المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كسوف الشمس والقمر آيات وعظات



ابو ضاري
15-01-2010, 03:36
بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فإن كسوف الشمس أو القمر وخسوفهما من آيات الله العظيمة ودلائل قدرته الباهرة سبحانه، ومن المناسب ها هنا إن شاء الله أن نبين بعضاً من المسائل المتعلقة بهذا ، في ضوء نصوص الكتاب والسنة.

أولاً: أن الكسوف والخسوف وهو ذهاب ضوء الشمس أو القمر ظاهرة كونه وآية ربانيه يقدرها الرب تعالى إذا شاء ، فهو سبحانه المتصرف وحده بهذا الكون.
قال الله تعالى: (وَآَيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُمْ مُظْلِمُونَ (37) وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (38) وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ (39) لا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ (40) [سورة يس].
وقال جلَّ وعلا: (هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاء وَالْقَمَرَ نُوراً وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُواْ عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللّهُ ذَلِكَ إِلاَّ بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ) [يونس:5].
وقال سبحانه: (الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ) [الرحمن:5]
وقال سبحانه: (وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آَيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آَيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آَيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُوا فَضْلا مِنْ رَبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلاً) [سورة الإسراء:12].
فهذا امتنان من الله على الخلق بهذه الآيات العظيمة ، ومنها الشمس والقمر وضياؤهما ونورهما وتعاقبهما ، ليكون الليل والنهار ، وما يترتب على ذلك من المصالح العظيمة ، وهو قادرٌ جل وعلا أن يسلب خلقه نعمه ويبتليهم بما شاء ، أو يهلكهم كما اهلك الأمم السابقة بالرياح والزلازل والخسوف وغيرها.

ثانياً: قال علماء الفلك الكواكب ومنها الشمس والقمر لكل وحد منها مسار خاص ومنازل محددة ، وبعضها أعلى من بعض ، و بعضها أبعد عن الأرض من بعض ، فإذا مرَّ القمر بيننا وبين الشمس احتجب ضوءها ، إما كلياً أو جزئياً فهذا هو كسوف الشمس . وإذا صارت الأرض بين الشمس والقمر فقد تحجب الأرضُ نورَ الشمس عن القمر إذا صار في ظلها فيحتجب ضوءه المنعكس من أشعة الشمس ، فهذا هو خسوف القمر ، وقد يكون كلياً أو جزئياً.
فهذا هو السبب الحسيُّ لحدوث الكسوف والخسوف ، وهذا ليس من علم الغيب ، لإمكان معرفته بالحساب كما يعرف الناس وقت كون القمر بدراً ، وأمثال هذا من الظواهر الفلكية.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية المتوفى في سنة 728هـ رحمه الله:
وكما أن العادة التي أجراها الله تعالى أن الهلال لا يستهل إلا ليلة ثلاثين من الشهر أو ليلة إحدى وثلاثين وأن الشهر لا يكون إلا ثلاثين أو تسعة وعشرين . فمن ظن أن الشهر يكون أكثر من ذلك أو أقل فهو غالط.
فكذلك أجرى الله العادة أن الشمس لا تكسف إلا وقت الاستسرار ، وأن القمر لا يخسف إلا وقت الإبدار ، ووقت إبداره هي الليالي البيض التي يستحب صيام أيامها : ليلة الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر. فالقمر لا يخسف إلا في هذه الليالي. والهلال يستسر آخر الشهر: إما ليلة وإما ليلتين. كما يستسر ليلة تسع وعشرين وثلاثين. والشمس لا تكسف إلا وقت استسراره.
وللشمس والقمر ليالي معتادة من عرفها عرف الكسوف والخسوف كما أن من علم كم مضى من الشهر يعلم أن الهلال يطلع في الليلة الفلانية أو قبلها ، لكن العلم عادة في الهلال علم عام يشترك فيه جميع الناس ، وأما العلم بالعادة في الكسوف والخسوف فإنما من يعرفه من يعرف حساب جريانهما. وليس خبر الحاسب بذلك من باب علم الغيب ، بل هو مثل العلم بأوقات الفصول كأول الربيع والصيف والخريف والشتاء ، لمحاذاة الشمس أوائل البروج. وأما تصديق المخبر بذلك وتكذيبه فلا يجوز أن يصدق إلا أن يعلم صدقه ، ولا يكذبَ إلا أن يعلم كذبه ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا حدثكم أهل الكتاب فلا تصدقوهم ولا تكذبوهم ، فإما أن يحدثوكم بحق فتكذبوهم ، وإما أن يحدثوكم بباطل فتصدقوهم" رواه البخاري.
والعلم بوقت الخسوف والكسوف وإن كان ممكناً لكن هذا المخبر المعين قد يكون عالماً بذلك وقد لا يكون. وقد يكون ثقة في خبره وقد لا يكون. وخبر المجهول الذي لا يوثق بعلمه وصدقه ولا يعرف كذبة خبر موقوف ولكن إذا توطأ خبر أهل الحساب على ذلك فلا يكادون يخطئون.
ومع هذا فلا يترتب على خبرهم علم شرعي ، فإن صلاة الكسوف والخسوف لا تُصلى إلا إذا شاهدنا ذلك ، وإذا جوز الإنسان صدق المخبر بذلك أو غلب على ظنه فنوى أن يصلي الكسوف والخسوف عند ذلك، واستعد ذلك الوقت للرؤية، كان هذا حثاً من باب المسارعة إلى طاعة الله تعالى وعبادته ، فإن الصلاة عند الكسوف متفق عليها بين المسلمين ، وقد تواترت بها السنن عن النبي صلى الله عليه وسلم. انتهى ملخصاً.
وثمة سبب آخر لكسوف الشمس وخسوف القمر: وهو ما نص عليه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: "يخوف الله بهما عباده" رواه البخاري ومسلم.
وفي لفظ أخر رواه احمد والنسائي وابن ماجة و صححه ابن خزيمة والحاكم أنه صلى الله عليه وسلم قال: "إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لا يَنْكسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلا لحياته ، لَكِنَّهُمَا آيتان مِنْ آيات الله ، وَإِنَّ اللَّهَ إِذَا تَجَلَّى لِشَيْءٍ مِنْ خَلْقِهِ يَخْشَعُ لَهُ " والحديث مال الحافظ ابن حجر إلى تقويته ونقل عن ابن بُزيزة قوله: هذا الحديث قد أثبته غير واحد من أهل العلم، وهو ثابت من حيث المعنى أيضاً ، لأن النورية والإضاءة من عالم الجمال الحسي، فإذا تجلت صفة الجلال انطمست الأنوار لهيبته. ويؤيده قوله تعالى: (فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكّاً) [الأعراف:143].
قال ابن دقيق العيد: ربما يعتقد بعضهم أن الذي يذكره أهل الحساب ينافي قوله: "يخوف الله بهما عباده" وليس بشيء لأن لله أفعالاً على حسب العادة، وأفعالاً خارجة عن ذلك، وقدرته حاكمة على كل سبب، فله أن يقتطع ما يشاء من الأسباب والمسببات بعضها عن بعض. وإذا ثبت ذلك فالعلماء بالله لقوة اعتقادهم في عموم قدرته على خرق العادة وأنه يفعل ما يشاء إذا وقع شيء غريب حدث عندهم الخوف لقوة ذلك الاعتقاد، وذلك لا يمنع أن يكون هناك أسباب تجري عليها العادة إلى أن يشاء الله خرقها.
قال الحافظ ابن حجر: وحاصله أن الذي يذكره أهل الحساب حقاً في نفس الأمر لا ينافي كون ذلك مخوفاً لعباد الله تعالى. اهـ.
وبهذا يعلم أن معرفة وقت وقوع الكسوف والخسوف لا يصلح أن تزيل الخوف والرهبة من النفوس، لأن الخسوف والكسوف تحذير من الرب تعالى للعباد، قال الله تعالى: (وَمَا نُرْسِلُ بِالْآَيَاتِ إِلا تَخْوِيفًا) [الاسراء:59]. وقال سبحانه: (وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ وَاللّهُ رَؤُوفُ بِالْعِبَادِ) [آل عمران:30].
ولأجل هذا فزع النبي صلى الله عليه وسلم إلى الصلاة ، وشرع لأُمته التوبة بالصدقة والذكر وعموم أعمال البر ، وظهر عليه صلى الله عليه وسلم من علائم الخوف والخضوع ما يدل على عظم الخطب.
وقد روي عن التابعي الجليل طاووس بن كيسان أنه نظر إلى الشمس وقد انكسفت فبكي، فقال: هي أخوف لله منا.

