المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أبشروا يا حجيج بيت الله 22/11/1431هـ



الشيخ/عبدالله السالم
05-11-2010, 14:37
الحمدُ لله .. المحمودِ بكلِّ لِسانٍ ، المعبودِ في كلِّ زمانٍ ، المقصودِ مِن كلِّ مكَانٍ ، (يَسْأَلُهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ) أشهدُ أن لا إِلهَ هوَ وحدَهُ لا شريك له ، وأشهدُ أنَّ مُحمَّداً عبدُهُ ورسولُهُ ، صلَّى الله وسلَّم وباركَ عليه ، وعلى آلِهِ وأصحابِه، الطيبين الطاهرين ، ومَن تبَعَهم بِإحسانٍ إلى يومِ الدِّينِ : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ )وقال سبحانه (يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ) (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا*يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً): أما بعد :أيُّها الأحبةُ في الله ، فإنَّ الحجَ ، رُكنٌ من أركانِ الإسلامِ الخمسةِ ،ولِذا يَجبُ على المسلمِ المُستطيعِ ، المُبادرةُ إليهِ ، حتى لا يأثم ، يقولُ سبحانه ، (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنْ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْ الْعَالَمِينَ )ويقولُ سُبحانهُ (وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ) والمُصطَفى e يقولُ { تعَجلوا الحجَّ فإن أحدَكم لا يدري ما يعرضُ له } وفي سُننِ الترمذي ، من حديثِ عَلِىٍّ رضي اللهُ عنه ، أن رَسُولُ اللَّهِ eقَالَ { مَنْ مَلَكَ زَادًا وَرَاحِلَةً تُبَلِّغُهُ إِلَى بَيْتِ اللَّهِ وَلَمْ يَحُجَّ فَلاَ عَلَيْهِ أَنْ يَمُوتَ يَهُودِيًّا أَوْ نَصْرَانِيًّا وَذَلِكَ أَنَّ اللَّهَ يَقُولُ فِى كِتَابِهِ (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً) } وقالَ عمرُ بنُ الخطّابِ رضيَ اللهُ عنه،[لقد هممتُ أن ابعثَ رِجالاً ، إلى هذه الأمصارِ ، فينظروا ، كُلَّ من كان له جِدَةٌ ، ولم يحجّ ،فيضربوا عليهم الجزيةَ ، ما هم بمسلمين ، ما هم بمسلمين] ،فيجبُ المبادرةُ والإسراعُ ، إلى أداءِ هذه الفريضةِ العظيمةِ ، فإنَّ الأمورَ مُيسّرةٌ وللهِ الحمدُ والمنّةُ ، فَلا يُقعِدنَّكم الشيطانُ ، ولا يَأخُذّنَّكم التسويفُ ، ولا تُلهينَّكم الأماني ، وعلَمُوا ـ أدامَ اللهُ عَلَيكُم نِعَمَهُ وَفَضلَهُ ـ أَنَّ مِن المسلمينَ عِبرَ بقاعِ الأرضِ ، أناساً ، يَجمعونَ الدِّرهمَ إلى الدرهمِ ، والدِّينارِ إلى الدينارِ، وكلُ مُنَاهُم أن يَحجّوا بيتَ اللهِ الحرامِ ، حَتَّى إذا جاءَ الموسمُ ، وأذنَ المؤذنُ بالحجِ ،ولمَّا يَكتَمِلْ الجمعُ بعدُ ، تَوَلَّوا وأعينُهم تفيضُ من الدمعِ ، حَزَناً ألا يَجِدُوا ما يُبَلِّغُهم بيتَ اللهِ وكعبةَ اللهِ ، مَعَ أَنَّهُم مَعذُورونَ ، بل مَأجورونَ من اللهِ على نَيَّاتِهم...