المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ماذا بعد رمضآن 1431هـ



الشيخ/عبدالله السالم
17-09-2010, 15:19
إن الحمدَ للهِ نحمدُهُ ونستعينُهُ ونستغفرُهُ ، ونعوذُ به من شرورِ أنفسِنا ومن سيئاتِ أعمالِنا ، من يهدِهِ اللهُ فلا مضلَّ له ومن يضللْ فلا هاديَ له ، وأشهدُ أن لا إله إلا اللهُ وحده لا شريكَ له وأشهدُ أن محمداً عبدُهُ ورسولُهُ (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ) (يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ) (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِ (أما بعدُ فإنَّ ، الانتهاءَ ، والرحيلَ ، من سُننِِ هذه الحياةِِ ، فلا بقاءَ ولا دوامَ إلا لوجهِ اللهِ U (كُلُُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ ) ولكنْ لتعلَمَ هذه النفسُ الأمارةُ بالسوءِ ، هو أن رمضانَ وإن انتهى ، فمواسمُ الخيرِ لا نهايةَ لها ، وما رمضانُ ، إلا مدرسةٌ ، يتدربُ فيها من وفقَهُ اللهُ U على فعلِ البرِ ومجالاتِ الخيرِ ، وهذه فائدةٌ من فوائدِ شهرِ رمضانَ الكثيرةِ ، ولذلك ، تجدُ الذين وُفقوا في شهرِ رمضانَ ، يُتابعونَ ما اعتادوا عليهِ ، ويستمرونَ على فعلِ الطاعاتِ وما يقربُهم لخالقِهِم U أما الذين لم يُوفقوا في شهرِ رمضانَ ، الذين رَغِمَتْ أنوفُهُم ، كما في الحديثِ الذي رواهُ الترمذي من حديثِ أبي هريره وفيه {رَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَىَّ وَرَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ دَخَلَ عَلَيْهِ رَمَضَانُ ثُمَّ انْسَلَخَ قَبْلَ أَنْ يُغْفَرَ لَهُ وَرَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ أَدْرَكَ عِنْدَهُ أَبَوَاهُ الْكِبَرَ فَلَمْ يُدْخِلاَهُ الْجَنَّةَ }تجدُ أنَّ من النَّاس من لم يهدأْ لهم بالٌ ، حتى جعلوا رمضانَ وراءَ ظهورِهم ، فلنعوّدْ أنفسَنا على ما اعتادتْ عليه في رمضانَ ، ولنشعرْها بأن ما كانت تعملُهُ في رمضانَ ، مشروعٌ في غيرِ رمضانَ ، ومتى ما عَمِلناهُ ، فإن اللهَ يقبلُه ، ويثيبُنا عليه ، ويرفعُ درجاتِنا بأسبابِهِ . فهذا القيامُ ، الذي كنا نحرصُ عليه في رمضانَ ، مشروعٌ في غيرِ رمضانَ ، وهو ديدنُ الصالحينَ ، وشرفُ عبادِ اللهِ المؤمنينَ ، يقولُ اللهُ تعالى إخباراً عن سلفِ هذه الأمةِ : (كَانُوا قَلِيلاً مِنْ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ ) ويقولُ تباركَ وتعالى عنهم ( تتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنْ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقـُون َ) تتجافى جنوبهم : يعني ترتفعُ وتنزعجُ ، عن مضاجِعها اللذيذةِ ، إلى ما هو ألذُ عندَهم منهُ وأحبُ إليهم ، وهو الصلاةُ في الليلِ ومناجاةُ اللهِ Y فقيامُ الليلِ مشروعٌ حتى في غيرِ رمضانَ ، بل كان الرسولُ e يُحذِّرُ مِن تَرْكِهِ ، لمن اعتادَ عليه ، فقد جاءَهُ عبدُ اللهِ بنُ عمروٍ رضي الله عنهما فقالَ له : (يا عبدَ اللهِ لا تكنْ مثلَ فلانَ كان يقومُ الليلَ فتركَ قيامَ الليلِ). وذُكرَ مرةً عندَه e رجلٌ نامَ ليلةً حتى أصبحَ ، فقالَ : ( ذاك رجلٌ بالَ الشيطانُ في أذنيهِ ) .