ثالثاً: ثبت في الأحاديث الصحيحة أن الشمس كسفت على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ، وكان ذلك بالحسابات الفلكية صبيحة يوم 29شوال 10هـ يوافقه 27 كانون الثاني 632م. وقد رؤي ذلك الكسوف جزئيًا في المدينة المنورة، وكان يُرى كليًا من أرض اليمن والحبشة.
وثبت أن المصطفى صلى الله عليه وسلم لما كسفت الشمس خرج إلى المسجد مسرعاً فزعاً يجر رداءه ، حتى إنه لاستعجاله أراد لبس ردائه فأخطأ ولبس الدرع ، لاشتغال خاطره الشريف.
وكان كسوفها أول النهار ، فأمر بالاجتماع للصلاة ، وتقدم وصلَّى ركعتين ، قرأ في الأولى فاتحة الكتاب وسورة طويلة ، جهر بالقراءة ، ثم ركع فأطال الركوع ، ثم رفع رأسه من الركوع ، فأطال القيام وهو دون القيام الأول ، وأخذ في القراءة دون الأولى ، ثم ركع وأطال دون الركوع الأول ، ثم رفع ثم سجد سجدة طويلة ، ثم فعل في الركعة الثانية ما فعل في الركعة الأولى ، فكان في كل ركعة ركوعان و سجودان، فاستكمل في الركعتين أربع ركعات وأربع سجدات. هكذا جاء في الصحيحين وغيرهما، وجاءت صفات أخرى أيضاً.
وفي إطالة النبي صلى الله عليه وسلم لهذه الصلاة طولاً غير معهود, مع أنه يأمر بالتخفيف ما يبين شدة اهتمامه وفزعه عليه الصلاة والسلام.
وقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم في صلاته تلك الجنة والنار، وهَمَّ أن يأخذ عنقوداً من الجنة فيريهم إياه ، ورأى أهل العذاب في النار ، حتى تراجع إلى الوراء خشية عذابها.
ثم خطب بعد انصرافه من الصلاة خطبة بليغة، ومما جاء فيها: "إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله ، لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته ، فإذا رأيتم ذلك فادعوا الله وكبروا وصلوا وتصدقوا ، يا أمة محمد والله ما من أحد أغير من الله أن يزني عبده أو أن تزني أَمَته ، يا أمة محمد لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً، ولبكيتم كثيراً".

رابعاً: دلَّت النصوص على تأكد صلاة الكسوف والخسوف، وأنها تصلَّى جماعة في المساجد، وفرادى إذا لم يقدر الشخص لمانع، مثل كونه خارج المدينة أو عدم قدرته على الذهاب للمسجد، ويصليها أيضاً النساء في المساجد مع الجماعة، وصلاتهن في البيوت أفضل، لعموم النصوص، ودلت النصوص أنها تصلَّى أيضاً وقت النهى لكونها من ذوات الأسباب، كما أفتى بذلك سماحة شيخنا العلامة الشيخ عبد العزيز بن بار رحمة الله.

خامساً: في خطبة النبي صلى الله عليه وسلم إبطالٌ لاعتقادات جاهلية يزعم أهلها أن الكواكب تؤثر في الأرض، وزعموا أن الكسوف يوجب حدوث تغير في الأرض من موت أو ضرر ، أو لحيات عظيم أو غيره.
لكن النبي عليه الصلاة والسلام أخبر يقيناً أنَّ كلَّ ذلك اعتقاد باطل ، وأنَّ الشمس والقمر مخلوقان مسخران لله جلَّ وعلا، ليس لهما سلطان على غيرهما ولا قدرةٌ على الدفع عن أنفسهما.
ومن العجيب أن هذه الاعتقادات والتخمينات ظهرت في بعض مجتمعات عالمنا المعاصر حتى بين من نالوا قسطاً من الحضارة المادية في البلاد الغربية وأدركوا الآيات العظيمة لله في إتقان الخلق وعظمة الكون، ومع هذا يكثر في تلك المجتمعات المنجمون الذين يستخفون بعقول الناس.

سادساً: الذنوب والمعاصي سبب للبلايا والعقوبات العاجلة والآجلة كما قال تعالى: (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) [الروم:41].
وجاء النص في الحديث على أن الله تعالى يخوف بكسوف الشمس والقمر عباده، يخوفهم سخطه وعقوبته، ولا يكون سخط الله وعقوبته إلا بسبب ذنوب العباد وطغيانهم، ففيه رد على من نفى أن تكون هذه الآيات السماوية علامة على سخط الله وغضبه سبحانه، كيف وقد قال جل وعلا: (وَمَا نُرْسِلُ بِالْآَيَاتِ إِلا تَخْوِيفًا) [الاسراء:59].
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: وفي رواية في الصحيح "ولكنهما آيتان من آيات الله يخوف بهما عباده" فهذا بيان منه صلى الله عليه وسلم أنهما سبب لنزول عذاب بالناس، فإن الله إنما يخوف عباده بما يخافونه إذا عصوه وعصوا رسله ، وإنما يخاف الناس مما يضرهم ، فلولا إمكان حصول الضرر بالناس عند الخسوف ما كان ذلك تخويفا قال تعالى: (وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُواْ بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إِلاَّ تَخْوِيفاً) [الإسراء:59] وأَمَرَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم بما يزيل الخوف، أمر بالصلاة والدعاء والاستغفار والصدقة والعتق، حتى يُكشف ما بالناس ، وصلى بالمسلمين في الكسوف صلاة طويلة. انتهى.
قال بعض أهل العلم: خصَّ النبيُّ صلى الله عليه وسلم الزنا بالذكر في خطبته لأنه من أعظم الذنوب وأبشعها ، وأشدها تأثيراً على النفوس وفي نشر الفساد.