، فيا من تستطيع الحج ، كُن معَ وفدِ اللهِ هذا العام ، فَإنَّ النبيَّ eيقولَ: {الْغَازِى فِى سَبِيلِ اللَّهِ وَالْحَاجُّ وَالْمُعْتَمِرُ وَفْدُ اللَّهِ دَعَاهُمْ فَأَجَابُوهُ وَسَأَلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ }رواه بن ماجة ، نَعَمْ ، إِنَّهم وفدُ اللهِ ، وَهُم الموعودونَ بكرمِ اللهِ ، وعندَ الطبراني في الكبيرِ والترمذي في سننِهِ وابنِ خزيمةَ وابنِ حبانَ في صحيحيهما من حديثِ عبدِ اللهِ بنِ عباسٍ t أن رسولَ اللهِ eقالَ: {تابعوا بينَ الحجِّ والعمرةِ فإنهما ينفيانِ الفقرَ والذنوبَ كما ينفي الكيرُ خبثَ الحديدِ والذهبِ والفضةِ}فَبُشرَاكُم ياحَجِيجَ بيتِ اللهِ ،وهنيئاً لكم . بُشرَاكُم إجابةُ الدَّعوةِ ، وهنيئاً لكم مَغفِرةُ الذنوبِ ،أمَّا الفَقرُ فقد أَوغلَ في الهروبِ . إِنَّها الذّنوبُ تُغْسلُ ، فَلا يَبَقى على الجسدِ بعدَها من دَرنٍ .في الصحيحينِ من حديثِ أبي هريرةَ t أن النبيَّ eقالَ: {من حجَ فلم يرفثْ ولم يفسقْ رجعَ من ذنوبِهِ كيومِ ولدتْهُ أمُّهُ} وتأملوا ـ يا رعاكم اللهُ ـ في هذا الحديثِ الذي رواهُ الشيخانِ من حديثِ أبي هريرةَ t أن رسولَ اللهِ eقالَ: {الحجُ المبرورُ ليس له جزاءٌ إلا الجنةَ} فيا لكرمِ اللهِ ، جَنَّةٌ عرضُها السماواتُ والأرضُ ، تُنالُ بِحَجةٍ مَبرُورةٍ !! كَثُرَ خيرُ اللهِ وطاب ، اللهم لا تحرمْنا الجنةَ. سُئلَ النبيُّ e أيُّ الأعمالِ أفضلُ ؟ : قال {إيمانٌ باللهِ ورسُلِه} قِيل ثم ماذا ؟ قال {جِهادٌ في سبيلِ اللهِ }قيلَ ثمَّ ماذا..؟ قال {حجٌ مبرورٌ} رواه البخاريُّ ، فَكيفَ تطيبُ نفسُ المؤمنِ ؟ أن يترُكَ الحجَ ، مع قُدرَتِهِ عليه ؟ بمالِهِ وبَدَنِهِ ، وَهو يعلمُ ، أنهُ من فرائضِ الإسلامِ وأركانِهِ ، .. وكيف يبخلُ بالمالِ على نفسِهِ في أداءِ هذه الفريضةِ ؟ وَهُوَ يُنفِقُ الكثيرَ مِنْ مَالِهِ .. فِيمَا تَهواهُ نفسُهُ ، وكيفَ يوفر نفسَهُ عن التعبِ في الحجِّ ؟ وَهُوَ يُرهِقُ نفسَهُ في التعبِ في أمُورِ دُنياه ، وكيفَ يَتثَاقَلُ فريضةَ الحجِّ ، وَهُوَ لا يَجِبُ في العُمرِ سِوى مرةً واحدَةً ؟ وكيف يَترَاخى ويُؤخرُ أداءَهُ ؟ وَهُوَ لا يدري ، لعَلَّهُ لا يستطيعُ الوصولَ إليه بَعَد عامِهِ هذا ؟ ألا فاتقوا اللهَ عِبادَ اللهِ ، وأدَوا ما فرضَ اللهُ عليكم من الحجِ ، تَعبُداً للهِ تعالى ، ورضاً بِحُكمِهِ ، وسمعاً وطاعةً لأمرهِ ،
