِ اللهِ e، الذي يتمنَّاها كلُّ مَنْ حولَكُمْ ، أخرجَ البخاريُّ مِنْ حديثِ عَبْدِ اللَّهِ بنِ مسعودٍ رضيَ اللهُ عنهُ قَالَ: قَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ e {إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ بَعْدِي أَثَرَةً وَأُمُورًا تُنْكِرُونَهَا} أي: سترونَ عندَ الحُكَّامِ استئثاراً بالدنياَ والمناصبِ والأموالِ وأموراً ومعاصي تُنكرونَها، قَالُوا: فَمَا تَأْمُرُنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: {أَدُّوا إِلَيْهِمْ حَقَّهُمْ وَسَلُوا اللَّهَ حَقَّكُمْ}فقدْ أخبرَ النبيُّ e أنَّ الحكَّامَ قدْ يظلِمُونَ وقدْ يجورونَ وقدْ يفعلونَ أمورًا منكرةً ، وأخبرَ بوقوعِ ذلكَ لا محالةَ ، فهُمْ بشرٌ غيرُ معصومينَ ، هذا قولُ المصطفى محمدٍ e ، وروى الإمامُ مسلمٌ في صحيحِهِ عن حذيفةَ بنِ اليمانِ رضيَ اللهُ عنهُ، عنِ النبيِّ e أنهُ قالَ: {يَكُونُ بَعْدِي أَئِمَّةٌ، لَا يَهْتَدُونَ بِهُدَايَ، وَلَا يَسْتَنُّونَ بِسُنَّتِي، وَسَيَقُومُ فِيهِمْ رِجَالٌ قُلُوبُهُمْ قُلُوبُ الشَّيَاطِينِ فِي جُثْمَانِ إِنْسٍ، قَالَ: قُلْتُ كَيْفَ أَصْنَعُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنْ أَدْرَكْتُ ذَلِكَ؟ قَالَ: تَسْمَعُ وَتُطِيعُ لِلْأَمِيرِ وَإِنْ ضُرِبَ ظَهْرُكَ وَأُخِذَ مَالُكَ فَاسْمَعْ وَأَطِعْ}فهذا كلامُ مَنْ أيها المسلمونَ؟ هذا كلامُ رسولِ اللهِ e ليسَ كلامِي ولا كلامُ الحاكمِ الفلاني ، هذا كلامُ الذي لا يَنطِقُ عنِ الهوى إنْ هوَ إلاَّ وحْيٌ يُوحَى ، فهلْ نرُدُّهُ لأنَّهُ لا يوافقُ أهواءَناَ، ويخالفُ عاطفَتَناَ ، ولا يُلَبِّي رغبتَناَ في الانتقامِ ممَّنْ ظلمَناَ ؟!قَالَ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ : ( تَسْمَعُ وَتُطِيعُ لِلْأَمِيرِ وَإِنْ ضُرِبَ ظَهْرُكَ وَأُخِذَ مَالُكَ فَاسْمَعْ وَأَطِعْ ) ولم يَقُلْ e ، أُخرجْ للمظاهرةِ ، واخلعِ الأميرَ، وأحدثِ الفتنَ ، كلُّ ذلكَ دفعاً للمفسدةِ العظمى بالمفسدةِ الصغرى، فظلمُ الحاكمِ وجورُهُ مفسدةٌ ، لكنَّ الأعظمَ منها مفسدةُ الخروجِ عليهِ، لما يترتَّبُ عليهِ مِنْ سفكِ الدماءِ ، وهتكِ الأعراضِ ، وسلبِ الأموالِ ، وذهابِ الأمنِ والاستقرارِ ، فاحمَدُوا اللهَ على ما أنتُمْ فيهِ مِنْ نِعمٍ لا تُعدّوا ولا تُحصى ، وتمسكوا بوصيةِ ربِّكُمْ سبحانَهُ القائلِ (وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ)
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم
ونفعني وإيّاكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول ما تسمَعون، وأستغفر الله لي ولكم ولسائرِ المسلمين من كلّ ذنب وخطيئة فاستغفِروه، فقد فاز المستغفِرون