سابعاً: من الحكم في حدوث الكسوف والخسوف تبيين أنموذج لبعض ما سيقع يوم القيامة من اختلال الكون ، كما قال تعالى: (وَخَسَفَ الْقَمَرُ (8) وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ (9) [سورة القيامة]. ومن كان له قلب فإنه يخاف ويفزع وينيب إلى ربه.
ومن الحكم: الإشارة إلى تقبيح رأي من يعبد الشمس أو القمر، كيف يعبدون ما يصيبه النقص والأُفُول.
وقد حمل بعض العلماء قوله تعالى: (لا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ) [فصلت:37] على أنه أمرٌ بالصلاة عند الكسوف ، لأنه الوقت الذي يناسب الإعراض عن عبادتها لما يظهر فيهما من التغير والنقص المنزه عنه المعبود الحقُّ تعالى وتقدس.

ثامناً: دلَّت النصوص على استحباب الصدقة والذكر والدعاء عند الكسوف والخسوف، بالإضافة إلى الصلاة، فينبغي الحرص على تلك القربات، وكذا التوبة إلى الله واستغفاره سبحانه حتى يسلم العبد من مَقْتِ الله وغضبه ، وخاصة عند الكسوف والخسوف ، خشية نزول العذاب ، فإن وقت الكسوف والخسوف وقتٌ مخوف أن ينزل فيه عذاب أو فتنة، ولذا بادر المصطفى صلى الله عليه وسلم أشد المبادرة بالمسلمين بالطاعات والإنابة إلى الله سبحانه.
قال سماحة شيخنا العلامة عبد العزيز بن باز رحمه الله: وما يقع من خسوف أو كسوف في الشمس والقمر ونحو ذلك مما يبتلي الله به عباده هو تخويفٌ منه سبحانه وتعالى وتحذيرٌ لعباده من التمادي في الطغيان , وحثٌ لهم على الرجوع والإنابة إليه.

نسال الله جلَّ وعلا أن يغفر لنا ، وأن يتجاوز عن ذنوبنا ، وأن لا يؤاخذنا بما فعل السفهاء منا ، إنه سبحانه غفور رحيم ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.



للشيخ الدكتور خالد الشايع

دنياي غير
15-01-2010, 07:03
أستغفر الله العظيم وأتوب إليه

استغفر الله العظيم وأتوب إليه

استغفر الله العظيم وأتوب إليه

((وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ))

جزاك الله خير اخوي

شام
15-01-2010, 14:07
ويحدث الكسوف تلو الكسوف و الخسوف تلو الخسوف
ويل لنا لنا إن لم نتوب
مع الاسف البشر لا تتعظ و يزدادون مكراً وخبثاً وكفراً
و المفاسد تنتشر على طول الارض وعرضها ..
وتحدث الكوارث من زلازل وحروب و فيضانات
وتأنينا آيات من الخالق عز وجل ومع ذلك لن نؤمن
حتى يخسف بنا الله الارض ونقول له ربي أرجعني لأعمل عملاً صالحاً
ولكن ...؟
سيكون الآوان قد مضى ...
أستغفر الله وأتوب اليه..وحسبي الله ونعم الوكيل عما يصفون
جزاك الباري خيراً أخي ..

ابو ضاري
16-01-2010, 01:11
شكرا لكم وبارك الله فييكم

لوليتا
19-01-2010, 00:33
*
*



نسال الله جلَّ وعلا أن يغفر لنا ،
وأن يتجاوز عن ذنوبنا ،
وأن لا يؤاخذنا بما فعل السفهاء منا ،
إنه سبحانه غفور رحيم ،
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.


اللهم امين


بارك الله فيك اخى الضارى
قدمت الخير وافدت به ان شاء الله

جزاك المولى كل خير

*
*

ابو ضاري
19-01-2010, 00:36
لوليتا

بارك الله فيك

شام
30-01-2010, 14:44
http://www.muslma1.net/vb/images/icons/icon3.gif { وما نرسل بالآيات إلا تخويفا }





معرفة سبب الكسوف الكوني لا يمنع من كونه آية يخوف

الله بها عباده كما جاء في الحديث





والمحظور أن تكون نظرتنا للأمور سطحية ، نقف عند

السبب الكوني ونجعله عائقا عن الاعتبار والعظة ، فهو

مجرد سبب لا حكمة ، فمن الذي خلق ذلك السبب؟





وهنا يكون العمق المعرفي والبعد الإيماني ، والحكيم ينفذ

إلى الحكمة.



****

شام
30-01-2010, 14:44
http://www.muslma1.net/vb/images/icons/icon3.gif كسوف الشمس صبيحة يوم الجمعة :






- يذكرنا بيوم القيامة ( وفيه تقوم الساعة وما من دابة إلا

وهي مسيخة [مصغية مستمعة] يوم الجمعة من حين تصبح

حتى تطلع الشمس شفقا من الساعة إلا الجن

والإنس) صحيح






- فرصة للتبكير ليوم الجمعة وجعل الحضور واحدا

للصلاتين






- يحذر المؤمن من التكاسل عن صلاة الجمعة بعد الكسوف

فإنها آكد.

شام
30-01-2010, 14:44
http://www.muslma1.net/vb/images/icons/icon3.gif الأعمال المشروعة للمسلم عند حدوث الكسوف :







1- الفزع إلى الصلاة





2- الدعاء





3- التكبير





4- الصدقة





5- ذكر الله





6- التعوذ بالله من عذاب القبر





7- الاستغفار






وهذه العبادات جاء الحث عليها في الصحيحين






8- العتق كما في الصحيح البخاري

شام
30-01-2010, 14:45
http://www.muslma1.net/vb/images/icons/icon3.gif من حكمة وقوع الكسوف :








- بيان أنموذج ما سيقع في القيامة ، فيخاف المؤمن ويتعظ





- التنبيه على سلوك طريق الخوف مع الرجاء لوقوع الكسوف

ثم كشفه بعد ذلك ليكون المؤمن من ربه على خوف ورجاء





- الإشارة إلى قبح من يعبد الشمس أو القمر.. لما يظهر فيهما

من النقص المنزه عنه المعبود جل وعلا






[فتح الباري لابن حجر بتصرف]

شام
30-01-2010, 14:46
موقفان عند الآيات الكونية :





- الأمن : قوم عاد لما رأوا السحاب { مستقبل أوديتهم قالوا هذا



عارض ممطرنا بل هو ما استعجلتم به ريح فيها عذاب أليم}





-الخوف من عقاب الله ، واعتبارها رسائل ربانية :


قال صلى الله عليه وسلم عند الكسوف (آية يخوف الله بها عباده)



وخرج فزعا يخشى القيامة وأمر بالصلاة والاستغفار والصدقة



وذكر غيرة الله تعالى عند انتهاك حرماته

شام
30-01-2010, 14:46
http://www.muslma1.net/vb/images/icons/icon3.gif إذا اجتمع جمعة وكسوف فمتى تجزئ خطبة الجمعة عن



خطبة الكسوف؟





إذا اقتضى الحال تقديم الجمعة خطب لها ثم صلى الجمعة , ثم


الكسوف, ثم خطب للكسوف


.



