المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ها أنا جفتْ دموعي فاعفُ عنها انها قبلَك لم تبذلْ لحيْ!!



مسلم و سني و سلفي!
21-01-2006, 22:51
ابراهيم ناجي:

لستُ أنسى ابداً ساعة في العمرِ
نوّحتْ للذِكَرِ وشكتْ للقمرِ
هاك ما قد صبت الريح باذن الشاعر
يقبسان النورَ من روحيْهما كلما قد ضنتِ الدنيا بنورْ
*** ***
أنت قد صيرت أمري عجبا كثرتْ حوليَ أطيارُ الربى
فإذا قلت لقلبي ساعةً قم نغردْ لسوى ليلى أبى
حجبتْ تأبى لعيني ماربا غير عينيك ولا مطلبا
أنتِ من أسدلها لا تدعي انني أسدلت هذي الحُجُبا
ولكم صاح بي اليأسُ انتزعها فيرد القدرُ الساخرُ: دعها
يا لها من خطة عمياء لو أنني أبصر شيئاً لم أطعها
وليَ الويل إذا لبيتُها ولي الويلُ إذا لم أتبعها
قد حنت رأسي ولو كل القوى تشتري عزة نفسي لم أبعها
*** ***
يا حبيباً زرتُ يوماً أيكَهُ طائر الشوق أغنيْ ألمي
لك ابطاءُ الدلالِ المنعمِ وتجنيْ القادرِ المحتكمِ
وحنيني لك يكويْ أعظمي والثواني جمرات في دمي
وأنا مرتقبٌ في موضعي مرهفُ السمعِ لوقعِ القدمِ
*** ***
قدم تخطو وقلبي مشبه موجة تخطو إلى شاطئها
أيها الظالم بالله إلى كم اسفح الدمعَ على موطئها
رحمةٌ أنت فهل من رحمةٍ لغريبِ الروحِ أو ظامئها
يا شفاء الروح روحي تَشتكي ظلمَ آسيها إلى بارئها...
أعطني حريتي أطلقٌ يديّ انني اعطيتُ ما استبقيتُ شيّ
آه من قيدك أدمى معصمي لمَ أبقيهِ وما أبقى عليّ
ما احتفاظي بعهود لم تصنْها والإم الأسر والدنيا لديْ
ها أنا جفتْ دموعي فاعفُ عنها انها قبلَك لم تبذلْ لحيْ
*** ***
وهبِ الطائر عن عشك طارا جفتِ الغدرانُ والثلجُ أعارا
هذه الدنيا قلوب جَمَدتْ خبتِ الشعلةُ والجمرُ توارى
وإذا ما قبس القلبِ غدا من رمادٍ لا تسلْهُ كيف صارا
لا تسلْ واذكرْ عذابَ المصطليْ وهو يذكيهِ فلا يقبسُ نارا
لا رعى اللهُ مساءً قاسيا قد أرانيْ كلَّ أحلامي سدى
ليت شعري أي أحداث جرت أنزلت روحَك سجناً موصدا
صدئت روحك في غيابِها وكذا الأرواح يعلوها الصدا
*** ***
قد رأيتُ الكونَ قبراً ضيقا خيّم اليأسُ عليهِ والسكوتْ
ورأت عيني أكاذيبَ الهوى واهياتٍ كخيوطِ العنكبوتْ
كنت ترثي لي وتدري ألمي لو رثى للدمع تمثال تموتْ
كنت تدعوني طفلاً كلما ثار حبي وتندتْ مقلي
ولك الحق لقد عاش الهوى فيّ طفلاً ونما لم يعقلِ
ورأى الطعنة إذ صوبتها فمشت مجنونة للمقتل
رمت الطفلَ فأدمتْ قلبهُ وأصابتْ كبرياءَ الرجلِ
*** ***
قلت للنفس وقد جزْنا الوصيدا عجلي لا ينفعُ الحزمُ وئيدا
ودعي الهيكلَ شبتْ نارُهُ تأكلُ الركَّعَ فيهِ والسجودا
يتمنّى لي وفائي عودةً والهوى المجروحُ يأبي أن نعودا
لي نحو اللهبِ الذاكي به لَفتة العود إذا صار وقودا
