المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الموقف الشرعي من حصار العراق !!!؟؟؟



الجارود
01-09-2002, 21:21
بسم الله الرحمن الرحيم
الموقف الشرعي من حصار الشعب العراقي
قال جابر بن عبد الله رضي الله عنه : ( يوشك أهل العراق أن لا يجبى إليهم قفيز ولا درهم ، قلنا : من أين ذاك ؟ قال : من قبل العجم ، يمنعون ذاك ، ثم قال : يوشك أهل الشام أن لا يجيء إليهم دينار ولا مدى ، قلنا من أين ذاك ؟ قال من قبل الروم ... .) روه الإمام مسلم في صحيحه (2913) من طريق سعيد الجريري ، عن أبي نضرة ، قال كنا عند جابر بن عبد الله فقال يوشك .... فذكره .
وهذا الخبر موقوف لفظاً ، مرفوع حكماً ، فلا مجال للاجتهاد في مثل هذا .
وهو علم من أعلام النبوة المحمدية ، حيث تحقق هذا الخبر ، وأصبح في دنيا الواقع من الأمور الظاهرة ، وذلك أن رأس الكفر العالمي ، وحاملة لواء الإرهاب والعنف ، أمريكا فرضت الحصار على الشعب العراقي المسلم البريء ، ولا غرابة في ذلك فأمريكا تعشق الظلم والبغي والعدوان ، وقد شمل ظلمها كل نوع وجنس وهوية وملة ، فعلى أمريكا تدور رحى الهمجية والتطرف ، وهي حاملة كأس الموت ، وهي السابقة في كل الميادين الإجرامية ، وهي رائدة الكبر والطغيان والتمرد والإجرام ، فأمريكا لا ترعى لشيخ حرمة ، ولا لطفل رحمة ، ولا لمرآة عاطفة .
كم قتلت أمريكا في العراق
وكم قتلت في فلسطين
وكم قتلت في أفغانستان
وكم قتلت في حرب فيتنام
وكم قتلت في اليابان
وكم قتلت .... وكم دمرت .... وكم أجرمت ... ؟ !!
تعجز الأقلام عن تسويدها، ولا يسع الصحف عرضها ، ولا تستطيع الذاكرة استيعابها .
أمريكا عدوة الإنسانية ، ليس المسلمين فحسب بل من كل ملة ، اسألوا أفريقيا السوداء واليابان ، واسألوا أمريكا الجنوبية ، الذين يجزرون بعشرات الملايين ، أرقام خيالية، وأعداد رنانة ، ووفيات فوق حسابات البشر ، قَاتَلَهُمْ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ.
وطريقة القتل عندهم طريقة وحشية وليست إنسانية ، فهم يصبون وابلاً من الأطنان على الأبرياء وكأنهم يصبون على جبال صماء ، وصدق الله حيث يقول ( إِنَّهُمْ إِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ ) .
وفي ليلة من ليالي عام 1366هـ – في الحرب العالمية الثانية – دمرت 334 طائرة أمريكية ما مساحته 16 ميلاً مربعاً من طوكيو ، بإسقاط القنابل الحارقة ، وقتلت 100مائة ألف شخص في يوم واحد ، وشردت مليون نسمة ، ولا حظ أحد كبار الجنرال كيرتس لوماي بارتياح أن الرجال والنساء والأطفال اليابانيين قد أحرقوا ، وتم غليهم وخبزهم حتى الموت ، وكانت الحرارة شديدة جداً حتى إن الماء قد وصل في القنوات درجة الغليان ، وذابت الهياكل المعدنية ، وتفجر الناس في ألسنة من اللهب وتعرضت أثناء الحرب حوالي 64 مدينة يابانية ، واستعملوا ضدهم الأسلحة النووية ولذلك فإن اليابان لا تزال – حتى اليوم – تعاني من آثارها .
وألقت قنبلتين نوويتين فوق مدينتي هيروشيما ونجازاكي ، وقال بعدها الرئيس الأمريكي هاري ترومان وهو يكن في ضميره الثقافة الأمريكية ( العالم الآن في متناول أيدينا ) .
وتشير أحد التقديرات إلى مقتل زهاء 400 ألف شخص بهذه الطريقة ، وكان هذا تمهيدا لعمليات الإبادة التي ارتكبتها الولايات المتحدة ضد أقطار أخرى لم تهدد واشنطن .
ما بين عام 1371هـ وعام 1392هـ ذبحت الولايات المتحدة في تقدير معتدل زهاء عشرة ملايين صيني ، وكوري ، وفيتنامى ، ولاووسي وكمبودي ، وتشير أحد التقديرات إلى مقتل مليوني كوري شمالي في الحرب الكورية ، وكثير منهم قتلوا في الحرائق العاصفة في بيونغ يانغ، ومدن رئيسة أخرى .
ويذكرنا هذا بالهجمات الحارقة على طوكيو التقدير الأعلى للقتلى الصينيين حوالى 3 ملايين .
وفي منتصف عام 1382هـ سببت حرب فيتنام مقتل 160 ألف شخص ، وتعذيب وتشويه 700 ألف شخص ، واغتصاب 31 ألف امرأة ، ونزعت أحشاء 3000 شخص وهم أحياء ، وأحرق 4000 حتى الموت ، وهوجمت 46 قرية بالمواد الكيماوية السامة .
ولذلك فإن جهاز الأمن القومي الأمريكي في فيتنام يعطي أكبر دليل عن المسافة الكبيرة بين القيم والممارسات الأمريكية ، ويؤكد أن لا مجال لحقوق الإنسان ! في السياسة الأمريكية ، ولا مكان لها أمام المصالح .
وأدى القصف الأمريكي لهانوي وهايفونغ في فترة أعياد الميلاد وعام 1391هـ إلى إصابة أكثر من 30 ألف طفل بالصمم الدائم .
وقتل الجيش الأمريكي المدرب في غواتيمالا أكثر من 150 ألف فلاح ما بين عام 1385هـ و عام 1406هـ.
وقاموا بإبادة ملايين الهنود الحمر – يصل عددهم في بعض الإحصائيات إلى أكثر من مائة مليون – وهم السكان الأصليون لأمريكا ، وفي وقعت بيكووت التي شنت لمقتل أحد المستوطنين ، وأحرق فيها 700هندي وقبض على معظم من تبقى من الهنود وعرضوهم للبيع بسوق النخاسة في برمودا ، وأصدرت الحكومة الجديدة بعد ذلك قانوناً بإزاحة الهنود من أماكنهم إلى غربي الولايات المتحدة ، وذلك لإعطاء أراضيهم للمهاجرين وكان ذلك عام 1245 هـ ، وهجر إلى المناطق الجديدة أكثر من 70,000 ألف هندي فمات كثير منهم في الطريق الشاق الطويل ، وعرفت هذه الرحلة تاريخياً بـ رحلة الدموع ، ولم تكتف أمريكا بهذا القدر من الإجرام ، فبعد وقت قصير أخذ المهاجرون في الاندفاع نحو الغرب متوغلين في الأراضي التي خصصت للهنود ، وكان الذي حفزهم على ذلك هو اكتشاف الذهب في هذه المنطقة ، فرحل كثير منهم إلى هناك ، وكان هؤلاء المتطرفون الشريرون يقتلون الحيوانات البرية التي كان الهنود يعتمدون عليها في طعامهم ، ثم إن الحكومة الأمريكية المتطرفة نقلت هؤلاء الهنود من هذه الأرض إلى أماكن مخصصة (مستوطنات مغلقة ) ثم بعد هذه المراحل من الحرب والتشريد الشرس انخفض عدد الهنود إلى 350ألفاً فقط ، بدلاً من مليون وزيادة ، يعني أبيد على يد الأمريكان 750ألفاً ، وكان هذا هو الخيار الأمريكي في تقرير مصير الشعب الهندي الأحمر !!! .
وفي معركة جتسبيرج التي سقط فيها خلال ثلاثة أيام فقط ! 45000 ألف من الأفريقيين السود ما بين قتيل وجريح ومفقود وأسير .
هذه جرائم الطاغية الباغية رأس الكفر أمريكا في حق غير المسلمين ، وهذا ما لطخته أمريكا في أيديها القذرة النجسة ، وهذه جرائمها وأرقامها الخيالية ، فهي لا تراعي لذي حرم حرمته ، ولا لحر حريته ، ولا للإنسان إنسانيته .
وأما جرائمهم في دماء المسلمين فحدث ولا حرج ، فملفاتهم سوداء من دماء المسلمين ، ودم المسلم دم وحشي في قاموس أمريكا ، وليس له حرمة البته ، بل هو في نظر أمريكا أخس من الكلاب النجسة ، ولذلك فإنهم يصورون الإسلام بأبشع الصور فالإسلام عند أمريكا ( عبارة عن نتوء شاذ ليس من المعتقدات القديمة ولا الجديدة ، بل هو من ظلمات البيئة العربية ) و يقول خبير السياسة الخارجية للحزب الجمهوري "جيمس جورج جاتدس" ( الإسلام ولد من خلال العنف والحروب والإرهاب) ثم أضاف أيضاً قائلاً ( سأترك الأمر للخبراء ليحددوا أيهما – الشيوعية أم الإسلام –حقق نتائج أكبر كآلة قتل عظيمة للمسيحيين ) .
وقد ثبت ، أنهم يقولون عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه المسيح ، وأنه رجل شاذ ، وتزوج عدت مرات للوصول إلى السلطة ، ومثل هذه الادعاءات الملعونة تدرس لديهم في مناهجهم الدراسية ، وقد أنتجوا أكثر من 700 فيلم يسئ للإسلام والمسلمين ، ويزيف دور المرأة في الإسلام ، ومن ذلك إلحاق أعمال الإرهاب والعنف بالعرب والمسلمين ، فقد قاموا مؤخراً بإنتاج فيلم عدائي باسم " أكاذيب حقيقية " تكلفته "150" مليون دولار ، يلحق الكثير من التهم بالمسلمين ويكيلها لهم كيلاً ، وكان من آخر هذه السلسلة ما قامت به شركة "نايكي" من إساءة للإسلام بوضعها لفظ الجلالة تعالى الله على الأحذية التي تنتجها ، ويرى الرئيس السابق نكسون أن ليس هناك من شعب حتى ولا الصين الشعبية له صورة سلبية في ضمير الأمريكيين بالقدر الذي للعالم الإسلامي .
وهذه قائمةٌ فيها كشف الإحصائيات ، في قتلهم الوحشي الشنيع ضد المسلمين
يقول هوج ستيفتر من معهد الدراسات المستقلة ، عن حصار العراق ، هو أكثر الجرائم ، وحشية في القرن العشرين ، وتقول منظمة الأمم المتحدة للغذاء والزراعة – برنامج الغذاء العالمي – في التحذير الخاص رقم 237في يوليو 1993م ، إنه بلد اقتصاده مدمر ، بسبب استمرار العقوبات التي شلت فعلياً الاقتصاد كله ، وأدت إلى عوز مستمر وجوع مزمن ، ونقص في التغذية ، وبطالة متفشية ، ومعاناة واسعة الانتشار .... ويتناول عدد كبير من العراقيين حالياً كمية من الغذاء تقل عما يتناوله السكان في الأقطار الأفريقية التي تحل بها الكوارث) .
وقد قتل أكثر من مليون طفل عراقي ، بسبب قصف الطائرات الأمريكية للعراق وحصارها الظالم له خلال أكثر من عشر سنوات ، وأصيب الآلف من الأطفال الرضع في العراق بالعمى لقلة الإنسولين ، وهبط عمر العراقيين 20سنة للرجال و 11سنة للنساء ، بسبب الحصار والقصف الأمريكي ، وأكثر من نصف مليون حالة وفاة بالقتل الإشعاعي وأوضح بيان لوزارة الصحة العراقية أن مجموع الذين توفوا من الصغار والكبار بسبب الحصار المفروض على العراق منذ محرم – 1411هـ وحتى صفر – 1422هـ بلغ مليوناً و489,959 شخصاً ، كما أعلنت وزارت الصحة العراقية أن أكثر من 184ألف عراقي توفوا عام 1421هـ بسبب انعكاسات الحظر المفروض على العراق ، وأن من بينهم أكثر من 84ألف طفل دون سن الخامسة ، كما أشار البيان المذكور إلى أن عدد العراقيين الذين توفوا منذ فرض الحظر في أغسطس 1990م ، وحتى نهاية عام 2001م بلغ مليوناً 639,629شخصاً ، بينهم 674,780طفلاً دون سن الخامسة ، وفي نفس الوقت فأمريكا مستفيدة اقتصادياً من هذا الحصار ، فقد أكد طارق عزيز نائب رئيس الوزراء العراقي أن الولايات المتحدة ربحت جراء الحصار على العراق واستمراره 300 مليار دولار ، بينما خسرت روسيا حوالي 70 مليار دولار ، وتركيا 35 مليار.