وإن اقتضى الحال تقديم صلاة الكسوف بدأ بها, ثم خطب


للجمعة خطبتها, وذكر فيها شأن الكسوف وما يندب في



خطبتيه ولا يحتاج إلى أربع خطب كما نص عليه الشافعي


في الأم .

ابو ضاري
30-01-2010, 16:53
شمس المضايف

بارك الله فيك على هذه الاضافه القيمه منك

وجعلها فيي ميزان حسناتك

شام
01-02-2010, 11:06
قال علماء الفلك الكواكب ومنها الشمس (http://www.nos7.com/vb/showthread.php?t=55603)والقمر (http://www.nos7.com/vb/showthread.php?t=55603)لكل وحد منها مسار خاص ومنازل محددة ، وبعضها أعلى من بعض ، و بعضها أبعد عن الأرض من بعض ، فإذا مرَّ القمر بيننا وبين الشمس (http://www.nos7.com/vb/showthread.php?t=55603)احتجب ضوءها ، إما كلياً أو جزئياً فهذا هو كسوف (http://www.nos7.com/vb/showthread.php?t=55603)الشمس (http://www.nos7.com/vb/showthread.php?t=55603). وإذا صارت الأرض بين الشمس (http://www.nos7.com/vb/showthread.php?t=55603)والقمر (http://www.nos7.com/vb/showthread.php?t=55603)فقد تحجب الأرضُ نورَ الشمس (http://www.nos7.com/vb/showthread.php?t=55603)عن القمر إذا صار في ظلها فيحتجب ضوءه المنعكس من أشعة الشمس (http://www.nos7.com/vb/showthread.php?t=55603)، فهذا هو خسوف القمر ، وقد يكون كلياً أو جزئياً.
فهذا هو السبب الحسيُّ لحدوث الكسوف والخسوف ، وهذا ليس من علم الغيب ، لإمكان معرفته بالحساب كما يعرف الناس وقت كون القمر بدراً ، وأمثال هذا من الظواهر الفلكية.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية المتوفى في سنة 728هـ رحمه الله:
وكما أن العادة التي أجراها الله تعالى أن الهلال لا يستهل إلا ليلة ثلاثين من الشهر أو ليلة إحدى وثلاثين وأن الشهر لا يكون إلا ثلاثين أو تسعة وعشرين . فمن ظن أن الشهر يكون أكثر من ذلك أو أقل فهو غالط.
فكذلك أجرى الله العادة أن الشمس (http://www.nos7.com/vb/showthread.php?t=55603)لا تكسف إلا وقت الاستسرار ، وأن القمر لا يخسف إلا وقت الإبدار ، ووقت إبداره هي الليالي البيض التي يستحب صيام أيامها : ليلة الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر. فالقمر لا يخسف إلا في هذه الليالي. والهلال يستسر آخر الشهر: إما ليلة وإما ليلتين. كما يستسر ليلة تسع وعشرين وثلاثين. والشمس لا تكسف إلا وقت استسراره.
وللشمس والقمر (http://www.nos7.com/vb/showthread.php?t=55603)ليالي معتادة من عرفها عرف الكسوف والخسوف كما أن من علم كم مضى من الشهر يعلم أن الهلال يطلع في الليلة الفلانية أو قبلها ، لكن العلم عادة في الهلال علم عام يشترك فيه جميع الناس ، وأما العلم بالعادة في الكسوف والخسوف فإنما من يعرفه من يعرف حساب جريانهما. وليس خبر الحاسب بذلك من باب علم الغيب ، بل هو مثل العلم بأوقات الفصول كأول الربيع والصيف والخريف والشتاء ، لمحاذاة الشمس (http://www.nos7.com/vb/showthread.php?t=55603)أوائل البروج. وأما تصديق المخبر بذلك وتكذيبه فلا يجوز أن يصدق إلا أن يعلم صدقه ، ولا يكذبَ إلا أن يعلم كذبه ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا حدثكم أهل الكتاب فلا تصدقوهم ولا تكذبوهم ، فإما أن يحدثوكم بحق فتكذبوهم ، وإما أن يحدثوكم بباطل فتصدقوهم" رواه البخاري.
والعلم بوقت الخسوف والكسوف وإن كان ممكناً لكن هذا المخبر المعين قد يكون عالماً بذلك وقد لا يكون. وقد يكون ثقة في خبره وقد لا يكون. وخبر المجهول الذي لا يوثق بعلمه وصدقه ولا يعرف كذبة خبر موقوف ولكن إذا توطأ خبر أهل الحساب على ذلك فلا يكادون يخطئون.
ومع هذا فلا يترتب على خبرهم علم شرعي ، فإن صلاة الكسوف والخسوف لا تُصلى إلا إذا شاهدنا ذلك ، وإذا جوز الإنسان صدق المخبر بذلك أو غلب على ظنه فنوى أن يصلي الكسوف والخسوف عند ذلك، واستعد ذلك الوقت للرؤية، كان هذا حثاً من باب المسارعة إلى طاعة الله تعالى وعبادته ، فإن الصلاة عند الكسوف متفق عليها بين المسلمين ، وقد تواترت بها السنن عن النبي صلى الله عليه وسلم. انتهى ملخصاً.
وثمة سبب آخر لكسوف الشمس (http://www.nos7.com/vb/showthread.php?t=55603)وخسوف القمر: وهو ما نص عليه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: "يخوف الله بهما عباده" رواه البخاري ومسلم.
وفي لفظ أخر رواه احمد والنسائي وابن ماجة و صححه ابن خزيمة والحاكم أنه صلى الله عليه وسلم قال: "إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لا يَنْكسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلا لحياته ، لَكِنَّهُمَا آيتان مِنْ آيات (http://www.nos7.com/vb/showthread.php?t=55603)الله ، وَإِنَّ اللَّهَ إِذَا تَجَلَّى لِشَيْءٍ مِنْ خَلْقِهِ يَخْشَعُ لَهُ " والحديث مال الحافظ ابن حجر إلى تقويته ونقل عن ابن بُزيزة قوله: هذا الحديث قد أثبته غير واحد من أهل العلم، وهو ثابت من حيث المعنى أيضاً ، لأن النورية والإضاءة من عالم الجمال الحسي، فإذا تجلت صفة الجلال انطمست الأنوار لهيبته. ويؤيده قوله تعالى: (فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكّاً) [الأعراف:143].
قال ابن دقيق العيد: ربما يعتقد بعضهم أن الذي يذكره أهل الحساب ينافي قوله: "يخوف الله بهما عباده" وليس بشيء لأن لله أفعالاً على حسب العادة، وأفعالاً خارجة عن ذلك، وقدرته حاكمة على كل سبب، فله أن يقتطع ما يشاء من الأسباب والمسببات بعضها عن بعض. وإذا ثبت ذلك فالعلماء بالله لقوة اعتقادهم في عموم قدرته على خرق العادة وأنه يفعل ما يشاء إذا وقع شيء غريب حدث عندهم الخوف لقوة ذلك الاعتقاد، وذلك لا يمنع أن يكون هناك أسباب تجري عليها العادة إلى أن يشاء الله خرقها.
قال الحافظ ابن حجر: وحاصله أن الذي يذكره أهل الحساب حقاً في نفس الأمر لا ينافي كون ذلك مخوفاً لعباد الله تعالى. اهـ.
وبهذا يعلم أن معرفة وقت وقوع الكسوف والخسوف لا يصلح أن تزيل الخوف والرهبة من النفوس، لأن الخسوف والكسوف تحذير من الرب تعالى للعباد، قال الله تعالى: (وَمَا نُرْسِلُ بِالْآَيَاتِ إِلا تَخْوِيفًا) [الاسراء:59]. وقال سبحانه: (وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ وَاللّهُ رَؤُوفُ بِالْعِبَادِ) [آل عمران:30].
ولأجل هذا فزع النبي صلى الله عليه وسلم إلى الصلاة ، وشرع لأُمته التوبة بالصدقة والذكر وعموم أعمال البر ، وظهر عليه صلى الله عليه وسلم من علائم الخوف والخضوع ما يدل على عظم الخطب.
وقد روي عن التابعي الجليل طاووس بن كيسان أنه نظر إلى الشمس (http://www.nos7.com/vb/showthread.php?t=55603)وقد انكسفت فبكي، فقال: هي أخوف لله منا.

