المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أباطيل وأسمار الشيعة الروافض .. ( 2 )..بقلم/ المهاجر



Om Ahmed
26-06-2007, 16:00
أباطيل وأسمار الشيعة الروافض ( 2 )

--------------------------------------------------------------------------------

بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى ( فأما الزبد فيذهب جفاءً وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض ) ..

وبعد ،، فإن المطلع على أحوال أمتنا وما تعانيه من مشكلات وما يعترضها من عقبات .. لا يستغرب أبداً أن تتزامن الكثير من الأدواء والعلل لتشكل المزيد من الإختراقات والإنحرافات والتحريفات ..

إن المتأمل في أشكال التدافعات الفكرية التي تطفو بين الحين والآخر على أسطح مواقعنا ومنتدياتنا ؛ قد يفاجئ بحجم الخلل في ثقافة الجيل التاريخية .. والعلمية ؛ الذي يصل إلى مستوى فقدان المناعة وتبعثر معالم الإهتداء ، وتهديد ملامح الشخصية المسلمة ؛ بغياب أصول الخلفيات الثقافية لمحاور الحراك الدائر ..

أيها الإخوة والأخوات .. الأعزاء ..

ثمة مخاطر .. تثير الغبار في وجه الأصول المعرفية ..

ثمة قابلية للإنحراف .. ترتكز على الفراغ الذهني والتشويشات العقائدية والغبش في التصورات ..

ثمة مخاوف تنبعث عن الإستجابة السلبية .. لدواعي تتدثر بشبهات وتحريفات .. وتلبيسات وأوهام ..
وخرافات ..

ثمة فراغ في ذهنية أبناء أهل السنة ، سواء فيما يتعلق بقراءة التاريخ ، أو فيما يتعلق بحجم الكيد ، وطبيعة المعركة ، وزاوية الإنحراف ..

ثم أخيراً لا آخراً .. وهو الأمر الأهم الذي لا ينفك عن كونه محصلة لكل الذي ذكرنا ..
هناك غياب لملامح المشروع السني .. في مقابل مشروعات الهدم التي تستهدف حصوننا من داخلها وتضغط على وجودنا من خارجها ..

إنني أضع بين يدي إخوتي وأخواتي .. لبنات في التفكير والفهم .. لحماية جدار ثقافتنا ولسد ثغرات معارفنا بالخلفية التاريخية للصراع القائم اليوم .. في أصقاع العالم الإسلامي من حولنا .. وفي دهاليز جامعاتنا ومعاهدنا ومدارسنا وإعلامنا .. الذي شحن بكل من هب ودب من حملة الأوبئة والإنحرافات .. من المعلمين والأساتذة والإعلاميين ؛ الذين ينقلون أحمالهم وأوزارهم ؛ ليشيعوا الفوضى والشكوك والغبش ، والخرافات والتبديلات .. بين الأبناء العزل ..

قال الإمام أبو عبد الله البخاري في كتابه النفيس خلق أفعال العباد : « ما أبالي صليت خلف الجهمي أو الرافضي أم صليت خلف اليهود والنصارى ، ولا يسلم عليهم ، ولا يعادون ، ولا يناكحون ، ولا يشهدون ، ولا تؤكل ذبائحهم »

لقد أصبح نشاط الشيعة الروافض اليوم واختراقاتهم مخيف ورهيب ، حيث توفرت لهم أسباب نشر أباطيلهم وأسمارهم وإفكهم ؛ في مناحي العالم الإسلامي ، باسم حبّ آل البيت زورا وبهتانا ، وقد طبعت مئات آلاف النسخ من كتبهم القديمة والحديثة ، وبطبعات فاخرة ، توزع مجانا في كل مكان حلَّ فيه الرافضة غربا وشرقاً ..

ولهم مواقع كثيرة متعددة الأغراض على " النت " ، كلها تنضح بالسم الزعاف على صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والقدح فيهم وسبِّهم ، والوقوع في أذيتهم ، فلا يشكُّ عاقل يؤمن بالله واليوم والآخر بكفر بهؤلاء الأوباش ، وأن خطرهم لا يقل في حجمه وأثره عن مخاطر اليهود والنصارى ، إلا أن الفارق بينهم أن هؤلاء مكشوفون لدى عوام المسلمين وخواصهم ، فلا ينخدعون بهم ، بينما الرافضة يزعمون أنهم مسلمون ، والله تعالى لم يقل في كتابه العزيز إن اليهود والنصارى في الدرك الأسفل من النار ، ولكنه قال ذلك في المنافقين الذين يعيشون وسط المجتمع الإسلامي ، ويطعنون المسلمين من الخلف ، قال تعالى ( إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا ، إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بِاللَّهِ وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ فَأُولَئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْرًا عَظِيمًا ) النساء

