المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أيها الأولياء ( خطبة جمعة )



الشيخ/عبدالله السالم
16-07-2010, 14:08
إن الحمدَ للهِ نحمدُهُ ونستعينُهُ ونستغفرُهُ ، ونعوذُ به من شرورِ أنفسِنا ومن سيئاتِ أعمالِنا ، من يهدِهِ اللهُ فلا مضلَّ له ومن يضللْ فلا هاديَ له ، وأشهدُ أن لا إله إلا اللهُ وحده لا شريكَ له وأشهدُ أن محمداً عبدُهُ ورسولُهُ (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ) (يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ) (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا*يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً): أمـا بـعد : أيها الأخوةُ في الله ، فإن تعَنُتَ أولياءَ الأمورِ في الزواج ، وطلبُهم مُهوراً مُرتفعةً ، ونفقاتٍ باهظةً ، لمْ يأمرْ به الدينُ ، وليس من الحكمةِ ، ولا من المصلحةِ في شيءٍ ، ولم يكُنْ من هدي الرسولِ الكريمِ  ، فقد زوّجَ ابنتَهُ بِدرعٍ ،وقال { إن أعظمَ النّكَاحِ بركةً أيسرُهُ مُؤونةً } وقال بأبي هو وأُمي { أَبْرَكَهُنَّ أَيْسَرَهُنَّ مُؤْنَةً } وقال عليه الصلاةُ والسلام {خَيْرُ الصَّدَاقِ أَيْسَرُهُ } فيجبُ علينا ـ أيها الأولياءُ، أيها الآباءُ، أيها العقلاءُ ـ يجبُ علينا التكاتُفُ للقضاءِ على العاداتِ السيئةِ ،التي تَحصُلُ في الزواجِ من تكاليفَ باهضةٍ ، وإرهاقٍ للزوجِ وأُسرَتِهِ ، بالمُغالاةِ في المُهورِ ، ومُتطلباتِ النساءِ ، والقِيَامُ بسنةِ رسولِ اللهِ  في تَيسِيرِ مَؤنةِ الزواجِ وتخفيفِ المهورِ . يقولُ عمرُ بنُ الخطابِ رضي اللهُ عنه: [لاَ تُغَالُوا فِى صُدُقِ النِّسَاءِ ، فَإِنَّهَا لَوْ كَانَتْ مَكْرُمَةً فِى الدُّنْيَا أَوْ تَقْوَى عِنْدَ اللَّهِ كَانَ أَوْلاَكُمْ بِهَا رَسُولُ اللَّهِ  مَا أَصْدَقَ امْرَأَةً مِنْ نِسَائِهِ وَلاَ أُصْدِقَتِ امْرَأَةٌ مِنْ بَنَاتِهِ فَوْقَ اثْنَتَىْ عَشْرَةَ أُوقِيَّةً]والاثنتا عشرةَ أوقيةً ، تساوي مائةً وعشرينَ ريالاً سعودياً ، بريالِ الفضةِ.ولقد استنكرَ المصطفى  المغالاةَ في المهورِ كما رُوي عن أبي هريرةَ رضي الله عنه أن النبيَّ  قالَ لرجلٍ: {على كم تزوجتَ؟