شام
01-02-2010, 11:07
ثبت في الأحاديث الصحيحة أن الشمس (http://www.nos7.com/vb/showthread.php?t=55603)كسفت على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ، وكان ذلك بالحسابات الفلكية صبيحة يوم 29شوال 10هـ يوافقه 27 كانون الثاني 632م. وقد رؤي ذلك الكسوف جزئيًا في المدينة المنورة، وكان يُرى كليًا من أرض اليمن والحبشة.
وثبت أن المصطفى صلى الله عليه وسلم لما كسفت الشمس (http://www.nos7.com/vb/showthread.php?t=55603)خرج إلى المسجد مسرعاً فزعاً يجر رداءه ، حتى إنه لاستعجاله أراد لبس ردائه فأخطأ ولبس الدرع ، لاشتغال خاطره الشريف.
وكان كسوفها أول النهار ، فأمر بالاجتماع للصلاة ، وتقدم وصلَّى ركعتين ، قرأ في الأولى فاتحة الكتاب وسورة طويلة ، جهر بالقراءة ، ثم ركع فأطال الركوع ، ثم رفع رأسه من الركوع ، فأطال القيام وهو دون القيام الأول ، وأخذ في القراءة دون الأولى ، ثم ركع وأطال دون الركوع الأول ، ثم رفع ثم سجد سجدة طويلة ، ثم فعل في الركعة الثانية ما فعل في الركعة الأولى ، فكان في كل ركعة ركوعان و سجودان، فاستكمل في الركعتين أربع ركعات وأربع سجدات. هكذا جاء في الصحيحين وغيرهما، وجاءت صفات أخرى أيضاً.
وفي إطالة النبي صلى الله عليه وسلم لهذه الصلاة طولاً غير معهود, مع أنه يأمر بالتخفيف ما يبين شدة اهتمامه وفزعه عليه الصلاة والسلام.
وقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم في صلاته تلك الجنة والنار، وهَمَّ أن يأخذ عنقوداً من الجنة فيريهم إياه ، ورأى أهل العذاب في النار ، حتى تراجع إلى الوراء خشية عذابها.
ثم خطب بعد انصرافه من الصلاة خطبة بليغة، ومما جاء فيها: "إن الشمس (http://www.nos7.com/vb/showthread.php?t=55603)والقمر (http://www.nos7.com/vb/showthread.php?t=55603)آيتان من آيات (http://www.nos7.com/vb/showthread.php?t=55603)الله ، لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته ، فإذا رأيتم ذلك فادعوا الله وكبروا وصلوا وتصدقوا ، يا أمة محمد والله ما من أحد أغير من الله أن يزني عبده أو أن تزني أَمَته ، يا أمة محمد لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً، ولبكيتم كثيراً".

شام
01-02-2010, 11:07
دلَّت النصوص على تأكد صلاة الكسوف والخسوف، وأنها تصلَّى جماعة في المساجد، وفرادى إذا لم يقدر الشخص لمانع، مثل كونه خارج المدينة أو عدم قدرته على الذهاب للمسجد، ويصليها أيضاً النساء في المساجد مع الجماعة، وصلاتهن في البيوت أفضل، لعموم النصوص، ودلت النصوص أنها تصلَّى أيضاً وقت النهى لكونها من ذوات الأسباب، كما أفتى بذلك سماحة شيخنا العلامة الشيخ عبد العزيز بن بار رحمة الله.

خامساً: في خطبة النبي صلى الله عليه وسلم إبطالٌ لاعتقادات جاهلية يزعم أهلها أن الكواكب تؤثر في الأرض، وزعموا أن الكسوف يوجب حدوث تغير في الأرض من موت أو ضرر ، أو لحيات عظيم أو غيره.
لكن النبي عليه الصلاة والسلام أخبر يقيناً أنَّ كلَّ ذلك اعتقاد باطل ، وأنَّ الشمس (http://www.nos7.com/vb/showthread.php?t=55603)والقمر (http://www.nos7.com/vb/showthread.php?t=55603)مخلوقان مسخران لله جلَّ وعلا، ليس لهما سلطان على غيرهما ولا قدرةٌ على الدفع عن أنفسهما.
ومن العجيب أن هذه الاعتقادات والتخمينات ظهرت في بعض مجتمعات عالمنا المعاصر حتى بين من نالوا قسطاً من الحضارة المادية في البلاد الغربية وأدركوا الآيات العظيمة لله في إتقان الخلق وعظمة الكون، ومع هذا يكثر في تلك المجتمعات المنجمون الذين يستخفون بعقول الناس.