إن دعوات التقارب بين الملتين .. التي تتنباها قطعان العمائم وحملة المباخر عبر العصور ، وأنهم مذهب خامس لا فرق بيننا وبينهم إلا في الفروع ؛ إنما هي دعوة كاذبة فاجرة ، تدل على جهل الداعي لها ، وغيابه عن أصول و تفاصيل المذهب المشؤوم ، وواقع الممارسة المعاشة الثابتة لكل ذي عينين .. أو ألقى السمع وهو شهيد ..

إن الغاية التي تستهدفها هذه الدعوات المشبوهة هي تمييع الإسلام وملة التوحيد ، وإلغاء فكرة الولاء والبراء من الدين ، وجعل أهل السنة والجماعة يهذون بما لا يعون ؛ وحتى إن لم يتشيعوا بالمذهب الآن فلا أقل من أن يتمذهبوا سياسياً على خطى ومقاربات قناة الجزيرة وتلبيساتها ..!!

إن هذا التلبيس لا ينطلي إلا على السذَّج من الأبناء والمغرر بهم ؛ ذلك أن تاريخ الرافضة كله مخازي ومصائب وخروقات ..

إن الذي يسيل من دماء المسلمين في العراق اليوم على أيادي أساتذة حسن ولد عبدالكريم ليس عنا ببعيد ، فلا يجوز الانخداع بوسائل الإعلام التي تروج للباطل ولا تستشرف الهدى ..!!

لقد اخترت لكم أن تقفوا معي على مقالات أخي الشيخ د . علي الصلابي ؛ لتتلمسوا عمق المشكلة ، وحجم الإنحراف ، وخلفية المشهد ، وطبيعة الصراع والمساحة التي يغطيها ..

وليتحصن الأبناء .. بالمعرفة الحقة .. وبالعلم النافع .. وبالثقافة المجزية ..

وليستشرفوا آفاق مسارات النهوض الواثق .. لإعادة الأمور إلى نصابها .. والعمل على ترسم ملامح مشروع أهل السنة المغيب ..

هلموا أيها الإخوة والأخوات الليبيين الأعزاء .. واقتطعوا جزءاً من وقتكم الثمين .. لتشكلوا معالم إنطلاقتكم .. وتحصنوا جدار هويتكم .. وتثبتوا ركائز نهضتكم ..

إقرؤوا أولاً .. ثم وبمجرد أن تتضح الخلفية التاريخية للفكرة .. فستجدون ملامح مساراتكم واستشرافاتكم قد بدت في أفق التفكير .. وبعدها .. ستجنون الثمر اليانع .. الذي هو ليس ببعيد عن أصحاب الهمم وأهل المجاهدات ..

وإنها لسانحة مباركة لأن نتقدم جميعاً بالشكر لأخينا الشيخ ( د . علي الصلابي ) على جهوده المبرورة في الذود عن حياض الأمة المباركة ..

وأن نتهيأ لنكون أوفياء .. للمنهج الحق .. وللرؤية الصواب .. ولميزان الإعتدال .. وللمشروع السني الواعد ..

جزى الله خيراً كل من أعان على البيان ، ووقف دون الحقيقة مدافعاً منافحاً ، منافساً بالمعروف وباذلا ً ..

قال الشيخ علي الصلابي :

ثانيًا: نشأة الشيعة الرافضة وبيان دور اليهود في نشأتهم ..