بارك الله لي ولكم في القرءان العظيم
ونفعني وإيّاكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول ما تسمَعون، وأستغفر الله لي ولكم ولسائرِ المسلمين من كلّ ذنب وخطيئة فاستغفِروه، فقد فاز المستغفِرون




الحمدُ للهِ أبداً سرمداً ، ولا نشركُ معه أحداً تباركَ فرداً صمداً، لم يتخذْ صاحبةً ولا ولداً، ولا شريكَ له ولا عضداً ، أشهدُ أن لا إلهَ لنا غيرُهْ ، ولا ربَّ لنا سواهُ ، ولا نعبدُ إلاَّ إياهُ ، وأشهدُ أن محمداً عبدُهُ ورسولُهُ صلى اللهُ عليه وعلى آلِهِ وأصحابِهِ وسلم تسليماً كثيراً :أما بعدُ: عجباً لقاعدٍ بعدَ الذي ذكرْنا ، وهوَ معافاً مستطيعاً قادراً ، ولم يحج حجةَ الإسلام ، لم يُحركْهُ فضلُ اللهِ ، وكرمُ اللهِ لحجِ بيتِ اللهِ.لكن الأمرَ أعجلُ من ذلك ، وملَكُ الموتِ لا يطرقُ باباً ، ولا يهابُ حُجَّاباً ، فإلى متى التهاونُ والتأخرُ عن فرائضِ اللهِ؟ كُلٌ مِنَّا سيرحلُ عن هذه الدارِ ، لكن شتانَ بينَ من يَخرجُ منها على طاعةِ مولاهُ ، وآخرُ قد اتبعَ هواهُ . بخ ٍ بخ ٍ يومَ يموتُ الإنسانُ على طاعةٍ للهِ عز وجل ، جاءَ في البُخاري من حديثِ ابنِ عباسٍ t أَنَّ رَجُلاً كَانَ مَعَ النَّبِىِّ - e- فَوَقَصَتْهُ نَاقَتُهُ ، وَهُوَ مُحْرِمٌ ، فَمَاتَ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - e–{اغْسِلُوهُ بِمَاءٍ وَسِدْرٍ ، وَكَفِّنُوهُ فِى ثَوْبَيْهِ ، وَلاَ تَمَسُّوهُ بِطِيبٍ ، وَلاَ تُخَمِّرُوا رَأْسَهُ ، فَإِنَّهُ يُبْعَثُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُلَبِّيًا }نعم لقد ماتَ هذا الرجلُ ، وهو محرمٌ ، ويبعثُ يومَ القيامةِ ملبياً، فهل تُراهُ لو قعدَ كما قعدتَ يحصلُ له نفسُ الفضلِ؟ فَهَلاَّ أَعمَلتَ عقلَكَ؟ وأرضيتَ ربَّك؟ ولبيتَ هذا العام ، عباد الله صلَّوا على المعصوم عليه الصلاة والسلام ، فإنَّ اللهَ أمرَكم بذلك ، فقال سبحانه قولاً كريما ( إِنَّ اللهَ وَملاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبيْ يَا أَيُّهَا الَّذِيْنَ آمَنُواْ صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً ) وقد قالَ عليهِ الصلاةُ والسلامُ { حيثما كنتُم فصلوا عليَّ فإنَّ صلاتَكم تبلغني } وقال { من صلى علي صلاةً صلى اللهُ عليه بها عشراً } اللهم صلِّ وسلمْ وأنعمْ وأكرمْ وزدْ وباركْ ، على عبدِك ورسولِكَ محمدٍ ، وارضَ اللهم عن أصحابِهِ الأطهارِ ، ما تعاقبَ الليلُ والنهارُ ، أبي بكرٍ وعمرَ وعثمانَ وعليٍّ ، وعن سائرِ أصحابِ نبيِّك أجمعين ، وعن التابعينَ وتابعِيهم بإحسانٍ إلى يومِ الدينِ ، وعنَّا معَهم بمنِّكَ وفضلِكَ ورحمتِكَ يا أرحمَ الراحمينَ .