وقد رفع أحد المحامين النصارى الأمريكيين دعوى على الرئيس الأمريكي جورج بوش – الأب – يطالب فيها بمحاكمته على أنه مجرم حرب ، بسبب ما أحدثه في العراق من قتل وتدمير !!! 0
وقتل الآلاف من الشيوخ والنساء والأطفال الفلسطينيين بالسلاح الأمريكي .
وقتل الآلاف من اللبنانيين واللاجئين الفلسطينيين في المجازر التي قامت بها إسرائيل بحماية ومباركة أمريكية ، وإن من المناسب في هذا المقام أن نذكر العلاقة بين أمريكا وإسرائيل ، إن إسرائيل وأمريكا وجهان لعملة واحدة ، إن السياسة الأمريكية هي السياسة الإسرائيلية الصهيونية ، والسياسة الصهيونية هي السياسة الأمريكية ولذا العلاقة بين أمريكا والصهاينة في فلسطين وطيدة وقوية ، وهما الشريكان في الأعمال اللا إنسانية ، ولعله من الأدلة على ذلك أن الإسلام هو المتهم الأول في النظرة الأمريكية ولا زالت الجهود قوية لإعطاء الإرهاب وجهاً إسلامياً ، بينما اليهود في مؤسساتهم ومجازرهم في فلسطين يفعلون أنوعاً وألواناً من الجرائم التي يستحقون أن يكونوا هم المتهمين الأولين لدى أمريكا والمتمثلة في سرقات الوثائق وخلخلة القانون الأمريكي ، وتجذير العنف والجنس عن طريق الأفلام والجريمة المخططة ، وأقرب نموذج لنا هو ذلك الضابط البحري الأمريكي اليهودي "جوناثان بولارد" الذي سرق ما يقارب 800 ألف وثيقة سرية أمريكية ، وإرسالها إلى إسرائيل ، ثم بعد هذه الخيانة والإساءة للأمن الأمريكي تضغط إسرائيل ضغطاً متميزاً ومتواصلاً من أجل إطلاق سراحه والعفو عنه !!! .
وما بين تاريخ 1412و1414هـ قتل الجيش الأمريكي الآلاف من الصوماليين أثناء غزوهم للصومال 0
وفي عام 1419هـ شنت أمريكا هجوماً عنيفاً بصواريخ كروز على السودان وأفغانستان ، وقصفوا خلاله معمل الشفاء للدواء في السودان ، وقتلوا أكثر من مائتين وحتى هذه الساعة لا يوجد سبب واحد ومعلن للفجوة بين أمريكا والسودان غير الإسلام والقضاء على السودان ، بصفته كيانا عربياً أفريقياً إسلامياً موحداً ، ولأجل ذلك كثفت أمريكا جهودها وسعت للالتقاء بجميع المعارضين الميرغني و الصادق المهدي وقارنق ، وألبت جميع جيرانها ضدها ، ودعمت حركة التمرد وبعض الدول المحيطة بها ، وقامت بحملة دعائية اتجاهها ، والعجيب أن أمريكا تسعى بكل طاقاتها للضغط على العرب من أجل السلام مع إسرائيل ، وفي نفس الوقت تقف بكل إمكانياتها في عرقلة السلام مع السودان من خلال توضيف النصارى في الجنوب ، والذي تصل نسبتهم إلى 5% من السكان فقط ، حيث إن عددهم 1,629,706 نسمة ، ويأتي القرار الأمريكي المشئوم يدين السودان ، ثم تأتي الصواريخ الأمريكية لتقصف مصنع الشفاء للأدوية ، وهي لا تملك أدلة تستدل بها ، وهل يقبل المنطق أن هذا المصنع يهدد الأمن الأمريكي ؟ إن الهدف الحقيقي لضرب السودان هو العنجهية الأمريكية ، وإضعاف السودان اقتصادياً والضغط عليها سياسياً ، وهذا الهدف هو - أيضاً – هدف إدانة السودان بممارسة الاضطهاد الديني مع ملاحظة أن أمريكا تضغط – بقوة – على السودان من أجل فصل الدين عن الدولة رغم الأكثرية المسلمة في السودان .
وقتل في أفغانستان فقط خلال ثلاثة أشهر فقط من 7 أكتوبر وحتى 7 ديسمبر نتيجة القصف الأمريكي – ما لا يقل عن 50000 أفغاني جلهم إن لم يكونوا كلهم من المدنيين.
وحصار على ليبيا ، وأدى هذا الحصار الغاشم إلى كوارث كبرى ، وفواجع عظمى ، إذ بعد خمسة أشهر فقط من بداية الحظر الجوي والحصار ، بلغت خسائر ليبيا ما يزيد على 2مليار دولار من عام 7/3/1413هـ حتى نهاية 20/11/1414هـ كما أعلنت أمانة الصحة الليبية أن 300رضيع ، وأكثر من 140 امرأة ماتوا بسبب نقص الأدوية أو تأخر وصولها من جراء الحضر الجوي المفروض على ليبيا منذ رمضان – 1412هـ ، ومات أكثر من 300مريض كانوا بحاجة إلى العلاج في الخارج أثناء نقلهم براً إلى الدول المجاورة ، كما أفادت الإحصائيات إلى أن قطاع الزراعة تأثر إلى حد كبير ، وبخاصة المواشي ، حيث أدى نقص الأدوية البيطرية إلى خسارة تقدر بحوالي 40ألف طن من اللحوم ، وهذا كله في غضون سنوات قصيرة من بدأ الحصار فما بالنا بما وصلت إليه الخسائر الآن .
وقتلت إسرائيل بمباركة ومعونة أمريكا أكثر من 17000 شخص في غزوها لجنوب لبنان .
وقتل عسكريو أندونيسيا أكثر من مليون شخص بدعم أمريكي .
وتسبب حصارهم لأفغانستان في قتل أكثر من 15000 طفل أفغاني .
وأما معاملتهم للأسرى فأسوء معاملة ، فالإنسانية معدومة لديهم ، والقيم الأخلاقية ليس لهم فيها ناقة ولا جمل ، وقد تمثلت في أمريكا أعظم أنواع الإرهاب المنظم وبلغ فيهم الاضطهاد والإرهاب مبلغاً لم يشهد مثله في عالمنا الحاضر ، بل وعلى مر التاريخ المتقدم ، لقد خالفوا الأديان والشرائع بل والقوانين الوضعية.
لقد حرص الأمريكيون على إظهار التشفي من هؤلاء الأسرى في غونتناموا في كل مناسبة حتى بلغ بهم الحال أن يتركوا هؤلاء الأسرى في مقاعدهم لأكثر من يوم ونصف بلا أي حراك ، ومن دون تمكينهم من استخدام دورات المياه ، ثم يعلنون ذلك لمجرد التشفي والتهكم والسخرية من هؤلاء الأسرى ، كما توضح الصور أن الأمريكيين حرصوا على تعطيل كافة الحواس : السمع والبصر بل وحتى الفم والأنف وضع عليها أغطية كثيفة ، والمتأمل للصور يشعر بأن الأسرى يفتقدون حتى الإحساس بالمكان وربما الزمان ، فقد يكون هذا راجعاً لتعطيل الحواس المذكورة ، وقد يكون آسريهم استخدوا وسائل أخرى لهذا الغرض ، ومن الواضح خلال تصريحات المسؤلين الأمريكيين أنهم لن يترددوا في استخدام أي وسيلة يتم من خلالها إهانة وتحطيم هؤلاء الأسرى .
فهم بذالك خالفوا كل الأديان والشرائع .
وخالفوا أيضاً القوانين الوهمية فإن من الاتفاقات القانونية أن إجبار أسير الحرب على الإدلاء باعترافاته هو عمل إرهابي ، لأن الاتفاقية الأولى والثانية لعام 1368هـ ، في مادتها رقم 12، والاتفاقية الثالثة في مادتها رقم 13، قد نصت جميعها على ضرورة المعاملة الإنسانية .
ومن خلال النظر في صور هؤلاء الأسرى يتضح لدينا عدة أمور :
الأمر الأول : أن الإدارة الأمريكية ليس لديها قانون ولا دستور يمكن أن تعامل به هؤلاء الأسرى .
الأمر الثاني : توضح هذه الصور مدى الغطرسة الأمريكية في التعامل مع هذه القضية .
الأمر الثالث : تكشف لنا هذه الصور مدى الرعب الذي يكتنف هؤلاء الأمريكان من هؤلاء الضعفاء الأسرى حيث نلحظ أن عدد الجنود الذين يحيطون بالأسير الواحد في بعض الأحيان يبلغون أربعة عشر جندياً أمريكيا مدججين بالسلاح وأنظارهم جميعاً متجهة صوب الأسير المقبوض عليه من الجانبين ، هذا مع الأغطية التي على العينين والفم والأذنين والأنف !! .
الأمر الرابع : حسن الدين الإسلامي ، وذلك أن أمم الأرض جميعها التي خلقها الله من طينة واحدة ، والتي تتشابه في النزعات والعواطف والمشاعر قد يغلب عيها الحقد ومشاعر الكراهة في وقت من الأوقات فلا ترى بأساً في تغيير قوانينها التي تخالف أهوائها ورغباتها في الانتقام ، وذلك من أجل إشباع هذه الرغبات كما يحدث تماماً في الوقت الراهن في الدول الغربية وبالذات أمريكا ، بل وكما يحدث في كثير من البلدان حتى التي تنتسب إلى الإسلام وهي لا تطبقه .
إلا الأمة الإسلامية فليس لديها أن تحكم عواطفها ومشاعرها ، بل هي أحكام طاهرة منزلة من حكيم حميد ، وواضحة جلية غير قابلة للتحويل والتبدبل ، بل إن الإسلام نهى عن التمثيل بالقتلى ، فالمسلم ملزم بهذا الشرع الحكيم ليس له أي مجال لتغييره وفق نزواته ومتطلباته وأهوائه كما يفعله على هذا النحو الغرب الفاجر مع قوانينه .
ولأجل ذلك يعترف من ينتسب إلى دعاة حقوق الإنسان أن ليس لديهم أرض ثابتة يقفون عليها ، ولا منهج منضبط يسيرون عليه ، وإن كانوا صادقين ، فبأي مرجعية يعتبرون حقوق الإنسان هذه ! ؟ .
فأسير المسلمين يصور للكفار المقامات السامية في الأمانة والرحمة الشرعية فلا يستحل المحرمات لأجل أنه أسير بين يدي الكفار ، فهذا خبيب لما أسر ظلماً وعدواناً استعار من بعض بنات الحارث موسى ليستحد بها فأعارته ، قالت فأخذ ابنا لي وأنا غافلة حين أتاه قالت فوجدته مجلسه على فخذه والموسى بيده ففزعت فزعة عرفها خبيب في وجهي فقال تخشين أن أقتله ما كنت لأفعل ذلك ، والله ما رأيت أسيراً قط خيراً من خبيب ، والله لقد وجدته يوما يأكل من قطف عنب في يده وإنه لموثق في الحديد وما بمكة من ثمر ، وكانت تقول إنه لرزق من الله رزقه خبيباً فلما خرجوا من الحرم ليقتلوه في الحل قال لهم خبيب ذروني أركع ركعتين فتركوه فركع ركعتين ، ثم قال لو لا أن تظنوا أن ما بي جزع لطولتها اللهم أحصهم عددا ، ثم قال
ما أبالي حين أقتل مـسلماً ... على أي شق كان لله مصرعي
وذلك في ذات الإله وإن يشأ ... يبارك على أوصال شلوٍ ممزع