أول ما دعا إلى أصول عقائد الشيعة الرافضة التي انبنت عليها عقائدهم الأخرى ؛ رجل يهودي اسمه عبد الله بن سبأ من يهود اليمن , أسلم في عهد الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه , وأخذ يتنقل بين أمصار المسلمين للدعوة لهذا المعتقد الفاسد , وهذا نص ما ذكره الطبري في تاريخه قال ( كان عبد الله بن سبأ يهوديًا من أهل صنعاء أمه سوداء فأسلم زمن عثمان , ثم تنقل في بلدان المسلمين يحاول ضلالتهم فبدأ بالحجاز ثم البصرة ثم الكوفة ثم الشام , فلم يقدر على ما يريد عند أحد من أهل الشام , فأخرجوه حتى أتى مصر فاعتمر فيهم , فقال لهم فيما يقول : العجب ممن يزعم أن عيسى يرجع , ويكذب بأن محمدًا يرجع وقد قال الله ( إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ ) القصص 85 , فمحمد أحق بالرجوع من عيسى , قال : قبل ذلك عنه , ووضح لهم الرجعة فتكلموا فيها ثم قال لهم بعد ذلك : إنه كان ألف نبي ولكل نبي وصي , وكان علي وصي محمد , ثم قال : محمد خاتم الأنبياء , وعلي خاتم الأوصياء , ثم قال لهم بعد ذلك : من أظلم ممن لم يجز وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم ووثب على وصي رسول الله صلى الله عليه وسلم وتناول أمر الأمة , ثم قال لهم بعد ذلك : إن عثمان أخذها بغير حق ، وهذا وصي رسول الله صلى الله عليه وسلم فانهضوا في هذا الأمر فحركوه , وابدؤوا الطعن على أمرائكم , وأظهروا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر , تستميلوا الناس وادعوهم إلى هذا الأمر , فبث دعاته وكاتب من كان استفسده في الأمصار وكاتبوه , ودعوه في السر إلى ما عليه رأيهم ..

وهكذا كانت بداية الرفض , وما زالت تلك العقائد التي دعا إليها ابن سبأ تسير في نفوس أناس من أهل الزيغ والضلال , وتتشربها قلوبهم وعقولهم حتى كان من ثمارها مقتل الخليفة الراشد ذي النورين عثمان بن عفان رضي الله عنه على يد هذه الشرذمة الفاسدة , حتى إذا ما جاء عهد ابن أبي طالب بدأت تلك العقائد تظهر إلى الوجود أكثر من ذي قبل , إلى أن بلغت عليًا رضي الله عنه فأنكرها أشد ما يكون الإنكار وتبرأ منها ومن أهلها , ومما صح في ذلك عن علي رضي الله عنه ما رواه ابن عساكر عن عمار الدهني قال : سمعت أبا الطفيل يقول : رأيت المسيب بن لجبة أتى به ملببه يعني ابن السوداء وعليّ على المنبر , فقال علي : ما شأنه ؟ , فقال : يكذب على الله ورسوله , وعن يزيد بن وهب عن علي قال : مالي ولهذا الحميت الأسود .. ومن طريق يزيد بن وهب أيضًا عن سلمة عن شعبة قال علي بن أبي طالب: مالي ولهذا الحميت الأسود يعني عبد الله بن سبأ وكان يقع في أبي بكر وعمر , وهذه الروايات ثابتة عن علي رضي الله عنه بأسانيد صيحة , وحكى المؤرخون وأصحاب الفرق والمقالات أن ابن سبأ ادعى الربوبية في علي رضي الله عنه فأحرقه علي هو وأصحابه بالنار , يقول الجرجاني : السبئية من الرافضة ينسبون إلى عبد الله بن سبأ وكان أول من كفر من الرافضة , وقال : علي رب العالمين , فأحرقه علي وأصحابه بالنار .. ويقول الملطي في معرض حديثه عن السبئية : هم أصحاب عبد الله بن سبأ .. قالوا لعلي رضي الله عنه : أنت .. قال : ومن أنا ؟ , قالوا : الخالق الباري , فاستتابهم فلم يرجعوا , فأوقد لهم نارًا ضخمة وأحرقهم وقال مرتجزًا ..
لما رأيت الأمــر أمــرًا منكــرًا أججـت نـــاري ودعــوت قنـــــبرًا

وذهب بعض المؤرخين إلى أن عليًا رضي الله عنه لم يحرق ابن سبأ وإنما نفاه إلى المدائن , ثم ادعى بعد موت علي رضي الله عنه أن عليًا لم يمت , وقال لمن نعاه : لو جئتمونا بدماغه في سبعين صرة ما صدقنا موته , ولعل القول الأول هو الصحيح ويشهد له ما جاء في صحيح البخاري , عن عكرمة قال: أتى علي رضي الله عنه بزنادقة فأحرقهم فبلغ ذلك ابن عباس فقال : لو كنت أنا لم أحرقهم لنهي رسول الله صلى الله عليه وسلم : « لا تعذبوا بعذاب الله » ولقتلتهم لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : « من بدل دينه فاقتلوه » ..