*** ***
لستُ أنسى ابداً ساعة في العمرِ
تحت ريحٍ صفقتْ لارتقاصِ المطرِ
نوّحتْ للذِكَرِ وشكتْ للقمرِ
وإذا ما طربتْ عربدتْ في الشجرِ
هاك ما قد صبت الريح باذن الشاعر
وهي تغري القلب اغراء النصيح الفاجر
*** ***
أيها الشاعر تغفو تذكرُ العهدَ وتصحو
وإذا ما التأم جرحٌ جد بالتذكارِ جرحُ
فتعلمْ كيف تنسى وتعلْم كيف تمحو
أو كل الحب في رأيِكَ غفرانٌ وصفحٌ
هاك فانظرْ عددَ الرملِ قلوبا ونساءْ
فتخيرْ ما تشاءْ ذهب العمرُ هباءْ
ضل في الأرض الذي ينشد أبناء السماءْ
أي روحانية تعصر من طين وماءْ ...
*** ***
أيها الريح أجلْ لكنما هي حبي وتعلاتي ويأسي
هي في الغيبِ لقلبي خلقتْ أشرقتْ لي قبل أن تشرقَ شمسِ
وعلى موعدها أطبقتُ عيني وعلى تذكارها وسدتُ رأسي
جنّتِ الريحُ ونادته شياطين الظلام..
أختاماً كيف يحلولك في البدء الختام
*** ***
يا جريحا اسلمَ الجرحَ حبيبا نكأهْ
هو لا يبكي إذا الناعي بهذا نبأهْ
أيها الجبار هل تصرع من أَجل امرأهْ..
*** ***
يا لها من صيحةٍ ما بعثت عنده غير أليمِ الذكرِ
ارقت في جنبه فاستيقظت كبقايا خنجر منكسرِ
لمع النهرُ وناداه له فمضى منحدراً للنهرِ
ناضبُ الزادِ وما من سفرِ دون زادٍ غير هذا السفرِ
*** ***
يا حبيبي كل شيء بقضاءْ ما بأيدينا خُلِقْنا تعساءْ
ربما تجمعُنا أقدارُنا ذات يومٍ بعدما عزّ اللقاءْ
فاذا أنكر خلٌّ خلَّه وتلاقينا لقاءَ الغرباءْ
ومضى كلٌّ إلى غايتِهِ لا تقلْ شيئاً! وقل لي الحظ شاءْ
*** ***
يا مغني الخلد ضيعت العمرْ في أناشيد تغنّى للبشرْ
ليس في الأحياءِ من يسمعنا مالنا لسنا نغني للحجرْ
للجمارات التي ليستْ تعي والرميمات البوالي في الحفرْ
غنّها سوف تراها انتفضتْ ترحم الشادي وتبكي للوترْ
يا نداء كلما أرسلتُهُ رد مقهوراً وبالحظَّ ارتطم
وهتافاً من أغاريد المنى عاد لي وهو نواحٌ وندمْ
رب تمثالٍ جمالٍ وسنا لاح لي والعيش شجو وظلمْ
ارتمى اللحنُ عليهِ جاثياً ليس يدريْ أنه حسنٌ أصمْ
*** ***
هدأ الليلُ ولا قلب له أيها الساهر يدري حيرتكْ
أيها الشاعر خذ قيثارتكّ غنِّ أشجانك واسكبْ دمعتَكْ
رب لحن رقص النجُم له وغزا السحب وبالنجم فتكْ
غنّهِ حتى نرى سترَ الدجى طلع الفجرُ عليه فانهتكْ
وإذا ما زهرات ذعرت ورأيت الرعبَ يغشى قلبها
فترفقْ واتئدْ واعزفْ لها من رقيقِ اللحنِ وامسحْ رعبَها
ربما نامتْ على مهدِ الأسى وبكتْ مستصرخاتٍ ربها
أيها الشاعر كم من زهرةٍ عوقبتْ لم تدرِ يوماً ذنبَها
***

الجازي
28-01-2006, 02:59
أهلا بك أخي مسلم وسني وسلفي ,,

قصيدة الأطلال للشاعر ابراهيم ناجي يبدو أنك نقلتها دون تنسيق مما اضطرني لحذف بعض الأبيات غير المنسقة واكتفيت بما تبقى ,,,

شاكرة لك مشاركتك ,,