}قالَ: على أربعِ أواقٍ، فقالَ له: {على أربعِ أواقٍ؟ كأنما تنحتونَ الفضةَ من عرضِ هذا الجبلِ }والوليمةُ بمناسبةِ الزواجِ مُستَحبَّةٌ ، قال النبيُّ  لعبدِ الرحمنِ بنِ عوفٍ لما تزوجَ: {أولمْ ولو بِشاةٍ}، وهي على قدرِ حالِ الزوجِ ، فلا ينبغي تركُها ، ولا يجوزُ الإسرافُ فيها ، ولا ينبغي الاقتصارُ على دعوةِ الأغنياءِ وذوي الجاهِ ، وتركِ الفقراءِ والمساكين ، يقولُ  : {شرُّ الطعامِ الوليمةُ يُدعى إليها الأغنياءُ ويُمنعُها المساكينُ ، ومن لم يُجبْ الدعوةَ فقد عصى اللهَ ورسولَهُ} رواه مسلمٌ ، ويجبُ الحذرُ من اختلاطِ النِّساءِ بالرجالِ ، في هذه الحفلاتِ ، أو جلبِ المطربينَ والمطرباتِ ، واستعمالِ المزاميرِ المحرمةِ شرعاً ، وإنما المأذونُ فيه استعمالُ الدُّفِّ للنساءِ ، بشرطِ عدمِ سماعِ الرجالِ لأصواتِهن ، ويَنبغي أن يَتجنبَنَ الألفاظَ الساقطةَ ، وينبغي الحذرُ من التصويرِ والسفورِ، فكمٍ صُورٍ أُلتُلتَقِطَة بكمراتِ الجولات ، وتناقلَ الناسُ تلك الصّور ، وصارت تُعرضُ على الصغيرِ والكبيرِ، والذكري والأُنثى ، وعلى كلِّ مَنْ هَبَّ ودَبَّ ، فإلى متى أيها العقلاءُ ، والنساءُ هي التي تُصرِّفُ أمورَ الرجالِ ؟ إلى متى وهُنَّ يَأمُرنَ ويَنْهَينَ فيُطعنَ؟ إلى متى ونحنُ نرى الكثيرَ منَّا ، يُقلّدُ المرأةَ تصريفَ الأمورِ؟ إنَّ المرأةَ مَهْما بلغتْ ، فهي ناقصةُ عقلٍ ، ولا تكادُ تَعرفُ عواقبَ الأمورِ، ولذلك قالَ  : {لن يفلحَ قومٌ ولوا أمرَهم امرأةً}ومع الأسف الشديد ، أنَّ الأمر صارَ بيدِ المرأةِ ، الموافقةُ على الزواجِ بيدِ الأُم ، ليسَ بيدِ الولي ، ولا بيدِ صاحبتِ الشأن التي تُريد الزواج ، وتَحدِيدُ المهرِ بيدِ المرأه ، وَبِيدِها شُؤونُ الوليمةِ ، ولذلك كَثُرَ العَوانِسُ ، وارتفعتِ المهورُ ، وأُسرفَ في الولائمِ.فلنحذرْ ـ باركَ اللهُ فيكم ـ من مَغَبَّةِ هذه الأمورِ فالقوامةُ للرجالِ ، أَمَّا أن يقولَ الواحدُ منا: هذا شأنُ النساءِ !! فهذا لا يُخرجُهُ من المسؤوليةِ ، ولا يُعفيهِ من تبعاتِها. جعلني اللهُ وإيَّاكم من (الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ) (الزمر:18)
بارك الله لي ولكم في القرءان العظيم

