المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خُلق سيد الخلق ( الحياء)



فاطمة السريحي
25-08-2008, 00:41
خُلقه الحياء
الحياء صفة من صفات الله رب العالمين ، والملائكة والمرسلين ، وصالحالمؤمنين ، فقد وصف النبي صلى الله عليه وسلمربَّه بذلك فقال: ( إن ربكم تبارك وتعالى حيي كريم ،يستحي من عبده إذا رفع يديه إليه أن يردهما صفراً خائبتين (سنن أبي داود،والترمذي ، وابن ماجه
والحياءخلق الإسلام ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( إنَّ لكل دينخلقاً ، وخلق الإسلام الحياء (موطأ مالك ، وسنن ابن ماجه
وقال صلى الله عليه وسلم : " الحياء والايمان قرنا جميعا ، فاذا رفع أحدهما رفع الآخر) .
وقال صلى الله عليه وآله وسلم : (الحياء لا يأتي الا بخير).
فالحياء خلق إسلامي رفيع، يحمل صاحبه على تجنب القبائح والرذائل، ويأخذ بيده إلى فعل المحاسن والفضائل .
والحياء يحمل المسلم على الاستقامة على الطاعة ، وترك المعصية ونبذ طريقها لقوله صلى الله عليه وسلم: (إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى إذالم تستح فافعل ما شئت (صحيح البخاري
ومن أعظم فضائل الحياء أنه يفضي بأصحابه إلى جنة عرضها السماوات والأرض ، عنأبي هريرةرضي الله عنهقال: قال رسول اللهصلى الله عليه وسلم: (الحياء من الإيمان والإيمان في الجنة،والبذاء من الجفاء والجفاء في النار (رواه الترمذي
وللحياء مكانة عظيمة في الإسلام، قال صلى الله عليه وسلم: (الإيمان بضع وسبعون شعبه فأفضلها لا إله إلا اللّه وأدناها إماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من الإيمان) رواه البخاري و مسلم ، فالحياء فرع من فروع الإيمان، وطريق من الطرقالمؤدية إليه .
وهو خلق الأنبياء ، فقد جاء عن خاتمهمصلى الله عليه وسلم: (أربع من سنن المرسلين : الحياء ، والتعطر ، والسواك ، والنكاح (سننالترمذي.
وإذا كانت منزلة الحياء في الإسلام على هذه الدرجة الرفيعة، فلا عجب أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم أعظم الناس اتصافاً بهذا الخلق الرفيع، فقد كان أكثر الناس حياءً، وأشدهم تمسكًا والتزامًا بهذا الخلق الكريم .
قال أبو سعيدرضي الله عنهينعت نبيناصلى الله عليه وسلم : "كان رسول اللهصلى الله عليه وسلمأشدَّ حياءً منالعذراء في خدرها" أخرجه الشيخان
وأول مظاهر حيائه صلى الله عليه وسلم ، يتجلى في جانب خالقه سبحانه وتعالى؛ وذلك عندما طلب موسى عليه السلام من نبينا صلى الله عليه وسلم أن يراجع ربه لتخفيف فرض الصلاة، ليلة الإسراء والمعراج، فبعد أن سأل نبينا صلى الله عليه وسلم ربه عدة مرات أن يخفف عن أمته من عدد الصلوات، إلى أن وصل إلى خمس صلوات في اليوم والليلة، قال صلى الله عليه وسلم لموسى: ( استحييت من ربي ) رواه البخاري. منع خُلق الحياء نبينا صلى الله عليه وسلم من مراجعة ربه أكثر من ذلك وكان النبي صلىالله عليه وسلم أشد الناس حياءً، وكان إذا كره شيئًا عرفه الصحابة فيوجهه. وكان إذا بلغه عن أحد من المسلمين ما يكرهه لم يوجه له الكلام، ولميقل: ما بال فلان فعل كذا وكذا، بل كان يقول: ما بال أقوام يصنعون كذا،دون أن يذكر اسم أحد حتى لا يفضحه، ولم يكن الرسول صلى الله عليه وسلمفاحشًا ولا متفحشًا، ولا صخابًا (لا يحدث ضجيجًا) في الأسواق.
ومن حيائه صلى الله عليه وسلم، ما جاء في الصحيحين، عن أنس رضي الله عنه، في قصة زواج النبي صلى الله عليه وسلم بـ زينب بنت جحش رضي الله عنها، فبعد أن تناول الصحابة رضي الله عنهم طعامهم تفرق أكثرهم، وبقي ثلاثة منهم في البيت يتحدثون، والنبي صلى الله عليه وسلم يرغب في خروجهم، ولكن، ولشدة حيائه صلى الله عليه وسلم لم يقل لهم شيئًا، وتركهم وشأنهم، حتى تولى الله سبحانه بيان ذلك، فأنزل عليه قوله تعالى: ( فإذا طعمتم فانتشروا ولا مستأنسين لحديث إن ذلكم كان يؤذي النبي فيستحيي منكم والله لا يستحيي من الحق) الأحزاب 53
وكان من حيائه صلى الله عليه وسلم، أنه إذا أراد أن يغتسل اغتسل بعيدًا عن أعين الناس وذلك من شدة حيائه. أخبرنا بهذا ابن عباس رضي الله عنه، قال: ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يغتسل من وراء حجرات، وما رأى أحد عورته قط ). رواه الطبراني ، قال ابن حجر : وإسناده حسن.
ومن صور حيائه ما جاء في سنن الدارمي ، قال: ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم حييًا، لا يُسأل شيئًا إلا أعطاه ) ومن طبع الحيي أنه لا يرد سائله، ولا يخيب طالبه وقاصده .
وحياء الرسول صلى الله عليه وسلم صفة ملازمة له في كل أحواله؛ في ليله ونهاره، وفي سفره وإقامته، ومع القريب والبعيد، والعالم والجاهل، والصديق والعدو، روى القاضي عياض في صفة مجلسه صلى الله عليه وسلم، فقال: ( مجلسه مجلس حلم وحياء )
وعن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان عنده رجل به أثر صفرة، وكان صلى اللهعليه وسلم لا يكاد يواجه أحدًا بشيء يكرهه، فلما قام الرجل، قال النبي صلى اللهعليه وسلم للقوم لو قلتم له يدع هذه الصفرة أخرجه أبو داود والترمذي وأحمد وإسنادهصحيح وذلك لأن الصفرة من أثر طيب النساء، ويكره للرجل أن يتطيب بما له لون، بليتطيب بما له رائحة فقط
وسار صحابته رضي الله عنهم أجمعين على نهجه واتبعوا طريقته وتخلّقوا بخُلِقه صلى الله عليه وسلمقال النبيصلى الله عليه وسلمفي عثمانرضي الله عنه: (ألا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة ) صحيح مسلم كما يدل ذلك على اتصاف الملائكة بالحياء.
وأولى الناس بخلق الحياء النساء ، وقد خلَّد القرآن الكريم ذكر امرأة من أهلهذا الخلق ، قال الله عنها :{ فَجَاءتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَىاسْتِحْيَاء قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَلَنَا فَلَمَّا جَاءهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لَا تَخَفْ نَجَوْتَمِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) سورة القصص25