رواه الإمام البخاري في صحيحه (4086) من طريق الزهري عن عمرو بن أبي سفيان الثقفي ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية عيناً وأمر عليهم عاصم بن ثابت ..... فذكره فخبيب رضي الله عنه وأرضاه ، منعه الدين من قتل هذا الطفل ، ولهذا تعجبت من أمانته ودينه هذه المرأة الكافرة .
ومن محاسن الدين الإسلامي أنه حرم قتل الأسير إذا أسلم ، ومحاسن الإسلام في معاملة الأسرى كثيرة مبسوطة في كتب الفقه والحديث .
ثم إن الإرهاب الأمريكي تعدى ولم يقف على حد حتى وصل إلى المساجد ، ففي مدينة "ممفيس" أطلق جار المسجد النار على المصلين وهم يؤدون صلاة الفجر ، وبعد يومين تم إطلاقه بكفالة وبدون أن يفتش رجال الأمن بيته ، رغم أنه اعترف بارتكاب الجريمة ، وقد تكررت الحوادث هذه في مسجد "دنفربكولو" ومسجد "بوبا" وفي ولاية كاليفورنيا ومسجد "جرنيفيل" وتعرض المركز الإسلامي في "سبرينج فيلد" للتدمير التام .
وهذا غير المجازر التي باركتها أمريكا في الشيشان والبوسنة ومقدونيا وكوسوفا وكشمير والفلبين وجزر الملوك وتيمور وغيرها من الأرضي الإسلامية .
ويا الله يا للمسلمين من هذا الجرائم المؤلمة ، والأفعال الشنيعة ، والمواقف المؤلمة... أين أمة المليار ، من هذه الثيران الهائجة ، والوحوش الشريرة ، والمواقف الفضيعة
أين العقلانية ؟ ! أين الإنسانية ؟ ! أين القيم الأخلاقية ؟ ! بل أين القوانين الدولية؟ ! والأعراف المرتسمة ، ! أليس فيهم رجل رشيد ؟ !
حقاً إن هذه جرائم وحشية ! وأفعال شيطانية ! وتصرفات حيوانية صامته .
وأين القانون من ظلم الغرب للإسلام ، ظلم مركب ، دفع المستشرق البرتغالي ارنولد أن يقول ( جل أسفي كان على هذا التحامل والتجريح على الإسلام دون غيره من الأديان الأخرى ) .

الجارود
01-09-2002, 21:25
إن أمريكا لا تلتزم لا بقانون ولا بأعراف ولا بمواثيق ، وإنما تسعى لمصالحها الذاتية وهيمنتها الشخصية دون مراعاة لروابط دولية ، فهي كانت تنادي بالديمقراطية ولما وقعت الهجمات المباركة في 11 سبتمبر تلاشت الديمقراطية المزعومة ، ولذلك يقول وزير الثقافة الفرنسي في اجتماع اليونسكو في دورته التي انعقدت بالمكسيك (إنني استغرب أن تكون الدول [يقصد أمريكا] التي علمت الشعوب قدراً كبيراً من الحرية ! ، ودعت إلى الثورة على الطغيان ، هي التي تحاول أن تفرض ثقافة شمولية وحيدة على العالم أجمع ، إن هذا شكل من أشكال الإمبريالية المالية والفكرية ، لا يحتل الأراضي ولكن يصادر الضمائر ، ومناهج التفكير ، واختلاف أنماط العيش) وتقول أمل يازجي وهي دكتوراه في القانون الدولي العام من جامعة باريس العاشرة ، ومستشارة اللجنة الدولية للصليب الأحمر فالرغبة الواضحة لدى الولايات المتحدة الأمريكية هي فقط إنشاء تحالف دولي توقد به العالم لخدمة مصالح خاصة بها ، كانت تخطط لها منذ زمن بعيد ، مستفيدة من أعمال إرهابية لم يقم دليل قاطع على ارتكابها من جهة معينة ، لتشن حرباً حقيقية ضد شعب سحقته حروب مستمرة منذ أكثر من عشرين عاماً .
إن أمريكا تدعي مكافحة الإرهاب ! وقد سبق لدينا القوائم في أعمالها ومشاريعها الإرهابية ، وقد اتخذت أمريكا من هذا المصطلح وهو ما تسميه هي مكافحة الإرهاب غطاء لها في ضرب المسلمين ومنشئاتهم تحت هذا المسمى وهذا ما صرح بها أحد المحللين منهم ، قال : ولكن المسؤولين الأمريكيين لا يعلنون ذلك أو يصرحون به ، ويؤكد ذلك خبير أمريكي قائلاً (الإرهاب مجرد ذريعة لضرب العواصم التي نكرهها ) .
ولذلك فإن قانون الإرهاب ، وضع على المسلمين وبالتالي امتد إلى الإسلام ، والعجيب أن الإحصائيات الرسمية وتقارير الخارجية الأمريكية تذكر أن أخطر أحداث الإرهاب والتخريب هو ما وقع في أوكلاهوما في 11-1415هـ الذي قتل وأصيب فيه 700شخص ، ونسب هذا العمل أولاً إلى إرهابيين في الشرق الأوسط ثم ظهر أن الجانين ! وليس الإرهابيين ! اثنان من الأمريكيين البيض المسيحيين الأصوليين ونشرت أسماؤهما .
لقد حددت حملة مكافحة الإرهاب عدوها الرسمي بصفة مستمرة : وهو الإسلام الأصولي ، وتقرر الإحصائيات الأمريكية الداخلية أن من بين 171شخصاً اتهموا بالإرهاب لا يوجد بينهم إلا 11 من العرب المسلمين بنسبة 6% ، وفي التسعينات كان 96% ممن أدينوا بالإرهاب ليسوا مسلمين ولا عرباً ، أما الإحصائيات الخارجية الأمريكية عام 1414هـ فهي توزع الهجمات الإرهابية المناهضة للولايات المتحدة على النحو التالي 40هجوماً من أمريكا اللاتينية مقابل 8 اعتداءات وقعت في الشرق الأوسط ، هذا من ناحية ، ومن ناحية أخرى نجد أن الجريمة (وليس الإرهاب ) في أمريكا (قتل وسرقة وعنف واغتصاب ) تكلف الخزينة الأمريكية 450مليار دولار سنوياً ، مع هذا كله فهي بعيدة جداً عن دوائر الاتهام والإعلام ، ثم مع ذلك أيضاً يبقى قانون الإرهاب سيفاً مصلتاً على كل مسلم في كل مكان ويمتد حينما ترى أمريكا مده إلى الدول والقادة وزعماء العالم الإسلامي من علماء ومفكرين ، وأصبح المسلم في النظرة الأمريكية لا يخرج عن اثنتين إما إرهابي وإما مناصر للإرهاب ، وهذا ما صرح به شيطان العصر الرئيس الأمريكي جورج بوش – الإبن – حينما أعلن الحرب الصليبية قائلاً من لم يكن معنا فهو ضدنا !!!
ولقد انتقدت منظمة العفو الدولية ، الولايات المتحدة لعدم احترامها معاهدة الأمم المتحدة ضد التعذيب التي وقعت عليها واشنطن في عام 1414هـ ، واتهمتها بالسماح للشرطة بارتكاب أعمال وحشية وتطبيق ممارسات غير إنسانية مثل الحبس الانفرادي والصدمات الكهرابائية والعنف مع الأقليات العرقية التي تشكل 60% من الموقوفين ، ونددت منظمة العفو باحتجاز عشرين ألف شخص في زنزانات خاضعة لمراقبة قصوى يعاني الكثيرون منهم من اختلالات عقلية ، وأن البعض منهم يتركون في تلك الزنزانات لسنوات من دون نافذة أو نشاط رياضي أو عمل .
وحينما طالبت بعض المنظمات العاملة في حقوق الإنسان التحقيق في أحداث قلعة جانجي ، رفض وزير الدفاع الأمريكي رامسفيلد وقال في تصريح له لا حاجة إلى إجراء تحقيق ، ولا نرى ضرورة لذلك !
ويقول بيرناردت بيريت المسؤول في الصليب الأحمر في العاصمة الأفغانية إننا نحاول الحصول على تصريح بدخول المنطقة التي توجد فيها القلعة لتفقد أحوال الناجين من المذبحة ولكن رفض طلبنا 0
إن أمريكا تتسنم بالأحادية والطمع والهمجية والتدخل الساخر في شؤون الدول الداخلية وغير احترام لدينهم بل وقوانينهم ، فهي تشرع بالغداة وتنسخ بالعشي ، ولذلك ليس لديها قانون منضبط ، فهي تنتهك القوانين والاتفاقيات ، فلسان حالها يقول لا نسأل عمال نفعل وهم يسألون ! ونأخذ ما نشاء وندع ما نشاء ، وننتهك حقوق ما نشاء ، ولا معقب لحكمنا ، ولذلك يقول ألبرت بيفريدج ممثل ولاية إنديانا في مجلس الشيوخ الأمريكي يلقي خطاباً في مجلس ولا يته قال فيه ( إن الله لم يهيئ الشعوب الناطقة بالإنجليزية لكي تتأمل نفسها بكسل ودون طائل ، لقد جعل الله منا أساتذة العالم ! كي نتمكن من نشر النظام حيث تكون الفوضى ، وجعلنا جديرين بالحكم لكي نتمكن من إدارة الشعوب البربرية الهرمة ، وبدون هذه القوة ، ستعم العالم مرة أخرى البربرية والظلام ، وقد اختار الله الشعب الأمريكي دون سائر الأجناس كشعب مختار يقود العالم أخيراً إلى تجديد ذاته !! ) وهذا "روزفلت" يصرح في أعقاب الحرب العالمية الثانية قائلاً (إن قدرنا هو أمركة العالم ، تكلموا بهدوء واحملوا عصاً غليظة ، وعندئذ يمكن أن تتوغلوا بعيداً) ولأجل ذا فهم ينفذون بضع قرارات فقط ضد شعوب إسلامية ثمارها حصار لسنوات ومعاناة صحية واقتصادية ، ورجوع إلى الخلف ، وبدون أن يكون لذلك الحصار مبرر واضح أو نتائج ملموسة ، وفي المقابل همشت مئات القرارات الإنسانية والقوانين الدولية ، التي تدين إسرائيل !! فقوانين الدول الكبرى أشبه ما يكون ببيت العنكبوت لا يمسك إلا الحشرات الصغيرة .
وتم استنـزاف ثروات المسلمين من قبل أمريكا الساخرة ، وتقييد دول إسلامية أخرى بالقروض والإعانات وفروض الرؤية الاقتصادية الغربية عليها .
لماذا لا تعالج القضية الفلسطينية ؟ ولماذا يفرض السلام غير العادل على العرب ؟ ولماذا يكون السفاح أرييل شارون رئيس وزراء الكيان الصهيوني والذي ارتكب الأرقام القياسية من الجرائم الفظيعة في حق الإنسانية رجل سلام كما يقوله وبدون مبالاة الرئيس الأمريكي جورج بوش ، في حين يعتبر الملا عمر إرهابياً والرايات الجهادية القائمة في الدفاع عن النفس والعرض إرهابية ؟ وأخيراً صنفت حركة حماس الفلسطينية التي تدافع عن الأقصى الشريف إرهابية في نضر السياسة الأمريكية .
ولما كانت سنة الله تعالى لا تتغير بتغير الزمن ولا باختلاف الأحوال والأجواء ، ابتلى الله هذه الأمة الظالمة بآلام عديدة تخص كثيراً من الشؤون الحياتية الاجتماعية والاقتصادية .
حررت ذلك في رسالة مستقلة يسر الله إتمامها
يقول الله تعالى ( وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (140) وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ (141) ودمار أمريكا قريباً إن شاء الله ، ونقول إن شاء الله تحقيقاً لا تعليقاً ، لأن سنة الله تعالى الكونية التي لا محيص عنها ولا محيد ، جرت في أن الأمة إذا طغت وبغت وعثت في الأرض فساداً ، أنه يهلكها كما هي حال الأمم الغابرة قال الله تعالى ( وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ (112) وَلَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْهُمْ فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمْ الْعَذَابُ وَهُمْ ظَالِمُونَ (113) وقال تعالى ( إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءاً فَلا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ ) وقال تعالى ( وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ ) وقال تعالى ( وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَمْلَيْتُ لَهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ ثُمَّ أَخَذْتُهَا وَإِلَيَّ الْمَصِيرُ ) وهؤلاء عاد لما تكبروا وطغوا وتجبروا وقالوا من أشد منا قوة ؟ ، رد الله عليهم بقوله ( أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ (15) فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً فِي أَيَّامٍ نَحِسَاتٍ لِنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الآخِرَةِ أَخْزَى وَهُمْ لا يُنْصَرُونَ (16) ولما عاينوا السحب في السماء قالوا هذا عارض ممطرنا رد الله عليهم بقوله ( بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ (24) تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا فَأَصْبَحُوا لا يُرَى إِلاَّ مَسَاكِنُهُمْ كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ (25) وهؤلاء ثمود لما طغوا وتكبروا على نبي الله صالح وقالوا له يا صالح ائتنا بما تعدنا إن كنت من المرسلين عاقبهم الله تعالى بقوله ( فَأَخَذَتْهُمْ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ (78) أي صرعى لا أرواح فيهم ولم يفلت أحد منهم لا صغير ولا كبير لا ذكر ولا أنثى ، وهذا قارون لما تكبر وطغى وقال مقولته النكراء إنما أوتيته على علم عندي ، رد الله سبحانه عليه ( فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنْ المُنْتَصِرِينَ (81) .
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته) ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ ) وهذا حديث متفق على صحته من طريق أبي معاوية قال حدثنا بريد بن أبي بردة ، عن أبي بردة ، عن أبي موسى الأشعري .
وقال عبد الله بن عباس رضي الله عنهما ( لو بغى جبل على جبل لجعل الله الباغي دكاً ) رواه البخاري في الأدب المفرد (588) من حديث أبي نعيم ، قال حدثنا فطر ، عن أبي يحيى قال سمعت مجاهداً عن ابن عباس . ورواه عن مجاهدٍ الأعمشُ وغيره .
وذكر الخطيب في تاريخ بغداد (14/132) محمد بن جعفر بن يحيى بن خالد بن برمك قال أبى لأبيه يحيى بن خالد بن برمك - وهم في القيود والحبس - يا أبت بعد الأمر والنهى والأموال العظيمة أصارنا الدهر إلى القيود ولبس الصوف والحبس ؟ قال : فقال له أبوه يا بنى دعوة مظلوم سرت بليل غفلنا عنها ولم يغفل الله عنها ، ثم أنشا يقول :
رب قوم قد غُذوا في نعمةٍ
.... زمناً والدهر ريان غدق
سكت الدهرُ زماناً عنهم
.... ثم بَكَّاهم دماً حين نطق

