المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : صفات اليهود في القرآن الكريم والسنة النبوية ( 3/4 )



شنقل
16-10-2009, 02:50
صفات اليهود في القرآن الكريم والسنة النبوية ( 3/4 )


الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على رسوله الأمين
وآله وصحبه والتابعين ،،،
ذكرنا فيما مضى شيئا من صفات اليهود في القرآن الكريم والسنة النبوية ، وها نحن نستكمل ما ورد من صفاتهم .

3- نقض العهود :
فكم من عهد نقضوه ، وميثاق نكثوه ، مع ربهم سبحانه ، ومع أنبيائهم عليهم السلام ، ومع الرسول " محمد " صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، والمسلمين والخلق عموما على مر العصور .
قال سبحانه عنهم : ( أوكلما عاهدوا عهدا نبذه فريقٌ منهم بل أكثرهم لا يؤمنون )
( البقرة : 100 ) .
فقوله ( أفكلما ) تفيد التكرار ، والسبب : أنهم لا يؤمنون ، فهذا الذي دفعهم إلى نقض العهود والمواثيق ، ولو أنهم صدقوا في إيمانهم ، لكانوا ممن قال الله فيهم ( من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ) ( الأحزاب آية : 23 ).
أي : وفى المؤمنون من أصحاب رسول الله بعهدهم مع الله تعالى ، وأتموه وأكملوه ، حتى بذلوا أرواحهم في سبيل الله تعالى ومرضاته .
وهذا كان منهم رضي الله عنهم في غزوة الأحزاب .
وقال أيضا ( فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسية يحرفون الكلم عن مواضعه ونسوا حظا مما ذكروا به ولا تزال تطلع على خائنة منهم إلا قليلا منهم ) ( المائدة آية : 13 ) .
فبسبب نقضهم للعهود عاقبهم الله بعدة عقوبات :
الأولى : قوله ( لعناهم ) أي طردهم الله تعالى وأبعدهم من رحمته ، بما قدمت أيديهم ، حيث أغلقوا على أنفسهم باب الرحمة .
الثانية : جعل قلوبهم قاسية لا تستجيب لربها ، ولا تتأثر بمواعظه ، ولا تخاف من وعيده وتهديده ، ولا تنفعها المواعظ ، وهذا من أعظم العقوبات والمصائب .
الثالثة : أنهم ( يحرفون الكلم عن مواضعه ) أي : ابتلوا بالتحريف والتبديل لكلام الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم .
الرابعة : أنهم ( نسوا حظا مما ذكروا به ) من التوراة والإنجيل ، فنسوا علمها ، أو أضاعوه ، وكذلك نسوا العمل بما جاء فيها ، فلم يوفقوا للقيام به ، عقوبة من الله تعالى .
الخامسة : الخيانة المستمرة ( ولا تزال تطلع على خائنة منهم إلا قليلا منهم ) الخيانة لله سبحانه ، ولرسوله صلى الله عليه وسلم ، ولعباده .
قال الشيخ السعدي : وهذه الخصال الذميمة حاصلة لكل من اتصف بصفاتهم ، فكل من لم يقم بما أمر الله به ، وأخذ به عليه الالتزام ، كان له نصيب من اللعنة ، وقسوة القلب ، والابتلاء بتحريف الكلم ، وأنه لا يوفق للصواب ، ونسيان حظ مما ذكر به ، وأنه لا بد أن يبتلى بالخيانة ، نسأل الله العافية انتهى.
وهم بهذه الصفة - وهي نقض العهود - قد استحقوا أن يكونوا شر الدواب منزلة عند الله عز وجل ، كما قال الله تعالى ( إن شر الدواب عند الله الذين كفروا فهم لا يؤمنون * الذين عاهدت منهم ثم ينقضون عهدهم في كل مرة وهم لا يتقون ) ( الأنفال آية : 55-56 ) .
