المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من سرَّهُ أن يكون أقوى النَّاس !!!ف



الشيخ/عبدالله السالم
16-10-2010, 10:46
الحمدُ للهِ الذي استخلصَ الحمدَ لنفسِهِ ، واستوجبَهُ على جميعِ خلقِهِ ، الذي ناصيةُ كلِّ شيءٍ بيديهِ ، ومصيرُ كلِّ شيءٍ إليهِ ، القوي في سلطانِهِ ، اللطيفُ في جبروتِهِ ، لا مانعَ لما أعطى ، ولا معطيَ لما منعَ ، أشهدُ أن لا إلهَ إلا هوَ وحدَهُ لا شريكَ لهُ ، وأشهدُ أن محمداً ، عبدُهُ ورسولُه ، وصفوتُهُ من خلقِهِ ، وأمينُهُ على وحيهِ ، صلى الله عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَائلونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ) .. (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) أمَّا بعدُ أيها الأخوةُ ، التوكلُ على الله ، مقامٌ جليلُ القدرِ ، عظيمُ الأثرِ ،به رِضا الرحمنِ الرحيمِ , وفيه منعةٌ من الشيطانِ الرجيمِ ، منزلتُهُ أوسعُ المنازلِ وأجمعُها، وأقوى السُبلِ عندَ اللهِ وأحبُّها ، عظَّمَ اللهُ من شأنِهِ ، وجعلَهُ منزلةً من منازلِ الدينِ , بل فريضةٌ من ربِّ العالمينَ ، قرنَهُ الله ُبالعبادةِ في قولِهِ : سبحانه (فَٱعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ) ، وجعلَهُ سبباً لنيلِ محبتِهِ فقالَ سبحانه (إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلْمُتَوَكّلِينَ) وجعلَهُ شرطاً لحصولِ الإيمانِ به فقال سُبحانه (وَعَلَى ٱللَّهِ فَتَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ) وأمرَ اللهُ عزَّ وجلَّ رسولَهُ e بالتوكُّلِ في قولِهِ تعالى: (وَتَوَكَّلْ عَلَىٰ ٱللَّهِ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ وَكِيلاً)وقال سُبحانه(وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ*الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ*وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ*إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) والرَّسُلُ عليهم الصلاة والسلام ، أئمةُ المتوكلينَ وقُدوا تُهم، قالوا لأقوامِهم: ( وَمَا لَنَا أَلاَّ نَتَوَكَّلَ عَلَى ٱللَّهِ وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا ) وقد جعلَ اللهُ التوكلَ ، صِفةً لأهلِ الإيمانِ ، يتميزونَ به عمنْ سواهُم ، فقال سبحانه (إِنَّمَا ٱلْمُؤْمِنُونَ ٱلَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ ٱللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ ءايَـٰتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَـٰناً وَعَلَىٰ رَبّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ) والشيطانُ ، لا