فاللهُ المستعانُ ، كم الذين حُرموا من مناجاةِ ربِهم ، الذي ينزلُ كلَ ليلةٍ إلى السماءِ الدنيا ـ في الثلثِ الأخيرِ من الليلِ ـ ويقولُ : هلْ من مستغفرٍ فأغفرَ لهُ ؟ هل من سائلٍ فأعطيَه ؟..يقولُ جابرُ بنُ عبدِ اللهِ t سمعتُ الرسولَ e يقولُ : ( إن في الليلِ لساعةًً لا يوافقُها رجلٌ مسلمٌ يسألُ اللهَ تعالى خيراً من أمرِ الدنيا والآخرةِ إلا أعطاهُ إياه وذلك كلَ ليلةٍ ) والحديثُ رواهُ مسلمٌ . فَأين الذين أثقلتْ كواهِلَهم الديونُ ؟ أين الذين توالتْ عليهم الهمومُ ؟ أين ذووا الحاجاتِ ؟ ساعةً ، لا يوافقُها رجلٌ مسلمٌ يسألُ اللهَ تعالى خيراً من أمرِ الدنيا والآخرةِ إلا أعطاهُ إياه . وهذه الساعةُ ليستْ في سنةٍ أو شهرٍ ؛ إنَّما هي في كلِ ليلةٍ . فلا نامتْ أعينُ الكسالى…فلنحذرْ يا عبادَ اللهِ تثبيطَ الشيطانِ ، فإنه يجتهدُ ليحرمَنا مثلَ هذا الفضلِ العظيمِ ، وقد حذَّرَنا نبيُنا e من ذلك ، ففي الحديثِ الذي رواه البُخاري من حديثِ أبي هريرةَ t أنه e قال{ يَعْقِدُ الشَّيْطَانُ عَلَى قَافِيَةِ رَأْسِ أَحَدِكُمْ إِذَا هُوَ نَامَ ثَلاَثَ عُقَدٍ ، يَضْرِبُ كُلَّ عُقْدَةٍ عَلَيْكَ لَيْلٌ طَوِيلٌ فَارْقُدْ ، فَإِنِ اسْتَيْقَظَ فَذَكَرَ اللَّهَ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ ، فَإِنْ تَوَضَّأَ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ ، فَإِنْ صَلَّى انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ فَأَصْبَحَ نَشِيطًا طَيِّبَ النَّفْسِ ، وَإِلاَّ أَصْبَحَ خَبِيثَ النَّفْسِ كَسْلاَنَ }وقيامُ الليلِ من أسبابِ دخولِ الجنةِ ، يقولُ الرسولُ e : ( أطعموا الطعامُ ، وأفشوا السلامُ ، وصلوا بالليلِ والناسُ نيامَ ، تدخلوا الجنةَ بسلامٍ ) وكما أن القيامَ مشروعٌ في غيرِ رمضانَ ، فكذلك الصيامُ ،فـ { مَنْ صَامَ يَوْمًا فِى سَبِيلِ اللَّهِ بَاعَدَ اللَّهُ وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا}هكذا قال عليه الصلاة والسلام غي الحديث الذي رواه مسلم ، من حديثِ أبي سعيدٍ الخُدري رضي الله عنه ، نسألُ اللهَ الكريمَ من فضلِهِ . يومٌ واحدٌ ، تُباعدُ به النارُ عن وجهكَ سبعينَ خريفا ، فضلٌ عظيمٌ ، وخيرٌ عميمٌ ، يغفَلُ عنه كثيرٌ من الناسِ ، فأللهَ .. اللهَ أبعدوا النَّارَ بالصيامِ عن وجوهِكم ، واقتدوا بنبيِكم e الذي كان من كُثرِ صيامِهِ يُظنُ أنه لا يفطرُ .ويقولُ عليه الصلاةُ والسلامُ ، كما في صحيصحِ مسلمٍ من حديثِ أبي أيوبٍ الأنصاري { مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ } ولا يلزمُ أن تكونَ الستُّ سرداً ، وإن فعلَ فهو خيرٌ ، ولكن لو صادفَ بها أيامَ البيضِ ، أو صامَ الأثنينَ والخميسَ من كلِّ أسبوعٍ ، فهو أفضلُ لفضلِ هذه الأيامِ ،وجديرٌ بالمسلمِ أن يتحرى السُنّةَ في صيامِ النوافلِ ويصومُ.