وصادر بعض وزراء الخلفاء رجلاً ، فأخذ منه ثلاثة آلاف دينار ، فبعد مدة غضب الخليفة على الوزير ، وطلب منه عشرة الاف دينار ، فجزع أهله من ذلك ، فقال ما يأخذ مني أكثر من ثلاثة آلاف كما كنت ظلمت ، فلما أدى ثلاثة آلاف دينار وقّع الخليفة بالإفراج عنه ، فسبحان من هو قائم على كل نفس بما كسبت ، إن ربك لبالمرصاد .
وضرب رجل أباه وسحبه إلى مكان ، فقال الذي رآه إلى هاهنا ! رأيت هذا المضروب قد ضرب أباه ، وسحبه إليه .
وكان بعض أكابر التابعين قال لرجل يا مفلس ، فابتلي القائل بالدين والحبس بعد أربعين سنة .

فجانب الظلم لا تسلك مسالكه
.... عواقب الظلم تخشى وهي تنتظر
وكل نفس ستجزى بالذي عملت
.... وليس للخلق من دنياهم وطر

والقصص الواقعية ، والعبر التاريخية طافحة بمثل هذا ، ولذلك يقول ابن الأثير رحمه الله تعالى في الكامل (وليعلم الظلمة أن أخبارهم تنقل ، وتبقى على وجه الدهر ، فربما تركوا الظلم لهذا ، إن لم يتركوه لله سبحانه وتعالى ) .
ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في الفتاوى (28/146) وأمور الناس تستقيم مع العدل الذي فيه الاشتراك في أنواع الإثم : أكثر مما تستقيم مع الظلم في الحقوق وإن لم تشترك في إثم ، ولهذا قيل : إن الله يقيم الدولة العادلة وإن كانت كافرة ، ولا يقيم الظالمة وإن كانت مسلمة ، ويقال الدنيا تدوم مع العدل والكفر ، ولا تدوم مع الظلم والإسلام ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم (ليس ذنب أسرع عقوبة من البغي وقطيعة الرحم) فالباغي يصرع في الدنيا وإن كان مغفوراً له مرحوماً في الآخرة ، وذلك أن العدل نظام كل شيء ، فإذا أقيم أمر الدنيا بعدل قامت ، وإن لم يكن لصاحبها في الآخرة من خلاق ، ومتى لم تقم بعدل لم تقم وإن كان لصاحبها من الإيمان ما يجزى به في الآخرة ، فالنفس فيها داعي الظلم لغيرها بالعلو عليه والحسد له ، والتعدي عليه في حقه ، وداعي الظلم لنفسها بتناول الشهوات القبيحة كالزنا وأكل الخبائث ، فهي قد تظلم من لا يظلمها ، وتؤثر الشهوات وإن لمن تفعلها ، فإذا رأت نظراءها قد ظلموا وتناولوا هذه الشهوات صار داعي هذه الشهوات أو الظلم فيها أعظم بكثير ، وقد تصبر ويهيج ذلك لها من بغض ذلك الغير وحسده وطلب عقابه وزوال الخير عنه ما لم يكن فيها قبل ذلك ، ولها حجة عند نفسها من جهة العقل والدين ، بكون ذلك الغير قد ظلم نفسه والمسلمين ، وأن أمره بالمعروف ونهيه عن المنكر واجب والجهاد على ذلك من الدين. ..... ) اهـ
ثم إن ديننا الحنيف دين ترابط ووفاء ، وبر وإخاء ، دعا إلى الترابط والتواصل والألفة وعدم الفرقة ( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا ) (وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ) فالمسلمون كالجسد الواحد لا تفرق بينهم حدود وهمية ، ولا حواجز مصطنعة ، كمال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد ، إذا اشتكى منه عضوٌ تدعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ) متفق على صحته من طريق زكرياء ، عن الشعبي ، عن النعمان بن بشير
وقال رسول الله صلى الله عليه وسليم ( المؤمن للمؤمن كاللبنيان ، يشد بعضه بعضاً) متفق عليه أيضاً من طريق بريد ، عن أبي بردة عن أبي موسى .
ومن هذا المبدأ الإسلامي يتحتم علينا أن ننظر في القضية العراقية نظرة تأمل وتفحص بعلم وحكمة ودراسة ، وأن نواسي إخواننا المضطهدين ، ونشاركهم الشعور بآلامهم .
وإنه لمن الأمر المرير ، والنباء العظيم ، والجرم الكبير ، ما تقوم به السياسة الأمريكية الغاشمة والتي أسست على الإرهاب والعنف والتطرف ، من قصف وحشي ، على إخواننا العراقيين في العراق ، والتي أهلكوا فيها الحرث والنسل ، وأبادوا الرجال والنساء والشيوخ والأطفال ، بل وحتى الحيوان البهيمي ، بل وحتى اليابس والأخضر ، وقد وصل بهم الأمر إلى منع ألآت التعليم ، وعلى سبيل المثال لا الحصر ، يحظر على أطفال العراق أقلام الرصاص ، والحبر السائل ، والمضغوط ، والألوان المائية والزيتية ، وأوراق الرسم ، والورق اللاصق ، والصمغ ، على أن المعاناة اليومية من وطأة المشاق المعيشية ، والتربوية الناجمة عن الحصار لا تقاس بالمآسي الإنسانية نتيجة التلوث البيئي ، وسوء التغذية ، وانعدام الرعاية الصحية ، وانعدام الدواء ، فالمستشفيات متهالكة ، وتفتقر إلى المعِدَّات الطبِّية والأدوية ، بحيث بات الأطفال يتساقطون كالفَراش .
وكل هذا القتل والتشريد والإبادة لم يكن موجهاً إلى صدام ولا إلى عسكريين بل إلى مدينين عزل لا ناقة لهم فيها ولا جمل ، وصدام وزبانيته آمنون مطمئنون ، لم يكن لهم من الأطنان التي تصب على هؤلاء ولا رصاصة واحدة ، ويؤتى إليه بأشهر النطاسين وأنجع الأدوية ، حتى ولو شاكته شوكة ؟ 0
ويؤكد ما أشرنا إليه دينيس هاليدي مساعد الأمين العام للأمم المتحدة قائلاً (نحن نقتل أطفال العراق والأمين العام تنقصه الشجاعة ، هناك سياسة متعمدة لتدمير شعب العراق)
وطِبقاً لإحصائيات اليونيسيف ، ومنظمة الأغذية والزراعة ، يحصد الحصار أرواح خمسة آلاف طفل عراقي كل شهر ، وإذا وضعنا الوفيات الأخرى بين الراشدين جانبًا، فإن الحصار يتسبب في وفاة ستين ألف طفل كل عام مما يعني نصف مليون على امتداد السنوات التسع الماضية . وهذا الرقم يعادل ثلاثة أضعاف ضحايا قنبلة هيروشيما .

الجارود
01-09-2002, 21:28
إن قتل الإبادة جريمة كبرى ، وبلية عظمى ، وحتى القانون الدولي لا يقره بل يعتبره جريمة ، فقد عرضت اتفاقية بشأن منع جريمة إبادة الجنس والمعاقبة عليه ، للتوقيع بتاريخ 8- صفر 1368هـ ، وأصبحت سارية المفعول بتاريخ 25/7/1380هـ وتجعل المادة رقم 2 من هذه الاتفاقية إبادة الجنس جريمة دولية ، وتلزم الأطراف المتعاقدة بأن تأخذ على عاتقها منعها والمعاقبة عليها .
ولكن المشكلة أن منظمة الأمم يسيطر عليها اليهود الأمريكيون ، وسيطرتهم عليها قديمة ولا تحتاج إلى أدلة وبراهين ، إن من بعد منتصف الثمانينات صارت القضية أجلى من الشمس في ضحاها ولا تخفى إلا على العميان ، إن 60% من أعضائها البارزين يهود بل وحتى التمويل لهذه الهيئة كان بنسبة 75% من الدول الكبرى ، وأمريكا وحدها كانت تساهم بثلث الميزانية الإجمالية منذ إنشائها ، وحتى عام1387هـ ، إننا حين نعرف هذا لا نستغرب الحقائق الآتية ، حتى عام 1412هـ ، أصدر مجلس الأمن 69قراراً ضد إسرائيل لم ينفذ منها قرار واحد ، وخلال أزمة البوسنة والهرسك صدر63قراراً ، ولم ينفذ منها قرار واحد ، ومنذ أزمة كشمير عام 1366هـ ، وحتى الآن صدر لصالح كشمير 13قراراً ، ولم ير قرار واحد منها النور ، ولقد انسحبت أمريكا وبريطانيا من منظمة اليونسكو ، والسبب في ذلك أنهما لايقبلان المساواة بالدول الصغرى ! وقال المندوب الأمريكي آنذاك (نحن لم نؤسس الأمم المتحدة واليونسكو من أجل هذه المساواة ! وإذا كنتم مصرين عليها فسنحطمها) هكذا قال وبكل صراحة وشفافية .
ولما صدرت بعض القرارات التي لا تخدم السياسة الأمريكية غضبت أمريكا وأصبح لديها قناعة بأن نظام هذه الهيئة يجب أن يتغير وهذا الذي حدث بالفعل مع بداية التسعينات حتى غدت هيئة أمريكية ، تجسد سياستها الخارجية ، وتسوغ هيمنتها ، وذلك تحت غطاء النظام العالمي الجديد ، فبعد إعلان بوش عن النظام العالمي الجديد ، بدأ أثر ذلك يظهر على هيئة الأمم المتحدة إذ استطاعت أمريكا أن تجمع 111صوتاً لإلغاء القرار الذي أصدرته الجمعية العامة في سنة 1394هـ ، والذي اعتبر الصهيونية شكلاً من أشكال العنصرية ، وذلك في الجلسة العامة للجمعية بتاريخ 30/5/1412هـ .
والعجيب أنه بدل أن تعمل أمريكا على تنفيذ القرارات رقم 242و338و425 القاضية بالانسحاب من جميع الأراضي المحتلة سنة 1387هـ ، فقد أرسلت عشية المؤتمر رسالة إلى إسرائيل جاء فيها (إن التحديات التي تواجه إسرائيل تتعلق بأمريكا ذاتها ، إننا نعدكم بأن التزامنا بأمن إسرائيل وضرورة التعاون الوثيق بين بلدينا من أجل تحقيق هذه الحاجات من الأمور المستمرة ، وكل من يحاول دق إسفين بيننا في محاولة المس بهذا الالتزام لا يستطيع أن يفهم العلاقات المتينة القائمة بين بلدينا وطبيعة أمن إسرائيل) .
إن منظمة الأمم المتحدة تحت وطأة الولايات المتحدة عليها أصبحت منبراً لتسويغ السياسة الأمريكية ، بل ذهبت إلى أبعد من ذلك فأخذت توسع مجالها لتكون في خدمة المصالح الأمريكية ، والحديث عن العلاقة بين المنظمة والسياسة الأمريكية يطول وليس هو شأننا ومقصودنا في هذا المقال ، ويكفي أن نقول إن هيئة الأمم مجرد خلية تابعة للبنتاجون الأمريكي .
إن قَتْلَ العراقيين بإراقة الدماء ودون إراقة الدماء ، أو تقطيع الأوصال ، خدش حياء الرأي العام الأمريكي ، فقد طفح الكيل بسبعين نائبًا في الكونجرس ، فقاموا بالتوقيع على عريضة تطالب الرئيس (بيل كلينتون) - الذي تأخذ إدارته على عاتقها إحكام حصار صارم على العراق - تطالبه بتخفيف العقوبات التي ألحقت ضررًا فادحًا بالشعب العراقي . ونشرت أحد الصحف عن أم رمت بأطفالها من فوق جسر الأئمة في بغداد والسبب في ذلك أنها لربما تراهم يتضورون جوعا وليس لديها ما تطعمهم وفي ظل هذا الوضع اللإنساني، والأخلاقي المشين ، جاءت استقالة (هانز فون سبونيك) المنسق في هيئة الأمم المتحدة للنشاطات الإنسانية في العراق ، كصرخة ضمير احتجاجًا على إبادة أطفال، ونساء، وشيوخ العراق بدم بارد، فهذا الدبلوماسي الألماني المحترف الذي أمضى ثلاثة عقود ونصف في هيئة الأمم المتحدة قال بصراحة في مقابلة مع الجزيرة: إن ما يجري في العراق مأساة حقيقية ، وإنه يرفض أن يكون واحدًا من المسئولين عن هذه المأساة .
ومن منظور عراقي فإن استقالة مسئولي الأمم المتحدة تفضح أساليب الخداع التي تمارسها الإدارة الأمريكية والحكومة البريطانية لتضليل الرأي العام العالمي تجاه ما يجري في العراق من جرائم ترتكب باسم الإنسانية .
هذا وإن الدفاع عن القضية العراقية من واجبات الدين والعقيدة ، ومن مستلزمات الأخوة الإيمانية ( وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ) وقال تعالى ( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ ) وروى البخاري ( 2442 ) ومسلم ( 2580 ) من طريق الليث عن عقيل عن ابن شهاب عن سالم عن أبيه عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يُسلمه ، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ... ) وقال صلى الله عليه وسلم (انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً) رواه البخاري في صحيحه (2443) من طريق حميد ، عن أنس ، ومسلم (2584) من طريق زهير ، عن أبي الزبير عن جابر .
وقال البراء بن عازب رضي الله عنهما : أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبع ونهانا عن سبع ، الحديث ... وفيه وأمر بـ ( نصرة المظلوم ) رواه البخاري (2445) ومسلم (2066) في صحيحيهما من طريق الأشعث بن سليم ، قال : سمعت معاوية بن سويد بن مقرن : سمعت البراء .
والنصرة تتمثل بكل شيء يتقوون به على رأس الكفر العالمي من المال والنفس والدعاء لهم ، والقنوت في الصلوات الخمس ، ومن علم أنه قد حلت بالمسلمين نازلة من الجوع ، والعري ، والقتل ، والتشريد ، ولم ينصرهم وهو قادر على ذلك ، فقد آتى ذنباً عظيماً . وما من شك أن التخاذل في هذه المواقف يجر على المسلمين ، الذلة ، والصغار والخزي والعار
حتى متى تخفضين الرأسَ للذنبفي كل ناحيةٍ صَوْت المنتحبِلكل باغٍ ومـأفونٍ ومغتصبِ

يا أمةً طالـما ذلّت لقاتلها حتى ... متى تخفضين الرأسَ للذنب
ألا ترين دماء الطهر قد سُفكت ... في كل ناحيةٍ صَوْت المنتحب
حتى متى تقبلين الضيمَ خاشعةً... لكل باغٍ ومـأفونٍ ومغتصبِ