قال ابن حجر رحمه الله في شرح الحديث بعد أن ذكر بعض الروايات في هؤلاء المحرقين وفيها : أنهم ناس كانوا يعبدون الأصنام , وفي بعضها أنهم قوم ارتدوا عن الإسلام , وعلى اختلاف بين الروايات في تعيينهم قال بعد ذلك وزعم أبو المظفر الإسفراييني في « الملل والنحل » أن الذين أحرقهم علي طائفة من الروافض ادعوا فيه الإلهية وهم السبئية , وكان كبيرهم عبد الله بن سبأ يهوديًا أظهر الإسلام , وابتدع هذه المقالة , وهذا يمكن أن يكون أصله : ما رويناه من حديث أبي طاهر المخلص من طريق عبد الله بن شريك العامري قال : قيل لعلي : إن هنا قومًا على باب المسجد يدعون أنك ربهم , فدعاهم وقال : ويلكم ما تقولون ؟, قالوا : أنت ربنا خالقنا ورازقنا , ثم ساق بقية الرواية وفيها أن عليًا رضي الله عنه استتابهم ثلاثًا فلم يرجعوا , فحرقهم بالنار في أخاديد قد حفرت لهم , وقال ..
لما رأيت الأمــــر أمــرًا منكــرًا أججـت نـــاري ودعــوت قنـــــبرًا

قال ابن حجر : وهذا سند حسن , والمقصود هنا هو ظهور عقائد الشيعة الرافضة المتمثلة في الغلو في علي رضي الله عنه في تلك الفترة الزمنية , وإمعان علي رضي الله عنه في عقوبتهم حتى قال ابن عباس ما قال , كما ثبت إنكار علي رضي الله عنه لكل العقائد الأخرى التي ظهرت في عهده , وانتظمت في سلك التشيع له كتفضيله على عامة الصحابة وتقديمه على الشيخين ، وكان انتشار سب الصحابة والإزراء عليهم بين أولئك الضلال ..

قال ابن تيميه رحمه الله ( ولما أحدثت البدع الشيعة في خلافة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه ردها وكانت ثلاث طوائف : غالية , وسبابة , ومفضلة , فأما الغالية , فإنه حرقهم بالنار , فإنه خرج ذات يوم من باب كندة فسجد له أقوام فقال : ما هذا؟ , فقالوا: أنت هو الله .. فاستتابهم ثلاثة فلم يرجعوا , فأمر في الثالث بأخاديد وأضرم فيها النار , ثم قذفهم فيها .. وأما السبابة : فإنه لما بلغه من سب أبا بكر وعمر طلب قتله , فهرب منه إلى قرقيسيا وكلم فيه , وكان علي يداري أمراءه , لأنه لم يكن متمكنًا ولم يكن يطيعونه في كل ما يأمرهم به , وأما المفضلة : فقال: لا أوتى بأحد يفضلني على أبي بكر وعمر إلا جلدته حد المفترين : فقال وروى عنه من أكثر من ثمانين وجهًا أنه قال : خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ثم عمر , وعلى كل حال فعقائد الرافضة مع ظهورها في عهد علي رضي الله عنه قد بقيت محصورة في أفراد لا تمثلها طائفة أو فرقة , حتى انقضى عهد علي رضي الله عنه وهي على تلك الحال ) ..

وقد أفرد الدكتور سعدي الهاشمي عقيدة ابن سبأ والبدع التي نادى بها في رسالته « ابن سبأ حقيقة لا خيال » , وذكرها في كتابه « الرواة الذين تأثروا بابن سبأ » .. وأهم البدع التي نادى بها ابن سبأ , القول بالوصية , وهو أول من قال بوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي , وأنه خليفته على أمته من بعده بالنص , وأول من أظهر البراءة من أعداء علي رضي الله عنه بزعمه , وكاشف مخالفيه , وحكم بكفرهم , وأول من قال بإلهية علي رضي الله عنه وربوبيته , وكان أول من ادعى النبوة من فرق الشيعة الغلاة , وكان أول من أحدث القول برجعة علي رضي الله عنه إلى الدنيا بعد موته وبرجعة رسول الله صلى الله عليه وسلم , وأول من ادعى أن عليًا رضي الله عنه هو دابة الأرض , وأنه هو الذي خلق الخلق وبسط الرزق , وقالت السبئية : إنهم لا يموتون ، وإنما يطيرون بعد مماتهم وسموا بالطيارة , وقال قوم منهم بانتقال روح القدس في الأئمة , وقالوا : بتناسخ الأرواح , وقالت السبئية : هُدينا لوحي ضل عنه الناس , وعلم خفي عنهم , وقالوا : إن عليًا في السحاب , وإن الرعد صوته , والبرق سوطه .. هذه أبرز البدع التي كان يعتقد بها ابن سبأ وأتباعه وصاروا بها من الغلاة ..