وصُمْ يومَكَ الأدنى لعلكَ في غدٍ

تفوزُ بعِيدِ الفطرِ والناسُ صوّمُ

بارك الله لي ولكم في القران العظيم ،

ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم ، أقول ما تسمعون وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم منكلِّ ذنب ، فاستغفروه يغفر لكم إنه هو الغفور الرحيم




الحمد لله على إحسانه ، والشكرله على توفيقهِ وامتنانه ، وأشهد أن لا إله إلاَّ الله ، وحدهُ لا شريكَ لهُ ، تعظيماً لشانه ، وأشهد أنَّ نبينا محمّداً عبده ورسولُه ، الدّاعي إلى رضوانه ، صلّى الله عليه وعلى آلِه وأصحابِه وأعوانه ، وسلّم تسليماً مزيداً: أما بعد فإن خيرَ الحديثِ كتابُ اللهِ ، فتمسكوا بهِ ، وخيرَ الهدي هديُ محمدٍ e فاقتدوا بهِ ، وشرَّ الأمورِ محدثاتُها فاجتنبوها ، فإنَّ كلَّ محدثةٍ بدعةٌ ، وكلَّ بدعةٍ ضلالةٌ ، وكلَّ ضلالةٍ في النارِ ، وعليكم بجماعةِ المسلمينَ ، فإن يدَ اللهِ على الجماعةِ ، ومن شذَّ شذَّ في النارِ ، عياذاً باللهِ من ذلك ، واعلموا أنكم غداً بين يدي اللهِ موقوفونَ ، وعن أعمالِكم محاسبونَ ، وعلى تفريطِكم نادمون ، ( وَسَيَعْلَمُ الَّذِيْنَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُون ) ألا وصلوا رحمني اللهُ وإيَّاكم ، على الهادي البشيرِ ، والسراجِ المنيرِ ، كما أمرَكم بذلك اللطيفُ الخبيرُ ، فقال سبحانه قولاً كريما ( إِنَّ اللهَ وَملاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبيْ يَا أَيُّهَا الَّذِيْنَ آمَنُواْ صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً ) وقد قال عليه الصلاةُ والسلامُ { حيثما كنتم فصلوا عليَّ فإنَّ صلاتَكم تبلغني }وقال{ من صلى علي صلاةً صلى اللهُ عليه بها عشراً } اللهم صلِّ وسلمْ وأنعمْ وأكرمْ وزدْ وباركْ ، على عبدِك ورسولِكَ محمدٍ ، وارضَ اللهم عن أصحابِهِ الأطهارِ ، ما تعاقبَ الليلُ والنهارُ ، أبي بكرٍ وعمرَ وعثمانَ وعليٍّ ، وعن سائرِ أصحابِ نبيِّك أجمعين ، وعن التابعينَ وتابعِيهم بإحسانٍ إلى يومِ الدينِ ، وعنَّا معَهم بمنِّكَ وفضلِكَ ورحمتِكَ يا أرحمَ الراحمينَ .اللهم أعزَّ الإسلامَ المسلمينَ ، ودمرْ أعداءَ الدينِ من اليهودِ والنصارى ، وجميعِ الكفرةِ الملحدينَ ، اللّهُم يا عظيمَ العفوِ ، ويا وسعَ المغفرةِ ، ويا قريبَ الرّحمةِ ، ويا ذا الجلالِ والإكرامِ ، هبْ لنا العافيةَ ، في الدُنيا والآخرةِ ، اللّهُم اجعلْ رزقَنَا رغداً ، ولا تُشمتْ بنا أحداً ، اللهم إنا نسألُكَ ، بعزِّكَ الذي لا يرامُ ، وملكِكَ الذي لا يُضامُ ، وبنورِكَ الذي ملأ أركانَ عرشِكَ ، أن تكفيَنا شرَّ ما أهمَنا وما لا نهتمُ به ، وأن تعيذَنا من شرورِ أنفسِنا ومن سيئاتِ أعمالِنا ، اللهم رَغّبْنا فيما يبقى ، وَزَهّدْنا فيما يفنى ، وهبْ لنا اليقينَ ، الذي لا تسكنْ النفوسُ إلا إليهِ ، ولا يُعوَّلُ في الدينِ إلا عليهِ ، اللهم اجعلْ بَلدَنا هذا آمناً مطمئناً ، وسائرَ بلادِ المسلمينَ ، اللهم أيدْ إمامَنا بتأيدِكَ ، وانصرْ بهِ دينَكَ ، ووفقْهُ إلى هُدَاكَ ، واجعلْ عمَلَهُ في رضاكَ ، وارزقْهُ اللهم البطانةَ الصالحةَ الناصحةَ ، التي تدلُهُ على الخيرِ ، وتعينه عليه، اللهم أرحمْ موتانا ، وعافي مُبتلانا ، واقضِ الدينَ عن مدينِنا ، وردَّ ضالَنا إليكَ رداً جميلاً ، ( رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ) (ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار) ، عبادَ اللهِ إن اللهَ يأمرُ بالعدلِ والإحسانِ وإيتاءِ ذا القربى وينهى عن الفحشاءِ والمنكرِ والبغي يعظُكم لعلكم تذكرونَ ( وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ

الخطبة بصوت الشيخ :

http://abosami.com/pro/mwsm.mp3

اضغط هنا للتحميل (http://abosami.com/pro/mwsm.mp3)

http://abosami.com/tl4s-abdaula/abdalua_01.gif

جمران
22-09-2010, 13:16
جزاك الله خير شيخنا الفاضل