الجارود
01-09-2002, 21:30
وأما الذين يناصرون الكفرة الصيلبيين على المسلمين المستضعفين ، سواء كانت المناصرة بالسلاح ، والقتال ، أو المال ، والمشورة ، وتسهيل الوسائل والإمكانيات ، فهؤلاء منافقون ، قال تعالى ( بَشِّرْ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً (138) الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمْ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً (139) وقال تعالى ( فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِم يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنفُسِهِمْ نَادِمِينَ (52) و الدفاع عن الشعب العراقي لا يعني بوجه من الوجوه الدفاع عن النظام العراقي أو البعثي الخبيث صدام حسين ، وزبانيته ، فهؤلاء شرذمة مجرمون ، فصدام رجل شرير كان شؤماً على العراق ، وإن فترة حكمه هي الأسوأ في تاريخ الأمة المعاصرة وربما في تاريخها كلها ، لقد ارتكب ضلالات كبيرة ، واتخذ قرارات مهلكة أركست الأمة في أزمات بل كوارث سياسية هي من الخطورة بمكان ، وهو يحسب أنه يحسن صنعاً سيراً على خطى فرعون من قبل ( مَا أُرِيكُمْ إِلاَّ مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلاَّ سَبِيلَ الرَّشَادِ ) والتزاماً بتعليمات أستاذه من قبل ميشيل عفلق الذي قال ( إن القدر الذي حملنا رسالة البعث أعطانا الحق في أن نأمر بقوة ، ونتصرف بقسوة ) فطبق صدام هذا الهمجي هذا المنهج المأفون ، فتعامل بقسوة مع شعبه وجيرانه وصديقه قبل عدوه ، وتصرف بحمق وجهل وظلم فكان على أمته أشأم من عطر منشم .
إن تاريخ صدام مليء بالظلم والكبر وعبودية الذات ، وجرائمه النكراء تمثلت في إبادة أربعة آلاف قرية كردية وخمسة وعشرين مدينة ، وآباد أيضاً أكثر من مائتين وخمسين ألف قتيل كردي برئ بأسلحة كيمائية وغازات سامة ، وكل ذنبهم أنهم مسلمون ، وقد فوجئوا بالموت يطوقهم من كل جانب الرجل في عمله ، والمرأة تعمل في بيتها أو حقلها والطفل يلعب في الشارع أو ساحة بيته ، أحرق الزرع وأباد الحيوانات ودمر الأرض .
وفي يوم من الأيام أملى عليه هواه وشيطانه ، أن الجميع يتآمرون عليه وعلى حزبه وعرشه فأخذ يخطف الأطفال الأبرياء ويعذبهم لينتزع منهم اعترافات غير صحيحة على آبائهم ، ويستخدم في ذلك طرقاً فضيعة في التعذيب حيث كان يأمر طغاته وجلاديه بقلع عيون ضحاياه من الأطفال وذلك لأجل أن يعترفوا على آبائهم حتى قاموا بإعادمهم بحجة الخيانة ، وسجن الآلف من الأبرياء ، كما أنه يستعمل الصدمات الكهربائية والجلد والضرب لتعذيبهم ، وأدهى من ذلك وأمر أنه وصل إلى الاعتدائات الجنسية عليهم ، وتاريخه مليء بمثل هذه الأفعال البشعة اللئيمة .
لقد كان وجود صدام وأمثاله من المصالح التي كسبتها الولايات المتحدة في الشرق الأوسط ، وخصوصاً في الخليج العربي ، وكان وجوده مما خدم الهيمنة والسيطرة الأمريكية ، فلم يكن الرئيس صدام حسين مرفوضاً من الغرب قط كلا ، وبالأخص من أمريكا وقد أكد ذلك هارولد براون وزير الدفاع في حكومة جيمي كارتر حيث قال ( إن التوجه العلماني في العراق في بناء الوطنية يجعله أقرب للغرب وأقل تهديداً من إيران ) ويقول كولن باول رئيس هيئة الأركان في حرب الخليج (إن من غير الحكمة أن نلطخ اسم صدام وسمعته ! وننعش آمال الجماهير ونحرضهم ضده ، ثم نتركه وشأنه بعد ذلك) وعند ما زار وزير الدفاع الأمريكي اليهودي وليم كوهين إحدى القواعد الأمريكية في المنطقة عام 9/2/1418هـ ، قال مخاطباً الجنود الأمريكيين (إنني متأكد من أن كثيراً منكم يتساءلون من وقت لآخر عن سبب وجودهم هنا ، وعما إذا كان ضرورياً ؟ إن الجواب هو نعم : لأن الشرق الأوسط منطقة ذات أهمية كبيرة (لاقتصادنا) وبالنسبة لبقية العالم ، إن بلادنا ينبغي أن تحمي منابع النفط في الخليج ، ولهذا فإن الأمن في هذه المنطقة سيبقى ذا أولوية لوقت طويل) ونشرت صحيفة نيويورك تايمز في عام 1998م ، عن أحد المسؤولين الأمريكيين قوله (لقد فعل صدام حسين لترويج سياستنا أكثر مما فعلنا ... بارك الله في صدام !!) .
وأما الأكذوبة الكبرى التي تجري على لسان (بوش) و(بلير) أنهم لا يضمرون إلا كل خير للشعب العراقي ، وإنما يهدفون السلطة العراقية ، فإن هذا غير صحيح ولا يمت للحقيقة بصلة .
ونحن نؤكد وبكل قوة بأن ، الحصار على العراق لا يقره شرع منـزل ، ولا عقل سليم ، ولا فكر مستقيم بل ولا قانون منضبط .
يقول رامسي كلارك "إن مبادئ القانون والعدالة تدين بقوة هذه العقوبات وتعتبرها إجرامية" وقال هوك ستيفتر "لقد نجح المؤلف أي (مؤلف كتاب التنكيل بالعراق) من خلال وثائقه الوفيرة وبسطها بأسلوب ساخط لا ذع في تسليط ضوء قوي على أكثر جرائم الإبادة الجماعية وحشية في القرن العشرين " وقال الإنجليزي جيف سيمونز في كتابه التنكيل بالعراق "إنني أشعر بالعار المتسم بالعجز إزاء ما حكمت به حكومتي والمتواطئون معها في الإبادة الجماعية ، أولئك المشلولون نفسياً ، ومن ينقلون الشعور بالذنب " على أي أساس تعاقب العراق على احتمال أنها سوف تملك قنابل نووية وأسلحة الدمار الشامل بعد عشرين سنة ، بينما الصهاينة في إسرائيل حققت ذلك كله قبل عشرين سنة ، بل ولا زالت في تطويرها ومضاعفتها والصفقات تلو الصفقات في شراء الأسلحة الفتاكة وإعدادها العملي ضد المسلمين وبمساعدات أمريكية متنوعة ومتعددة .
ولماذا لا تعالج الأسلحة النووية في إسرائيل بالدواء الذي تستعمله أمريكا مع أسلحة كوريا الشمالية (النووية!) وأسلحة الدمار الشامل في العراق ، ومن أين التفصيل بين حقوق الأقليات الإسلامية والأقليات غير الإسلامية ، حيث إن الثانية تحظى بالتعاطف الرسمي والشعبي من الغرب الكافر ، بينما الأولى تلاقي الحروب المباشرة وغير المباشرة ، وأحوال الأقليات اليهودية في العالم والبهائية ونحوها في سلام وتمكن ، بينما الأقليات الإسلامية في بورما والفلبين تتعرض للمعاناة يومياً ، وأدهى من ذلك سوء أحوال الأكثرية الإسلامية في السودان والعراق .
ولا يختلف اثنان في أن أمريكا وبريطانيا قد سعدا بإنفاذ سياستهما وإخراجها عبر منظمة الأمم المتحدة ومجلس الأمن التابع لهما ! وأن حصار العراق دخل ضمن استراتيجيتهما بالمنطقة لشل قدراته التي كان يتمتع بها قبل اجتياحه للكويت .
لقد خرج مفتشو الأمم المتحدة من العراق منذ مدة بعد أن قضوا فيها فترة طويلة بينما صدام يخرق المقاطعة ، ويشتري سلاحاً بمال اتفاق النفط مقابل الغذاء ، إذا كان ذلك الحظر لم يفلح فما دواعي استمراره ، أكثر من عشر سنوات ، تلك فترة كافية ، ولكن أمريكا تفعل هذا وأعظم بحثاً عن مصالحها الشخصية دون مراعاة لمعاناة الأخرين ودون مبالاة بالقوانين الدولية ، ولذلك يقول أشرف بيومي الأمريكي إن أمريكا عطلوا حوالي ألف عقد ، فأي عقد لا يعجبهم فهم على أتم استعداد في إلغائه ، حتى عقود الأكل لا يبالون في منعها ، وحتى العقود التي لها علاقة بالمنشآت البترولية ، وكذلك العقود التي لها علاقة بالزراعة ، والعقود التي لها علاقة ببناء البنية التحتية ، وهي محطات توليد الكهرباء وضخ المياه والصرف الصحي، وهذه هي الأسباب الحقيقية التي تقتل مئات الآلاف من أطفال العراق، أطفال العراق يموتون بتلوث المياه، وتلوث الصرف الصحي ، كما قامت أمريكا بمنع تزويد العراق حتى بالثيران لتحسين الثروة الحيوانية ، أما الشعارات التي ترفع بين الحين والآخر، سبق للرئيس (بوش) أن أعلن أنه ليس لديه أي خلاف مع الشعب العراقي ، فهذا كلام لا أساس له من الصحة ، والدليل على ذلك الواقع ، فقد قام بإلقاء ما يعادل سبع قنابل نووية على العراق في عام 1991 .
إن تدمير قوة الأمة وإرجاعها إلى الخلف ولتنتهي حيث بدأت هو هدف من أهداف أعداء الإسلام ، وقوة العراق كشعب مسلم أمر يخشاه الغرب الكافر ليس لأن صدّاماً لا يسير على ركابهم ومنهجهم كلا ، ولكن لأن القوة قد تصير يوماً من الأيام لمن لا يسير في ركابهم ومنهجهم الضال ، ولأجل ذلك فهم حريصون على تدمير العراق ويخططون لذلك من وقت بعيد ، فقد جاء في مقال نشرته صحيفة "كيفونيم" اليهودية بتاريخ 20/4/1402هـ ( وأما العراق فهي غنية بالبترول ، وفريسة لصراعات داخلية وسيكون تفككها أهم بالنسبة لنا من تحلل سوريا ، لأن العراق يمثل على الأجل القصير أخطر تهديد لإسرائيل ، وقيام حرب سورية عراقية سيساعد على تحطيم العراق داخلياً قبل أن يصبح قادراً على الانطلاق في نزاع كبير ضدنا!) .
ولهذا فهم لا يزالون يصبون فوق رؤوس هذا الشعب البريء الرصاص والأسلحة الفتاكة ، ولذلك يقول نائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني ووزير الخارجية كولن باول إن واشنطن لا تمتلك حتى الآن دليلاً على ضلوع العراق في الاعتداءات التي وقعت في نيويروك وواشنطن ، ولكنها لا تنوي في أي حال من الأحوال تخفيف الضغط التي تمارسه على هذا البلد ، ويقول وزير التجارة العراقي مهدي صالح في رده على غزوة نيويورك وواشنطن (إن العراق يتعرض لتدمير متواصل من قبل أمريكا يومياً ، وحجم ما دمرته الطائرات الأمريكية والبريطانية يفوق حجم ما تعرضت له أمريكا من دمار – وأضاف قائلاً – بصرف النظر عن المأساة الإنسانية التي تعرضت لها الولايات المتحدة ، فإن السياسة الأمريكية هي التي قادت إلى هذه النتائج) .
إن القوات الأمريكية التي جاءت باسم الحفاظ على الشرعية الدولية والقانون الدولي ... كان تدخلها سريعاً بل فائق السرعة وشديد الكثافة والتطور والقوة التدميرية وهو أمر قد يراد منه بث الرعب في نفوس المسلمين وإشعارهم بـ الهزيمة الداخلية ، والضعف عن مواجهة الغرب ومدافعته ، وهو هدف بحد ذاته لأنه من يهزمه عدوه من داخله فإنه لا يبقى أمامه إلا أن يصفي الساحة من فلول عاجزة دون جهد أو تعب .
وكل هذا الذي قلته وسطرته ، ليس هو مجرد أعمدة صحفية أو نشرة إعلامية بل ليتأهب شباب الأمة ورجالات الدين ، وأبطال الميادين في مكافحة شرذمة الأمريكان وعلى أمريكا أن تأخذ حذرها من التحرش في العرب والمسلمين ، فهم أولو بأس شديد وأهل بطش ودهاء ، إن العرب لا يرضون بالذل والإهانة ، ولو على حساب ذهاب رقابهم وممتلكاتهم وأموالهم ، فمفارقة الحياة أحب إليهم من الذل المهين ، إن العرب لم يرضوا الذل والهوان رغم فقرهم وجوعهم وقلة مواردهم على طول تاريخهم الزاهر ، وقد مرغوا بالتراب أعتى الممالك والإمبراطوريات ، وقد تحدوا في الجاهلية التبّع اليماني في زمان (كليب بن وائل) وهزموه شر هزيمة في يوم (خزار) لأنه حاول المساس بشرفهم وأخذ ما لا يحق له بالقوة ، ثم هزموا سابور ملك فارس في يوم (ذي قار) لأنه حاول أن يأخذ ما لايحق له بالقوة وحين ما جاء الإسلام بنوره العظيم ، وانبثق من الجزيرة العربية المباركة أخضع العرب بالسيف الإسلامي أعتاى الأقطاب الدولية التي كانت تسيطر على الأرض كالرومان والفرس والأحباش ، بل امتدت انتصاراتهم المباركة العطرة لتشمل أنحاء المعمورة وتمتد إلى الهند والصين وجبال البرانس ، والعرب بسيف الإسلام والمسلمين من بعد ذلك أوقفوا زحف التتار ، والمغول الذين اجتاحوا الأرض وكانوا من أعتى الشعوب وأصلفها وأكثرها جبروتاً.
هذا المغيرة بن شعبة رضي الله عنه ، يقول لما خرج على المسلمين عامل كسرى في أربعين ألفاً فقام ترجمان فقال ليكلمني رجل منكم ، فقال المغيرة سل عما شئت قال ما أنتم ؟ قال نحن أناس من العرب كنا في شقاء شديد ، وبلاء شديد ، نمص الجلد والنوى من الجوع ، ونلبس الوبر والشعر ، ونعبد الشجر والحجر فبينا نحن كذلك إذ بعث رب السماوات ورب الأرضين تعالى ذكره وجلت عظمته إلينا نبياً من أنفسنا نعرف أباه وأمه فأمرنا نينا رسول ربنا صلى الله عليه وسلم ( أن نقاتلكم حتى تعبدوا الله وحده ، أو تؤدوا الجزية ، وأخبرنا نبينا صلى الله عليه وسلم عن رسالة ربنا أنه من قتل منا صار إلى الجنة في نعيم لم ير مثلها قط ، ومن بقي منا ملك رقابكم ) رواه الإمام البخاري في صحيحه (3159) من طريق المعتمر بن سليمان ، عن سعيد بن عبيد الله الثقفي ، حدثنا بكر بن عبد الله المزني ، وزياد بن جبير ، عن جبير بن حية .... بـه .