شام
01-02-2010, 11:08
الذنوب والمعاصي سبب للبلايا والعقوبات العاجلة والآجلة كما قال تعالى: (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) [الروم:41].
وجاء النص في الحديث على أن الله تعالى يخوف بكسوف الشمس (http://www.nos7.com/vb/showthread.php?t=55603)والقمر (http://www.nos7.com/vb/showthread.php?t=55603)عباده، يخوفهم سخطه وعقوبته، ولا يكون سخط الله وعقوبته إلا بسبب ذنوب العباد وطغيانهم، ففيه رد على من نفى أن تكون هذه الآيات السماوية علامة على سخط الله وغضبه سبحانه، كيف وقد قال جل وعلا: (وَمَا نُرْسِلُ بِالْآَيَاتِ إِلا تَخْوِيفًا) [الاسراء:59].
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: وفي رواية في الصحيح "ولكنهما آيتان من آيات (http://www.nos7.com/vb/showthread.php?t=55603)الله يخوف بهما عباده" فهذا بيان منه صلى الله عليه وسلم أنهما سبب لنزول عذاب بالناس، فإن الله إنما يخوف عباده بما يخافونه إذا عصوه وعصوا رسله ، وإنما يخاف الناس مما يضرهم ، فلولا إمكان حصول الضرر بالناس عند الخسوف ما كان ذلك تخويفا قال تعالى: (وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُواْ بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إِلاَّ تَخْوِيفاً) [الإسراء:59] وأَمَرَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم بما يزيل الخوف، أمر بالصلاة والدعاء والاستغفار والصدقة والعتق، حتى يُكشف ما بالناس ، وصلى بالمسلمين في الكسوف صلاة طويلة. انتهى.
قال بعض أهل العلم: خصَّ النبيُّ صلى الله عليه وسلم الزنا بالذكر في خطبته لأنه من أعظم الذنوب وأبشعها ، وأشدها تأثيراً على النفوس وفي نشر الفساد.

من الحكم في حدوث الكسوف والخسوف تبيين أنموذج لبعض ما سيقع يوم القيامة من اختلال الكون ، كما قال تعالى: (وَخَسَفَ الْقَمَرُ http://www.al-rayyan.org/forums/images/smilies/msnmusic.gif وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ (9) [سورة القيامة]. ومن كان له قلب فإنه يخاف ويفزع وينيب إلى ربه.
ومن الحكم: الإشارة إلى تقبيح رأي من يعبد الشمس (http://www.nos7.com/vb/showthread.php?t=55603)أو القمر، كيف يعبدون ما يصيبه النقص والأُفُول.
وقد حمل بعض العلماء قوله تعالى: (لا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ) [فصلت:37] على أنه أمرٌ بالصلاة عند الكسوف ، لأنه الوقت الذي يناسب الإعراض عن عبادتها لما يظهر فيهما من التغير والنقص المنزه عنه المعبود الحقُّ تعالى وتقدس.

دلَّت النصوص على استحباب الصدقة والذكر والدعاء عند الكسوف والخسوف، بالإضافة إلى الصلاة، فينبغي الحرص على تلك القربات، وكذا التوبة إلى الله واستغفاره سبحانه حتى يسلم العبد من مَقْتِ الله وغضبه ، وخاصة عند الكسوف والخسوف ، خشية نزول العذاب ، فإن وقت الكسوف والخسوف وقتٌ مخوف أن ينزل فيه عذاب أو فتنة، ولذا بادر المصطفى صلى الله عليه وسلم أشد المبادرة بالمسلمين بالطاعات والإنابة إلى الله سبحانه.
قال سماحة شيخنا العلامة عبد العزيز بن باز رحمه الله: وما يقع من خسوف أو كسوف (http://www.nos7.com/vb/showthread.php?t=55603)في الشمس (http://www.nos7.com/vb/showthread.php?t=55603)والقمر (http://www.nos7.com/vb/showthread.php?t=55603)ونحو ذلك مما يبتلي الله به عباده هو تخويفٌ منه سبحانه وتعالى وتحذيرٌ لعباده من التمادي في الطغيان , وحثٌ لهم على الرجوع والإنابة إليه.

نسال الله جلَّ وعلا أن يغفر لنا ، وأن يتجاوز عن ذنوبنا ، وأن لا يؤاخذنا بما فعل السفهاء منا ، إنه سبحانه غفور رحيم ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

ابو ضاري
01-02-2010, 16:27
نسال الله جلَّ وعلا أن يغفر لنا ، وأن يتجاوز عن ذنوبنا ، وأن لا يؤاخذنا بما فعل السفهاء منا ، إنه سبحانه غفور رحيم ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

شام
02-02-2010, 11:07
نسال الله جلَّ وعلا أن يغفر لنا ، وأن يتجاوز عن ذنوبنا ، وأن لا يؤاخذنا بما فعل السفهاء منا ، إنه سبحانه غفور رحيم ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

آمين

شام
02-02-2010, 11:08
{أولم ينظروا في ملكوت السماوات والأرض}
منظر نادر وفريد في السماء الآن، اقتران ثلاثة كواكب معا: القمر وبضيافته الزهرة والمشتري، ورغم أن المشتري أكبر من الأرض ب1300 مرة إلا أن نوره هو الأخفت الآن ونور الزهرة ألمع منه.
{هذا خلق الله فأروني ماذا خلق الذين من دونه}
{...ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار}

شام
02-02-2010, 11:14
يقول تعالى: (الشمس والقمر بحسبان) أي أن الشمس والقمر يسيران وفق نظام محسوب ودقيق ولا يختل حتى يرث الله الأرض ومن عليها، وظاهرة كسوف الشمس هي دليل على دقة النظام الكوني....



إنها ظاهرة كونية تشهد على دقة النظام الكوني الذي أحكمه الخالق تبارك وتعالى وقال فيه: (وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَارٍ * عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ) [الرعد: 8-9]. إنها ظاهرة كسوف الشمس التي تحدث باستمرار عندما يحجب القمر ضوء الشمس أثناء مروره أمامها. ولذلك فإن تأمل الصور التي تنتج عن الكسوف هو نوع من أنواع العبادة والتفكر في خلق الله تعالى!
يقول عز وجل: (الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) [آل عمران: 191]. فالتفكر في خلق الكون يدعو المؤمن لليقين بأن الله تعالى لم يخلق هذا الكون باطلاً وعبثاً، بل هناك نظام دقيق ومحسوب، ويدعوه أيضاً لليقين بعذاب الله فيدعو: (فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)، وربما يكون تفكر ساعة خير من عبادة سنة .... والله أعلم.
لنتأمل هذه الصور الرائعة لكسوف الشمس:






الإعجاز في حديث النبي عليه الصلاة والسلام لا يقل أهمية عن الإعجاز في القرآن، لأن الكلام الذي جاء به هذا النبي الأمي صلى الله عليه وسلم هو وحي من عند الله تبارك وتعالى



يقول تبارك وتعالى في حق نبيه الأعظم صلى الله عليه وسلم: (وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى * وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى * عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى) [النجم:1-5].



هذا النبي الكريم حدثت ظاهرة في زمانه، حيث انكسفت الشمس، فأسرع الناس وبدؤوا يقولون إن الشمس انكسفت لموت إبراهيم ابن النبي عليه الصلاة والسلام، فقد تصادف في ذلك اليوم أن ابن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وهو إبراهيم مات في نفس اليوم الذي انكسفت فيه الشمس.


ومن عادة القدماء أنهم ينسبون أي ظاهرة إلى أساطير وخرافات، فكانوا عندما تنكسف الشمس يقولون إنها انكسفت لموت إنسان عظيم، وكانوا أحيانا يقولون إن هذا دليل على أننا سنخسر هذه المعركة أو أن ذلك الملك سيموت أو سيزول ملكه.