الحمدُ للهِ الواحدِ القهارِ ، مقلبِ القلوبِ والأبصارِ،والليلِ والنَّهار،أشهدُ أن لا إلهَ إلا هُوَ العزيزُ الغفارُ، وأشهدُ أن محمدًا عبدُهُ ورسولُهُ المصطفى المختارُ صلى الله عليه وعلى آلِهِ الطيبين الأطهارِ ، وعلى جميعِ أصحابِهِ البررةِ الأخيارِ ، ومن سارَ على نهجِهم واهتدى بهد يهم إلى يومِ الحشرِ والقرارِ:أما بعدُ أيها المسلمونَ : بعضُ النّاس، رُبَما يتساءلون عن المظاهراتِ ، ما رأيُكَ بالمظاهراتِ؟ وكأنَّ المظاهراتِ أكْلَةٌ من الأكْلاتِ ، أو لبسةٌ منَ اللبساتِ ، وهذه الأمورُ ليستْ بالآراءِ ، هذه أمورٌ عِظامٌ جِسامٌ ، هذا مصيرُ أمةٍ ، فهلْ الذي بيَّنَ حتى آدابَ السلامِ والكلامِ ، ودخولِ الحمامِ ، وأكلِ الطعامِ ، غَفَلَ عن هذهِ القضايا العظامِ ، كلاَّ وربَّ الأنامِ ، لمْ يتركْهُ بأبي هوَ وأُمِّي e أمْ هلْ غَفَلَ عنهُ الصحابةُ الكرامُ ، كلاَّ والملكِ القدوسِ السلامِ ، فلقدْ تساءَلَ حذيفةُ رضيَ اللهُ عنهُ ، كما يتساءلونَ ، وذلكَ لمَّا أخبرَ عليهِ الصلاةُ والسلامُ ، بأنَّهُ سيأتي قومٌ يحكمونَ الناسَ ، ولا يهتدونَ بهديِهِ ، ولا يستنونَ بسنتِهِ ، قالَ حذيفةُ عندَ ذلكَ: كَيْفَ أَصْنَعُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنْ أَدْرَكْتُ ذَلِكَ ؟ سؤالٌ بددَ الظلماتِ ، ومَزَّقَ العَتَماتِ ، وكفاكُمْ شَرَّ المهلكاتِ ،ومغبةَ التخبطِ والتلَبُّطِ، قَالَ:عليهِ الصلاةُ والسلامُ لحذيفةَ رضيَ اللهُ عنهُ ، ولكُم مِنْ وراءِ حذيفةَ {تَسْمَعُ وَتُطِيعُ لِلْأَمِيرِ وَإِنْ ضُرِبَ ظَهْرُكَ وَأُخِذَ مَالُكَ، فَاسْمَعْ وَأَطِعْ} رواه مسلم. فهذاَ أمرٌ مِنْ نبيِّ الرحمةِ e بالطاعةِ معَ ظُلمِ الحاكمِ وأخذهِ لأموالِ الناسِ واستئثارِهِ بالمالِ والمناصبِ . وهذا واللهِ هو الرُّشدُ والحكمةُ ، أما الخروجُ والمظاهراتُ والمسيراتُ ، وما يُروَّجُ لها بالمسيراتِ السلميةِ ، فإنَّ هذا الإسمَ هو ترقيقٌ وتنميقٌ لها ، وقدْ أفتَتْ هيئةُ كبارِ العلماءِ بحرمةِ المظاهراتِ في هذهِ البلادِ الطيبةِ ، وبناءً على ذلكَ منَعتْ الدولةُ حفظَهاَ اللهُ ، أيَّ شكلٍ من أشكالِ المظاهراتِ والمسيراتِ والإعتصاماتِ ، لأنَّ المظاهراتِ تخالفُ كتابَ اللهِ وسنةَ نبيِّهِ eوعملَ سلفِ الأمةِ الصالحِ ، وإنماَ الذي عليهِ العملُ مِنْ زمنِ الصحابةِ رضيَ اللهُ عنهمْ ، هوَ إسداءُ النصيحةِ لولاةِ الأمرِ، فيماَ يظهرُ مِنْ منكراتٍ ومخالفاتٍ وتقصيرٍ ومظالمَ ، رُبَما لا يعلمُ وليُّ الأمرِ عنهاَ ، فالمظاهراتُ ليسَ لها أصلٌ في الشريعةِ ، ولو كانَ لهاَ أصلٌ لعلمناهُ مِنْ سلفِناَ الصالحِ إنما الذي نعلمُهُ هو ضِدُّهاَ ، فهيَ وافدةٌ مِنَ المللِ التي لا تَحكمُ بشرعِ اللهِ ، ومِنَ القوانينَ التي هيَ مِنْ صُنْعِ البشرِ ، هذهِ المظاهراتُ والمسيراتُ ، تُغِيرُ صُدورَ الرعيةِ على ولاتِهِم ، وتحرِّضُهُم على وليِّ الأمرِ، وتزيدُ الأحقادَ والشقاقَ، وتُسيءُ العلاقةَ بينَ وليِّ الأمرِ ورعيتِهِ ، وتسببُ اختلالَ الأمنِ والأمانِ ، وهي سبيلٌ لسفكِ دماءِ المسلمينَ ، في أمورٍ تتحققُ بالسبلِ الشرعيةِ التي أباحَهاَ الشرعُ ، وضَمِنَ سلامةَ الوصولِ إليها، قالَ الحسنُ رحمَهُ اللهُ : "واللهِ ، لو أنَّ الناسَ إذا ابتلوا من قِبَلِ سلطانِهِم صبروا ، ما لبثوا أنْ يَرفعَ اللهُ ذلكَ عنهُمْ ، وذلكَ أنهُمْ يفزعونَ إلى السيفِ فيوكَلُوا إليهِ ، وواللهِ ما جاؤُوا بيومِ خيرٍ قطْ"، ثُمَّ تلا: ( وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ ) . وكانَ رحمَهُ اللهُ إذا قيلَ لهُ : ألا تخرجْ تغيرْ؟! يقولُ: "إنَّ اللهَ إنما يغيرُ بالتوبةِ ولا يغيرُ بالسيفِ". ألا فلزَمُوا هديَ نبيِّكُمْ e وتعاليمَ شريعتِكُمُ الغراءَ ، فإنْ كانَ المتَمَسِّكَ بها ينجوا في الآخرةِ مِنَ النارِ فالنجاةُ لمَنْ تمسَّكَ بها في الدنياَ مِنَ الفِتَنِ أولى ، فأللهَ اللهَ بدينِكُم وشريعتِكُم وأمنِكُم واستقرارِكُم وترابُطِكُم وتلاحُمِكُمْ ، وصلوا وسلموا رحمني اللهُ وإيَّاكم ، على الهادي البشيرِ ، والسراجِ المنيرِ ، كما أمرَكم بذلك اللطيفُ الخبيرُ ، فقال سبحانه قولاً كريما ( إِنَّ اللهَ وَملاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبيْ يَا أَيُّهَا الَّذِيْنَ آمَنُواْ صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً ) وقد قالَ عليهِ الصلاةُ والسلامُ { حيثما كنتُم فصلوا عليَّ فإنَّ صلاتَكم تبلغني }وقال{ من صلى علي صلاةً صلى اللهُ عليه بها عشراً } اللهم صلِّ وسلمْ وأنعمْ وأكرمْ وزدْ وباركْ ، على عبدِك ورسولِكَ محمدٍ ، وارضَ اللهم عن أصحابِهِ الأطهارِ ، ما تعاقبَ الليلُ والنهارُ ، أبي بكرٍ وعمرَ وعثمانَ وعليٍّ ، وعن سائرِ أصحابِ نبيِّك أجمعين ، وعن التابعينَ وتابعِيهم بإحسانٍ إلى يومِ الدينِ ، وعنَّا معَهم بمنِّكَ وفضلِكَ ورحمتِكَ يا أرحمَ الراحمينَ .اللهم أعزَّ الإسلامَ المسلمينَ ، ودمرْ أعدائكَ أعداءَ الدينِ من اليهودِ والنصارى ، وجميعِ الكفرةِ الملحدينَ ، يارب العالمين ، واجمعْ قلوبَ عبادِكَ المسلمينَ ، واجعلْنا رحمةً منك يا أرحمَ الراحمينَ ، اللهم اجعلْ بَلدَنا هذا آمناً مطمئناً،وجَنّبه الفتن ماظهرَ منها وما بطن ، وسائرَ بلادِ المسلمينَ ، اللهم أيدْ إمامَنا بتأيدِكَ ، وانصرْ بهِ دينَكَ ، ووفقْهُ إلى هُدَاكَ ، واجعلْ عمَلَهُ في رضاكَ ، وارزقْهُ اللهم البطانةَ الصالحةَ الناصحةَ ، التي تدلُهُ على الخيرِ ، وتعينه عليه، اللهم أرحمْ موتانا ، وعافي مُبتلانا ، واقضِ الدينَ عن مدينِنا ، وردَّ ضالَنا إليكَ رداً جميلاً ، ( رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ) (ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار) ، عبادَ اللهِ ، ( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْأِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) ( وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ )


الخطبة بصوت الشيخ :

http://abosami.com/pro/mdh.mp3

إضغط هنا للتحميل (http://abosami.com/pro/mdh.mp3)


5500

للمشاهدة فيديو :
إضغط هنا .. (http://abosami.com/pro/mdh.mp4)

المشرف العام
11-03-2011, 14:53
بارك الله في مشايخنا ابو فهد وابو سامي

وجزاكم الله كل خير

ابو ضاري
11-03-2011, 22:47
بارك الله فيكما شيخنا ابو فهد وابو سامي


وبيض الله وجيهكم


وجعلها في ميزان حسناتكم