الجارود
01-09-2002, 21:34
وقد حكى بعض المؤرخين ابن جرير وغيره ، عن الصحابي الجليل ربعي بن عامر رضي الله عنه أنه لما دخل على رستم ، وقد زينوا مجلسه بالنمارق المذهبة ، والزرابي الحرير وأظهر اليواقيت واللآلي الثمينة ، والزينة العظيمة ، وعليه تاجه ، وغير ذلك من الأمتعة الثمينة ، وقد جلس على سرير من ذهب ، ودخل عليه ربعي بثياب صفيقة ، وسيف وترس وفرس قصيرة ، ولم يزل راكبها حتى داس بها على طرف البساط ، ثم نزل وربطها ببعض تلك الوسائد ، وأقبل وعليه سلاحه ودرعه وبيضته على رأسه ، فقالوا له ضع سلاحك ، فقال إني لم آتكم ، وإنما جئتكم حين دعوتموني فإن تركتموني هكذا و إلا رجعت ، فقال رستم إئذنوا له ، فأقبل يتوكأ على رمحه فوق النمارق فخرق عامتها ، فقالوا له : ما جاء بكم ؟ فقال الله ابتعثنا لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة الله ، ومن ضيق الدنيا إلى سعتها ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام ، فأرسلنا بدينه إلى خلقه لندعوهم إليه ، فمن قبل ذلك ، قبلنا منه ، ورجعنا عنه ، ومن أبا قاتلناه أبداً ، حتى نفضي إلى موعد الله ، قالوا وما موعد الله قال الجنة لمن مات على قتال من أبى ، والظفر لمن بقى ، فقال رستم قد سمعت مقالتكم فهل لكم أن تؤخروا هذا الأمر حتى ننظر فيه وتنظروا ؟ قال نعم كم أحب إليكم يوم ؟ أو يومين؟ قال لا ، بل حتى نكاتب أهل رأينا ورؤساء قومنا . فقال ما سن لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نؤخر الأعداء عند اللقاء أكثر من ثلاث ، فانظر في أمرك وأمرهم واختر واحدة من ثلاث بعد الأجل فقال أسيدهم أنت ؟ قال لا : ولكن المسلمون كالجسد الواحد يجير أدناهم على أعلاهم فاجتمع رستم برؤساء قومه فقال هل رئيتم قط أعز وأرجح من كلام هذا الرجل؟ ، فقالوا معاذ الله أن تميل إلى شيء من هذا وتدع دينك إلى هذا الكلب ، أما ترى إلى ثيابه؟ فقال ويكلم لا تنظروا إلى الثياب وانظروا إلى الرأي والكلام والسيرة ، إن العرب يستخفون بالثياب والمأكل ويصونون الأحساب ......
وما هذه إلا نماذج بسيطة من البطولات الإسلامية والعربية ، وتاريخنا المجيد مليء بالقصص العجيبة ، والمواقف الفريدة ، التي أذهلت الأعداء وأذاقتهم وبال أمرهم ، إن الواحد من الأمة الإسلامية يتسابق إلى الشهادة في سبيل الله ، كما يتسابق الغرب إلى الحياة ، همهم الأعظم ، ومقصدهم الأكبر توحيد الله ، وقتال الذين كفروا ابتغاء مرضاة الله ونصر دينه وإذلال أعدائه ، قال تعالى ( إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنْ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمْ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنْ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمْ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ) (111) ، وقوله صلى الله عليه وسلم ( ما أحد يدخل الجنة يحب أن يرجع إلى الدنيا وما له على الأرض من شيء إلا الشهيد ، يتمنى أن يرجع إلى الدنيا فيقتل عشر مرات لما يرى من الكرامة ) متفق عليه من حديث شعبة ، عن قتادة عن أنس رضي الله عنه . وأعظم الجود ، الجود بالنفس ، وأعظم القتال قتال الكافرين ، وما هي إلا نفس واحدة ، وليس ثَـمّ غيرها حتى تجرب بذلها هنا وهناك ، فشح بروحك واربأ بنفسك أن تذهب بدون جهاد للكافرين أو حديث نفس بذلك ، قال صلى الله عليه وسلم ( من مات ولم يغز ، ولم يحدث به نفسه ، مات على شعبة من نفاق ) رواه الإمام مسلم في صحيحه (1910) من طريق عبد الله بن المبارك ، عن وهيب بن الورد المكي ، عن عمر بن محمد بن المنكدر عن سمي عن أبي صالح ، عن أبي هريرة .
وإلى آخر هذه البطولات الخالدة الإسلامية سحق الإتحاد السوفييتي ، التي هي ثاني دولة كبرى في العالم آنذاك ، وأصبحت بعد ما كانت ولايات متحدة ، ولايات متفرقة ، ثم هذه أمريكا لما تحرشت في المسلمين في أفغانستان ، خرجت في النهاية تجر أذيال الهزيمة ولم تحقق ولا واحداً في المائة من التي خاضت الحرب لأجله ، وأعلنتها حرباً صليبية ، وأصبحت تغطي فشلها في أناس مستضعفين ، والتهديد بضرب العراق ونحو ذلك من الهمجية الرعناء ، وكل يوم تقول بأنهم عثروا على خلايا من القاعدة ، في أناس لا ناقة لهم فيها ولا جمل ، من أناس موضفين في هيئة من الهيئات الإغاثية أو رجال أعمال أو نحو ذلك.
فأمريكا فشلت فشلاً ذريعاً في هذه المعركة ضد الإسلام والمسلمين ، فهذه صحيفة "النيويورك تايمز" تنشر في عدد من أعدادها الأخيرة تقريراً موسعاً ، يعتبر بمثابة تقرير إدانة واعتراف بتورط القوات الأمريكية في قتل المئات من المدنين الأفغان ، بسبب وجود عيوب وخلل في نظام الحرب الجوية الأمريكية ، وذلك لاستخدام الأمريكيين الضربات الجوية ، بدلاً من العمليات الأرضية ، والتي سببت هذه أخطاء كبرى في قتل المدنين ، حتى إن الزعماء الأفغان أخذوا يطالبون بأخذ مشورتهم في القيام بأية غارات جوية مرة أخرى ، بل إن زعماء الأفغان يلمحون بأنه إذا استمرت هذه الأخطاء قد يطالبون بتحديد نشاطات أمريكا المستقبلية العسكرية .
كما أشارت الصحيفة المذكورة ، إلى أن الحرب في أفغانستان ، ليست هي المرة الأولى ، التي تقوم فيها القوات الأمريكية بهجمات خاطئة تتسبب في قتل المدنيين ، وتشير الأرقام الرسمية إلى مقتل 400مدني عن طريق الخطأ ، إلا أن المؤسسات الدولية الأخرى تؤكد مالا يقل عن 812مدنياً أفغانياً قتلوا بالضربات الجوية الأمريكية ، ( وهذا لا يمثل الحقيقة ، فقد تقدم تقريب العدد الصحيح ) وتتوقع هذه المؤسسات أن يرتفع هذا بعد أن ينتهوا من عمليات البحث والمسح ، وأشارت الصحيفة أيضاً ، إلى أنه برغم العمليات الجوية الكثيرة ، التي قامت بها القوات الأمريكية ، وتسببت في قتل المدنيين ، إلا أنه لم تنجح أمريكا في اعتقال أي أحد من قادة طالبان أو القاعدة في أفغانستان .
وهذه بريطانيا تسحب آخر فرقة لها لأنها لم تشارك في أي قتال داخل أفغانستان ، ولم تقم بأية مهمة عسكرية ذات بال ، فقد أطلقت وسائل الأعلام البريطانية لقب "فرقة العذراء" على هذه الفرقة العسكرية ، التي أتمت رحلة العودة إلى الديار ، وقد وصل الفوج الأخير من الفرقة وعددهم 160فرداً ، لتنتهي بذلك إقامة حافلة في أفغانستان استمرت لمدة ثلاثة أشهر لنحو 1700جندي بريطاني ، ومن المقرر أن يبقى من البريطانيين في أفغانستان نحو 100جندي من البحرية ، في قاعدة "باجرام" الجوية قرب "كابل" لتقديم أي نوع من الدعم للقوات الخاصة ، التي تضطلع بمهمة مطاردة مقاتلي القاعدة وطالبان ، والتي لم تسفر مجهوداتها عن أي نجاحات تذكر منذ أشهر عديدة ، فضلاً عن تعرضها للهجمات المستمرة بلا توقف ! ، وقد تعرضت القوات البريطانية في أفغانستان لانتقادات حادة ،نتيجة الفشل الذي أبدته في أداء مهامها القتالية. وتحدثت بعض التقارير عن كميات الذخيرة الهائلة ، التي قامت القوات بتدميرها ، والتي غالباً ما كان يتبين أنها تابعة لفصائل أفغانية حليفة ، أو يرجع تاريخها إلى عهد الاحتلال السوفييتي 0
وهذه بعض الشخصيات تنتقد "بوش" في خوض معركة ضد أفغانستان ، وأن هذه سياسة فاشلة 0
وصف "جون كيري" عضو مجلس الشيوخ الديمقراطي عن ولاية "ماساتشوستس" والمرشح المحتمل للحزب في انتخابات الرئاسة عام 2004م ، سياسات الرئيس "بوش" المتعلقة بالشرق الأوسط بأنها تصرفات هواة .
كما شن "كيري" هجوماً واسع النطاق على أسلوب "بوش" في إدارة السياسة الخارجية ، وشكك في بعض النقاط الاستراتيجية المتعلقة بالحرب في أفغانستان ، وقال إن حكومته كثيراً ما فشلت في إقامة حوار مع الحكومات الأجنبية ، وفي صنع دور عالمي للولايات المتحدة .
وأضاف قائلاً : أعتقد أن الحكومة الأمريكية تصرفت بطريقة خرقاء وعشوائية على كثير من جبهات السياسة الخارجية .
ثم أضاف أيضاً قائلاً : كان الهدف كما حدده الرئيس ، هو القضاء على القاعدة والإمساك بهم وبـ "أُسامة بن لادن" حياً أو ميتاً ، لم نقض على القاعدة ، ولذا فدعونا لا نتظاهر أنهم أكثر خطراً وهم متفرقون مما كانوا ، وهم مطوقون ومحاصرون في جبال تورا بورا .
ويذكر أن "كيري" كان قد حصل على وسام النجمة الفضية ، أثناء خدمته على زورق نهري في فيتنام ، لكنه عارض الحرب عقب عودته إلى بلاده ، كما كان "كيري" من أوائل الديمقراطيين ، الذين خرجوا على موقف الحزب في عدم انتقاد سياسة "بوش" الخارجية في أعقاب 11سبتمبر .
ومن هذا كله يبدوا أن القوات المشاركة في أفغانستان تحاول النجاة بنفسها ، والخروج سريعاً من المهلكة الأفغانية ، لذلك فقد بدأت الدول في سحب قواتها من هناك فبعد رحيل القوات البريطانية ، بدأ الجنود الكنديون مغادة أفغانستان في ختام أول مهمة لهم في الخارج منذ الحرب الكورية 0
ثم إن علينا أن نكافح هؤلاء الشرذمة الأمريكان ، الذين طال شرهم ، وفحش خطبهم ، وعظم أمرهم ، في تشريد المسلمين ، وانتهاك أعراضهم وحرماتهم ونهب ممتلكاتهم ولقد دعانا شرعنا الإسلامي إلى الدفاع عن المظلومين والمنكوبين فقال تعالى ( وَمَا لَكُمْ لا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنْ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيّاً وَاجْعَل لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيراً (75) ، قال القرطبي رحمه الله تعالى : قوله تعالى ( وَمَا لَكُمْ لا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ) حض على الجهاد ، وهو يتضمن تخليص المستضعفين من أيدي الكفرة المشركين الذين يسومونهم سوء العذاب ، ويفتنونهم عن الدين ، فأوجب تعالى الجهاد لإعلاء كلمته وإظهار دينه ، واستنقاذ المؤمنين الضعفاء من عباده وإن كان في ذلك تلف النفوس ... [تفسير القرطبي 5/279]
وقد اتفق أهل العلم على وجوب قتال الكفار المعتدين على بلاد الإسلام ، فإن اندفع شرُّهم بأهل البلاد التي أُحلت ، أو اغتصبت كفى ذلك عن غيرهم ، وإن لم يحصل ردُّ كيدهم وإقصاؤهم ، فإنه يجب على من يقرب من العدو من أهل البلاد الأُخرى مناجزة الكفار وصد عدوانهم وهذا أمر معلوم بالشرع ، ولا ينازع فيه مسلم .
قال ابن عبد البر رحمه الله تعالى في الكافي (1/205) : فرض عام متعين على كل أحد ممن يستطيع المدافعة والقتال وحمل السلاح من البالغين الأحرار ، وذلك أن يحل العدو بدار الإسلام محاربا لهم فإذا كان ذلك وجب على جميع أهل تلك الدار أن ينفروا ويخرجوا إليه خفافا وثقالا وشبابا وشيوخا ولا يتخلف أحد يقدر على الخروج من مقاتل أو مكثر وان عجز أهل تلك البلدة عن القيام بعدوهم كان على من قاربهم وجاورهم أن يخرجوا قلوا أو كثروا على حسب ما لزم أهل تلك البلدة حتى يعلموا أن فيهم طاقة على القيام بهم ومدافعتهم وكذلك كل من علم بضعفهم عن عدوهم وعلم أنه يدركهم ويمكنه غياثهم لزمه أيضا الخروج إليهم فالمسلمون كلهم يد على من سواهم حتى إذا قام بدفع العدو أهل الناحية التي نزل العدو عليها واحتل بها سقط الفرض عن الآخرين ولو قارب العدو دار الإسلام ولم يدخلوها لزمهم أيضا الخروج إليه)
كما علينا مقاطعة البضائع الأمريكية ، لأنه كما تقدم أن القوة الأمريكية العسكرية مستمدة من القوة الاقتصادية ، وقد آتت المقاطعة ثمارها ، وظهرت نتيجتها ، فقد قالت السفارة الأمريكية في الرياض ( إن ضعف الإقبال على شراء السلع الأمريكية أمر باعث على القلق ... وقال مدير المكتب التجاري في السفارة الأمريكية إن انخفاض الإقبال على السلع الأمريكية كبير جداً ، نعم ونحن نشعر بالقلق من ذلك .......... ) .
وأدلة المقاطعة الاقتصادية من الكتاب والسنة كثيرة فمن ذلك قوله تعالى
1- ( وَلا يَطَئُونَ مَوْطِئاً يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلاً إِلاَّ كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (120) .
ولا ريب أن المقاطعة تغيظ الكفار ، وتبث الرعب في قلوبهم
2- محاصرة الرسول صلى الله عليه وسلم يهود بني النضير وهي أنهم لما نقضوا العهد حاصرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقطع نخلهم وحرقه فأرسلوا إليه أنهم سوف يخرجون ، فهنا استعمل النبي صلى الله عليه وسلم الحرب الاقتصادية ضد هؤلاء اليهود ، فهنا كان الضغط عليهم من الناحية الاقتصادية هو الذي زلزل كيانهم وهزمهم وأجلاهم من المدينة ، وقصة قطع النخيل والإحراق جاءت في صحيحي البخاري (4031)و مسلم (1746) من طريق الليث ، عن نافع ، عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم : حرق نخل بني النضير وقطع ، وهي البويرة فأنزل الله ( مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ (5) .
3- حصار النبي صلى الله عيه وسلم لأهل الطائف ، وأمره بقطع أعناب ثقيف وتحريقها ذكر ذلك ابن سعد وابن إسحاق ، وأصل القصة في الصحيحين بدون ذكر القطع والتحريق قال عبد الله بن عمر بن الخطاب ، لما حاصر رسول الله صلى الله عليه وسلم الطائف فلم ينل منهم شيئا قال : ( إنا قافلون إن شاء الله) فثقل عليهم ، وقالوا نذهب ولا نفتحه ، وقال مرة (نقفلُ) فقال : ( اغدوا على القتال) فغدوا فأصابهم جراح فقال : ( إنا قافلون غداً ) إن شاء الله ، فأعجبهم فضحك النبي صلى الله عليه وسلم 0 روى ذلك البخاري ومسلم ، من طريق سفيان بن عيينة ، عن عمرو ، عن أبي العباس الشاعر الأعمى ، عن عبد الله .