أي : هؤلاء الذين جمعوا بين هذه الخصال الثلاث : الكفر وعدم الإيمان والخيانة ، هم شر الدواب ، فهم شر من الحمير والكلاب وغيرها ، لبعدهم عن الخير .
فهم لا يثبتون على عهد عاهدوه أبدا ، ولا يلتزمون قولا قالوه دائما ، ولو أكدوه بالأيمان المغلظة .
ولهذا كان جزاؤهم التنكيل بهم في الحروب ، والتشريد بهم ، فقال سبحانه ( فإما تثقفنهم في الحرب فشرد بهم من خلفهم لعلهم يتقون ) أي : غلظ عليهم العقوبة ، وأثخنهم قتلا ، ليخاف من سواهم من الأعداء ، ويكونوا لهم عبرة .
ولهذا لم يبق أمام النبي عليه الصلاة والسلام بعد أن نقض اليهود من بني قريظة عهودهم التي تحتم عليهم ألا يؤوا أعداء المسلمين ، والا يظاهروا على المسلمين بأي نوع من أنواع المظاهرة أو المعاونة ، فلما قدم جنود الأحزاب ونزلوا على حدود المدينة ، نقضوا ما كان بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم من العهد ، وساءه ذلك وشق على المسلمين جدا ، فلما أيد الله رسوله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين ونصرهم وكبت أعدائهم وردهم خائبين ، ورجع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ، ووضع السلاح ، فبينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يغتسل من وعثاء المرابطة في بيت أم سلمة رضي الله عنها إذ تبدى له جبريل عليه السلام ، فقال : أوضعت السلاح يا رسول الله ؟ قال : " نعم " قال : لكن الملائكة لم تضع أسلحتها . وهذا الآن رجوعي من طلب القوم ، ثم قال : إن الله تبارك وتعالى يأمرك أن تنهض إلى بني قريظة .
وكانوا على أميال من المدينة ، فقال صلى الله عليه وسلم : " لا يصلين أحد منكم العصر إلا في بني قريظة " وتبعهم هو صلى الله عليه وسلم ، ثم حاصرهم خمسا وعشرين ليلة ، فلما طال عليهم الحصار ، نزلوا على حكم سعد بن معاذ رضي الله عنه سيد الأوس لأنهم كانوا حلفاؤه في الجاهلية واعتقدوا أنه يحسن إليهم ، فجيء به وكان قد أصيب في أكحله ، فلما جاء إليهم قال : إني أحكم أن تقتل مقاتلتهم ، وتسبى ذريتهم وأموالهم ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لقد حكمت فيهم بحكم الله تعالى من فوق سبعة أرقعة " وفي رواية : " لقد حكمت فيهم بحكم الملك " .
ثم أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالأخاديد فخدت في الأرض ، وجيء بهم مكتفين ، فضرب أعناقهم ، وكانوا ما بين السبعمائة إلى الثمانمائة ، وسبى من لم ينبت – أي من لم يبلغ – منهم مع النساء والأموال .
ولهذا قال الله تعالى في كتابه ( وأنزل الذين ظاهروهم من أهل الكتاب من صياصيهم وقذف في قلوبهم الرعب فريقا تقتلون وتأسرون فريقا * وأورثكم أرضهم وديارهم وأموالهم وأرضا لم تطؤوها وكان الله على كل شيء قديرا ) ( الأحزاب : 26 – 27 )
وقوله ( وقذف في قلوبهم الرعب ) لأنهم مالؤوا المشركين على حرب النبي صلى الله عليه وسلم وأخافوا المسلمين ، وأرادوا قتلهم واستئصالهم لتكون لهم العزة في الدنيا ، فقلب الله عزوجل الحال ، فذلوا بعد عزة ، وأرعبوا بعد طمأنينة ، وقتلهم الله عزوجل ، وباؤوا بالصفقة الخاسرة (1) .