سلطانَ له على عبادِ اللهِ المتوكلين ,فاللهُ عز وجلَّ يقول : ( إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَىٰ ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ وَعَلَىٰ رَبّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ) والتوكلُ مانعٌ من عذابِ اللهِ كما قالَ سبحانه: ( قُلْ أَرَءيْتُمْ إِنْ أَهْلَكَنِىَ ٱللَّهُ وَمَن مَّعِىَ أَوْ رَحِمَنَا فَمَن يُجِيرُ ٱلْكَـٰفِرِينَ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * قُلْ هُوَ ٱلرَّحْمَـٰنُ ءامَنَّا بِهِ وَعَلَيْهِ تَوَكَّلْنَا ) والتوكلُ موجِبٌ لدخولِ الجناتِ كما قالَ سبحانه: ( وَٱلَّذِينَ ءامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ لَنُبَوّئَنَّهُمْ مّنَ ٱلْجَنَّةِ غُرَفَاً تَجْرِى مِن تَحْتِهَا ٱلأنْهَـٰرُ خَـٰلِدِينَ فِيهَا نِعْمَ أَجْرُ ٱلْعَـٰمِلِينَ * ٱلَّذِينَ صَبَرُواْ وَعَلَىٰ رَبّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ) بل المتوكلونَ على اللهِ حقاً ، يدخلونَ جَنّةَ ربِّهم بغيرِ حسابٍ , يقولُ عليه الصلاةُ والسلام ، كما في البخاري من حديثِ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ {عُرِضَتْ عَلَىَّ الأُمَمُ ، فَجَعَلَ النَّبِىُّ وَالنَّبِيَّانِ يَمُرُّونَ مَعَهُمُ الرَّهْطُ ، وَالنَّبِىُّ لَيْسَ مَعَهُ أَحَدٌ ، حَتَّى رُفِعَ لِى سَوَادٌ عَظِيمٌ ، قُلْتُ مَا هَذَا أُمَّتِى هَذِهِ ؟ قِيلَ هَذَا مُوسَى وَقَوْمُهُ . قِيلَ انْظُرْ إِلَى الأُفُقِ . فَإِذَا سَوَادٌ يَمْلأُ الأُفُقَ ، ثُمَّ قِيلَ لِى انْظُرْ هَا هُنَا وَهَا هُنَا ، فِى آفَاقِ السَّمَاءِ ، فَإِذَا سَوَادٌ قَدْ مَلأَ الأُفُقَ ، قِيلَ هَذِهِ أُمَّتُكَ وَيَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ هَؤُلاَءِ سَبْعُونَ أَلْفًا بِغَيْرِ حِسَابٍ ، ثُمَّ دَخَلَ وَلَمْ يُبَيِّنْ لَهُمْ ، فَأَفَاضَ الْقَوْمُ وَقَالُوا نَحْنُ الَّذِينَ آمَنَّا بِاللَّهِ ، وَاتَّبَعْنَا رَسُولَهُ ، فَنَحْنُ هُمْ أَوْ أَوْلاَدُنَا الَّذِينَ وُلِدُوا فِى الإِسْلاَمِ فَإِنَّا وُلِدْنَا فِى الْجَاهِلِيَّةِ . فَبَلَغَ النَّبِىَّ e فَخَرَجَ فَقَالَ هُمُ الَّذِينَ لاَ يَسْتَرْقُونَ ، وَلاَ يَتَطَيَّرُونَ ، وَلاَ يَكْتَوُونَ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ } فَقَالَ عُكَّاشَةُ بْنُ مِحْصَنٍ أَمِنْهُمْ أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ { نَعَمْ } فَقَامَ آخَرُ فَقَالَ أَمِنْهُمْ أَنَا قَالَ {سَبَقَكَ عُكَّاشَةُ } يقولُ تعالى، (وَتَوكَّلْ عَلَى ٱلْعَزِيزِ ٱلرَّحِيمِ * ٱلَّذِى يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ * وَتَقَلُّبَكَ فِى ٱلسَّـٰجِدِينَ) قال إبراهيمُ الخواصُ: "ما ينبغي للعبدِ ، بعد هذه الآيةِ ، أن يلجأَ إلى أحدٍ غيرِ اللهِ"ومن تعلّقَ بغيرِ اللهِ ، أو سكنَ إلى علمِهِ ،وعقلِهِ ، ودوائِهِ وكمالِهِ, واعتمدَ على حولِهِ وقوتِهِ ، وكلَهُ اللهُ إلى ذلك وخذلَهُ ،" متى مالتفتَ القلبُ إلى غيرِ اللهِ ، وكلَهُ اللهُ إلى من التفتَ إليهِ ، وصارَ ذليلاً مخذولاً بينَ يديه ، يقولُ عليهِ الصلاةُ والسلام {من تعلّقَ شيئاً وُكِلَ إليهِ } رواه الترمذي وقال شيخُ الإسلامِ : رحمه الله "ما رَجَى أحدٌ مخلوقاً ، أو تَوكَّلَ عليه ، إلا خابَ ظنُّهُ فيه" ، فلا ترجوا النَّاسَ في اللهِ ، وارجُ اللهَ في الناسِ ، وانظرْ إلى أثرِ التوكلِ على اللهِ في قلبِ هاجرَ ، فقد بلغَ مبلغَهُ ،ففي البخاري من حديثِ بن عبّاس رضي اللهُ عنهُما وفيه ولَمَّا[ جَاءَ بِهَا إِبْرَاهِيمُ ، وَبِابْنِهَا إِسْمَاعِيلَ وَهْىَ تُرْضِعُهُ ، حَتَّى وَضَعَهُمَا عِنْدَ الْبَيْتِ ، عِنْدَ دَوْحَةٍ ، فَوْقَ زَمْزَمَ ، فِى أَعْلَى الْمَسْجِدِ ، وَلَيْسَ بِمَكَّةَ يَوْمَئِذٍ أَحَدٌ ، وَلَيْسَ بِهَا مَاءٌ ، فَوَضَعَهُمَا هُنَالِكَ ، وَ وَضَعَ عِنْدَهُمَا جِرَابًا فِيهِ تَمْرٌ ، وَسِقَاءً فِيهِ مَاءٌ ، ثُمَّ قَفَّى إِبْرَاهِيمُ مُنْطَلِقًا ، فَتَبِعَتْهُ أُمُّ إِسْمَاعِيلَ ، فَقَالَتْ يَا إِبْرَاهِيمُ ، أَيْنَ تَذْهَبُ وَتَتْرُكُنَا بِهَذَا الْوَادِى الَّذِى لَيْسَ فِيهِ إِنْسٌ وَلاَ شَىْءٌ ، فَقَالَتْ لَهُ ذَلِكَ مِرَارًا ، وَجَعَلَ لاَ يَلْتَفِتُ إِلَيْهَا ، فَقَالَتْ لَهُ ، آللَّهُ الَّذِى أَمَرَكَ بِهَذَا ؟ قَالَ نَعَمْ . قَالَتْ إِذًا لاَ يُضَيِّعُنَا . ثُمَّ رَجَعَتْ ، فَانْطَلَقَ إِبْرَاهِيمُ حَتَّى إِذَا كَانَ عِنْدَ الثَّنِيَّةِ حَيْثُ لاَ يَرَوْنَهُ اسْتَقْبَلَ بِوَجْهِهِ الْبَيْتَ ، ثُمَّ دَعَا بِهَؤُلاَءِ الْكَلِمَاتِ ، وَرَفَعَ يَدَيْهِ ، فَقَالَ ( رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ) (ابراهيم:37) فأحاطَهما اللهُ بعنايتِهِ، فإذا الصغيرُ يكونُ نبياً ، وصفَهُ اللهُ بالحلمِ والصبرِ ، وصِدْقِ الوعدِ ، والمحافظةِ على الصلاةِ والأمرِ بها ، والماءُ المباركُ زمزمُ ، ثمرةٌ من ثمارِ توكلِ الخليلِ عليه السلامُ ، ( فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ) ليكنْ المؤمن بما في يدِ اللهِ ، أوثقُ منه بما في يدِهِ
بارك الله لي ولكم في القرءان العظيم .
ونفعني وإيّاكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول ما تسمَعون، وأستغفر الله لي ولكم ولسائرِ المسلمين من كلّ ذنب وخطيئة فاستغفِروه، فقد فاز المستغفِرون





الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن نبينا محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه.أما بعد: أيها المسلمون، لا يَستَقيمُ توكلُ العبدِ ، حتى يَصِحَّ توحيدُهُ، وعلى قدرِ تَجريدِهِ التوحيدَ ، يكونُ صَحةُ التَّوكلِ، ومتى التَفتَ العبدُ إلى غيرِ اللهِ ، أخذَ ذلك شُعبةً من شُعبِ قلبِهِ ، فَنَقَصَ من توكلِهِ بقدرِ ذهابِ تلك الشعبةِ، ومن نزلتْ به فاقةٌ ، فأنزلَها بالخلقِ ، لم تُسدَّ فاقتُهُ ، ومن سرَّهُ أن يكونَ أقوى الناسِ ، فليتوكلْ على اللهِ، ومن سرَّهُ أن يكونَ أغنى الناسِ ، فليكنْ بما هو في يدِ اللهِ أوثقُ منه بما هو في يدِهِ ، والرضا والتوكلُ ، يَكتَنِفَانِ الْمَقدُورِ، فالتَّوكلُ قَبَلَ وقوعِهِ ، والرِّضا بَعدَ وقوعِه ِ، والرضا ثمرةُ التوكلِ , ورُوحُ التوكلِ التفويضُ, وإلقاءُ أمورِكَ كلِّها إلى اللهِ، يقولُ داودُ بنُ سليمان رحمه اللهُ: "يُستدلُ على تقوى المؤمنِ بثلاثٍ: حُسنُ التوكلِ فيما لم يَنَلْ، وحُسنُ الرِّضا فِيمَا قد نَالَ، وحُسنُ الصبرِ فيما قد فاتَ", وكلّما كان العبدُ للهِ أعرفَ ،كان توكلُهُ عليه أقوى ، وقوةُ التوكلِ وضعفُهُ ، بحسبِ قوةِ الإيمانِ وضعفِهِ ،ومن توكلَ على اللهِ ، فلا يَعجَلْ بالفَرج ِ، فاللهُ ذكرَ كفايتَهُ للمتوكلِ عليهِ , وجعلَ لكلِّ شيءٍ قدراً ووقتاً، فلا يستعجلْ, ويقولُ قد توكلتُ ودعوتُ فلم أرَ شيئاً, (إِنَّ ٱللَّهَ بَـٰلِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ ٱللَّهُ لِكُلّ شَىْء قَدْراً) ، واللهُ هو المتفردُ بالاختيارِ والتدبيرِ ، وتدبيرُهُ لعبدِهِ ، خيرٌ من تدبيرِ العبدِ لنفسِهِ, وهو أرحمُ به ، مِنهُ بنفسِهِ ، اللهم إنا نبرأُ من التوكلِ إلا عليكَ ، ومن الرضا إلا عنكَ ، ومن الطلبِ إلا منكَ ، ومن الذلِّ إلا فيطاعتِكَ ، ومن الصبرِ إلا على بابِكَ ، ومن الرجاءِ إلا منكَ ، ومن الرهبةِ إلا بجلالِكَ العظيمِ ، اللهم صل وسلّم وأنعم وأكرم وزد وبارك على عبدك ورسولك محمّد ، وارضَ اللهم عن أصحابِهِ الأطهارِ ، ما تعاقبَ الليلُ والنهارُ ، أبي بكرٍ وعمرَ وعثمانَ وعليٍّ ، وعن سائرِ أصحابِ نبيِّك أجمعين ، وعن التابعينَ وتابعِيهم بإحسانٍ إلى يومِ الدينِ ، وعنَّا معَهم بمنِّكَ وفضلِكَ ورحمتِكَ يا أرحمَ الراحمينَ .اللهم أعزَّ الإسلامَ المسلمينَ ، ودمرْ أعداءَ الدينِ من اليهودِ والنصارى ، وجميعِ الكفرةِ الملحدينَ ، اللّهُم يا عظيمَ العفوِ ، ويا وسعَ المغفرةِ ، ويا قريبَ الرّحمةِ ، ويا ذا الجلالِ والإكرامِ ، اجعل في قلوبِنا نوراً نهتدي به إليك ، وتولنا بِحُسنِ رعايتِك ، حتى نتوكلَ عليك ، وارزقنا حلاوةَ التذلُلِ بين يديكَ ، فالعزيزُ من لاذَ بعزِكَ ، والسعيدُ من التجأَ إلى حماكَ وجودِك ، والذليلُ ، مَنْ لم تُؤَيّدْهُ بعنايتِكَ ، والشقيُّ من رضيَ بالإعراضِ عن طاعتِكَ ، اللهم نَزِّه قلوبَنا عن التعلقِ بمن دونِك ، واجعلنا من قومٍ تحبُهم ويحبونَك ، اللهم أغثْ قلوبَنا بالإيمانِ واليقينِ، وبلادَنا بالخيراتِ والأمطارِ يا ربَّ العالمين. اللهم أغثْنا غيثاً هنيئاً مريئاً مريعاً سحًّا غدقاً طبقا عاماً واسعاً مجللا، نافعاً غيرَ ضارٍ، عاجلا غيرَ آجلٍ، اللهم أغثْنا غيثاً مباركا، تُحيي بهِ البلادَ، وتسقي به العبادَ، وتجعلْه بلاغاً للحاضرِ والبادِ ، اللهم اجعلْ بَلدَنا هذا آمناً مطمئناً ، وسائرَ بلادِ المسلمينَ ، اللهم أيدْ إمامَنا بتأيدِكَ ، وانصرْ بهِ دينَكَ ، ووفقْهُ إلى هُدَاكَ ، واجعلْ عمَلَهُ في رضاكَ ، وارزقْهُ اللهم البطانةَ الصالحةَ الناصحةَ ، التي تدلُهُ على الخيرِ ، وتعينه عليه، اللهم أرحمْ موتانا ، وعافي مُبتلانا ، واقضِ الدينَ عن مدينِنا ، وردَّ ضالَنا إليكَ رداً جميلاً ، ( رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ) (ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار) ، عبادَ اللهِ ، ( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْأِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) ( وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ )



الخطبة بصوت الشيخ :

http://abosami.com/pro/sara.mp3


اضغط هنا للتحميل (http://abosami.com/pro/sara.mp3)



http://www.abosami.com/tl4s-abdaula/abdalua_01.gif

ابو ضاري
17-10-2010, 00:09
بارك الله فيك شيخنا الفاضل