إن فرق الشيعة الرافضة كفكر وعقيدة لم تولد فجأة , بل إنها أخذت طورًا زمنيًا , ومرت بمراحل , ولكن طلائع العقيدة الشيعية الرافضية وأصل أصولها ظهرت على يد السبئية باعتراف كتب الشيعة التي قالت بأن ابن سبأ أول من شهد بالقول بفرض إمامة علي , وأن عليًا وصي محمد ، وهذه عقيدة النص على علي بالإمامة , وهي أساس التشيع الرافضي كما يراه شيوخ الروافض ، ومن ذلك ما جاء في الكافي عن أبي الحسن قال : ولاية علي مكتوبة في جميع صحف الأنبياء , ولن يبعث الله رسولاً إلا بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم ووصية علي عليه السلام , وشهدت كتب الشيعة الروافض – كما سيأتي تفصيله بإذن الله - بأن ابن سبأ وجماعته هم أول من أظهر الطعن في أبي بكر وعمر وعثمان أصهار رسول الله صلى الله عليه وسلم وأرحامه وخلفائه وأقرب الناس إليه رضي الله عنهم ، والطعن في الصحابة الآخرين , وهذه عقيدة الشيعة الروافض في الصحابة , كما هي في كتبهم المعتمدة , كما أن ابن سبأ قال برجعة علي , والرجعة من أصول الشيعة الروافض كما سيأتي بيانه بإذن الله , كما أن ابن سبأ قال بتخصيص علي وأهل البيت بعلوم سرية خاصة , كما أشار إلى ذلك الحسن بن محمد بن الحنفية في رسالة الإرجاء , وهذه المسألة أصحبت من أصول الاعتقاد عند الشيعة , وقد ثبت في صحيح البخاري ما يدل على أن هذه العقيدة ظهرت في وقت مبكر , وأن عليًا رضي الله عنه سئل عنها , وقيل له : هل عندكم شيء مما ليس في القرآن , أو مما ليس عند الناس ؟ , فنفى ذلك نفيًا قاطعًا ..

هذه من أهم الأصول التي تدين بها الشيعة الرافضة , وقد وُجدت إثر مقتل عثمان رضي الله عنه وفي عهد علي رضي الله عنه ولم تأخذ مكانها في نفوس فرقة معينة معروفة , بل إن السبئية ما كادت تطل برأسها حتى حاربها علي رضي الله عنه , كما مر معنا , ولكن ما تلا ذلك من أحداث هيأ جوًا صالحًا لظهور هذه العقائد , وتمثلها في جماعة كمعركة صفين , وحادثة التحكيم التي أعقبتها , ومقتل علي ومقتل الحسن .. رضيا لله عنهم وأرضاهم ..

كل هذه الأحداث دفعت القلوب والعواطف إلى التشيع لآل البيت , فتسلل الفكر الوافد من نافذة التشيع لعلي وآل بيته ، وصار التشيع وسيلة لكل من أراد هدم الإسلام من ملحد ومنافق وطاغوت , ودخلت إلى المسلمين أفكار ومعتقدات أجنبية اكتست بثوب التشيع وتيسر دخولها تحت غطائه , وبمرور الأيام كانت تتسع البدعة ويتعاظم خطرها , حيث وُجد لابن سبأ خلفاء كثيرون , ولم يكن استعمال لقب الشيعة في عهد علي رضي الله عنه إلا بمعنى الموالاة والنصرة , ولا يعني بحال الإيمان بعقيدة من عقائد الشيعة الرافضة ( المعاصرين ) اليوم ..

إن التشيع لآل البيت وحبهم أمر طبيعي , وهو حب لا يفرق بين الآل , ولا يغلو فيهم , ولا ينتقص أحدًا من الصحابة , كما تفعل الفرق المنتسبة للتشيع , وقد نما الحب وزاد للآل بعدما جرى عليهم من المحن والآلام , بدءًا من مقتل علي ثم الحسين .. إلخ ..