الحمد للهِ ، نحمَدُه حمداً يَلِيقُ بكريمِ وجهِهِ ، وبعظيمِ سلطانهِ ، نحمدُه حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه ، ونشهدُ أن لا إله إلا هو سبحانه لا شريك له ولاندَّ له ولاشبيه . ونشهدُ أن محمداً عبدُهُ ورسولُهُ ، وصفيُهُ وخليلُهُ ، نبياً شرحَ اللهُ صدرَهُ ، ووضعَ عنه وزرَهُ ورفعَ ذكرَهُ . صلى اللهُ عليه وعلى آلهِ وأصحابِهِ ، الطيبينَ الطاهرينَ ، وعلى من سارَ على نهجِهِم إلى يومِ الدينِ ، وسلم تسليماً كثير اً : أما بعد : أيها الأخوةُ في الله ، أيُّها الأحبةُ في الله ، فإنَّ النبي  دعا إلى تسهيل أمر الزواج وتيسير الطرق الموصلة إليه ، ومن أهمها الصداق الذي يقدمه الزوج للمرأة مقابل اقترانه بها، فقد روى جابر رضي الله عنه أن رسول الله  قال:{ لَوْ أَنَّ رَجُلاً أَعْطَى امْرَأَةً صَدَاقاً مِلْءَ يَدَيْهِ طَعَاماً كَانَتْ لَهُ حَلاَلاً } رواه أحمد. فمتى يكونُ التسامُحُ بيننا ؟ ومتى نتركُ هذه العاداتِ السيئةَ ؟ ومتى يسُودُ بيننا الوئامُ والمحبةُ ؟ ومتى نتركُ الشحَّ والجشعَ ؟ ومتى يشدُ القوي عضُدَ الضعيفِ ؟ ومتى يُسَّهلُ المسلمُ لأخيهِ المسلمِ ، سبيلَ الخيرِ والحياةِِ الطيبةِ ؟ ماذا يفعلُ من لم يقدرْ منا على دفعِ هذه المهورِ ، ومُجاراةِ أصحابِ هذه العاداتِ المذمُومةِ المُثقلةِ للكواهلِ ، أينَ نحنُ من قولِ اللهِ تعالى ( وَأَنكِحُوا الأَيامىَ مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِن عِبَادِكُمْ وإِمَائِكُمْ إِن يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللهُ مِن فَضلِهِ واللهُ واسعٌ عَلِيمٌ) عبادَ الله صلّوا رحمني الله وإياكم على الهادي البشيرِ ، والسراجِ المنيرِ ، كما أمرَكم بذلك اللطيفُ الخبيرُ ، فقال سبحانه قولاً كريما ( إِنَّ اللهَ وَملاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبيْ يَا أَيُّهَا الَّذِيْنَ آمَنُواْ صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً ) وقد قال عليه الصلاةُ والسلامُ { حيثما كنتم فصلوا عليَّ فإنَّ صلاتَكم تبلغني }وقال{ من صلى علي صلاةً صلى اللهُ عليه بها عشراً } اللهم صلِّ وسلمْ وأنعمْ وأكرمْ وزدْ وباركْ ، على عبدِك ورسولِكَ محمدٍ ، وارضَ اللهم عن أصحابِهِ الأطهارِ ، ما تعاقبَ الليلُ والنهارُ ، أبي بكرٍ وعمرَ وعثمانَ وعليٍّ ، وعن سائرِ أصحابِ نبيِّك أجمعين ، وعن التابعينَ وتابعِيهم بإحسانٍ إلى يومِ الدينِ ، وعنَّا معَهم بمنِّكَ وفضلِكَ ورحمتِكَ يا أرحمَ الراحمينَ .اللهم أعزَّ الإسلامَ المسلمينَ ، ودمرْ أعداءَ الدينِ من اليهودِ والنصارى ، وجميعِ الكفرةِ الملحدينَ ، اللّهُم يا عظيمَ العفوِ ، ويا وسعَ المغفرةِ ، ويا قريبَ الرّحمةِ ، ويا ذا الجلالِ والإكرامِ ، هبْ لنا العافيةَ ، في الدُنيا والآخرةِ ،اللهُم بارك لنا في شعبان ، وبلّغنا رمضانَ ياربَّ العالمين ، اللّهُم اجعلْ رزقَنَا رغداً ، ولا تُشمتْ بنا أحداً ، اللهم إنا نسألُكَ ، بعزِّكَ الذي لا يرامُ ، وملكِكَ الذي لا يُضامُ ، وبنورِكَ الذي ملأ أركانَ عرشِكَ ، أن تكفيَنا شرَّ ما أهمَنا وما لا نهتمُ به ، وأن تعيذَنا من شرورِ أنفسِنا ومن سيئاتِ أعمالِنا ، اللهم رَغّبْنا فيما يبقى ، وَزَهّدْنا فيما يفنى ، وهبْ لنا اليقينَ ، الذي لا تسكنْ النفوسُ إلا إليهِ ، ولا يُعوَّلُ في الدينِ إلا عليهِ ، اللهم أيدْ إمامَنا بتأيدِكَ ، وانصرْ بهِ دينَكَ ، ووفقْهُ إلى هُدَاكَ ، واجعلْ عمَلَهُ في رضاكَ ، وارزقْهُ اللهم البطانةَ الصالحةَ الناصحةَ ، التي تدلُهُ على الخيرِ ، وتعينه عليه، اللهم احفظْ بلادَنا وولاةَ أمرِنا وعلماءَنا ودُعاتَنا ، اللهم وحِّدْ كلمتَنا وقوي شوكتَنا ياربَّ العالمينَ ، واجعل هذا البلد رخاءً سخاءً آمِناً مُطمَئِناً ، وسائر بلاد المسلمين يا ربَّ العالمين ، اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنيين والمؤمنات ، الأحياء منهم والأموات ، اللهم ربنا ( آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) ( وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ)



الخطبة بصوت الشيخ :
http://abosami.com/pro/all.rm

إضغط هنا للتحميل (http://abosami.com/pro/all.rm)

http://abosami.com/tl4s-abdaula/abdalua_01.gif