من الأشياء المضحكة التي كان بعض الناس يعتقدون بها كما في الصين القديمة كانوا يعتقدون أن الشمس عندما تنكسف كأن هنالك تِنِّيناً ابتلع هذا الشمس فكان يضربون على الطبول، ويقذفون بالأسهم إلى السماء لإخافة هذا التنين، ثم يقولون إن هذا التنين خاف وقذف بالشمس وهرب

وكان بعض الناس يعتقد أن الشمس إذا انكسفت فهذا يدل على أن هنالك حدثاً عظيماً سيحدث، لأنهم كانوا يربطون الشمس بالآلهة.

هذه المعتقدات كانت بالنسبة لذلك الزمن معتقدات يقينية، ولكننا نحن اليوم ننظر إليها على أنها مجرد أساطير.


وعندما جاء الناس إلى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وقالوا لقد انكسفت الشمس بسبب لموت إبراهيم، ماذا قال لهم؟

هل أقرهم على أخطائهم أم أنه صحَّح لهم المعتقدات؟

قال صلى الله عليه وسلم: (إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله تبارك وتعالى لا ينخسفان لموت أحد ولا لحياته) حديث صحيح رواه الإمام البخاري والإمام في مسلم رحمهما الله تبارك وتعالى.


نستطيع أن نستنتج من هذا الحديث الشريف عدة معجزات ينفرد بها سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وسوف نرى بأن هذا النبي عليه الصلاة والسلام هو أول إنسان وبوحيٍ من الله طبعاً يضع أساساً صحيحاً لدراسة علم الفلك.


ربما من أهم الآثار التي يخلفها كسوف الشمس الاضطراب لدى بعض الحيوانات والطيور، الطيور تتوقف عن التغريد، بعض الحيوانات تظن بأن الليل قد خيّم فتأوي إلى أوكارها، الزهور التي عادة ما تنفتح في النهار وتنغلق في الليل فإنها بمجرد أن يحدث الكسوف فإنها تنغلق على نفسها لأنها تظن أن الليل قد خيم.
وهنالك نتائج المدّ والجزر ونتائج كثيرة.


http://www.kaheel7.com/userimages/eclipse_003.JPG

شام
02-02-2010, 11:15
الأرض التي نسكن عليها تدور حول الشمس دورة كاملة كل سنة، والقمر يدور حول الأرض، ويستغرق شهراً قمرياً كاملاً حتى يُتمّ دورته.

إذاً لدينا الأرض يدور حولها القمر، وتدور الأرض مع القمر حول الشمس، ويتصادف أن يقع القمر في وجه الشمس، وتكون الشمس مشرقة وترسل بأشعتها باتجاهنا وأثناء دوران القمر فإنه في أوقات محددة يقع أمام الشمس تماماً فيحجب ضوء الشمس فنقول إن الشمس قد كُسفت.
عندما تنكسف الشمس فإن هذه الظاهرة خطيرة جداً لان الشمس هي السراج الذي يبث الضوء وتبث الإشعاعات الخطيرة، ومن أخطر هذه الإشعاعات الأشعة تحت الحمراء. والأشعة تحت الحمراء هي أشعة تبثها الشمس بشكل دائم، ونتلقاها ولكنها لا تضر بنا لأننا لا ننظر للشمس مباشرة، ولكن أثناء الكسوف يقع القمر أمام الشمس فيحجب جزءاً منها ويبقى جزء ظاهر ويسمى هذا الكسوف الجزئي، وعندما ينطبق قرص القمر تماماً أمام قرص الشمس ويحجب ضوءها بالكامل فهذا هو الكسوف الكلي حيث تختفي الشمس وتظلم الدنيا فجأة لمدة دقيقة أو دقيقة ونصف ثم تعود.

عندما يمرّ القمر أمام الشمس يحجب جزءاً من ضوئها، فإذا نظرنا إلى الكسوف في هذه اللحظة فإننا نستطيع أن ننظر إلى الشمس ولكن لا نرى الأشعة تحت الحمراء التي تأتينا فبمجرد النظر لمدة ثوانِ قليلة فإن شبكية العين تصاب بجروح وقروح خطيرة، وقد تسبب هذه الأشعة العمى المؤقت أو الدائم، ولذلك فإن العلماء يقولون: لا يجوز النظر إلى الشمس أثناء الكسوف لأنها تبث كميات كبيرة من الأشعة تحت الحمراء.

إن القمر لا يبث أي أشعة، والله تبارك وتعالى وصفه بدقة قال: (وَقَمَرًا مُّنِيرًا) [الفرقان: 61]، ليس فيه ضياء، وليس فيها إشعاعات، إنه يعكس هذه الإشعاعات فيصلنا من الإشعاعات ما هو سليم ومفيد لنا، لذلك شبه الله تعالى القمر بأنه جسم منير، وجسم يبث النور، بينما الشمس هي ضياء وسراج. ولذلك عندما ننظر إلى القمر أثناء الكسوف فهذا ليس فيه أي مشكلة.

والظاهرة الثانية هي خسوف القمر أو كسوف القمر، فالقمر يعكس أشعة الشمس باتجاهنا فنراه في السماء قمراً منيراً كما حدثنا الله تبارك وتعالى عن هذه الآيات الكونية بقوله: (تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاء بُرُوجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُّنِيرًا) [الفرقان:61].

الذي يحدث أن الأرض تقع في الوسط بين القمر وبين الشمس، فتحجب ضوء الشمس عن القمر، فنرى القمر في ليلة الخسوف وكأنه قرص نحاسيٌ باهت، هذا ما يُسمّى بكسوف القمر أو خسوف القمر.

إن هذا الكسوف يحدث على الأرض، ولكن أيضا هنالك كسوف يحدث على جميع الكوكب ومعظم الكوكب في الكون لها أقمار تدور حولها وهذه الأقمار أحياناً تمر أمام الشمس وتحجب ضوء الشمس عن هذا الكوكب، فيصاب هذا الكوكب بالكسوف، وقد صوّر العلماء كسوفاً كبيراً حدث على كوكب المشتري، الصورة التقطها مرصد هابل الفضائي التابع لوكالة ناسا، والبقعة السوداء تمثل ظل القمر التابع للمشتري أثناء كسوف الشمس بالنسبة له.

شام
02-02-2010, 11:16
نستطيع أن نستنتج من كل هذه المعلومات والحقائق العلمية: أن الشمس والقمر يسيران بنظام محكم ودقيق، وأن عملية الكسوف هي عملية طبيعية جدا ليس فيها آلهة وليس لها علاقة بموت أحد من الناس ولا بحياة أحد.

