المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خطبة جمعة يوم عيد الفطر 1431 هـ



الشيخ/عبدالله الواكد
09-09-2010, 21:40
الخطبةُ الأولى
الحمد لله ما صام الصائم وأفطر ، وما ذكر الذاكر واستغفر ، وما سبح المسبح وكبر ، وأشْهَدُ أن لا إلهَ إلا اللهَ وحدَه لا شريكَ له، وأشهَدُ أن نبيَّنا محمداً عبدُهُ ورسولُه، صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحابته أجمعين
أيها المسلمون : إن الشهورَ واللياليَ والأعوام مقاديرُ للآجال ومواقيتُ للأعمال ، تنقضي حثيثًا وتمضي جميعًا ، والموت يطوف بالليل والنهار، لا يؤخّر من حضرت ساعته وفرغت أيامه ، والأيام خزائن الأعمال ، تُدعَون بها يوم القيامة، ( يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَرًا ) ينادي ربكم: ((يا عبادي، إنما هي أعمالكم أحصيها لكم، ثم أوفِّيكم إياها، فمن وجد خيرًا فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك فلا يلومنَّ إلا نفسه)) رواه مسلم.
أيُّها المسلمون ، لقد امتن الله سبحانه وتعالى وتفضل عليكم بإتمام الصيام والقيام ، فاسألوه أن يتقبل منكم ، وأن يغفر لكم ما بدر من تقصير وآثام ، واعلموا أن هذا اليوم ، هو يوم عيد للمسلمين ، قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة فوجد لهم يومان يلعبون فيهما فقال عليه الصلاة والسلام ( إن الله أبدلكم بيومين خيرا منهما يوم الفطر ويوم الأضحى )، هذان العيدان هما عيدا المسلمين ، هذا العيد عيد شكر وذكر ، وليس عيد ضلال وكفر ، هذا العيد عيد خضوع وخشوع لله سبحانه وتعالى ، على المسلم أن يبتعد فيه عن مظاهر السرف والكبر والطغيان ، وأن يحمد الله أنه يفرح اليوم بهذا العيد امتثالا لأمر الله ورسوله . وسبحان من حرم فطر الأمس وحرم صيام اليوم ، لتعلم أيها المسلم أن لكل زمان شأن ، لتعلم وتتعلم الوقوف عند حدود الشريعة ، فالمنشود من الصيام هو تحقيق التقوى قال تعالى ( يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون ) الصيام إصلاح وصيانة لآلة التقوى ، وأما العيد فالفرحة فيه مطلوبة ومظاهر السعادة فيه منشودة ، وليعلم العالم أجمع أن في ديننا فسحة وفرحة وسعادة وسرور ، لكنها خالية من الضلال والفساد والفجور والسفور .
لقد رحل شهركم بأعمالكم ، ورحل بنزر من أعماركم ، وخُتم فيه على أفعالكم وأقوالكم ، فليحمد الله الصائمون القائمون الراكعون الساجدون ، فإن فرحتهم تكتمل حين يوفيهم الله أجورهم وهو القائل في الحديث القدسي ( الصوم لي وأنا أجزي به ) وليتدارك بالتوبة من ساء عمله وقل حظه ، قبل أن تغلق الأبواب ، ويقفل المتاب ، ويطوى الكتاب ، فيامن أحسنتم أتموا غزلكم ، وواصلوا زرعكم ، ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوَّة أنكاثًا
أيها المسلمون : لقد صمتم النهار وقمتم الليل واجتهدتم في العشر الأواخر ، وتحريتم ليلة القدر ، كل ذلك طمعا في رحمة ربكم وثواب خالقكم ، فبرحتكم الغر الفاضلات ، وتركتكم النواصي الشريفات ، فهل برحت معها رحمة الله وخيره وعطائه ، رب الشهور أيها المسلمون واحد ، لقد رحلت تلك الأيام ، وكأنها ضربُ خيال ، هذا هو شهركم ، وهذه هي نهايته ، كم من مستقبلٍ له لم يستكمله ، وكم من مؤمِّل أن يعودَ إليه لم يدركه ، وهكذا أيام العمر مراحلُ نقطعها يومًا بعد يوم في طريقنا إلى الدار الآخرة.
أيها المسلمون : ليس للطاعة زمنٌ محدود، ولا للعبادة أجل معدود ، بل هي حقّ لله على العباد ، في كل زمان ومكان ، يعمرون بها الأكوان على مرّ الأزمان ، فعبادة ربِّ العالمين ليست مقصورة على رمضان ، وبئس القوم لا يعرفون الله إلا في رمضان ، فإن كان رمضان قد ودعنا فإن الأعمال الصالحة لم تودعنا ، فلقد شرع الله لكم صيام ست من شوال ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((منْ صامَ رمضانَ ثُمّ أَتْـبَعَهُ سِتًا مِنْ شَوّال فَكأَنّما صَامَ الدّهْرَ كُلّهُ))
ومن ذاق حلاوة الذكر والإيمان ، وتعطر فمه بتلاوة القرآن ، فهذا كتاب الله تعالى معك في رمضان وفي كل وقت وزمان ، قال صلى الله عليه وسلم ( اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعًا لأصحابه ).
ومن تلذذ بالقيام ، وتنعم بمناجاة القدوس السلام ، فقيام الليل لم ينته بنهاية شهر الصيام ، القيام مشروع في كل ليلة وقد كان عليه الصلاة والسلام يداوم على إحدى عشرة ركعة كما حديث بن عباس رضي الله عنهما ، فلقد صلى من الليل حتى تفطرت قدماه عليه الصلاة والسلام ، مع أنه قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ، و ((أقرب ما يكون الرب من العبد في جوف الليل الآخر، فإن استطعت أن تكون ممن يذكر الله في تلك الساعة فكن))
ومن كان منكم أيها المسلمون من أهل السخاء ، والبذل والعطاء ، فإن المساكين والأيتام والفقراء ، تكتف عنهم الأيادي بعد رمضان ، فكن ممن يطرق أبوابهم ، وإن للصدقة على المسكين والقريب شأن عجيب ، وأثر غريب ، ويكفي من تصدق فأخفى ، أنه ممن يظلهم الله بظله يوم لا ظل إلا ظله ، قال تعالى : ( وَمَا تُقَدّمُواْ لأَنفُسِكُمْ مّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ ٱللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا )
أقولُ ماتسمعون واستغفر الله العظيم الجليل من كل ذنْبٍ فاسْتغفِرُوه وتُوبُوا إليْهِ إنّهُ هو الْغَفُورُ الرّحِيم .