4- الخيانة :
الخيانة طبع وخلق متأصل في اليهود مستمر ، كان ولا يزال فيهم ، كما قال سبحانه ( ولا تزال تطلع على خائنة منهم إلا قليلا منهم ) ( المائدة آية : 13 ) .
والخائنة : الخيانة ، والخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم ، أي : لا تزال تطلع على غدرهم ومكرهم وخيانتهم لك ولأصحابك ، كل حين .
قال الإمام الطبري ( 8/ 254) بعد أن ذكر قول مجاهد وعكرمة في الآية : أنهم اليهود الذين هموا بالنبي صلى الله عليه وسلم يوم دخل عليهم حائطهم .
قال : والصواب من التأويل في ذلك : القول الذي رويناه عن أهل التأويل ، أن الله عنى بهذه الآية القوم من يهود بني النظير الذين هموا بقتل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، إذ أتاهم يستعينهم في دية العامريين ، فأطلعه الله عز ذكره على ما قد هموا به .
ثم قال له جل ثناؤه بعد تعريفه أخبار أوائلهم ، وإعلامه منهج أسلافهم ، وأن آخرهم على منهاج أولهم في الغدر والخيانة ، لئلا يكبر فعلهم ذلك على نبي الله صلى الله عليه وسلم فقال جل ثناؤه : ولا تزال تطلع من اليهود على خيانة وغدر ونقض عهد انتهى .
وسيأتي الكلام عن محاولة قتلهم النبي صلى الله عليه وسلم في : صفة قتلهم الأنبياء .
وقوله تعالى ( إلا قليلا منهم ) أي لم يخونوا ولم ينقضوا العهد ، مثل عبدالله بن سلام وأصحابه الذين دخلوا في الإسلام .
والخيانة أمر مستمر فيهم كما ، تفيده الآية بقوله ( ولا تزال ) وكذا قوله تعالى : ( أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يُؤْمِنُونَ ) ( البقرة : 100) .

5- الإفساد في الأرض :

وهذا ديدنهم وطبعهم الدائم فيهم ، قال سبحانه وتعالى ( ويسعون في الأرض فسادا والله لا يحب المفسدين ) ( المائدة : 64 ) .
وكلمة ( يسعون ) من السعي وتدل على الاجتهاد في ذلك ، والجد في نشر الباطل والشر والمعاصي والفساد بأنواعه ، وإثارة الفتن ، والكيد للإسلام وأهله ، وصد الناس عنه .
قال الحافظ ابن كثير ( 2/ 72) : أي : من سجيتهم أنهم دائما يسعون في الإفساد في الأرض ، والله لا يحب من هذه صفته اهـ.
وقال تعالى أيضا عن هذه الخصلة الذميمة فيهم : ( وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إسْرائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا ) ( الإسراء : 4) .
أي قد تقدم إخبار الله لهم في كتابه الذي أنزله إليهم أنهم سيفسدون في الأرض مرتين ، ويعلون علوا كبيرا ، أي : يحصل منهم تجبر وطغيان على الناس ، وفجور وتمرد على الله تعالى ورسله ودينه .
روى الإمام الطبري (8/ 559 ): عن الربيع في قوله : ( لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوّاً كَبِيراً * فَإِذَا جَاء وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَّنَا أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلاَلَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْداً مَّفْعُولاً * ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ ... ) [ الإسراء : 4 – 6 ].
قال : كان الفساد الأول , فبعث الله عليهم عدواً , فاستباحوا الديارَ , واستنكحوا النساء واستعبدوا الولدان , وخربوا المسجد , فغَبَروا زمانا , ثم بعث الله فيهم نبيا , وعاد أمرهم إلى أحسن ما كان , ثم كان الفساد الثاني بقتلهم الأنبياء , حتى قتلوا يحي بن زكريا , فبعث الله عليهم بُخْتَنَصَّرَ ( ملك بابل ) , فقتل من قتل منهم , وسبى من سبى , وخرَّب المسجدَ , فكان بُخْتَنَصَّرَ الفسادَ الثاني ...انتهى
وقال الإمام الطبري في الآية : ويعمل هؤلاء اليهود والنصارى بمعصية الله ، فيكفرون بآياته ، ويكذبون رسله ، ويخالفون أمره ونهيه ، وذلك سعيهم فيها بالفساد ، ( والله لا يحب المفسدين ) يقول : والله لا يحب من كان عاملا بمعاصيه في أرضه اهـ
ولهذا فهم في جميع استطلاعات الرأي أكثر الشعوب في العالم إثارة للمشاكل .