هذه الأحداث فجرت عواطف المسلمين , فدخل الحاقدون من هذا الباب , ذلك أن آراء ابن سبأ لم تجد الجو الملائم ؛ لتنمو وتنتشر إلا بعد تلك الأحداث .. لكن التشيع بمعنى عقيدة النص على عليّ رضي الله عنه , والرجعة , والبداء , والغيبة , وعصمة الأئمة .. إلخ , فلا شك أنها عقائد ما أنزل الله بها من سلطان , ودخيلة على المسلمين , ذلك أنه قد ركب مطية التشيع كل من أراد الكيد للإسلام وأهله , وكل من احتال ليعيش في ظل عقيدته السابقة باسم الإسلام , من يهودي , ونصراني , ومجوسي , وغيرهم , فدخل في التشيع كثير من العقائد الفاسدة , كما سيتبين ذلك عند دراسة أصول عقائدهم ، ولهذا ذهب ابن تيميه رحمه الله إلى أن المنتسبين للتشيع قد أخذوا من مذاهب الفرس , والروم ، و اليونان , والنصارى , واليهود , وغيرهم أمورًا مزجوها بالتشيع , ويقول : ( وهذا تصديق لما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم , وساق بعض الأحاديث الواردة في أن هذه الأمة ستركب سُنن من قبلها .. , وقال بأن هذا صار في المنتسبين للتشيع ) ..

ثالثًا: المراحل التي مرت بها الشيعة الرافضة ..

مرّت الشيعة الرافضة في نشأتها بعدة مراحل , حتى أصبحت فرقة مستقلة متميزة بعقيدتها واسمها عن سائر فرق الأمة ويمكن إبراز ذلك من خلال أربع مراحل رئيسية :

المرحلة الأولى : دعوة عبد الله بن سبأ إلى ما دعا إليه من الأصول التي انبنت عليها عقيدة الرافضة , كدعوته لعقيدة الرجعة , وإحداثه القول بالوصية لعلي رضي الله عنه , والطعن في الخلفاء السابقين لعلي في الخلافة , وقد ساعد ابن سبأ في ترويج فكره الضال البعيد عن روح الإسلام أمران :

أ- اختيار ابن سبأ البيئة المناسبة لدعوته : حيث بث دعوته في بلدان مصر , والعراق , بعد أن أكثر التنقل بين هذه الأمصار , كما مر في كلام الطبري .. فنشأت هذه الدعوة في مجتمعات لم تتمكن من فهم الإسلام الفهم الصحيح , وتترسّخ أقدامها في العلم الشرعي والفقه بدين الله تعالى , وذلك لقرب عهدها بالإسلام , فإن تلك الأمصار إنما فتحت في عهد عمر رضي الله عنه , هذا بالإضافة إلى بعدها عن مجتمع الصحابة في الحجاز وعدم التفقه والتتلمذ والتربية على أيديهم ..

ب- أن ابن سبأ مع اختياره لدعوته تلك المجتمعات , فإنه زيادة في المكر والخديعة , أحاط دعوته بستار من التكتم والسرية , فلم تكن دعوته موجهة لكل أحد , وإنما لمن علم أنهم أهل لقبولها من جهلة الناس , وأصحاب الأغراض الخبيثة , ممن لم يدخلوا الإسلام إلا كيدًا لأهله بعد أن قوضت جيوش الإسلام عروش ملوكهم , ومزقت ممالكهم , وقد تقدم كلام الطبري السابق عن ابن سبأ : فبث دعاته , وكاتب من كان استفسده في الأمصار , وكاتبوه , ودعوا في السر إلى ما عليه رأيهم , يقول في سياق وصفهم : وأوسعوا في الأرض إذاعة وهم يريدون غير ما يظهرون ..