والحياء أنواع
الحياءمن الله
فالمسلم يتأدب مع الله -سبحانه- ويستحيي منه؛ ويشكر نعمة الله،ويذكر إحسان الله وفضله عليه، ويخافه ويخشاه،ويوقره ويعظمه سبحانه وتعالى، ولا يجاهر بالمعصية، ولا يفعل القبائحوالرذائل.
والمسلم يستحي من ربــه إذافعـل ذنبًا أو معصية، ويخجل من الله خجلا شديدًا، ويعود سريعًا إلىربه طالبًا منه العفو والغفران. قال النبي صلى الله عليه وسلم: (استحيوا من الله حق الحياء)، فقالوا: يا رسول الله، إنا نستحي والحمدلله، قال: ( ليس ذاك، ولكن الاستحياء من الله حق الحياء: أن تحفظ الرأس وماوَعَى، والبطن وما حَوَى، ولْتذْكر الموت والْبِلَى، ومن أراد الآخرة تركزينة الحياة الدنيا، فمن فعل ذلك فقد استحيا من الله حق الحياء) رواه الترمذي وأحمد
الحياء من الرسول صلى الله عليه وسلم
فالمسلم يستحي من النبيصلى الله عليه وسلم، فيلتزم بسنته، ويحافظ على ما جاء به من تعاليم ويتمسك بها.
الحياء من الناس
المسلم يستحي من الناس، فلا يُقَصِّر فيحقهم عليه، ولا ينكر معروفًا صنعوه معه، ولا يخاطبهم بسوء وجفاء واستعلاء، ولا يستهزء بهم ويسخر منهم، ويبتعد عن الفحش والجفاء والغلظة، ولا يكشف عورته أمامهم فقد قال رجل للرسول صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله،عوراتنا ما نأتي منها وما نَذَرُ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (احفظعورتكَ إلا من زوجتكَ أو ما ملكت يمينكَ). فقال: يا رسول الله، إذا كانالقوم بعضهم في بعض؟ فقال الله صلى الله عليه وسلم: (إن استطعتَ ألايَرَيَنَّها أحد فلا يرينَّها)، قال: يا رسول الله، إذا كان أحدنا خاليا (ليس معه أحد)؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ( فالله أحق أن يُسْتَحيامنه من الناس) رواه أبو داود.
ومن حياء المسلم أن يغض بصره عن الحرام، وعنكل ما يقتضي غض البصر، ومن الحياء أن تلتزم المرأة المسلمة فيملابسها بالحجاب، فلا تظهر من جسدها ما حرَّم الله، وهي تجعل الحياءعنوانًا لها وسلوكًا يدلُّ على طهرها وعفتها.
والحياء له منزلة عظيمةعند الله سبحانه وتعالى ، فهو يدعو الإنسان إلى فعل الخير، ويصرفه عن الشر، ومنهنا كان الحياء كله خيرًا وبركة ونفعًا لصاحبه
وقد قال الشاعر:

حـياؤك فـاحفـظـــه عَلَيْك وإنمـا يَدُلُّ على فِعْلِ الكـريــمِ حيــاؤُهُ
وقال آخر:

إذا لـم تَخْــشَ عـاقبـة اللَّـيـالي ولـم تَسْتَحْي فـاصنـعْ مـا تـشــاءُ
فـلا واللـه مـا فـي الْعَيْشِ خيــرٌ ولا الدنيا إذا ذهـــب الحيـــــاءُ

وخلق الحياء لا يمنع المسلم من أنيقول الحق، أو يطلب العلم، أو يأمر بمعروف، أو ينهي عن منكر. فهذه المواضعلا يكون فيها حياء، وإنما على المسلم أن يفعل كل ذلك بأدب وحكمة، والمسلميطلب العلم، ولا يستحي من السؤال عما لا يعرف، وكان الصحابة يسألون الرسولصلى الله عليه وسلم عن أدق الأمور، فيجيبهم النبي صلى الله عليه وسلم عنهادون خجل أو حياء.
رزقني الله وأياكم الحياء الذي لا يمنعنا من قول الحق بحكمة.

شام
25-08-2008, 01:03
الحياء ..
ما أجمله من خلق يتحلى به المؤمن
وما أجمل أنت نتعلمه من سيد الخلق
الحياء ..
حروف كم نشتهي أن نستشعر بها
ترتدينا .. تزييننا
فاطمة السريحي
فاضلتي ..
ننتظر دائماً شهد مدادك ..
وجزاك الباري خيراً
و حفظك ورعاك

ابو ضاري
26-08-2008, 08:35
جزاك الباري خيراً
و حفظك ورعاك

لوليتا
29-08-2008, 03:26
*
*

الفاضلة فاطمة


بوركتى اخيتى على ما قدمتِ

وكتبه الله فى ميزان حسناتك

وصلى الله وسلم وبارك على محمد وعلى اله وصحبة اجمعين

دمت بحفظ الرحمن

*
*

أبــو عبدالعزيز
28-08-2009, 15:41
شكرا

أبــو عبدالعزيز
28-08-2009, 15:42
شكرا لو ليتا

-------
27-10-2009, 09:59
الحياءمن الله
فالمسلم يتأدب مع الله -سبحانه- ويستحيي منه؛ ويشكر نعمة الله،ويذكر إحسان الله وفضله عليه، ويخافه ويخشاه،ويوقره ويعظمه سبحانه وتعالى، ولا يجاهر بالمعصية، ولا يفعل القبائحوالرذائل--


http://www.al-qatarya.org/qtr/qatarya_Q4RXTsLS2q.gif