6 - حرصهم على إيقاد الحروب :
فكلما قويت شوكتهم ، واتسع نفوذهم ، زاد مكرهم وإفسادهم ، وسعيهم لإيقاد العداوات والبغضاء في العالم ، والتحريش بين الأفراد والجماعات والدول ، وإثارة الحروب والنزاعات في الأرض ، يبدؤون ويعيدون ، ويجلبون بخيلهم ورجلهم .
قال الله تعالى فيهم { كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله ويسعون في الأرض فسادا والله لا يحب المفسدين } (المائدة آية 64 ) .
قال القاسمي ( 3/ 167 ) : أي : أي كلما أرادوا حرب الرسول صلى الله عليه وسلم وإثارة شر عليه ، ردهم الله سبحانه وتعالى ، بأن أوقع بينهم منازعة كف بها عنه شرهم .
أو : كلما أرادوا حرب أحد ، غلبوا وقهروا ، ولم يقم لهم نصر من الله تعالى على أحد قط . فإيقاد النار كناية عن إرادة الحرب ، ... وإطفاء النار على (المعنى) الأول عبارة عن دفع شرهم ، وعلى الثاني غلبتهم اهـ
فكلما سعوا في حرب خذلهم الله عز وجل ، وفرق جمعهم ، ونصر المسلمين عليهم ، وقد يدالون على المسلمين بمعاصيهم وبعدهم عن دينهم ، والله المستعان ، وبه الثقة ، وعليه التكلان .
( والله لا يحب المفسدين ) أي : لا يحب من هذه صفته ، بل يبغضه أشد البغض ، وسيجازيه على ذلك .
وقد دعاهم الله تعالى بعد ما ذكر عنهم ما ذكر ، إلى التوبة والإيمان والعمل الصالح ، وترك الباطل والشر والإفساد في الأرض فقال ( ولو أن أهل الكتاب آمنوا واتقوا لكفرنا عنهم سيئاتهم ولأدخلناهم جنات النعيم ) المائدة : 65. وهذا من كرم الله تعالى وجوده ، أنهم لو آمنوا بالله وجميع رسله وجميع كتبه ، واتقوا الله لكفر الله عنهم سيئاتهم مهما كانت ، ولأدخلهم جنات النعيم .
فسبحان الكريم الرحيم .


من موقع الاثري نت...

لوليتا
16-10-2009, 05:48
*
*

ايراد وايجاز قيم
وهم بالفعل يعيثون بالارض فسادا ويشعلوا نار الحروب كلما همت بانطفائها
وما يحدث بيننا كعرب من تفريق صف الا بفعلهم


الله رد كيدهم فى نحورهم
واجعل لنا الغلبة يارب العالمين


بارك الله فيك شنقل
وجعل الله ما قدمت فى ميزان حسناتك



احتراماتى

*
*

ابو ضاري
16-10-2009, 08:27
ابو احمد الله يبيض وجهك

يالغالي على هذا الموضوع القيم

شام
16-10-2009, 15:59
بيض الله وجهك أخي الفاضل شنقل
لنشر هذا الموضوع الهام
ونحن فعلاً بحاجة لمعرفة حقيقة اليهود
لتسهل علينا مواجهتهم
فخير المواجهة حينما نعرف كل شي عن الطرف الأخر
جزاك المولى خيراً أخي
وحفظك ورعاك
متابعة هذه السلسلة الذاخرة بالمعلومات المفيدة

المشرف العام
17-10-2009, 16:56
/

الله يجزاك خير يابو احمد