اللهم أعزَّ الإسلامَ المسلمينَ ، ودمرْ أعداءَ الدينِ من اليهودِ والنصارى ، وجميعِ الكفرةِ الملحدينَ ،اللهم إليكَ توجهْنا، وببابِك وقفْنا يا منتهى كلِّ شكوى ، ويا سامعَ كلِّ نجوى ، ويا كاشفَ كلِّ ضُرٍّ وبلوى، أدنى شهيدٍ وأقربُ حفيظٍ ، يا من يحصى ويبديءُ ويعيدُ, يا من يفعلُ ما يريدُ, نسألُكَ وأنتَ في عليائِكَ ، وأنتَ اللهُ لا إلهَ إلى أنتَ ، أنتَ الغنيُّ ونحنُ الفقراءُ إليكَ ، وأنتَ القويُّ ونحنُ الضعفاءُ بينَ يديكَ ، أنتَ الملكُ لا إلهَ إلا أنتَ ، أنتَ ربُّنا ونحنُ عبيدُكَ ، ظلمْنا أنفسَنا ، واعترفْنا بذنوبِنا ، فاغفرْ لنا ذنوبَنا جميعاً ، إنه لا يغفرُ الذنوبَ إلا أنتَ ، واهدْنا اللهم لأحسنِ الأخلاقِ ، لا يهدي لأحسنِها إلاَّ أنتَ ، واصرفْ عنَّا سيئَها ، لا يصرفُ عنَّا سيئَها إلاَّ أنتَ ، لبيكَ وسعديكَ ، والخيرُ كلُّهُ في يديكَ ، والشرُّ ليس إليكَ ، نحنُ بكَ وإليكَ ، تباركتَ ربَّنا وتعاليتَ ، نستغفرُكَ ونتوبُ إليكَ ، اللهم اسقْنا الغيثَ ولا تجعلْنا من القانطينَ ، اللهم أغثْنا ، اللهم أغثْنا ، اللهم أغثْنا ، اللهم أغثْنا ، غيثاً مُغيثاً ، هنيئاً مَريئاً سحاً غدقا ، عاجلاً غيرَ آجل ، نافعاً غيرَ ضارٍ ، اللهم اسقِ بلادَكَ وعبادَكَ ، وبهائِمَكَ ، اللهم ارحمْ الشيوخَ الرُّكعْ ، والأطفالَ الرضعْ والبهائمَ الرُّتعْ ، اللهم سقيا رحمةٍ ، لا عذابٍ ولا هدمٍ ولا غرقٍ ، اللهم واجعلْ بَلدَنا هذا آمناً مطمئناً ، وسائرَ بلادِ المسلمينَ ، و أيدْ إمامَنا بتأيدِكَ ، وانصرْ بهِ دينَكَ ، ووفقْهُ إلى هُدَاكَ ، واجعلْ عمَلَهُ في رضاكَ ، وارزقْهُ اللهم البطانةَ الصالحةَ الناصحةَ ، التي تدلُهُ على الخيرِ ، وتعينه عليه، اللهم أرحمْ موتانا ، وعافي مُبتلانا ، واقضِ الدينَ عن مدينِنا ، وردَّ ضالَنا إليكَ رداً جميلاً ، ( رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ) (ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار) ، عبادَ اللهِ ، ( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْأِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) ( وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ )






الخطبة بصوت الشيخ :
http://abosami.com/pro/haj.mp3 (http://abosami.com/pro/haj.mp3)


إضغط هنا للتحميل (http://abosami.com/pro/haj.mp3)



4918