المرحلة الثانية : إظهار هذا المعتقد والتصريح به , وذلك بعد مقتل عثمان رضي الله عنه , وانشغال الصحابة رضوان الله عليهم بإخماد الفتنة التي حصلت بمقتله , فوجد هؤلاء الضلال متنفسًا في تلك الظروف , وقويت تلك العقائد الفاسدة في نفوسهم , إلا أنه مع كل ذلك بقيت هذه العقائد محصورة في طائفة مخصوصة , ممن أضلهم ابن سبأ , وليست لهم شوكة ولا كلمة مسموعة عند أحد سوى من ابتلي بمصيبتهم في مقتل عثمان رضي الله عنه , وشاركهم في دمه من الخوارج المارقين , ومما يدل على ذلك ما نقله الطبري : وتكلم ابن السوداء فقال : يا قوم إن عزكم في خلطة الناس فصانعوهم .. وهذا القول لا يقوله صاحب شوكة ومنعة , ومع هذا فإنه لا ينكر دور هؤلاء السبئية وقتلة عثمان في إشعال نار الحرب بين الصحابة , بل ذلك مقرر عند أهل التحقيق للفتنة وأحداثها, يقول ابن حزم مقررًا ذلك : وبرهان ذلك أنهم اجتمعوا ولم يقتتلوا ولا تحاربوا , فلما كان الليل عرف قتلة عثمان الإراعة والتدبير عليهم , فبيتوا عسكر طلحة والزبير , وبذلوا السيوف فيهم , فدفع القوم عن أنفسهم ..

المرحلة الثالثة : اشتداد أمرهم وقوتهم واجتماعهم تحت قيادة واحدة وذلك بعد مقتل الحسين رضي الله عنه للأخذ بثأر الحسين والانتقام له من أعدائه , يقول الطبري في حوادث سنة أربع وستين للهجرة : وفي هذه السنة تحركت الشيعة بالكوفة , وأعدوا الاجتماع بالنخيلة سنة خمس وستين للمسير لأهل الشام للطلب بدم الحسين بن علي , وتكاتبوا في ذلك ، وكان مبدأ أمرهم ما ذكره الطبري من رواية عبد الله بن عوف بن الأحمر الأزدي أنه قال : لما قتل الحسين بن علي ورجع ابن زياد من معسكره بالنخيلة , فدخل الكوفة , تلاقت الشيعة بالتلاوم والتندم , ورأت أنها قد أخطأت خطأ كبيرًا بدعائهم الحسين إلى النصرة وتركهم إجابته , وقتله إلى جانبهم دون أن ينصروه , ورأوا أنه لا يغسل عارهم والإثم عنهم في مقتله إلا بقتل من قتله , أو القتل فيه , ففزعوا بالكوفة إلى خمسة نفر من رؤوس الشيعة : إلى سليمان بن صُرد الخزاعي , وكانت له صحبة مع النبي صلى الله عليه وسلم ، وإلى المسيب بن نجية الفزاري , وكان من أصحاب علي وخيارهم , وإلى عبد الله بن سعد بن نفيل الأزدي , وإلى عبد الله بن وائل التيمي , وإلى رفاعة بن شداد البجلي , ثم إن هؤلاء النفر الخمسة اجتمعوا في منزل سلميان بن صُرد ، وكانوا من خيار أصحاب علي ومعهم أناس من الشيعة وخيارهم ووجوههم , وكان هذا الاجتماع عامًا يشمل كافة الشيعة , وقد اجتمع إلى سليمان بن صرد نحواً من سبعة عشر ألفاً , ثم لم تعجب سليمان قلتهم , فأرسل حكيم بن منقذ فنادى في الكوفة , وخرج الناس معهم فكانوا قريبًا من عشرين ألفاً , ثم إنه في هذه الأثناء قدم المختار بن أبي عبيد الثقفي إلى الكوفة فوجد الشيعة قد التفت على سليمان بن صرد وعظموه تعظيمًا زائدًا , وهم معدون للحرب ، فلما استقر المختار عندهم بالكوفة دعا إلى إمامة المهدي محمد بن علي بن أبي طالب وهو محمد ابن الحنفية , ولقبه بالمهدي فاتبعه على ذلك كثير من الشيعة , وفارقوا سليمان بن صرد , وصارت الشيعة فرقتين , الجمهور منهم مع سليمان , يريدون الخروج على الناس ليأخذوا بثأر الحسين , وفرقة أخرى مع المختار يريدون الخروج للدعوة إلى إمامة محمد ابن الحنفية , وذلك عن غير أمر ابن الحنفية , وإنما يتقولون عليه ليروجوا على الناس به , وليتوصلوا إلى أغراضهم الفاسدة , فكان هذا بداية اجتماع الشيعة , ثم يذكر المؤرخون خروج سليمان بن صرد بمن كان معه من الشيعة إلى الشام , فالتقوا مع أهل الشام عند عين تسمى عين الوردة واقتتلوا قتالاً عظيمًا لمدة ثلاثة أيام ..