الخطبة الثانية
الحمد لله على نعمة الصيام، والحمد لله على نعمة القيام ، والحمد لله على نعمة القرآن وتلاوته ، والتلذذ بحلاوته وطراوته ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبد الله ورسوله ، صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.
أما بعد أيها المسلمون: فأوصيكم ونفسي بتقوى الله ، فإنها عروة ليس لها انفصام ، معاشر المسلمين ، هذه أيامُ شهركم رحلت ، ولياليه الشريفةُ انقضت ، شاهدةٌ بما عملتم ، فاسألوا الله القبول والتوفيق ، والثبات على سوي الطريق ، تقبل الله منّا ومنكم صالحَ الأعمال، وجعلنا وإيّاكم وإخوانَنا المسلمين مِن عتقائه من النّار، إنّه سميع مجيب ، وعاد عيدكم ، بالخير والبركة والمسرات ، وأعاده على المسلمين وقد أعزهم ونصرهم الله ، هذا واعلموا رحمكم الله أن من خير أعمالكم وأزكاها عند مليككم كثرة صلاتكم وسلامكم على الرحمة المهداة والنعمة المسداة نبيكم محمد بن عبد الله ، كما أمركم بذلك ربكم جل في علاه، فقال تعالى قولاً كريمًا: ( إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيّ يٰأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلّمُواْ تَسْلِيمًا )
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا وحبيبنا وقدوتنا محمد بن عبد الله، وارض اللهم عن خلفائه الراشدين وعن الصحابة أجمعين، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين...

شمس آلع ـآلمي
13-09-2010, 06:43
كثّــر الله من أمثآلك شيخنـآ الفآضــل .." rooose2



ويجــــــزيك الفردوس الأعلــى من الجنــهـ.." rooose2