والحصار من أساليب الجهاد ، وتوهين قوة العدو ، وضرب اقتصاده ، ففيه مشروعية ضرب اقتصاد العدو ، سواء كان ذلك بالحصار حين القدرة على ذلك أو بمقاطعة شركات الخدمات الأمريكية ، واليهودية المتمثلة بالبنوك ، وشركات التنمية والطاقة ، والمؤسسات التجارية من المطاعم وغيرها .
4- مقاطعة الصحابي الجليل ثمامة بن أثال الحنفي اليمامي رضي الله عنه ، وذلك أنه لما أسلم ، ذهب للعمرة وأعلن إسلامه بين أهل مكة وقال لهم (ولا والله لا يأتيكم من اليمامة حبة حنطة حتى يأذن فيها النبي صلى الله عليه وسلم ) والقصة متفق عليها من طريق الليث ، عن سعيد بن أبي سعيد ، عن أبي هريرة .
وفي هذه القصة أنه لا يشرع في المقاطعة إذن الإمام أو نحوه ، فهذا الصحابي الفقيه لم يستأذن النبي صلى الله عليه وسلم في المقاطعة ، وهذا هو الفقه بعينه .
والمقاطعة من أقل ما يقدمه المسلم ، وهي نوع من أنواع الجهاد وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم (جاهدوا المشركين بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم ) رواه الإمام أحمد في مسنده (12246)
وأبو داود (2504) والنسائي (3098) من طريق حماد بن سلمة ، عن حميد عن أنس .


كتبه
سليمان بن ناصر بن عبد الله العلوان
القصيم : بريدة
21/6/1423هـ

فرحان
19-09-2002, 06:19
ايها الفذ الرائع السلام عليكم
اسأل الله ان يجعل لك بكل حرف مئة حسنة ويحط عنك مئة سيئة...آمين .
و اعلم اخي اني انا احبك في الله .

عبدالله المهيني
20-09-2002, 05:49
ورب العزة والجلالة يمهل الظالم ولا يهمله
لابد ان تتاكد من هذا
والظاهر لنا ان هذا ابتلاء منه سبحانه وتعالى لهذا الشعب
ولابد من الصبر للحصول على الاجر والرضا

وربنا فوق كل ظالم
جزيت خيراً على كل ماوضعته يدك هنا

أخوك / المهيني

الجارود
24-10-2002, 21:52
أحبك الله الذي أحببتني فيه وآسف لأن هذا جاء متأخرا لأن عهدي في الانتر قديم

الجارود
07-11-2002, 11:38
شكرا اخي على كل ما قلته