والآن نأتي إلى الحديث الشريف، لنحلل هذا الحديث ونتأمل كمية المعجزات التي احتوى عليها:


المعجزة الأولى
أن النبي عليه الصلاة والسلام صحح المعتقدات عندما قال: (إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله تبارك وتعالى) آية كونية تسير بنظام محسوب (الشمس والقمر بحسبان) في هذا الحديث عندما أكد النبي عليه الصلاة والسلام أن الشمس والقمر آيتان من آيات الله، فهذا يعني أنه وضع أساساً لعلم الفلك ولم يدرك العلماء هذه الحقائق إلا حديثاً، ففي أوربا حتى عهد قريب كان الناس يعتقدون أن ظاهرة الكسوف ظاهرة ترتبط بالآلهة!

ولكن تبين فيما بعد يقينا أن هنالك نظاماً مقدراً ومحسوباً، حتى إن العلماء اليوم يضعون الجداول التي تمتد لعشرات السنين يحددون بدقة كبيرة موعد الكسوف وتوقيته ومكان حدوثه ونوعه.



إذاً النبي عليه الصلاة ولسلام في قوله: (إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله تبارك وتعالى) وضع أساساً علمياً لعلم الفلك الحديث، وعندما قال عليه الصلاة والسلام: (لا ينخسفان لموت أحد ولا لحياته) إنما أبعد الخرافات عن عقول البشر، فالناس في ذلك الزمان كانت عقولهم تمتلئ بالخرافات والأساطير ولكن هذا النبي الرحيم الذي وصفه الله تبارك وتعالى بأنه (بالمؤمنين رؤوف رحيم) لا يريد لنا أن نعتقد بهذه الخرافات! يريد أن يصحح لنا هذه المعتقدات.




المعجزة الثانية
أن النبي صلى الله عليه وسلم أعطانا علاجاً لهذه الظاهرة لندرأ خطرها عن أنفسنا، فالعلماء يؤكدن على ضرورة أن نبتعد عن النظر إلى الشمس أثناء الكسوف، وهذا ما فعله النبي عليه الصلاة والسلام عندما أمرنا أن نلجأ إلى الصلاة والدعاء وذكر الله تعالى.


ويمكن أن أذكر لكم بعض الأساطير التاريخية هناك شعوب كانوا يعتقدون أن النظر إلى الشمس أثناء الكسوف هو أمر جيد وأمر يجعلك عظيماً ولكن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (فإذا رأيتم ذلك فافزعوا إلى ذكر الله تعالى وإلى الصلاة)، ماذا يعني أن نفزع إلى ذكر الله؟
ينبغي أن نُسبّح ونوحد الخالق، نقول دائماً عندما نرى أي ظاهرة كونية: (ربنا ما خلقت هذا باطلاً سبحانك فقنا عذاب النار) ينبغي أن ندعو الله تبارك وتعالى في هذه اللحظة أن يقينا شر هذا الكسوف.



http://www.kaheel7.com/userimages/eclipse_007.JPG

شام
02-02-2010, 11:16
ينبغي علينا عندما يحدث هذا الكسوف أن نلجأ إلى الدعاء وإلى ذكر الله تبارك وتعالى وإلى الصلاة، وهذا أحوط بالنسبة لنا أن نخرج وننظر إلى الشمس، مع العلم أيها الأحبة أن الخروج إلى الشارع يوم الكسوف ليس فيها أي مشكلة، المشكلة في أن تنظر إلى الشمس وهي تنكسف بالعين المجردة ولكن هنالك ما يسميه العلماء بعض النظارات الشمسية المخصصة لمراقبة الكسوف هذه يمكن أن يضعها الإنسان وينظر بأمان إلى الكسوف، أما أن يخرج وينظر بالعين المجردة فإن عينه ستتلقى كميات كبيرة من الأشعة تحت الحمراء ويؤدي به ذلك إلى العمى المؤقت أو العمى الدائم.


ولذلك فإن النبي عليه الصلاة والسلام عالج هذه الظاهرة، عالجها بأن جعلنا نذهب طيلة هذا الكسوف إلى بيت الله أو إلى ذكر الله أو إلى الصلاة، حتى لو كان إنسان يمشي في الطريق وحدث هذا الكسوف فالأفضل أن يدعو الله تبارك وتعالى ويزيد من رصيده في الحسنات، لأن المؤمن دائماً في حالة تفكر في خلق الله، وقد مدح الله تبارك وتعالى أولئك أولي الألباب، ماذا قال في حقهم؟

قال تبارك وتعالى: (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ)
ما هي صفاتهم؟ من هؤلاء أولوا الألباب؟ يتابع البيان الإلهي: (الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ)
وبعد ذلك ماذا يقولون؟ (رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) [آل عمران:190-191].


هذا هو حال المؤمن في كل لحظة من لحظات عمره، تجده يذكر الله تبارك وتعالى.

حتى إن النبي عليه الصلاة والسلام من رحمته بنا لم يرد لأي ظاهرة كونية أن تمر أمامنا إلا أن نتذكر الله، ينبغي علينا دائماً عندما نرى أي ظاهرة كونية أن نقول: (رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) ينبغي أن نكون في حالة ذكر ودعاء لله تبارك وتعالى.






المعجزة الثالثة
كما رأينا من خلال الحقائق السابقة النظر إلى الشمس ضار ومؤذٍ جداً عندما تنكسف الشمس.

بينما النظر إلى القمر أثناء الكسوف ليس فيه أي مشكلة.

ولذلك فإن النبي الأعظم حذّر من ظاهرة كسوف الشمس، لأنها هي الأخطر، فسبحان الله.


من خلال هذه المعاني نرى بأن هذا الحديث يحمل في طياته إشارة خفية تدل على أن النبي عليه الصلاة والسلام صادق في دعوته إلى الله وأنه لا يريد الدنيا ولا زينتها ولا شهرتها.

فلو كان عليه الصلاة والسلام يريد شيئاً من الدنيا لأقرّ قومه على قولهم عندما قالوا: (إن الشمس انكسفت لموت ابن النبي عليه الصلاة والسلام)، فهذا الكلام يزيد من قيمته في نظر قومه، ويعزز مكانته بينهم، ولكنه لا يريد الدنيا، ولا يريد الشهرة، بل يريد وجه الله تبارك وتعالى، ويريد لنا أن نبني إيماننا على أساس علمي متين.


ما هي العبرة من حديث النبي صلى الله عليه وسلم؟

لماذا ذكر لنا بأن الشمس والقمر آيتان من آيات الله؟ ولماذا أمرنا أن ندعو الله إن نلجأ إلى ذكر الله؟

الهدف من ذلك: أن يُذكّرنا بقدرة الله تبارك وتعالى، وأن الله يرانا في كل حركة من حركاتنا، لذلك فإنه ينبغي علينا أن نذكر الله وأن ندعو الله في كل حركة من حركات هذا الكون، وألا نغفل عن الله لحظة واحدة ، وألا نكون من الذين قال الله فيهم والعياذ بالله (نسو الله فنسيهم)، نسال الله تبارك تعالى أن ينفعنا بهذا الحديث الشريف وأن يكون وسيلة نبني به إيماننا على أساس علمي متين.






والله تعالى أعلم



وما أوتيتم من العلم إلا قليلا