يقول ابن كثير : لم ير الشيب والمرد مثله لا يحجز بينهم إلا أوقات الصلوات إلى الليل , ثم انتهى القتال بينهم بقتل سليمان بن صرد رحمه الله وكثير من أصحابه , وهزيمتهم , وعودة من بقى من أصحابه إلى الكوفة , وأما المختار بن أبي عبيد الثقفي فلما رجع من بقى من جيش سليمان إلى الكوفة وأخبروه بما كان من أمرهم , وما حل بهم فترحم على سليمان ومن كان قتل معه , وقال : وبعد ،, فأنا الأمير المأمون قاتل الجبارين والمفسدين , إن شاء الله , فأعدوا واستعدوا وأبشروا ..

يقول ابن كثير: وقد كان قبل قدومهم أخبر الناس بهلاكهم عن وحيه الذي كان يأتي إليه من الشيطان , فإنه قد كان يأتي شيطان فيوحي إليه قريبًا مما كان يوحي شيطان مسيلمة له , ثم إن المختار بعث الأمر إلى النواحي والبلدان, والرساتيق من أرض العراق وخراسان وعقد الألوية والرايات .. ثم شرع المختار بتتبع قتلة الحسين من شريف ووضيع فيقتله ..

المرحلة الرابعة : انشقاق الشيعة الرافضة عن الزيديّة , وباقي فرق الشيعة , وتميزها بمسماها وعقيدتها , وكان ذلك على وجه التحديد في سنة إحدى وعشرين ومائة عندما خرج زيد بن علي بن الحسين على هشام بن عبد الملك , فأظهر بعض من كان في جيشه من الشيعة الطعن على أبي بكر وعمر فمنعهم من ذلك , وأنكر عليهم فرفضوه , فسموا بالرافضة , وسميت الطائفة الباقية معه بالزيديّة .. يقول ابن تيميه رحمه الله : إن أول ما عرف لفظ الرافضة في الإسلام , عند خروج زيد بن علي في أوائل المائة الثانية , فسئل عن أبي بكر وعمر رضي الله عنهما فتولاهما .. فرفضه قوم فسموا رافضة , وقال : ومن زمن خروج زيد افترقت الشيعة إلى رافضة وزيديّة , فإنه لما سئل عن أبي بكر وعمر فترحم عليهما رفضه قوم فقال لهم : رفضتموني .. فسموا رافضة لرفضهم إياه , وسمي من لم يرفضه من الشيعة زيديًًّا لانتسابهم إليه ..
ومنذ ذلك التاريخ تميزت الرافضة عن باقي فرق الشيعة , فأصبحت فرقة مستقلة باسمها ومعتقدها , والله تعالى أعلم ..

هذا وقد تحدث علماء الفرق عن الفرق المنسوبة للشيعة , فذكروا منها : السبئية , والغرابية , والبياتية , والمغيرية , والهاشمية ، والخطابية , والعلبائية , والكيسانية , والزيديّة الجارودية , والسليمانية , والصالحية ، والبترية , وبعض هذه الفرق غالت غلوًا عظيماً , والبعض الآخر أقل غلوًا , ومن أراد الاستزادة فليراجع مقالات الإسلاميين لأبي الحسن الأشعري , والملل والنحل للشهرستاني , والفرق بين الفرق لأبي الظاهر البغدادي , وفرق معاصرة للدكتور غالب بن علي عواجي .. وهو من أفضل من اطلعت عليه من المعاصرين ..

يتبع بمشيئة الله ..

أخوكم المهاجر



نقلته لكم بعد أخد الإذن من الكاتب نفسه

رحال
09-08-2007, 18:31
جزاك الله خير الجزاء

ونفع الله بما تكتبين اخوانك في هذا الجمع المبارك


وجعل لك في كل حرف يقرأ اجر الف حسنه ومحو الف الف سيئه


تقبلي ودي وتقديري ,,,

دخيل الجنايز
09-08-2007, 21:08
والله صح لسانك يا أم احمد والله هم أشر علي الامه من اليهود ,ووالله اني ابغضهم في الله

قال الله تعالي :ان يثقفوكم يكونوا لكم اعداء ويبسطوا اليكم ايديهم وألسنتهم بالسوء وودوا لو تكفرون .

ولكم في العراق وما يحدث بهال عبرة العبر.
فاعتبروا يا اولي الابصار
ابو يوسف( المهاجر )

Om Ahmed
09-08-2007, 22:48
أخي الكريم الوليعي

وأخي الفاضل دخيل الجنايز

جزاكما الله خير الجزاء

على مروركما المبارك وردكما الطيب