المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عودة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود



الشيخ/عبدالله السالم
25-02-2011, 22:45
الحمدُ للهِ، ( الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) واشهدُ ألا الهَ إلا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ له يعلمُ ما كانَ وما يكونُ. وما تسرونَ وما تعلنونَ. واشهدُ أن محمداً عبدُهُ ورسولُهُ الصادقَ المأمونَ، صلى اللهُ عليه وعلى آلِهِ وأصحابِهِ الذين كانوا يهدونَ بالحقِّ وبهِ يعدلونَ. وسلم تسليما كثيرا إلى يومِ يبعثونَ: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ) (يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ) (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا*يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً) أما بعد:أيُّها الأخوةُ في الله ، فإنَّ أهلَ هذه البلادَ وغيرَهَم ، فَرِحُوا فرحاً بالغاً ، بِعُودةِ والدِ الجميعِ ، وولي أمرِ المسلمينَ ، خادمِ الحرمينِ الشريفينِ حفظَهُ اللهُ ، الذي قضى فترةَ ثلاثةِ أشهرٍ خارجَ البلادِ للعلاجِ ، أسبغَ اللهُ عليهِ وعلى سائرِ المسلمينَ لباسَ الصحةِ والعافيةِ، فاحتفلَ الناسُ بقدومِهِ ، إذ لا بأسَ في الشريعةِ أن يحتفلَ الناسُ بقدومِ غائبِهِم من سفرِهِ ، وكيفَ لا يفرحُ أهلُ هذهِ البلادِ الطيبونَ ، بِقدُومِ ولي أمرِهم ، ورسولُ اللهِ r يقولُ:كما في صحيحِ مسلمٍ { خِيَارُ أَئِمَّتِكُمُ الَّذِينَ تُحِبُّونَهُمْ وَيُحِبُّونَكُمْ وَتُصَلُّونَ عَلَيْهِمْ وَيُصَلُّونَ عَلَيْكُمْ وَشِرَارُ أَئِمَّتِكُمُ الَّذِينَ تُبْغِضُونَهُمْ وَيُبْغِضُونَكُمْ وَتَلْعَنُونَهُمْ وَيَلْعَنُونَكُمْ } وكمْ وجدْنا عِظَمَ حُبِّ خادمِ الحرمينِ الشريفينِ ، في قلوبِ الصّغارِ قبلَ الكبارِ ، وذلك ثمرةٌ من ثمارِ تمسكِ هذه الدولةِ حكومةً وشعباً ، بشريعةِ اللهِ سبحانَهُ وتعالى ، والعملِ بها ، إذ لا يَحصدُ الزَّارِعُ خلافَ ما زرعَ ، فترتبَ على ذلك المحبةُ والمودةُ والرحمةُ والترابطُ والتلاحمُ ، بينَ القائدِ والرَّعيةِ ، ولقد وردَ في حُبِّ اللهِ لمن يطبقُ شريعتَهُ أحاديثٌ كثيرةٌ ، منها ما وردَ في البخاريِّ ومسلمٍ من حديثِ أبي هريرةَ رضي اللهُ عنه ، أن النبيَّ r قالَ :{ إِذَا أَحَبَّ اللَّهُ الْعَبْدَ نَادَى جِبْرِيلَ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلاَنًا فَأَحْبِبْهُ . فَيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ ، فَيُنَادِى جِبْرِيلُ فِى أَهْلِ السَّمَاءِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلاَنًا فَأَحِبُّوهُ . فَيُحِبُّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ ، ثُمَّ يُوضَعُ لَهُ الْقَبُولُ فِى الأَرْضِ } وقالَ r كما عند الطبراني وصححَهُ الألبانيُ { أَحَبُّ النَّاسِ إِلَى اللَّهِ أَنْفَعَهُمْ لِلنَّاسِ ، وَأَحَبُّ الأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ سُرُورٍ تُدْخِلُهُ عَلَى مُسْلِمٍ ، أَوْ تَكْشِفُ عَنْهُ كُرْبَةً ، أَوْ تَقْضِي عَنْهُ دِينًا ، أَوْ تُطْرَدُ عَنْهُ جُوعًا ، }ولقدَ وسَّعَ خادمُ الحرمينِ الشريفينِ حفظَهُ اللهُ على الناسِ عندَ عودتِهِ ، ورزقَهم من فضلِ ربِّه ، ووسّعَ عليهم ، وقضى عنهم ، وأمرَ بالأوامرِ الكثيرةِ ، التي تخدمُ الشبابَ والكبارَ ، والأحياءَ والأمواتَ ، والفقراءَ والمساكينَ ، والأُميينَ والمتعلمينَ ، حيث تَضمنُ لهذا الشعبِ الكريمِ العريقِ ، حياةً كريمةً ، نسألُ اللهَ أن يجعلَ ذلكَ في ميزانِ حسناتِهِ ،وواللهِ !! إن مشاهدَ استقبالِهِ ، وفرحةَ الجميعِ بِمَقدمِهِ ، ومَنْ شَاهدَ عُمقَ التلاحمِ والرحمةِ ، بين الراعي والرعيةِ ، ليعلمَ أنَّ هذا من فضلِ اللهِ تعالى ، وتوفيقهِ لنا جميعاً ، تَلاحمٌ يَسرُّ الصَّديقَ ، ويزيدُ الأعداءَ موتاً بغيظِهم ، فنحنُ في دولةٍ وللهِ الحمدُ والمنّةُ ، تحكمُ بشرعِ اللهِ ، بكتابِ اللهِ ، وسنةِ رسولِهِ r ، وتُقَدِمُ نَفسَها ، فداءً لهذينِ الوحيينِ الشريفينِ ، ويَندُرُ أن تجدَ تحتَ أديمِ السماءِ ، من يَحكُمُ بشرعِ اللهِ في هذا الزمانِ، ويَستَحيلُ أن تَجدَ دستوراً أعدلَ من شريعةِ اللهِ سبحانه وتعالى، ما دعى بعضُ الأنظمةِ الغربيةِ ، للسعي على مَضضٍ إلى أن تقتبسَ شيئاً من هذا العدلِ الربَّاني ، وتُعَدِّلُ بهِ دسَاتِيرَها، ولذلك أيها المسلمونَ : فإن السمعَ والطاعةَ لولاةِ أمرِ المسلمينَ أصلٌ من أصولِ عقيدةِ أهلِ السنةِ والجماعةِ ، فبالسمعِ والطاعةِ لهم، تَنتَظمُ مصالحُ الدِّينِ والدُّنيا معاً، ومما هو معلومٌ بالضرورةِ من دينِ الإِسلامِ، أَنَّهُ لا دينَ إلاَّ بجماعةٍ، ولا جماعةَ إلاَّ بإمامةٍ، ولا إمامةَ إلاَّ بسمعٍ وطاعةٍ، ولقد كانَ السلفُ الصالحُ رضوانُ اللهِ عليهم، يُولُونَ هذا الأمرَ اهتمامًا خاصًا، لا سِيّما عندَ ظهورِ بوادرِ الفتنِ، نظرًا لما يترتبُ على الجهلِ بهِ أو إغفالِهِ من الفسادِ العريضِ في العبادِ والبلادِ، والعدولُ عنه عدولٌ عن سبيلِ الهدى والرشادِ. يقولُ جل وعلا: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً) وقد جاءتِ السنةُ الصحيحةُ عن رسولِ اللهِ r تُبيّنُ أن هذه الطاعةَ لازمةٌ، فيجبُ على المسلمينَ، طاعةُ ولاةِ الأمرِ في المعروفِ، لا في المعاصي، فإذا أمروا بالمعصيةِ فلا يطاعونَ فيها، لكن لا يُخرجُ عليهم بأسبابِ المعصيةِ ولأن الخروجَ على الحاكمِ الذي يحكمُ بشريعةِ اللهِ، يعني الخروجَ على شريعةِ اللهِ نفسِها ففي صحيحِ مسلمٍ : قَالُوا قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفَلاَ نُنَابِذُهُمْ عِنْدَ ذَلِكَ قَالَ { لاَ مَا أَقَامُوا فِيكُمُ الصَّلاَةَ لاَ مَا أَقَامُوا فِيكُمُ الصَّلاَةَ أَلاَ مَنْ وَلِىَ عَلَيْهِ وَالٍ فَرَآهُ يَأْتِى شَيْئًا مِنْ مَعْصِيَةِ اللَّهِ فَلْيَكْرَهْ مَا يَأْتِى مِنْ مَعْصِيَةِ اللَّهِ وَلاَ يَنْزِعَنَّ يَدًا مِنْ طَاعَةٍ } هذا هو طريقُ السعادةِ، وطريقُ الهدايةِ، لأَنَّ طاعةَ وليُ الأمرِ ، تابعةٌ لطاعةِ اللهِ ورسولِهِ ، وأُولي الأمرِ هم الأمراءُ والعلماءُ، العلماءُ يُبينونَ الحكمَ ويقضونَ بهِ ، والأمراءُ ينفذونَ، فالواجبُ علينا جميعاً حبُّ من يحكمُ بشرعِ اللهِ، لأن هذا دليلٌ على حبِّ شريعةِ اللهِ ،واللهُ عزَّ وجلَّ يقول ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا )
بارك الله لي ولكم في القرءان العظيم
ونفعني وإياكُم بهدي سيدِ المُرسلين وتابَ عليَّ وعليكم وعلى سائرِ المسلمينَ والمسلماتِ من كلِّ ذنبٍ فاستغفروه يغفرْ لكم إنه هو الغفورُ الرحيمُ





الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، والصلاة والصلاة والسلام على نبيه ورسوله وخليله وأمينه على وحيه نبينا وإمامنا محمد بن عبد الله وعلى آله وأصحابه ومن سلك سبيله واهتدى بهداه إلى يوم الدين.أما بعد: أيّها المسلمونَ، يقولُ عليهِ الصلاةُ السلامُ { من خلعَ يداً من طاعةٍ لقيَ اللهَ يومَ القيامةِ ولا حجةَ لهُ، ومن ماتَ وليسَ في عنقِهِ بيعةٌ ماتَ ميتةً جاهليةً} [رواه مسلم] وعَنْ عُبَادَةَ بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ عُبَادَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ {بَايَعْنَا رَسُولَ اللَّهِ r عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ فِى الْعُسْرِ وَالْيُسْرِ وَالْمَنْشَطِ وَالْمَكْرَهِ وَعَلَى أَثَرَةٍ عَلَيْنَا وَعَلَى أَنْ لاَ نُنَازِعَ الأَمْرَ أَهْلَهُ وَعَلَى أَنْ نَقُولَ بِالْحَقِّ أَيْنَمَا كُنَّا لاَ نَخَافُ فِى اللَّهِ لَوْمَةَ لاَئِمٍ } [رواه البخاري ومسلم] نسأُلُ اللهَ عزَّ وجلَّ أن يُجنبَنا شُرورَ الفتنِ والمحنِ ، ماظهرَ منها وما بطنَ ، وأن يجعلَنا أُمَّةً مُتحَابةً متراحمةً متلاحمةً ، وأن يوفِّقَ ولاةَ أمرِنا وعلماءَنا ، لما يحبُّ ويرضى ، وأن يحفظَ المسلمينَ والمؤمنينَ في كلِّ مكانٍ ، وأن يحفظَ أعراضَهم وأموالَهم، وأن يُيسِّرَ للمسلمين أرزاقَهم، وأن يؤمِّنَ روعاتِهم، وأن يستُرَ عوراتِهم في كلِّ مكانٍ، وأن يَخذُلَ أعداءَ الإسلامِ، ويجعَلَ كيدَهم في نحورِهم ، ويخالفَ بين كلمتِهم، ويكفَّ شرَّهم، وصلوا وسلموا على من أمركم ربكم بالصلاة والسلام عليه فقال (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيما) اللهم صل وسلّم وأنعم وأكرم وزد وبارك على عبدك ورسولك محمّد ، وارض اللهم عن أصحابه الأطهار ماتعاقب الليل والنهار أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وعن سائِرِ أصحابِ نبيّك أجمعين ، وعن التابعين ، وتابعيهم بِإحسانٍ إلى يومِ الدّين ، وعنّا معهم ، بمنك وفضلك ورحمتك ، يا أرحم الراحمين ، أعزَّ الإسلامَ والمسلمينَ ، اللهم احفظْ بلادَنا وولاةَ أمرِنا وعلماءَنا ودُعاتَنا ، اللهم وحِّدْ كلمتَنا وقوي شوكتَنا ياربَّ العالمينَ ، واجعل هذا البلد رخاءً سخاءً آمِناً مُطمَئِناً ، وسائر بلاد المسلمين يا ربَّ العالمين ، اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنيين والمؤمنات ، الأحياء منهم والأموات ، اللهم ربنا ( آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) ، ( وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ)


الخطبة بصوت الشيخ :
http://abosami.com/pro/k4s.mp3

إضغط هنا للتحميل (http://abosami.com/pro/k4s.mp3)

http://abosami.com/upload/aln3esa-1295783025.jpg

راعي الوقيد
26-02-2011, 00:42
جزاك الله خير يابو سامي

والله يجعلها في موازين حسناتك

لك التحية